ضيفان كريمان يزوران الجامعة سعادة الدكتور عبد العزيز بن صالح العمار وسعادة الدكتور/ محمد سعد الدوسري حفظهما الله

بقلم: التحرير                                                                    

         زار  سعادة الدكتور عبد العزيز بن صالح العمار حفظه الله – وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية سابقًا، ويرافقه سعادة الدكتور/محمد بن سعد الدوسري- الملحق الديني في بعض الدول الإسلامية مدة طويلة- الجامعةَ الإسلامية: دارالعلوم/ديوبند يوم السبت المصادف 7/11/1444هـ الموافق 27/5/2023م.

         واستقبل الضيفين المبجلين في دهلي فضيلة الشيخ السيد أرشد المدني حفظه الله – رئيس هيئة التدريس بالجامعة-، وصحبهما إلى مدينة ديوبند. وصل الضيوف المبجلون إلى مضيف الجامعة في نحو الساعة الواحدة ظهرًا، وكان في استقباله لدى وصوله إليه فضيلة الشيخ عبد الخالق المدراسي حفظه الله – وكيل الجامعة-، والشيخ محمد ساجد القاسمي – أستاذ الفقه والأدب العربي بالجامعة-وكاتب هذه السطور – محمد عارف جميل القاسمي أستاذ الحديث والأدب ورئيس تحرير مجلة «الداعي» الشهرية الصادرة عنها. وكان فضيلة الشيخ المفتي أبو القاسم النعماني رئيس الجامعة على مشوار له لزيارة بعض الأطباء في المدينة لمرض ألمَّ به فتأخر وصوله ولقاؤه مع الضيوف حتى نحو الساعة الواحدة والنصف ظهرًا. 

         وبعد ما تناول الضيوف فطورًا خفيفًا انتظم مجلس مصغر وجرى الحديث عن الجامعة و نشاطاتها ومساعيها الدينية والاجتماعية وبلائها الحسن في خدمة العباد والبلاد عبر عمرها الممتد على قرن ونصف قرن من الزمان. وتطرق الحديث إلى تاريخ الجامعة وخلفية تأسيسها ومزيد عنايتها بالعلوم الإسلامية وتعليمها، وتركيزها على تزويد طلابها بالأخلاق والآداب الإسلامية، و وسائل الدعوة إلى الإسلام، و شدة حرصها على تحقيق أهدافها وغاياتها، والدورالريادي الذي لعبته في تحرير الهند من الاستعمار الإنجليزي الغاشم، وفي مكافحة البدع والخرافات.

         ثم تناول الضيوف الغداءَ في مضيف الجامعة مع رئيس الجامعة ووكيلها وبعض الأساتذة المتواجدين فيه، ثم أخذوا قسطًا من الراحة استعدادا للاجتماع الذي قررت الجامعة عقده بعد صلاة الظهر في الساعة الثالثة والنصف مساء على شرف الضيوف المبجلين. وحضر هذا الاجتماع كبار أساتذة الجامعة بمن فيهم رئيس الجامعة ووكيلها، ورئيس هيئة التدريس، والشيخ نعمت الله الأعظمي، والمفتي محمد أمين، والشيخ مجيب الله الغوندوي، والشيخ حسين أحمد – مدير شؤون التعليم بالجامعة- والشيخ ساجد، وكاتب هذه السطور وآخرون حفظهم الله جميعًا. فكان مجلس تعارف وأنس وعلم وأدب، وحوار، واستمر نحو ساعة ونصفٍ.

         وكانت هذه الزيارة ثالثة أو رابعة لسعادة الدكتور/عبد العزيز العمار حفظه الله، وهو – فيما أعلم- أحرص الناس وأكثرهم اطلاعًا على الجامعة ونشاطاتها، وإعجابًا بخدماتها، وإشادةً بمساعيها المشكورة في الحفاظ على الكيان الإسلامي في هذه الديار الوثنية، التي حكمها المسلمون قرابة ثمانية قرون، ولكن:

