أنباء الجامعة

بقلم:  مساعد التحرير

ديوبند:

       قال فضيلة الشيخ المفتي أبو القاسم النعماني حفظه الله-رئيس الجامعة الإسلامية: «إن دارالعلوم /ديوبند والمدارس المنتمية إليها لم ولن تقبل المساعدات الحكوميةَ».

       وقال فضيلة: «لاتدرس دارالعلوم اقتراحًا يقضي بقبول المساعدات الحكومية، ونحن مستمرون على موقفنا السابق من ذلك».

       وسبق أن قال فضيلته: «إن المدارس الإسلامية لاتحتاج إلى المساعدات الحكومية».

       وأضاف فضيلته قائلًا: «إن مؤسستنا التعليمية قائمة على مبادئ ثمانية، منها: الحذر كل الحذر من قبول المساعدات الحكومية أيا كانت، والجامعة مستمرة على موقفها هذا. وإن موقفها واضح جلي بغضّ النظر عن الحزب الذي يحكم البلاد».

       واستطرد فضيلته قائلًا: «إن المدارس الدينية تقوم على التبرعات الشعبية، وأما المدارس التي تقبل المساعدات الحكومية فقد انتهت أدوارها، وأصبحت في يد الحكومات، تُصرِّفها كيف تشاء، و عليها– المدارس- أن ترضخ لإرادة الحكومات. وإن المدارس التي تتلقى المساعدات الحكومية قد فقدت حريتها».

       (صحيفة «انقلاب» الأردية اليومية، دهلي الجديدة (ميروت)، ص3، السنة:6، العدد:49، السبت: 28/ جمادى الآخرة 1439هـ الموافق 17/مارس 2018م).

وفد عراقي يزورالجامعة الإسلامية ويطلع على مناشطها التعليمية والتربوية عن كثب

       زار وفد عراقي مكون من كل من الشيخ الدكتور/ إسماعيل عبد عباس الجميلي– إمام جامع الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه، و مدرس الفقه وأصوله بجامعة الإمام أبي حنيفة بالعراق- والشيخ صهيب صباح النعيمي الجامعةَ الإسلامية: دارالعلوم/ ديوبند؛ حيث وصل الضيوف المكرمون إلى الجامعة صباح يوم الأحد: 11/5/1439هـ الموافق 24/2/2018م، وكان في استقباله في دارالضيافة الجامعية بعض مسؤولي الجامعة وكاتب هذه السطور- محمد عارف جميل المباركفوري-.

       ثم تجول الوفد العراقي في مرافق الجامعة، فمرعلى مكتب الرئاسة والمكاتب الإدارية الأخرى ثم عرَّج على مكتبة الجامعة العامرة بالكتب والمخطوطات النوادر، ولفتت انتباه الضيوف المبجلين وفرةُ المخطوطات الغالية في المكتبة، ثم زار مبنى «نودره» الذي يرجع بناؤه إلى قرن فصاعدًا في محيط الجامعة، ثم مر على المباني العتيقة والحديثة في الجامعة، ثم توجَّه إلى جامع رشيد العملاق الذي يعدّ نموذجًا هندسيا مطعمًا بالطراز المغولي والذي أشرف على بنائه فضيلة الشيخ عبد الخالق المدارسي وكيل الجامعة، ثم زار الوفد مبنى المكتبة المركزية قيد الإنشاء، وشرح كاتب هذه السطور أهداف إنشاء هذا المبنى العملاق ذي سبعة أدوار، والذي يحتوي الدور الأرضي منه على قاعة الاختبارات، و الدوران: الأول والثاني على قاعة دارالحديث، والأدوار الأربعة المتبقية على المكتبة المركزية. 

       وقضى الوفد المحترم يومين وليلتين في رحاب الجامعة في لقاءات وزيارات ومدارسات علمية مع مشايخ هذه الجامعة، وأعجب كثيرًا بما رأى وشاهد بأم عينيه من جو علمي وحرص على التعليم والتعلم والتدريس والدراسة. كما تحدث الوفد إلى بعض الطلاب في قسم التخصص العالي في اللغة العربية، الذين رافقوه منذ مقدمه إلى الجامعة حتى عودته منها.

