2 –  العالم الأديب الدكتور عبد الله عباس الندويّ رحمه الله 1344-1426هـ = 1925-2006م

إلي رحمة الله

       بعدما بَرَّحَ به المرضُ طويلاً انتقل إلى رحمة الله تعالى في الساعة الثانية عشرة والدقيقة العاشرة ظهرًا من يوم الأحد 1/من يناير 2006م الموافق غرة ذي الحجة 1426هـ بالتقويم السعوديّ و 29/ذوالقعدة 1426هـ بالتقويم الهندي ، العالم والأديب الهندي السعودي الشيخ الدكتور عبد الله عباس الندوي رحمه الله . وذلك بمستشفى بمدينة «جدة» وعن عمر يناهز 82 عامًا بالتقويم الهجري و 81عامًا بالتقويم الميلادي؛ فإنّا لله وإنّا إليه راجعون .

       وقد صُلِّيَ عليه بالحرم المكي بعد صلاة العشاء مباشرةً في الليلة المتخلّلة بين الأحد والإثنين: 1-2/يناير 2006م الموافق 1-2/ من ذي الحجة 1426هـ بالتقويم السعودي . وحَضَرَ الصلاة عليه مئات آلاف من المصلين بالحرم ، الذين جاؤوا من كل فجّ عميق وأنحاء العالم كله ليؤدوا شعيرة الحجّ رَابع أركان الإسلام ؛ فقد كانت أيام أداء الحج قد حانت . ثم وُرِّي جثمانُه بجنّة المعلاة – المقبرة الشهيرة بمكة المكرمة ، التي تحتضن قبور كثير من الصحابة والصحابيات والتابعين والصالحين وعلى رأسهم أمّ المؤمنين سيدتنا خديجة رضي الله عنها .

       قد كان الفقيد الغالي رحمه الله كثيرَ التردّد إلى الهند لكونه مديرًا للشؤون التعليمية بدارالعلوم ندوة العلماء بمدينة «لكهنؤ» فكان عسى أن تستأثر به رحمةُ الله وهو مُتَوَاجـِدٌ بالهند ولاسيّما خلال إقامته الطويلة بها ؛ ولكن الله كان قد قدّر له الموت في أقدس مكان بوجه الأرض وهو الحرم المكي وما جاوره من الأمكنة والحرم المدني وما جاوره من الأمكنة ، فتوفّاه الله بجدة – وهي على مسافة غير بعيدة من مكة المكرمة وامتدادٌ طبيعيّ لأراضيها المباركة ومدينةٌ من مُدُن الحجاز – . وصُلِّي عليه بالمسجد الحرام ودُفِنَ بمكة بجوار الصحابة والتابعين وكبار الأولياء والصالحين . ممّا يدلّ على أنّه تعالى شاء أن يتغمّده برحمته الخاصّة ويشمله بنعمته الواسعة ، وأنّه تعالى – وهو أعلم بالسرّ والأخفى – تَقَبَّلَ حركاته وسكناته الخيريّة في هذه الدنيا من التعلّم والدراسة ، والتدريس والتعليم ، والكتابة والتأليف ، والدعوة والتبليغ ، والجولات والتنقلات، وحبّه للنبي – ﷺ وصحابتِه – رضي الله عنهم – وبلادِ الإسلام ، ومهدِ الدعوة ، ومولدِ الرسالة ، ومبعثِ الرسول – ﷺ – وقد بدا بتاشيرُ تقبّله تعالى لحبّه البالغ لهذه البقاع الطاهرة إذ مُنِحَ الجنسيّة السعوديّة ليختار مسكنَه بجوار البيت العتيق، فيصبح من سكان البلد الأمين ، ومن قبلُ إذ هَيَّأ تعالى السببَ لنزوله وإقامته بالسعوديّة وعمله بها طويلاً متقلِّبًا بين أعمال شتى ومناصب عديدة .