         لكل شيء إذا ما تم نقصان

فلا يغر بطيب العيش إنسان

و

         يمزق الدهر حتمًا كل سابغة

إذا نبت مشرفيات وخرصان

و

         أتى على الكل أمر لا مرد له

حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا

         وصار ما كان من ملك ومن ملك

كما حكى عن خيال الطيف وسنان

و

         وللحوادث سلوان يهونها

وما لما حل بالإسلام سلوان

         دهى الجزيرة أمر لا عزاء له

هوى له أحد وانهد ثهلان

         أصابها العين في الإسلام فارتزئت

حتى خلت منه أقطار وبلدان

و

         قواعد كن أركان البلاد فما

عسى البقاء إذ لم تبق أركان

         تبكي الحنيفية البيضاء من أسفٍ

كما بكى لفراق الإلف هيمان

         على ديار من الإسلام خاليةٍ

قد أسلمت، ولها بالكفر عمران

         حيث المساجد قد صارت كنائس ما

فيهن إلاّ نواقيس وصلبان

         ولا أنسى إن أَنْسَ ما لقيه الوفد الجامعي المكون من رئيس الجامعة، وفضيلة رئيس هيئة التدريس، وفضيلة الشيخ نور عالم خليل الأميني رحمه الله، والمفتي محمد راشد – وكيل الجامعة-، وكاتب هذه السطور من الحفاوة البالغة والترحيب الكبير حين زار الوفد صاحب المعالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية اعتبارًا من 25/شعبان 1434هـ= 5/يوليو 2013م. والذي لعب دورًا ملموسًا في تنسيق هذه الزيارة هو سعادة الدكتور/ العمار حفظه الله، الذي عمل مأدبة دسمةً في بيته بمناسبة هذه الزيارة، حضرها صفوة من كبار العلماء والأدباء والصحافيين في المملكة العربية السعودية، أمثال الشيخ عبد الرحمن الغنام، والشيخ علي الزغبي، والدكتور زين العابدين الركابي، والشيخ عبد الوهاب الطريري، والشيخ سعد البريك. ولا أنسى ما عشت ما قام به سعادته من التعريف بالجامعة وتاريخها المشرق والتنويه بجهودها المشكورة في خدمة الإسلام والمسلمين في هذه البلاد، والذود عن حمى الشريعة الإسلامية من تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.

         وقال سعادة الدكتور العمار حفظه الله فيما قال بهذه المناسبة:

         «فهذه الجامعة لها دور، وأعتقد أنها لاينقصها في الحال كلها حين يقال: الاتجاه الديوبندي فما أحد ينكر أن هناك الروافض وبعض أهل البدع والخرافات الذين للجامعة مواقف منهم، وكذلك في التأصيل العلمي واحترام العلماء ونشر العلم الشرعي الشريف، فنحن نرحب بهم على هذه العلاقة وعلى المحبة، وأنا دائمًا أقول – والله يعلم-: إننا حين نلتقي بإخواننا في الدنيا هنا فيقينًا نلتقي معهم في جنات النعيم، ونحن وهم على طريق واحد نسلكه في الدنيا، والذي هو هدفنا الآخرة، ونرحب بالإخوان، ونود أن يتحدث الشيخ رئيس الجامعة عن الجامعة والشيخ أرشد المدني عن جمعية علماء الهند ودورها في المحافظة على الدين، فقد كان للجمعية دور كبير في المحافظة عليه، وكذلك من الناحية الاجتماعية والسياسية، وكذلك في مواجهة الاستعمار البريطاني، وكذلك في حماية حقوق المسلمين فيتفضل الشيخ بالحديث».

         واستطرد فضيلته قائلا: «في عام 96م ذهبت إلى كراتشي، وقال لنا الشيخ أبوغدة – الله يرحمه-: تمرّ على الشيخ محمد شفيع، فجئت وأنا حقيقة في دهشة من بعض مسائل التكفير، فمررت على الشيخ محمد شفيع، وكلمته عن مسائل التكفير، وكنت صغير السن، وكلمت عن كل شيء في نفسي، وتكلم الشيخ عن التكفير كلامًا علميا، لم أسمعه من قبل، وأرجعني إلى كتاب «إكفار الملحدين». وقال: اقرأ هذا الكتاب، و رجعت وما أخذت الكتاب، فذكرت ذلك للشيخ عبد الفتاح فقال: عندي هذا الكتاب، فأعطاني نسخة منه، ولما تكلم الشيخ عن التكفير وجدته من العلماء غير الصحفيين، غير المفكرين، غير الأدباء، إن أردتَ أن تأخذ العلم فخذ من العلماء، وارجع لهم. وجلسة أو جلستين جلست معه أعطاني قواعد التكفير وكلام العلماء، ونحن كذلك نقول: قيمة هذه المؤسسات قيمة عظيمة جدًّا لا بد أن يحافظ عليها، والأمة تمر اليوم بمصائب كبيرة، وهنا يجب أن يكون الدور لمثل هذه المؤسسات».