       وفيما يلي انطباعات فضيلة الشيخ الدكتور/ إسماعيل عبد عباس حفظه الله التي سجلها لدى زيارته للجامعة.

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الطيبين وصحابته أجمعين. أما بعد فأقول:

       «الناس دثار ودارالعلوم شِعار»

       فقد يسر الله عز وجل لنا زيارة الجامعة الإسلامية: دارالعلوم ديوبند فالتقينا بعلمائها ومشايخها فلم نجد أرقَ منهم أفئدةً، ولا أحسن منهم استقبالًا، ولا أكثر تواضعًا، ولا أوسع علمًا، ولم تجد العبارات التي تصف حالهم وتفسر قدرهم إلا قول الشاعر:

ليس الخلائق لكم أكفاء

لا يستوي الجهلاء والعلماء

لايستوي نبع ترقرق ماؤه

يروي الأنام وصخرة صَمَّاء

فالعالمون العاملون بعلمهم

باقون ما بقيت هناك سماء

لله طوعًا أوقفوا أبدانهم

ولنشر دين الله هم أمناء

إني لأعجز أن أعدَّ مناقبًا

للعالمين العاملين مالها إحصاء

فتقبلوا مني القليل وشأنكم

أسمى فأين الشعر والإنشاء

       وزرنا طلاب الجامعة كذلك فرأينا في طلابها ما يفرح القلب ويسر النفس من حسن الأدب وجمال المظهر وسلامة الصدر.

       آملين لهذه الجامعة العريقة الدوام والاستمرار في عملها، وأن يحفظ الله مشايخها والقائمين عليها. آمين يا رب العالمين.

محبكم

إسماعيل عبد عباس

إمام جامع الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه

في بغداد، العراق

صهيب صباح النعيمي

إمام جامع التكارته بغداد، العراق

11/جمادى الأولى 1439هـ = 24/2/2018م

       وشدد الدكتور الجميلي على ضرورة إنشاء قسم خاص لنقل تراث علماء هذه الجامعة من اللغة الأردية إلى اللغة العربية، وفيما يلي طلبه الذي قدّمه إلى فضيلة رئيس الجامعة حفظه الله في هذا الخصوص:

إلى/ الجامعة الإسلامية دارالعلوم في ديوبند متمثلة بمديرها شيخنا المربي: أبوالقاسم النعماني حفظه الله ونفع المسلمين بعلمه.

م/قسم الترجمة

       بداية أتقدم لجنابكم الكريم ولعلماء دارالعلوم بخالص الدعاء ووافر الاحترام والشكر على حسن الاستقبال ودوام الإكرام، وإن كنت لا أستطيع عدَّ المناقب ولا وصف المشاعر إلا أن القريحة قالت فيكم:

دارالعلوم ديار العلم والأدب

أسكنتمونا بوسط العين والهدب

دارالعلوم بها الأعلام شامخة

فيها الكنوز التي أغلى من الذهب

       ثم إني أتقدَّم بمقترح لجنابكم الكريم بافتتاح قسم للترجمة تعريبًا لتراث العلماء والسعي لنقله إلى لغات أخر؛ فإن من مؤلفات علمائكم ما يحتاجه طلبة العلم في البلاد، فقد أكرم الله عز وجلَّ علماءكم بحسن الفهم وقوة الحجة وكمال الاستدلال، وهذا ما يميزها، أرجو أن يكون لجامعة دارالعلوم السبق في افتتاح هذا القسم فقد عرفت بالسبق في كل شيء… آملين من جنابكم الكريم ومن مجلسكم الاستشاري الموقر دراسة هذا المقترح، وإني أضع نفسي وما أملك رهن إشارتكم لإنجاح هذا القسم، ولكم مني خالص الدعاء بطول العمر وتمام الصحة وحسن الختام.

محبكم وتلميذكم

إسماعيل عبد عباس الجميلي

إمام جامع الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان رضي الله عنه ومدرس الفقه وأصوله في كلية/ بغداد – العراق

14/جمادى الأولى 1439هـ

خادمكم: صهيب النعيمية

*  *  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، رمضان – شوال 1439 هـ = مايو – يوليو 2018م ، العـدد : 9-10 ، السنة : 42

Related Posts