       إنّي لا إِخَالُ إلاّ أنّه تعالى أراد – وهو أعلم بمشيئته – أن يحاسبه حسابًا يسيرًا يومَ الدين ، فَمَهَّدَ له الطريقَ لسكنى جوار بيته حيًّا ومَيّتًا . وكم من مسلم ؛ بل كم من مسلم صالح ، يموت حيثما يشاء الله مُتَمنِّيًا الموت ليوم الموت بل لحظته بمكة أو المدينة ويدفن بإحداهما ، فلا تُقَدَّر له هذه السعادة، ولا يحظى بهذا الشرف الرفيع ؛ لأنّه لايناله المرأ بجهده ورغبته ، وإنما هي سعادةٌ ينالها المسلم بتقدير العزيز العليم . وقد صَدَقَ تعالى إذ قال:

       «وَمَا تَدْرِيْ نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوْتُ» (لقمان/34)

       لقد كان الشيخ عبد الله عباس النّدوي من العلماء والباحثين المسلمين الذين يجمعون بين التضلّع من علوم الشريعة وبين التعمق في اللغة العربية واللغة الأرديّة . وكان أديبًا مطبوعًا بمعنى الكلمة ، لايَخُطُّ كلمةً إلاّ فصيحةً ، ولايُطْلِق تعبيرًا إلاّ بليغًا ، ولايَنْسِج جملةً إلاّ جميلةَ الصورة حبيبةَ السيرة ، ولايكتب مقالاً إلاّ يحلو في قلبِ القارئ قبل أن يَعْذُبَ في عينه . عبارتُه نسجُ الطبع وفيضُ السلاسة ، معجونةٌ ببركةِ الإيمان ، وعذوبةِ اليقين ، وحلاوةِ الحبّ للدينِ والعقيدةِ والنبيِ – محمد ﷺ – والكتابِ الإلهيّ والأمةِ المسلمةِ . يقرأوها القارئ فيَظُنُّها قطعةً من القلب، وفلذةً من الكبد ، وقُرَاضَةً من الذهب المصفّى، أو معدنٍ أثمنَ منه لايُوْجَدُ إلاّ في خيالِ المؤمن وتفكيرِ الصالح المُتَعَبِّد .

       وإلى جانب براعته في هاتين اللغتين الكريمتين كان له إلمام كبير باللغة الإنجليزية واللغة الفارسيّة ، ولكنّ الأوليين هما اللتان اختارهما لإنتاجاته العلمية والأدبيّة وكتاباته الفكرية والدعويّة . ولاسيّما اللغة الأرديّة التي كَتَبَ وَأَلَّفَ بها في السنوات الأخيرة كثيرًا فأثراها بنتاج علمه وفكره.

       كان علمُ التفسير من بين علوم الشريعة ، وكانت فنونُ الأدب ومواضيع الدعوة والإصلاح من بين الاهتمامات هي التي ظلّت موضعَ عنايته الخاصّة إلى جانب ميل إلى موضوع التاريخ والسيرة النبوية . وقد صدر بقلمه في هذه المواضيع كتاباتٌ ومُؤَلَّفَاتٌ تمتاز بأسلوبها الرائع ، وعرضها الشيق ، وموادّها الدسمة ، ولغتها الشهيّة التي كان يرغب فيها القارئ رغبةَ المُتَذَوِّق في مأدُبةٍ لذيذةٍ .

       وكتاباتُه الأردية ، كان يقرؤها القارئ ، فكثيرًا ما كان يظنّها لغةَ الكاتب الأردي الفارع القدم الأديب الإسلامي البارع الشيخ عبد الماجد الدريا بادي رحمه الله (1309-1397هـ = 1892-1977م) ولاغرو فقد تَشَبَّعَ أيّامَ تحصيلِه بكتاباته التي كان يقرؤها بنهم وشغف . فأَخَذَ عنها عذوبتَه الساحرة ، وعفويّتها الجاذبة ، التي كان يتعامل بها بشكل كان على نجوة من كل شيء يُصَنَّف ضمن «التصنّع» و «التكلّف» و ما إلى ذلك من النقائص الكتابية التي يَمُجُّها الذوقُ السليم ويَتَأَذَّىٰ بها القارئُ المُتَذَوِّق للأساليب اللغويّة الصحيحة .

