أنباء الجامعة
إعداد : الطالب محمد إبراهيم الغازي آبادي
طالب بقسم اللغة العربية وآدابها بالجامعة
عقدت جمعية النادي الأدبي لطلبة دارالعلوم احتفالها السنويّ في اللَّيلةِ المتخلِّلة بين الخميس والجمعة فيما بين 13 – 14 جمادى الأولى 1431هـ الموافق 28 – 29/ أبريل 2010م في قاعة الحديث التحتانية، إثر صلاة العشاءِ مباشرةً برئاسة الشيخ الأستاذ “محمَّد ساجد” القاسمي – حظفه الله – أستاذ الأدب بالجامعة. واستمرَّ الاحتفال من العاشرة إلى الواحدة إلاَّ الربع. اشترك فيها جميع أعضاء النادي والمسؤولون عنها، وترامى من شتى نواحي الجامعة مئات من الطلبة إلى قاعة الحديث للاشتراك في الحفلة، عندما وقع صوت النادي في اذانهم، وجمع احتفالُ النادي عددًا من كبار الأساتذة والمشرفين عليها، على رأسهم فضيلة الأستاذ، الكاتب العربي البارع “محمد ساجد” القاسمي – حفظه الله – والمشرف على قسم الحاسب الآلي فضيلة الشيخ “عبد السلام” القاسمي، والأستاذ المساعد الأستاذ “إمداد الله”. وكان الاحتفال أدبيًا، وأحرز نجاحًا كبيرًا؛ فقد شارك حسب التقدير الإعلاميِّ على الأقل ثلاث مائة وخمسون من الطلبة، وقدَّم جميعُ المساهمين برامجه حول مواضيع عديدة، وازدانت الحفلة بنشاطاتها المتنوِّعة من الخطب والمحادثات بالإضافة إلى التلاوة مع المديح النبويّ وكلمة الترحيب.
استُهِلَّت الحفلة بتلاوة آيٍ من القرآن الكريم فقد تشرف بها فضيلة الأخ المقرئ “محَمّد أجمل” القاسمي طالب بقسم الإفتاء، وتبعها مديح النبي – صلى الله عليه وسلم – أنشده الأخ “محَمّد زاهد” الباغفتي، عَبَّر فيه عن حبِّه العميق وشغفه الزائد بذات النبي – صلى الله عليه وسلم – ثم تقدم الأخ محمَّد “أرمان” باقتراح الرِّئاسة، وقد أثارت إعجاب المستعمين الخطب التي ألقاها الأخ “محمَّد زيد” حول موضوع: “مكانة السنة في التشريع الإسلامي” والأخ محمَّد رفيع الله، حول موضوع: “أهمية المدارس في العصر الراهن” والأخ “أمين أفسر” حول رحلة “الشيخ نصير أحمد” إلى رحمة الله. وقد أسهب هؤلاء الإخوة الخطباء فيها وأجادوا كما أن الأنشودة العذبة الطريَّة حول: “قضية فلسطين” نفخت في السامعين روحَ النشاط والحماسة، كما أن المحادثة التي كانت تدور حول “مشروع حجز المقاعد للنساء في البرلمان” وهي تعكس مدى مؤامراتِ الأعداء للإسلام التخطيطيَّة، وتدلُّ على أرائهم الخبيثة، كما أفادت بتقليل تمثيل المسلمين ومحاولةِ الحدِّ منهم، على الرغم من أنهم كانوا قليلين في البرلمان من ذي قبل. قام بإعدادها الأخ “محمد لقمان” السيتامرهي.
ومما زاد جوَّ البرنامج علمًا وأدبًا، محادثة أخرى حول: “خدمات علماء ديوبند في الحديث الشريف” وكانت المحادثة، تقدِّر المساعي الجميلة و العنايات التامه، والمجهودات المثالية في نشر الحديث الشريف التي بذلتها علماء هذه الجامعة، والمحادثة تعكس منهج تطبيقهم للأحاديث النبوية على المسائل الفِقهية تنحيًّا عن الإفراط والتفريط اللذين ابتُلِيَ بهما الفرق الإسلامية الأخرى كاللاَّمذهبيَّة، والبريلويَّة، والجماعة الإسلاميَّة، وغيرها، كما أن المحادثة فَنَّدت الدِّعاية التي تُشَنُّ ضِدَّ الجامعة؛ بأنها أقيمت لإثبات المذهب الحنفي الذي يعتمد أصلاً على القياس والعقل، حتى لا يوجد عندهم شيء من الخدمات المعروفة في مجال الحديث، بشكل ملموس من المصنَّفات والمؤلَّفات، وألقت الضوء على الشخصيات الخالدة، الذين لعبوا دورًا هامًّا في نشر الحديث، حتى اضطر الأعداء على شهادة بالفضل والكمال. وأعدَّها الأخ إبراهيم، ونيِّر رضَا.
وأخيرًا طلع الأخ إظهار الحق البستوي بكلمة التحية والترحيب، يشكر خلالها حضرة الرئيس، والأساتذة الأفاضل على قدومهم الميمون، وقبولهم دعوتنا المتواضعة مع تراكم أشغالهم الكثيرة.
وقد تمَّ هناك الجانب الطلاَّبي للبرامج، وقد بقى لبُّ هذا المجلس وخلاصته. وهو الاستماع إلى النصائح الغالية، والدُّرر الثمينة من الأساتذة، فتحدَّث الأستاذ “محمَّد ساجد” القاسمي – رئيس هذه الحفلة – إلى الطلاب.
وقال:
أولاً:
إني أهنِّئكم أيها الأعضاء أعضاء النادي الأدبي الذين عقدوا هذه الحفلة، و قدَّموا فيها خطباً وأناشيد ومسرحيَّات، وكان كل ذلك في لهجةٍ عربيةٍ فصيحةٍ، وهذه الحفلة في الحقيقة هي مظهر من مظاهر المواهب التي حصل عليها أعضاء النادي، عن طريق التمرُّن على الخطابة والكتابة. وأضاف: إن النادي أسَّسَه الأديب البارع، واللُّغوي المثالي، والمعلم العبقري الشيخ وحيد الزمان الكيرانوي. ليس ناديًا من النوادي وليس جمعيَّةً من الجمعيَّات الأخرى، بل هي مدرسة كاملة قد تخرَّج فيها عدد كبير من الكُتَّاب والخطباء في السنين الماضية الذين يكتبون اليوم باللغة العربية ويخطبون فيها، وللكتَّاب والخطباء الذين استفادوا من النادي جماعة منتشرة في العالم. وتابع يقول: إن الله عز وجل قد أتاح لكم فرصةً طيبةً للاستفادة من النادي، وكذا منحكم الفرصةَ الغاليةَ للتعلم في هذه الجامعة؛ لأن الالتحاق بها نعمة من الله عظيمة، فلا بدّ لكم أن تشكروا الله على هذه النعمة الإلهيَّة الكبرى وعليكم أن تطالعوا حياةَ العلماء المتقدمين والأسلافِ السابقين: كيف حصلوا على العلم؟ وكيف تركوا أوطانهم؟ وكيف صبروا على الجوع والعطش؟ وكيف واجهوا الحرمان في سبيل تعلم العلم؟. وانتهت الحفلة بدعاءِ الرئيس في الساعة الواحدة إلا الربع ليلاً. وأدار الحفلة الأخ محمد إبراهيم الغازي آبادي .
* * *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دارالعلوم ديوبند ، شعبان 1431 هـ = يوليو – أغسطس 2010م ، العدد : 8 ، السنة : 34