الإسلام دين الله الخالد الصالح لكل زمان ومكان، جاء ليخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، فكان صرخةً في وادٍ لم يعهد إلا عبادة الأوثان والأصنام: أصنام اللحم والدم و الحجر والمدر والشجر، وخاطب عقلية لاتؤمن إلا بما تراه بعينها، وتلمسه ببنانها، وتتحسسه بحواسها الظاهرة البادية؛ عقلية تعارض كل المعارضة، وتنافي كل المنافاة لما دعا إليه الإسلام، ونادى به من الإيمان بالله تعالى وحده، وبالبرزخ والبعث بعد الموت، والحشر والنشر والحساب والكتاب والجنة والنار….

         فعابت هذه العقلية – التي لاترى أبعد من أنفها، ولاتؤمن بما غاب أو خفي عن بصرها و حسها- الإسلام، ونالته بالهمز واللمز، والطعن فيه، وحاولت تشويه سمعته، والانتقاص من قيمته، و جماله الذي يذهب بالقلوب والأبصار، ويستهوي النفوس والأفئدة، و رمته بالقبح، والسوء و العقم، و العجز.

         والحق أن الإسلام دين جميل، أنزله الله تعالى، وهو جميل يحب الجمال، دين يتجلى جماله و حسنه في يسر تشريعاته، وسهولة أوامره ونواهيه، ورفع الحرج، والمشقة، والضيق عن العبد إذا عجز عن القيام بها، وامتثالها، والتقيد بها؛ دين تكاليفه وعباداته وشرائعه كلها منظور فيها فطرة الإنسان، وملحوظ فيها سعته وطاقته.

         فما أجمل الإسلام وأحسنه إذ لم يكلف أتباعه ما لايطيقونه، وأصبح ذلك سمة بارزة لجميع أحكام الإسلام وشرائعه، وتكرر هذا المعنى في آيات عدة: فيقول الله تعالى: ﴿لَا تُكَلَّفُ ‌نَفۡسٌ ‌إِلَّا ‌وُسۡعَهَاۚ﴾ [البقرة:233]، والتكليف بما فوق الوسع والطاقة منفي في الشريعة الإسلامية، فلايكلف أحدٌ نفسًا إلا وسعها، فهو تشريع من الله تعالى  للأمة الإسلامية بأنه ليس لأحد أن يكلف أحدًا إلا بما يستطيعه، كما أنه يوحي إلى أن الله تعالى وعد أنه لايكلف في الأحكام الإسلامية إلا ما يستطيعه المكلف، و يسعه إتيانه والقيام به في العامة والخاصة.

         ويقول الله تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ﴾ [البقرة:286]. «والمستطاع هو ما اعتاد الناس قدرتهم على أن يفعلوه، إن توجهت إرادتهم لفعله مع السلامة وانتفاء الموانع. وهذا دليل على عدم وقوع التكليف بما فوق الطاقة في أديان الله تعالى لعموم (نَفْسًا) في سياق النفي؛ لأن الله تعالى ما شرع التكليف إلا للعمل، واستقامة أحوال الخلق، فلايكلفهم ما لا يطيقون فعله، وما ورد من ذلك فهو في سياق العقوبات، هذا حكم عام في الشرائع كلها. وامتازت شريعة الإسلام باليسر والرفق، بشهادة قوله تعالى: ﴿وَمَا ‌جَعَلَ ‌عَلَيۡكُمۡ ‌فِي ‌ٱلدِّينِ ‌مِنۡ ‌حَرَجٖۚ﴾ [ الحج:78]، وقوله: ﴿يُرِيدُ ‌ٱللَّهُ ‌بِكُمُ ‌ٱلۡيُسۡرَ ‌وَلَا ‌يُرِيدُ ‌بِكُمُ ‌ٱلۡعُسۡرَ﴾ [البقرة:185]. ولذلك كان من قواعد الفقه العامة «المشقة تجلب التيسير». وكانت المشقة مظنة الرخصة، وضبط المشاق المسقطة للعبادة مذكور في الأصول… وما ورد من التكاليف الشاقة فأمر نادر، في أوقات الضرورة، كتكليف الواحد من المسلمين بالثبات للعشرة من المشركين، في أول الإسلام، وقلة المسلمين»(1).