       ومهما كان المرأ بارعًا في لغةٍ ، ممتلكاً ناصيتَها، وكان ناحتًا فيها أسلوبًا فريدًا يُعْرَفُ به، فلا يقدر على إنتاجها نابضةً بالحياة ، حيّةً بما يُغَذِّي الروحَ ، ويُشَبِّع القلبَ ، ويُروِّي الفكرَ ويُرَبِّي العقيدةَ التي تَتَمَلَّكُ على القارئ مجامعَ تفكيره ومصادر تحرّكه .. لايقدر على ذلك كله مالم يكن صادرًا عنّ الحبّ النبويّ . والاعتقاد بأنّه – ﷺ – إمامُ الكل ومنيرُ السبل وسيّدُ الرسل ، وبأنه لن يتمّ إيمانه مالم يحبّه أكثرَ من حبّه لنفسه ولأولاده ولكل من يحبّه على وجه الأرض .

       كان الشيخ عبد الله الندوي سعيدًا بحظّ وافر من هذا الحبّ الشريف والاعتقاد الكريم ؛ فأنتج أدبًا يَسْطُعُ نورًا، ويَتَأَلَّقُ بركةً ، ويدعو القارئَ لقراءته والاستفادةِ منه والارتواءِ بما فيه من فكر نَيِّر، ورأي خَيِّر، ومعنى شريف .

       كما أنه – رحمه الله – كان مُدَرِّسًا مُؤَهَّلاً يمتلك مقدرةً ممتازةً على الإرسال المُثْمِر، والطرح النافع ، والتفهيم الجيّد ، بتقريب الموادّ إلى أفهام المُتَلَقِّين بالإيجاز والتفصيل المطلوبين في مكانهما ، وبالشرح السهل المُسَهِّل لما يتعرّض له من الموادّ ؛ فيتلقّاها الحضور تَلَقِّيًا عَفْوِيًّا في لذةٍ وطيبِ نفسٍ ، مُزْجِيْنَ له الشكرَ والتقديرَ . وكان ذلك هو أسلوبَه في الحديث العامّ يلقيه في حفل ، وفي الحديث الخاصّ يشاطره الجالسين إليه في المجلس الذي كثيرًا ما ينعقد بشكل عَفْوِيّ فيما بعد تناول العشاء أو بعد صلاة العصر في بيته أو في دار ضيافة بدارالعلوم ندوة العلماء أو في الفناء الذي أمامها . وكانت أحاديثُه الشهيّة تشفّ دائمًا عن تديّنه وصلاحه وحبّه للنبي ﷺ في جانب ؛ وتألّمه من الحالة المؤسفة التي تعيشها الأمة في كل مكان في العالم ؛ ومن القضايا الكثيرة الشائكة التي تواجهها ؛ ومن المخاطر والمحاذير التي تقوم على رأسها فاغرةً فاها في جانب آخر؛ وعن بَصَرِه بأمور الحياة وتعمّقه في اللغتين العربية والأردية ، ومعرفته الدقيقة بمزاياهما وخصائصهما في جانب ثالث ؛ وعن تجاربه الطويلة في مجال التعليم والتربية والأسلوب الناجع لتخريج الجيل المُؤَهَّل للقيادة والوصاية في جانب رابع ؛ وإلى جانب ذلك عن ثقوب نظره ، وانفتاحه وذكائه ، وخفّة روحه ، ووقاره العلمي . فكان مُجَالِسُوه يَجْنُوْنَ ثمراتٍ كثيرة في أوقاتٍ قليلة محدودة ، وكانوا يَتَفَاكَهُون ؛ فلا يَسْأَمُون .

