الأدب الإسلامي
شعر: المهدي محمود عبد الله
سبحان من أسرى بخير من اعتمر
ليره من آياته بعض العبر
أسرى به ليلا وشرفه بما
أعطاه من فيض به سعد البشر
وحباه بالنور الذي أضفى على
كل الوجود سنا ضياء مستمر
وقد اجتباه لخير دين مشرق
متألق بأجل ذكر مستطرج
لما سما المختار سدرة منتهى
ما كان يبلغه الملائك في خفر
فوق السماوات العلا وقد ارتقى
أسمى مكان خصه رب القدر
فهناك ناداه الأمين أن اخترق
حجب الضياء فكم هنالك من وطر
أقبل رسول الله قد نلت المنى
وبلغت أشرف غاية طول العمر
أقبل فحسبك أن تفوز بنفحة
قدسية فيها العطاء المدخر
ودنا رسول الله يغمره السنا
فرأ جلالا ليس يدركه البصر
نور تألق في رواء غامر
عنه البصيرة أوجزت خير الصور
نور إذا ما انساب فيض شعاعه
عبر الدنا بهر الكواكب والقمر
في ظله سجد الرسول مهللا
مستبشرا جذلا فما «زاغ البصر»
سجد النبي لذي الجلال مرددا
شكرا لك اللهم تجزي من شكر
جل الإله فلا، تحيط بكنهه
أفهام كل الخلق مهما تدكر
هو قادر جلت بدائع صنعه
وتنزهت ذات العلى المقتدر
سبحانه يعطي ويمنح خلقه
ما شاء من فيض «فهل من مدكر»
أعطى فأرضى خير هاد سؤله
في الدين والدنيا وأجزل بل غمر
حتى أتى خير الأنام مكللا
بالحسنيين وبالهداية فانتصر
صلى عليه الله ماقرأ امرؤ
في الذكر آيات الهداية والسور
* * *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، رجب 1439 هـ = مارس – أبريل 2018م ، العدد : 7 ، السنة : 42