         وأدلى كاتب هذه السطور دلوه مع دلاء المشايخ، فقال فيما قال:

         «وكذلك للجامعة دور كبير جدًا في الرد على الفرق الباطلة منذ أول يومها، فالقاديانية عندما نشأت في الجزء الهندي قبل التقسيم، كان أول من قام ضدها ورد عليها هم علماء ديوبند، وعمل الشيخ العلامة أنور شاه  الكشميري كثيرًا من الكتب ضدها، وله دور كبير ونشاطات واسعة في الرد عليها. وكذلك الرد على البريلوية والبدع والخرافات لعلماء ديوبند دور كبيرفيه، حتى عرفوا بالوهابية نسبة إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، فلهم دور كبير ونشاطات واسعة و مناظرات باللسان والبنان كليهما مع البريلوية، حتى أنشئ عندنا في الجامعة قسم للمناظرات و قسم للرد على القاديانية، وأقسام أخرى يتدرب فيها الطالب كيف يتمكن من الرد على الفرق الباطلة، في أنحاء البلاد وخارج البلاد. وكذلك الشيعة – والشيعة في الهند قديمة – وكان لهم دور وسلطة وقوة، وأول من قام ضدهم هم علماء ديوبند، ردوا عليهم حتى تضاءلت آثارهم، و هؤلاء الشيعة من الروافض. وهم الاثنا عشرية منتشرة في أنحاء البلاد، وهذه الجهود قائمة إلى الآن، فلاترفع فرقة باطلة رأسها إلا قام لها علماء ديوبند، كما أن الجامعة أول مدرسة أسست على تبرعات الشعب، ولم يكن يتصور أن هناك مدرسة تقوم على تبرعات الشعب؛ لأن الشعب تبرعاته قد تتضاءل وقد تنقص، وقد يكون كذا وكذا. والمدارس كانت تنفق عليها الحكومات والأثرياء من المسلمين قبل الاستعمار البريطاني».

         وقال الدكتور زين العابدين الركابي:

         «إني قرأت في بعض الكتب للشيخ ثناء الله الأمرتسري يحكي عن شيخه – شيخ الهند – أن الطاولة التي كان يستخدمها لكتب الحديث والتفسير لايستخدمها لكتب المنطق والفلسفة، ويعتبرها إهانة لكتب الحديث والتفسير. وكذلك حلقات تحفيظ القرآن الكريم في المملكة يرجع فضلها إلى الشيخ عبد الماجد، وكذلك جاء الشيخ محمد يوسف إلى الحرمين، فكانت بداية لمثل هذه الحلقات لتحفيظ القرآن الكريم، وهما أخذا من علماء جامعة ديوبند، فهذه كلها من امتداد هذه المدرسة. ولله الحمد. فما يقال عن هذه المدرسة هو ما قيل عمن يقوم بالرد على مذاهب المبتدعة والقاديانية والشيعة، ولله الحمد، أناس متخصصون في كل هذه المجالات. وودّي أن أشكر وأعيد الشكر للشيخ العمار وأود أن يكون هناك نوع من التفاهم بيننا وبينهم، والتعرف على هذه المدرسة. فهذه المدرسة حصن حصين ضد حملات الهندوس، وضد الشيعة فهذه المدرسة هي التي تدافع عن المسلمين. وأعيد الشكر للشيخ العمار وأقول: يبارك الله تعالى في عمره ويكثر من أمثاله».