         ويقول تعالى:

﴿لَا ‌نُكَلِّفُ ‌نَفۡسًا ‌إِلَّا ‌وُسۡعَهَاۖ﴾ [الأنعام:152]، ويقول: ﴿لَا ‌نُكَلِّفُ ‌نَفۡسًا ‌إِلَّا ‌وُسۡعَهَآ﴾ [الأعراف:42]، ويقول تعالى: ﴿وَلَا ‌نُكَلِّفُ ‌نَفۡسًا ‌إِلَّا ‌وُسۡعَهَاۚ﴾ [المؤمنون:62].

         وما أجمل الإسلام إذ أراد اليسر في تشريعاته وأحكامه، ولم يرد العسر، يقول الله تعالى: ﴿يُرِيدُ ‌ٱللَّهُ ‌بِكُمُ ‌ٱلۡيُسۡرَ﴾ [البقرة:185]. فالتيسير ملحوظ في شرائع الإسلام وأوامره ونواهيه. وهذا الشطر من الآية وارد في سياق فرض الصيام، والتيسير على المسافر والمريض ونحوهما بقضائه في أيام أخر، والمعنى «بين به حكمة الرخصة أي شرع لكم القضاء؛ لأنه يريد بكم اليسر عند المشقة. وقوله: ﴿وَلَا ‌يُرِيدُ ‌بِكُمُ ‌ٱلۡعُسۡرَ﴾ نفي لضد اليسر، وقد كان يقوم مقام هاتين الجملتين جملة قصر نحو أن يقول: ما يريد بكم إلا اليسر، لكنه عدل عن جملة القصر إلى جملتي إثبات ونفي؛ لأن المقصود ابتداءً هو جملة الإثبات لتكون تعليلا للرخصة، وجاءت بعدها جملة النفي تأكيدًا لها، ويجوز أن يكون قوله: ﴿يُرِيدُ ‌ٱللَّهُ ‌بِكُمُ ‌ٱلۡيُسۡرَ ‌وَلَا ‌يُرِيدُ ‌بِكُمُ ‌ٱلۡعُسۡرَ﴾ تعليلا لجميع ما تقدم من قوله: ﴿كُتِبَ ‌عَلَيۡكُمُ ‌ٱلصِّيَامُ﴾ [البقرة:183] إلى هنا فيكون إيماءً إلى أن مشروعية الصيام وإن كانت تلوح في صورة المشقة والعسر؛ فإن في طيها من المصالح ما يدل على أن الله أراد بها اليسر أي تيسير تحصيل رياضة النفس بطريقة سليمة من إرهاق أصحاب بعض الأديان الأخرى أنفسهم»(2).

         وأشارت الأحاديث النبوية إلى هذا اليسر والرفق في الدين كثيرًا، منها ما رواه البخاري عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة»(3). يقول ابن رجب: «معنى الحديث: النهي عن التشديد في الدين بأن يحمل الإنسان نفسه من العبادة مالا يحتمله إلا بكلفة شديدة، وهذا هو المراد بقوله ﷺ: «لن يشاد الدين أحد إلا غلبه» يعني: أن الدين لايؤخذ بالمغالبة ، فمن شاد الدين غلبه، وقطعه»(4).

         وقال ابن التين: في هذا الحديث علم من أعلام النبوة؛ فقد رأينا، ورأى الناس قبلنا أن كل متنطع في الدين ينقطع، وليس المراد منع طلب الأكمل في العبادة؛ فإنه من الأمور المحمودة؛ بل منع من الإفراط المؤدي إلى الملال، والمبالغة في التطوع المفضي إلى ترك الأفضل أو إخراج الفرض عن وقته كمن بات يصلي الليل كله، ويغالب النوم إلى أن غلبته عيناه في آخر الليل، فنام عن صلاة الصبح. (فسددوا) أي الزموا السداد، وهو الصواب من غير إفراط ولا تفريط، (وقاربوا) أي إن لم تستطيعوا الأخذ بالأكمل فاعملوا بما يقرب منه، (وأبشروا) أي بالثواب على العمل الدائم، وإن قل أو المراد تبشير من عجز عن العمل بالأكمل بأن العجز إذا لم يكن من صنعه لايستلزم نقص أجره، وأبهم المبشر به تعظيمًا له و تفخيمًا، (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة) أي استعينوا على مداومة العبادة بإيقاعهافي الأوقات المنشطة(5).

