الأدب الإسلامي
شعر: سامي أبو بدر، جمهورية مصرالعربية
نَوْحُ الثَّكَالَى على الأطلالِ يَرثِينا
فهَيَّجَ النَّوْحُ جُرْحًا بَالغًا فِينا
لا الجُرحُ يَشفَى ولا الأحزانُ تَبرَحُنا
وجَذْوَةُ النَّارِ قَطْرٌ مِنْ مَآقِينا
إِنَّا بَكَيْنَا ولَيْتَ الدَّمعَ يَنفعُنا
إِنَّا صَبرْنا ولَيسَ الصَّبرُ يَكْفِينا
يا ويْحَ أَمْجَادِنا ناءَتْ ويا أَسَفَى
لمْ يَبْقَ مِنْها سِوَى طَيْفٍ يُقاضِينا
سَفْكٌ وسَلْبٌ وآهَاتٌ تُمَزِّقُنا
والليْلُ مِنْ عِظَمِ البَلْوَى يُواسِينا
وبتُ أسألُ نَفْسِي في غَياهِبهَا
هَلْ يُشرقُ الفجرُ؟ أمْ طالَتْ لَيالِينا؟!
والقُدْسُ تَرنُوا إلَى (الْـمِلَيارِ) بَائِسَةً
تُوحِي بشكوَى تُعانِيها وتُخْزِينا
مَكْلُومَةَ القلبِ مِنْ هَمٍّ يُؤَرقُهَا
والصَّمتُ أَطْبقَ، والأقصَى يُنادِينا
صُمٌّ وعُمْيٌ في ضَلالَتِنا
غَرقَى مَصَار عِنا أَسْرَى مَلاهِينا
هَلْ مِنْ أُبَاةٍ أَعَادَ الحقُّ هَيْبَتَهُمْ
يَمضُونَ صَفًّا عَلَى مِنهاجِ هَادِينا؟
قُمْ يا (بلالُ) وأَذّنْ بالحَياةِ عَلَى
مَسامِعِ القَومِ عَلَّ اللهَ يُحْيينا
قُمْ يا (صلاحُ) فمَنْ لِلقُدسِ يَنصُرُهَا؟
والمسلِمونَ شَتاتٌ في بَوادِينا
سِرْ بالْحُشُودِ إليهَا دُونَما وَجَلٍ
واجْعَلْ لَنا الأرضَ (جَالُوتًا) و(حِطِّينا)
وطارِدِ الخَوْفَ فِي أَحشاءِ مَنْ وَهَنُوا
وَمَنْ يَهابُ الرَّدَى إنْ يَدْعُ دَاعِينا
الأرضُ باتَتْ علَى أبوابِ زَلْزَلَةٍ
مِنْ دَوْحَةِ الأمَلِ الْمنشُودِ تُدنِينا
لِتُشرقَ الشَّمسُ في أرجاء دَوْلَتِنا
ويَحمِلَ الليلُ عَنَّا مِنْ مَآسِينا
لَنْ يَنْعَمَ البَغْيُ مَا دَامَتْ بنا مُهَجٌ
تَتُوقُ لِلحَقِّ نَفدِيهِ ويَفدِينا
* * *
* *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، ذوالقعدة 1437 هـ = أغسطس – سبتمبر 2016م ، العدد : 11 ، السنة : 40