       كان رحمه الله من جيل الدعاة الأدباء الروّاد الذين تَرَبَّوْا وصُنِعُوا على عين سماحة الشيخ الداعية الإسلامي الكبير والمفكر الإسلامي الشهير أبي الحسن علي الحسني الندوي – رحمه الله – (1333-1420هـ = 1914-1999م) وتخرّجوا عليه في العلم والفكر والدعوة والمجاهدة في سبيل الدين ، فكان مُصْطَبِغًا بصبغته في كثير من الجوانب التي يمكن أن يَتَشَرَّبَها أحد في صحبة أحد؛ فعبّها عبًّا، وارتوى منها بشكل لم يفارقه «سكرُها» للحظةِ حياته ؛ فظلّ يتغنّى بها ، ويتحدّث عنها ، ويكتب فيها ، ويدعولها ، ويصدر عنها، في جميع ما يقوم به من العمل والنشاط في حياته . وكانت صبغتُه هذه تتبدّى في حركاته وسكناته ؛ لأنها كانت مُسْتَوْلِيَةً على أعصابه ، مُتَحَكِّمَةً في تفكيره . جزى الله كلا الشيخين : الأستاذ والتلميذ خير ما يجزي عباده المحسنين .

       وكان – رحمه الله – كريم النفس ، شريفَ الطبع ، سمح الصدر، سخي القلب في كل من تعامله مع غيره ، واستضافته لأحد ، وفي كتاباته و خطاباته ، ومُعَايَشَتِه لأهله ولغير أهله . وكان يَتَجَسَّد ذلك في كل ما يقول ويكتب ويعمل . فكان يحترز من كل ما يؤذي أحدًا ، وكان يختار من الكلمات والفقرات ما يَرُوْعُ معنىً ، ويَجْمُلُ مبنىً ، ويَسُرُّ مَحْمِلاً ، ولا يبتدر من قلمه أو لسانه ما يُسِيْءُ إلى أحد شكلاً أو معنى . فإذا ظنّ أحدٌ أن لفظةً في قوله أو قلمه آذته بن معنى . فقرات ما يَرُوْعُ معنىً ، ويَجْمُلُ مبنىً ، ويَسُرُّ مَحْمِلاً ، ولا يبتدرحو من الأنحاء ، وشكا إليه تَأَذِّيَه لسوء فهم أو خطأ واقع في الحمل على المعنى ، بَادَرَ إليه بالاعتذار . وكان كثيرَ الاعتذار إلى الإخوان . وكان رقيقَ القلب ، طَيِّعَ الدمع ، سريعَ البكاء . ووجهُه كان ينمّ عن السهرِ ليلاً والتحرّقِ نهارًا ، ومحاسبةِ النفس في كلّ وقت ، والاستغناءِ عن عيوب الآخرين بالنظر المتصل في عيوبه هو ؛ فكان شأنُه شأنَ المؤمن الصادق يزن كلّ حركة وسكون يصدر منه زنةً دقيقةً ، ويحاول أن يقيس نفسَه بمقياس عادل كلَّ لحظة منشغلاً بذلك عن الالتفات إلى نقائص الآخرين ، التي قَلَّما يخلو منها إنسان خُلِقَ من التراب . ومن شُغِلَ بعيوب نسفه جُمِعَتْ له سعادةُ الدنيا والآخرة .

       نزلتُ عليه ضيفًا على دعوة منه وقتَ التسحّر في بيته في مكة المكرمة ، لدى إحدى قُدُمَاتي إليها في أواسط العقد الثاني من القرن 14 الهجري . فوجدتُه منتظرًا بالباب بمجرد اتصالي به هاتفيًّا من جدّة. وأشبعني – رحمه الله – في هذا الوقت المبارك، في المكان المبارك ، في البلد الأمين ، وبجوار الحرم الكريم، أكلاتٍ شهيّة ، إلى جانب أحاديث شهية ، وحفاوة بالغة مما ترك في نفسى أحسنَ الأثر الذي لن يزول مادمتُ حيًّا ، وجعلني أواصل له الدعاء منذ أن وُفِّقْتُ أن أُوَاصِلَه لكل من المحسنين والمحبين والمعارف . فجزاه الله خيرًا ، وأسكنه بجوار نبينا وشفيعنا محمد ﷺ في جنة الفردوس ، مُبَدِّلاً جميعَ زلاّته حسناتٍ مُضَافَةً إلى حسناته الكثيرة التي هو تعالى أعلم بها .