         ويقول ابن الجوزي في شرح هذا الحديث: «إن هذا الدين يسر» يحتمل وجهين: أحدهما: أن الشريعة سهلة فلاينبغي التشديد على النفس. والثاني: أن يكون المعنى: إنما ينال الدين بالتلطف، ويدل على هذا الوجه قوله: «ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه»(6).

         «فما أعظم هذا الحديث، وأجمعه للخير والوصايا النافعة، والأصول الجامعة؟!؛ فقد أسس ﷺ في أوله هذا الأصل الكبير. فقال: «إن الدين يسر» أي ميسر مسهل في عقائده و أخلاقه وأعماله، وفي أفعاله وتروكه. فإن عقائده التي ترجع إلى الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره: هي العقائد الصحيحة التي تطمئن لها القلوب، وتوصل مقتديها إلى أجل غاية، وأفضل مطلوب، وأخلاقه وأعماله أكمل الأخلاق، وأصلح الأعمال، بها صلاح الدين والدنيا والآخرة. وبفواتها يفوت الصلاح كله. وهي كلها ميسرة مسهلة، كل مكلف يرى نفسه قادرا عليها لاتشق عليه، ولاتكلفه، عقائده صحيحة بسيطة، تقبلها العقول السليمة، والفطر المستقيمة. وفرائضه أسهل شيء»(7).

         وتحدث العالم الهندي الشهير ولي الله الدهلوي-♫- عن اليسر في الدين مفصلا، وساق أمثلة كثيرة على ذلك، ومما قاله الشيخ: قال تعالى: ﴿فَبِمَا ‌رَحۡمَةٖ ‌مِّنَ ‌ٱللَّهِ ‌لِنتَ ‌لَهُمۡۖ ‌وَلَوۡ ‌كُنتَ ‌فَظًّا ‌غَلِيظَ ‌ٱلۡقَلۡبِ ‌لَٱنفَضُّواْ ‌مِنۡ ‌حَوۡلِكَۖ﴾ [آل عمران:159]. وقال: ﴿يُرِيدُ ‌ٱللَّهُ ‌بِكُمُ ‌ٱلۡيُسۡرَ ‌وَلَا ‌يُرِيدُ ‌بِكُمُ ‌ٱلۡعُسۡرَ﴾ [البقرة:185]. وقال رسول الله ﷺ لأبي موسى، ومعاذ بن جبل رضي الله تعالى عنهما لما بعثهما إلى اليمن: «يسرا، ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا، ولا تختلفا»(8). وقال ﷺ: «فإنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين»(9).

         والتيسير يحصل بوجوه منها:

         – ألا يجعل شيء يشق عليهم ركنًا أو شرطًا لطاعة، والأصل فيه قوله ﷺ: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة»(10).

         – ومنها: أن يجعل شيء من الطاعات رسومًا يتباهون بها داخلة فيما كانوا يفعلونه بداعيةٍ من عند أنفسهم كالعيدين والجمعة وهو قوله ﷺ: «لتعلم يهود أن في ديننا فسحة»(11)؛ فإن التجمل في الاجتماعات العظيمة، والمنافسة فيما يرجع إلى التباهي ديدن الناس.

         – ومنها: أن يسن لهم في الطاعات ما يرغبون فيه بطبيعتهم لتكون الطبيعة داعية إلى ما يدعو إليه العقل فيتعاضد الرغبتان، ولذلك سن تطييب المساجد وتنظيفها، والاغتسال يوم الجمعة، والتطيب فيه، و استحب التغني بالقرآن وحسن الصوت بالأذان.