         واستطرد قائلا: «المذاهب الأربعة اختلفت في الجوانب الفقهية التي تحتمل النظر، ولكن في العقيدة واحدة، والحق أنه ليس هناك فرق بيننا في العقيدة، فالذي يقرأ عقيدة الإمام أحمد، ويقرأ العقيدة الطحاوية يحسب أن الذي كتب العقيدةَ لجنةٌ واحدةٌ. والعقيدة الأم كتبها الطحاوي – وهو من طحا من صعيد مصر- ويقول في مقدمته: هذا ذكرو بيان عقيدة أهل السنة والجماعة على مذهب فقهاء الملة: أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، وأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري، وأبي عبد الله محمد بن الحسن الشيباني رضوان الله عليهم أجمعين، وما يعتقدون من أصول الدين ويدينون به رب العالمين… فالمقصد الأصلي عندهم اتفاق كبير عليه وفي الأمور الاجتهادية لايمكن أن يتفقوا عليها».

         وقال الشيخ عبد الوهاب الطريري: «إذا ذكرت جامعة ديوبند فإننا نتذكر شيئا سمعناه من النشأة الأولى، والإشادة بعلاقتها تأكيد المؤكد، فلا شك أن الجامعة بمنهاجها ونظامها تخرج جيلاً يكون عدة للمستقبل وخلفًا لهؤلاء، ولاشك أن التحديات كثيرة، فلو أن الجامعة – بجانب التأصيل العلمي – ركزت على مهارات التواصل، فإن لها دورًا عظيمًا في إبلاغ رسالة الإسلام».

         وقال الشيخ سعد البريك: «في الواقع ماترك المشايخ للمتأخر شيئًا، ولكن أقول: في العادة الناس يعرفون الأبناء بالأباء، وأما أنا فعرفت الآباء بالأبناء، ماعرفنا دارالعلوم إلا بأبنائها من خلال زيارتي لبريطانيا، كلما دخلت مسجدًا أو مركزا إسلاميا وجدتهم ينتمون إلى دار العلوم. و الأمرالآخر الذي أود أن أقول: ماذا لو أن هذه الدار اعتنت بتأليف ونشر كتاب بما يسمى العقيدة الجادة، ولوأن أحدا لقي الله تعالى على ما جاء عن الرسول ﷺ لكفى؛ لأن الخلاف ما جاء إلا بعد القرون المفضلة. فأصل العقيدة واحدة، وأما الفروع فالخلاف فيها موجود، وفي الحقيقة لما رأيت الناس يختلفون في المسائل الفرعية وضعت كتابًا قصيرًا، ولست من أهل التأليف، وسميته: «الإيجاز في بعض ما اختلف فيه الألباني وابن عثيمين وابن باز»، أوردت فيه من كتاب الطهارة إلى كتاب الجنائز مئة وستين مسألة، ومنها مسائل في العقيدة في أول الكتاب. وكان الخلاف فيها واضحًا. وقلت: هؤلاء اختلفوا وهم من أهل السنة ومع ذلك وقع الخلاف فيهم. ولكن ما سمعنا في بعضهم من بعض لا قدحا ولاذمًا، وما تحاسدوا ولاتباغضوا ولا تدابروا ولاتناحروا، فليكن لنا في هؤلاء أسوة، ولِيَسَعْنا ما وسعَهم».

         وقال الشيخ إبراهيم الزيد الأمين العام للمجلس الأعلى لشؤون المساجد في كلمته الوجيزة: «هذه المرة يحتفى – هذا الاحتفاء- بهؤلاء الضيوف مع أنه بدون مبالغة يأتي إليه وإلينا كبار الضيوف في أسبوع، ولاأدري ما السبب وراء ذلك؟ أكيد إنه الحب الكبير لهؤلاء الضيوف. وأقول: عندنا في لجنة المساجد عناية كبيرة بالمسلمين عامة، وهذه المساعدات لأنحاء العالم القسم الأكبر منه يكون مشاركة في الأنشطة الإسلامية في الأقليات الإسلامية، وفي بلدان العالم كله، بدون تمييز، وللديوبنديين حصة جيدة منها، ونحن لانمُنُّ بها، ولكن للتذكير فقط، كما أن في الجامعات السعودية كلها: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وجامعة أم القرى، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية -منح دراسية مفتوحة في التخصصات الشرعية وغير الشرعية بنسبة عالية جدًّا غير مسبوقة للطلاب ذكورا وإناثًا، فالإخوة في دار العلوم مدعوون للاستفادة من هذه الفرصة. ونقطة أخرى: لاشك أنكم في قلب هذا البلد الضخم الكبير، وتعرفون حجم التغير الكبير الاقتصادي وآمل – وأظن أنه ليس غائبًا عنكم – أن تكون دار العلوم هذه القلعة الشامخة، وهذه المدارس على مستوى هذا التحول التاريخي للهند، ماذا أعددنا لهذا الأمر؟ هل سيكون فيها تطور مع التطور الاقتصادي والانفجار المعلوماتي والتقدم التقني الذي تشهده الهند؟ هل لنا فيه مشاركة؟ هل أعددنا له؟ هل وضعنا شيئًا من خططنا واهتماماتنا لهذا الأمر؟ وهذا الأمر مهم جدًا، و لايغيب عنكم، وأنتم تعلمون ذلك، ولكن هذا نوع من التواصي، وأشكركم على هذه الزيارة الكريمة، وأشكر صاحب الدار على هذه الاستضافة، والحاضرين كذلك».