       وقد كان الشيخ عبد الله – رحمه الله – يعيش حياةً بسيطةً كلَّ البساطة ، رغم ما وَسَّعَ الله عليه في الرزق من خلال شغله لمناصب عديدة ذات أهميّة مدرّة للخير. وكان يهتم بالمخبر أكثر من اهتمامه بالمظهر . كل من لقيه حسبه – إذا لم يكن يعرفه من ذي قبل – رجلاً عاديًّا . وكان يتعامل مع الكل كرجل عاديّ ، فلا يتبنّى الأنفةَ والأُبَّهَةَ في شيء من شؤون حياته ، فكان يلاقيه ملاقيه دونما تردّد أو إعداد وترتيب مسبق فلا يُقَابَلُ منه قطّ بزجر أو ملام أو استياء ، وكان يفاتحه كلُّ صغير وكبير في أي موضوع دون تحضير ذهني يحتاج إليه المرأ لدى ملاقاته أو محادثته مع كبير في العلم والدين ، احتلّ مكانةً مرموقةً في المجتمع ، وكَسَبَ سمعةً طيبةً واحترامًا بين الناس . كان التواضع شعاره ودثاره ، عنه يصدر في كلّ من وظائف الحياة . ومن كان كذلك لايهابه أحد من زائريه إلاّ فيما يتعلّق بحقوق الله عزّ وجلّ الذي الكلُّ مُطَالَبٌ بها صغيرًا كان أو كبيرًا . وكان على سيرة عالم يحترم علمَه الذي حَصَّله بجهد كبير وفي وقت طويل وبعد معاناة في الحياة غير يسيرة ، فيلتزم بمقتضياته ويعمل بها ، ولايُهْدِرُ قيمتَه بإهمال العمل به . العلم لاينفع صاحبَه ولاغيره إذا لم يُعْمَلْ به ، لأنه إذًا يصبح أسطورةً ليس وراءها رصيد من الحقيقة .

محطّات هامّة في حياته

       1- اسمه : الشيخ عبد الله بن أبي الفضل المفتي محمد عباس بن مولانا محمد أنس بن مولانا الشاه نور أحمد بن مولانا الشاه محمد إمام بن المخدوم الشاه نعمة الله بن تاج العارفين المرشد مجيب الله القادري الجعفري الزينبي البهلواروي .

       2- وُلِدَ في 8/ رجب 1344هـ الموافق 25/ دسمبر 1925م .

       3- تُوَفِّيَ بمستشفى بمدينة «جدة» السعوديّة في الساعة الثانية عشرة والدقيقة العاشرة من يوم الأحد غرة ذي الحجة 1426هـ (بالتقويم السعوديّ) الموافق 1/من يناير 2006م .

       4- مسقط رأسه : بهلواري شريف (Phulwari Sharif) بمدينة «بتنه» بولاية «بيهار» بالهند .

       5- التعليم الابتدائي : تلقّاه من والده الشيخ المفتي محمد عبّاس ومن شقيقه الكبير الشيخ الشاه نعمة إمام البهلواروي . وذلك في المدرسة القديمة بـ«فرنكي محل» بمدينة «لكهنؤ» التي كان يقوم فيها الشيخ الشاه نعمة إمام بالتدريس . وواصل الشيخ عبد الله عباس تلقي التعليم بالمدرسة طوال ثلاث سنوات .

       6- التعليم الثانوي والمتوسط والعالي : تلقّاه في دارالعلوم ندوة العلماء بمدينة «لكهنؤ» وتخرج منها حاملاً شهادة «الفضيلة» . وكان من أساتذته فيها سماحة الشيخ السيد أبي الحسن علي الندوي (المتوفى 1420هـ / 1999م) والمحدث الشاه حليم عطاء (المتوفّى 1375هـ / 1955م) والشيخ عبد السلام القدوائي الندوي (المتوفى 1399هـ / 1979م) والبروفيسور محمد سميع الصديقي وغيرهم رحمهم الله جميعًا .

       7- وحصل على شهادة الماجستير حول موضوع «اللغات الساميّة» .

       8- وحاز شهادة الماجستير .

       9- وشهادة الدكتوراه حول موضوع «فلسفة اللُّغَوِيّات» .