         – ومنها: أن يوضع عنهم الإصر، وما يتنفرون منه بطبيعتهم، ولذلك كره إمامة العبد، والأعرابي ومجهول النسب؛ فإن القوم ينحجمون من الاقتداء بمثل ذلك.

         – ومنها: أن يبقى عليهم شيء مما تقتضيه طبيعة أكثرهم، أو يجدون عند تركه حرجًا في أنفسهم كالسلطان هو أحق بالإمامة، وصاحب البيت أحق بالإمامة، والذي ينكح امرأة جديدة يجعل لها سبعًا أو ثلاثًا، ثم يقسم بين أزواجه.

         – ومنها: أن يجعل السنة بينهم تعليم العلم والمواعظة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لتمتلئ به أوعية قلوبهم، فينقادوا للنواميس من غير كلفة، وكان رسول الله ﷺ يتخولهم بالمواعظة.

         – ومنها: أن يفعل النبي ﷺ أفعالا مما يأمرهم به أو يرخصهم فيه ليعتبروا بفعله.

         – ومنها: ألا يشرع لهم ما فيه مشقة إلا شيئا فشيئًا، وهو قول عائشة  رضي الله عنها : إنما أنزل أول ما نزل منه سور من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء: لاتشربوا الخمر، لقالوا: لاندع الخمر أبدًا، ولو نزل: لاتزنوا، لقالوا: لاندع الزنا أبدًا.

         – ومنها أن لا يفعل النبي ﷺ ما تختلف به قلوبهم، فيترك بعض الأمور المستحبة لذلك ، وهو قوله ﷺ لعائشة: «لولاحدثان قومك بالكفر لنقضت الكعبة، وبنيتها على أساس إبراهيم عليه السلام»(12).

         – ومنها: أن الشارع أمر بأنواع البر من الوضوء والغسل والصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرها، ولم يتركها مفوضة إلى عقولهم؛ بل ضبطها بالأركان والشروط والآداب ونحوها، ثم لم يضبط الأركان والشروط و الآداب كثير ضبط؛ بل تركها مفوضة إلى عقولهم، وإلى ما يفهمونه من تلك الألفاظ، ومايعتادونه في ذلك الباب، فبين مثلا: أنه لاصلاة إلا بفاتحة الكتاب، ولم يبين مخارج الحروف التي تتوقف عليها صحة قراءة الفاتحة وتشديداتها وحركاتها وسكناتها، وبين أن استقبال القبلة شرط في الصلاة، ولم يبين قانونًا نعرف به استقبالها، وبين أن نصاب الزكاة مئتا درهم، ولم يبين أن الدرهم ما وزنه، وحيث سئل عن مثل ذلك لم يزد على ما عندهم، ولم يأتهم بما لايجدونه في عاداتهم، فقال في مسألة هلال شهر رمضان: «فإذا غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين»(13)، وقال في الماء يكون في فلاة من الأرض ترده السباع والبهائم: «إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل خبثا»(14)، وأصله معتاد فيهم كما بينا.

         والسر في ذلك أن كل شيء منها لا يمكن أن يبين إلا بحقائق مثلها في الظهور والخفاء وعدم الانضباط، فيحتاج أيضًا إلى البيان وهلم جرًّا، وذلك حرج عظيم من حيث إن كل توقيت تضييق عليهم في الجملة، فإذا كثرت التوقيتات ضاق المجال كل الضيق، ومن حيث إن الشرع يكلف به الأداني و الأقاصي كلهم، وفي حفظ تلك الحدود على تفصيلها حرج شديد، وأيضًا، والناس إذا اعتنوا بإقامة ما ضبط به البر اعتناءً شديدًا لم يحسوا بفوائد البر، ولم يتوجهوا إلى أرواحها كما ترى كثيرًا من المجودين لايتدبرون معنى القرآن لاشتغال بالهم بالألفاظ، فلا أوفق بالمصلحة من أن يفوض إليهم الأمر بعد أصل الضبط، والله أعلم(15).