         وحاصل القول أن سعادة الدكتور العمار حفظه الله تعالى يعرف الجامعة، والجامعة تعرفه، وتقدر دوره في كشف كثير من الشبهات العالقة ببعض الأذهان فيما يتعلق بها.

         وأما سعادة الدكتور/محمد سعد الغامدي حفظه الله فزارها أول مرة، فرغب في التجول في مرافقها والاطلاع على مختلف أقسامها ونشاطاتها عن كثب. فكلَّف فضيلة رئيس هيئة التدريس حفظه الله كاتبَ هذه السطور أن يرافقه في هذا التجوال، فقام الدكتور الدوسري حفظه الله بالتجوال في مختلف مرافق الجامعة. وأزاره كاتب هذه السطور المكتبة المركزية القديمة، التي تحوي نحومئتي ألف مصدر ونحو ألف وخمس مئة مخطوط في مختلف اللغات والعلوم والفنون، كما زار الدكتور الدوسري المباني القديمة والحديثة، والمكتبة المركزية الجديدة قيد اللمسة الأخيرة، وكان إعجابه أكبر وأشدّ بـ«جامع رشيد العملاق» الذي يعدُّ نموجًا هندسيًّا بنائيًّا رائعًا فريدًا من نوعه في الهندسة المعمارية الإسلامية المُطَعَّمَةِ بالطراز المعماري المغولي الهندي، والذي أنشئ قبل نحو خمسة وعشرين عامًا بإشرافٍ من صاحب الفضيلة الشيخ/عبد الخالق المدراسي حفظه الله – وكيل الجامعة وأستاذ الحديث الشريف بها–.

         وسجل الضيوف المبجلون ما يلي من انطاعاتهم عن الجامعة:

          الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحابته أجمعين، أما بعد:

         فبتوفيق الله تعالى يسر الله لنا زيارة الجامعة الإسلامية دارالعلوم/ديوبند، وذلك يوم السبت 7/11/1444هـ، الموافق 27/5/2023م، وكانت الزيارة برفقة فضيلة الشيخ أرشد بن حسين المدني حفظه الله ورعاه، والتقينا بفضيلة الشيخ أبو القاسم النعماني- رئيس الجامعة حفظه الله، وبارك في علمه وعمله- وأصحاب الفضيلة أعضاء هيئة التدريس في الجامعة، والمشايخ في دارالإفتاء في هذه الجامعة المباركة، وتم التعريف بالجامعة واستمعنا إلى ما تقوم به من أعمال وجهود في خدمة العلم والعلماء، وطلبة العلم في الهند وغيرها.

         وقد سررنا بزيارة هذه الجامعة واللقاء بمنسوبي الجامعة والعاملين فيها، سائلين المولى عزوجل أن يبارك في الجهود، ويحفظ العلماء وطلاب العلم، ويزيدهم من فضله العظيم، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وﷺ على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

محمد سعد  الدوسري

7/11/1444هـ

الدكتور/عبد العزيز بن عبد الله العمار 7/11/1444هـ

مجلة الداعي، المحرم – صفر 1445هـ = يوليو – سبتمبر 2023م، العدد: 1-2، السنة: 48

Related Posts