       وذلك من جامعة ليديس ببريطانيا (المملكة المتحدة).

أعماله ونشاطاته

       (الف) إثر تخرجه من دارالعلوم ندوة العلماء عمل معلمًا للقرآن الكريم بين كبار السن إلى جانب الأطفال والغلمان ، وذلك ببلدة «رحيم آباد» التي هي من أعمال «لكهنؤ» بإيعاز من الحكيم شرافت حسين الرحيم آبادي .

       (ب) ثم عُيِّنَ أستاذًا للأدب العربي وتدرّج إلى منصب «الأديب الأوّل» بدارالعلوم ندوة العلماء ، وذلك بأمر من الشيخ الأديب محمد ناظم الندوي والشيخ الدكتور عبد العلي الحسني ، فظلّ يقوم بهذه الوظيفة طيلة أكثر من 11 عامًا .

       (ج) وسافر عام 1950م (1369هـ) إلى الحجاز بصحبة سماحة الشيخ أبي الحسن الندوي رحمه الله ، وبرفقة عدد من زملائه الندويين . وذلك ضمن رحلة دعوية أمَرَ بها المسؤولون الكبار في جماعة الدعوة والتبليغ ، ومكث بمكة المكرمة أكثر من عام ، زار خلالها عددًا من المدن السعودية ، وتعرّف بعلمائها ، واتصل بمثقفيها ، وتوطّدت علاقاته بهذه المناسبة بعدد من المثقفين والعلماء ، والدعاة والأدباء ، وقد أفادته هذه العلاقات دينيًّا ودعويًّا ، وثقافيًّا ومعنويًّا .

       (د) ثم تيسّر له الانضمام إلى سلك الإذاعة السعودية بمدينة جدة ، حيث صار وكيلاً لإدارة الإذاعات الشرقية .

       (هـ) عُيِّنَ مديرًا برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة للمنظمات الإسلامية وقسم الأقليات الإسلامية .

       (و) انْتُخِبَ مديرًا للمجلة الإنجليزية الصادرة عن رابطة العالم الإسلامي .

       (ز) وشغل أستاذًا للأدب العربي ومعهد اللغة العربية لغير الناطقين بها بجامعة أم القرى بمكة المكرمة . وأحيل من ذلك إلى المعاش عام 1405هـ / 1985م .

       (ح) وخلال عمله بالمملكة مُنِحَ الجنسيّةَ السعوديةَ ، واستوطن مكة المكرمة ، وبنى بها بيتًا ، كان منزلاً للضيوف ، ومُتَرَبَّعًا للمعارف والإخوان والأصدقاء من سكان الهند وغيرهم .

       (ط) وإثر تقاعده عن جامعة أم القرى ، كثّف رحلاته للهند تواصلاً مع دار علمه : دارالعلوم ندوة العلماء ، واستفادةً من صحبة أستاذه وشيخه الشيخ السيد أبي الحسن الندوي وزملائه وإخوانه الأساتذة بالدار ، وإفادةً لطلاّبها بتجاربه العلمية ، وخبراته الدعوية ، ومكتسباته اللغويّة ، واطّلاعاته الواسعة على أوضاع العالمين العربي والإسلامي ، اللذين يرزحان تحت مكائد اليهودية ، ودسائس المسيحية ، ومؤامرات الصهيونية ، واجتماع الأعداء عليهما ، ونفاق الأصدقاء ، وتكاسل المسلمين ، وتشتت شملهم .

       فَعُيِّن وكيلاً للشؤون التّعليمية بدارالعلوم ندوة العلماء ، إلى جانب مساهماته الفعالة في إدارة شؤونها العامّة ، وفي تطويرها الإداري ، وتأمين مواردها الماليّة ، ومصادرها التنمويّة ؛ فكان خيرَ عون لمسؤوليها بعد الله عزّ وجلّ ، وكان نعم الأخ، ونعم المستشار ، ونعم الدالّ على وجوه الخير.

       (ي) وإلى جانب ذلك عُيِّن مستشارًا فخريًا لدى رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة .

       (ك) وعضوًا في Languistic Society Cambridge ببريطانيا (المملكة المتحدة) .

مؤلفاته:

       1- أساس اللغة العربية في ثلاثة أجزاء (بالعربية) ط: دار ابن كثير بدمشق .

       2- ترجمات معاني القرآن الكريم وتطوّر فهمه عند العرب (بالعربية) ط: دارالإرشاد، بيروت، ورابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة .

       3- المذاهب المنحرفة في التفسير (بالعربية) ط: دارالإرشاد ، جدة .

       4- شرح كتاب النكت في إعجاز القرآن للرماني ، ط: دارالعلوم ندوة العلماء بلكهنؤ .

       5- تَعَلَّمْ لغةَ القرآن الكريم (بالعربية والإنجليزية) صدرت منه طبعات عديدة من كل من جدة ، وبيروت ، وسنغافورة ، وكوالالمبور ، وكراتشي .

       6- قاموس ألفاظ القرآن الكريم (بالعربية والإنجليزية) صدرت منه عشر طبعات من كل من الأمكنة المذكورة .

       7- نظام اللغة الأردية (بالعربية) ، ط: جامعة أم القرى بمكة المكرمة .

       8- دروس الأطفال ط: لكهنؤ .

       9- جند دن ديار غير مين (بالأردية) (مذاكرات رحلة أوربّا) ط: الجامعة الرحمانية بمدينة مونجير، بيهار بالهند .

       10- آسان فقه بالأردية (الفقه الميسّر) ط: لكهنؤ .

       11- عربي مين نعتيه كلام بالأردية (المدائح النبوية) ط: لكهنؤ .

       12- تفهيم المنطق بالأردية ط: لكهنؤ وكراتشي .

       13- بيغمبر أخلاق وإنسانية بالأردية (رسول الأخلاق والإنسانية) ط: درالعلوم سبيل السلام بحيدر آباد بالهند .

       14- تاريخ تدوين سيرت بالأردية (تاريخ تدوين السيرة النبوية) ط: حيدر آباد .

       15- قرآن كريم تاريخ إنسانيت كا سب سـc برا معجزه بالأردية (القرآن الكريم أكبر معجزة في التاريخ البشري) ط: حيدر آباد .

       16- آفتاب نبوت كي جند كرنين بالأردية (أشعة من شمس النبوة) ط: دهلي وكراتشي .

       17- ميرِ كاروان كتاب بالأردية في ترجمة حياة الشيخ أبي الحسن الندوي ، ط: لكهنؤ .

       18- نكارشات بالأردية (كتابات) وهي مجموع مقالاته بالأردية ، ط: دهلي .

       19- مفصل تبصره بالأردية (تعليق مُبَسَّط) ط: لكهنؤ .

       20- رداى رحمت بالأردية (رداء الرحمة) شرح قصيدتي كعب بن مالك والبوصيري في المديح النبوي ، ط: لكهنؤ .

       21- إرشادات نبوي كى روشنى مين نظام معاشرت بالأردية (النظام الاجتماعي في ضوء التعاليم النبوية) وهو ترجمة أردية لكتاب «الأدب المفرد» للإمام البخاري رحمه الله ، ط: لكهنؤ.

       22- روحِ كائنات وفضائلِ درود وسلام بالأردية ، ط: بهلواري شريف ، بتنه ، بيهار .

       23- ترجمة حياته بقلمه بالأردية ، وهو تحت الطبع ، وسيصدر عن الزاوية المجيبية بـ«بهلواري شريف» بمدينة «بتنه» .

       24- مصائب كا مداوا بالأردية ، وهو شرح لقصيدة العلامة النحوي المراكشي ط: لكهنؤ .

       25- كتاب تحت الطبع حول التكرار في القرآن بالأردية .

       26- كتاب كان تحت الإعداد والتأليف بالعربية في شرح الكتاب الشهير «حجة الله البالغة» للإمام الشاه ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي (1114-1176هـ = 1703-1762م) .

*  *  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . محرم – صفر 1427هـ = فبراير – مارس 2006م ، العـدد : 1–2 ، السنـة : 30.

Related Posts