         وما أجمل الإسلام وأروعه إذ نفى الحرج عن  الدين كله، يقول الله تعالى: ﴿وَمَا ‌جَعَلَ ‌عَلَيۡكُمۡ ‌فِي ‌ٱلدِّينِ ‌مِنۡ ‌حَرَجٖۚ﴾ [الحج:78].

         قال الشيخ المفتي محمد شفيع رحمه الله: «معنى نفي الحرج في الدين: قيل: ليس فيه إثم لايغفر بالتوبة، وليس فيه ذنب لايجد العبد سبيلا إلى الخلاص من عذاب الآخرة فيه، على العكس من الأمم السابقة؛ فقد كان فيها من الآثام ما لايغفر حتى بالتوبة. وقال ابن عباس  رضي الله عنهما: الحرج ما كان على بني إسرائيل من الآصال التي كانت عليهم، وضَعَها اللهُ عن هذه الأمة». وقيل: المراد به الضيق الذي لايتحمله العبد، وليس في شيء من أحكام هذا الدين، ما لايطاق بنفسه. وأما بعض المشقة فلايخلو منها حكم من أحكام الدنيا. فكم يعاني المرء من المشاق في البحث عن الوظيفة، وفي التجارة والصناعة، ثم لايقال: إن هذه الأعمال شاقة وشديدة للغاية. وأما المشقة التي يواجهها المرء في عمل من الأعمال من جراء البيئة الفاسدة أو المعادية له، أو بسبب عدم شيوعه وانتشاره في البلاد أو المدينة، فلايوصف بأنه عمل شاق وشديد. وإنما شق على صاحبه؛ لأنه لم يجد في البيئة من يساعده على ذلك. هَب أن بلدًا من البلاد لم يتعود أهله صنع الخبز وتناوله فما أشق الحصول عليه فيه؟ مما لايخفى على أحد. ثم لايقول أحد: إن صنع الخبز عمل شاق للغاية. وقال القاضي ثناء الله رحمه الله: «ويمكن أن يقال: معنى قوله تعالى: ﴿مَا ‌جَعَلَ ‌عَلَيۡكُمۡ ‌فِي ‌ٱلدِّينِ ‌مِنۡ ‌حَرَجٖ﴾ أنه تعالى رفع عنكم كلفة التكاليف الشرعية حتى صارت التكاليف الشرعية أرغب إليكم من المرغوبات الطبيعية. وذلك من لوازم الاجتباء. قال رسول الله ﷺ: «جعلت قرة عيني في الصلاة». رواه أحمد والنسائي، والحاكم، وصححه، والبيهقي عن أنس»(16).

محمد عارف جميل القاسمي المباركفوري            (تحريرًا في الساعة الثامنة صباحًا من يوم الأحد: غرة المحرم الحرام 1444هـ = 31/يوليو 2022م)


(1)      ابن عاشور في تفسير الآية.

(2)      ابن عاشور في تفسير الآية.

(3)      صحيح البخاري برقم 39.

(4)      فتح الباري شرح صحيح البخاري له 1/149.

(5)      حاشية السيوطي على سنن النسائي 8/123.

(6)      كشف المشكل من حديث الصحيحين3/531.

(7)      بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار1/77.

(8)      رواه البخاري برقم [3038].

(9)      رواه البخاري برقم [220].

(10)    رواه مسلم برقم [252].

(11)    رواه أحمد في المسند برقم [24855].

(12)    أصل الحديث في صحيح البخاري برقم [1583].

(13)    رواه البخاري برقم [1909]، بلفظ: «فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ».

(14)    شرح معاني الآثار للطحاوي، باب الماء يقع فيه النجاسة، برقم[25].

(15)    حجة الله البالغة /197 وما بعدها.

(16)    معارف القرآن 6/291.والحديث أخرجه الطبراني في معجمه الصغير، برقم[741].

مجلة الداعي، ربيع الآخر 1444هـ = نوفمبر 2022م، العدد: 4، السنة: 47

Related Posts