بقلم: التحرير
في أعقاب اندلاع التظاهرات والاحتجاجات ضد الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في الهند وخارجها، وتوالي ردود فعل من المسلمين أصدر رئيس أكبر المرجعيات الدينية في الهند المتمثلة في الجامعة الإسلامية دارالعلوم/ديوبند: المفتي أبو القاسم النعماني حفظه الله في 7/6/2022م بيانًا للصحف يطالب الحكومة الهندية بضرورة تشديد القانون الخاص بالإساءة إلى الأديان أكثر من ذي قبل حتى لاتسول لأحد نفسه الطعنَ في دين من الأديان، والإساءة إلى رموزها من وراء ستار حرية التعبير. ومما لايخفى أن الهند ظلت دولة علمانية تضمن التسامح الديني، والمثل الدينية.ثم شهدت البلاد في السنوات الأخيرة أحداثًا مأساويةً وتصريحاتٍ استفزازيةً نالت من المشاعر والعواطف الدينية نيلا عظيمًا. وللقوى الطائفية والمتطرفة والإعلام المتعاطف معها دور شنيع في بروز مثل هذه الحالات والأوضاع المشينة. ويشتد اليوم استهداف الرموز والكتب الدينية متزامنًا مع ما يحظى به الطائفية في البلاد من مباركات، الأمر الذي نال من سمعة البلاد على المستوى العالمي.
قال فضيلته في بيانه: وكل ذلك مبعث قلق وأسى لدارالعلوم/ديوبند أيضًا. ومما لاشك فيه أن الهند الحرة ودورها الديموقراطي محصلة الجهود الفاقدة المثال التي بذلها علماء دار العلوم/ديوبند.
واستطرد البيان قائلا: وغير خافيةٍ التضحياتُ التي قدمها علماؤها لتحسين سمعة هذه البلاد. وظل المسلمون يصبرون على الألاقي من أجل أمن البلاد وسلامتها والتناغم الطائفي. و أما الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتشكل خطًّا أحمر لكل مسلم، ولكل إنسان منصف، ولايسعه السكوت عليه. وما شهدته بلادنا من أزمة الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في الأيام الأخيرة يستحق كل تنديد واستنكار. ولابد من إنزال العقوبات على الضالعين في هذه الإساءة. ولذا نطالب الحكومة الهندية بتشديد القانون الخاص بالإساءة إلى الأديان والرموز الدينية حتى لاتسول لأحد نفسه الإساءةَ إلى دين أو رمز من رموزه. * * *
مجلة الداعي، المحرم-صفر 1444هـ = أغسطس-سبتمبر2022م، العدد: 1-2، السنة: 47