الفكر الإسلامي

بقلم: العلامة الشيخ شبير أحمد العثماني رحمه الله

(1305-1369هـ/1887-1949م)

تعريب: أبو عائض القاسمي المباركفوري

       وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الألْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٧٩)

فائدة:

       أي أن حكم القصاص وإن كان شاقا فيما يبدو، ولكن أهل العقول يدركون أن هذا الحكم يؤدي إلى الحياة أية حياة؛ فإن خوف القصاص يزع الناس جميعا من الإقدام والتجرئ على القتل، فتصان نفوسهما جميعا، كما أن جماعة القاتل والمقتول كلتاهما تكون في منجاة من القتل و قريرة العين، مطمئنة البال. وكان العرب لايفرقون بين القاتل وغيره، فكانوا يقتلون من ثقفوه، فيؤدي ذلك إلى ضياع الآلاف من النفوس من الفريقين بسبب دم واحدٍ، فإذا تم الاقتصاص من القاتل خاصة؛ فإنه يعين على صيانة النفوس كلها. و يحتمل أن يكون المراد أن القصاص سبب الحياة الأخروية في حق القاتل.

فائدة:

       أي: احذروا قتل أحد خوفا من القصاص، أو احذروا عذاب الآخرة بسبب القصاص، أو المعنى: حيث علمتم حكمة القصاص فاحذروا خلافه أي ترك القصاص.

       كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (١٨٠)

فائدة:

       كان أول الأحكام هو القصاص أي يخص نفس الميت، وهذا الحكم الثاني يخص ماله، وبيان للكلية المذكورة السابقة في قوله: ﴿وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى﴾ (البقرة:177)، وكان الناس على ألا يعطوا من أموال الميت زوجته وأولاده؛ بل أبناءه بصفة خاصة، وأماالوالدان وسائر الأقارب فيحرمون، فأمرهم في قوله هذا بأن يعطوا الوالدين وكافة الأقارب حقهم بالعدل والقسط، و وجب على الميت أن يوصي وفق ذلك، وكانت الوصية فريضة في الوقت الذي لم ينزل فيه آية المواريث. فلما نزلت أحكام المواريث في سورة النساء فرض الله تعالى لكل واحد فريضته، فلم تعد الوصية فريضة فيما تركه الميت،وتلاشت الحاجة إليها. نعم بقي استحبابها، إلا أنه لا وصية لوارث، كما لاتزيد الوصية على الثلث، اللهم إلا إذا خيف على أحد الصراع على الديون والودائع  ونحو ذلك من التصرفات، فإن الوصية فريضة عليه اليوم.

       فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١٨١)

فائدة:

       أي أن الميت أوصى بالمعروف قبل موته إلا أن الذين كان أمر الوصية بأيديهم لم يعطوه ما أوصى به فإن الميت لا ذنب له؛ فقد أدى ما وجب عليه، وإنما الإثم على هؤلاء. والله سميع لأقوالهم عليم بنواياهم.

       فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٨٢)

فائدة:

       أي من خاف من الميت أو علم أنه أخطأ في الوصية لسبب من الأسباب، أو انحاز إلى أحد فيها من غير مبرر، أو أنه تعمد في الوصية على خلاف الحكم الإلهي في ذلك، فتولى الصلح بين أصحاب الوصية و الورثة وفي الحكم الشرعي، فلا إثم عليه، ويجوز مثل هذا التبديل والتغيير في الوصية.

فائدة:

       أي أن الله تعالى يغفر للمسيئين سيئاتهم، فمن أخذ بحجزهم عن ذنب من الذنوب وهو يريد الإصلاح فلأن يغفر الله له أولى.أو نقول: إن الله تعالى يغفر للموصي الذي أوصى بغير معروف، ثم تنبه على ذلك وارتد عن وصيته في حياته.

       يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٨٣)

فائدة:

       هذا الحكم يخص الصوم، الذي هو أحد أركان الإسلام، ويشق كثيرا على النفس والهوى، فذكره بما يشع عن التاكيد والعناية، واستمر هذا الحكم من عهد آدم عليه السلام إلى يومنا هذا. وإن اختلفوا في تحديد أيام الصوم. ما تخلل القواعد السابقة من الأمر بالصبر فإن الصوم من أهم أركانه، وعد الحديث النبوي الصوم نصف الصبر(1).

فائدة:

       أي يعود الصوم النفسّ الإمساك عما يرغب، فيصير في مكنتكم منعها عن رغباتها المحرمة شرعا، كما أن الصوم يقلل من قوة النفس وشهوتها، فتتقون الله تعالى بذلك. وأعظم حِكَم الصوم إصلاح النفس الشريرة، فيتيسرعليها إتيان الأحكام الشرعية التي تشق على المرء ويصير متقيا لله تعالى. واعلم أن صوم رمضان كان فريضة على اليهود والنصارى كذلك، إلا أنهم غيروه وبدلوه بما يوافق أهواءهم، فقوله: (لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ) تعريض بهم، والمعنى: احذروا – أيها المسلمون – المعاصي، لا تخلوا بهذا الحكم كما  أخل به اليهود والنصارى.

       أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١٨٤)

فائدة:

       أي صوموا أياما قليلة تعد، وليست كثيرة، والمراد به شهررمضان، كما سيأتي في الآية اللاحقة.

فائدة:

       أي ثم وضع في هذه المدة اليسيرة من التيسير المتمثل في تخيير المريض الذي يشق عليه الصيام أو كان على سفر بين أن يصوم أو يفطر ويقضي مثله من الأيام في غير رمضان، تابع قضاءه أو فرق فيه.

فائدة 1:

       المعنى كانوا يصومون رمضان، ويشق عليهم كثيرا الصيامُ في أول أمره إذ لم يتعودوا الصيام شهرا كاملا، فخيرهم بين الصيام والفدية من طعام مسكين بملء بطنه في وجبتين، لعدم تعودهم الصيام وإن لم يكن بهم عذر من مرض أو سفر؛ وذلك لأنه إذ أطعم يوما مسكينا فكأنما أمسك نفسه عن طعام يوم واحد، فشابه ذلك الصيام في الجملة، فلما تعودوا ذلك زالت هـذه الرخصة، كما سيأتي بيانه في الآية اللاحقــة. وحمـل بعض السلف «طعام مسكين» على صدقـــة الفطـر، والمعنى الذين يستطيعون الصيام عليهم أن يدفعوا إلى مسكين بقدر طعامه. وقدره الشرع نصف صاع من بر أو صاعا من شعير. فلا تكون  الآية منسوخة حينئــذ. ومـن قــال: من شـاء صام ومن شاء أطعم مكانه مسكينا، ولايلزم الصوم حتما، فقد جهل أو ألحد في الدين.

فائدة:

       أي (فَمَنْ تَطَوَّعَ) أي أطعم مسكينا أكثر من طعام يوم واحد أو أطعم عدة مساكين ملء بطونهم فنعما هي.

فائدة:

       أي إذ علمتم فضل الصوم وحكمته ومنافعه فاعلموا أن الصوم خير لكم من الفدية المذكورة ولاتقصروا في الصوم.

       شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٨٥)

   فائدة:

       ورد الحديث النبوي الشريف بأن صحف إبراهيم والتوراة والإنجيل نزلت في رمضان(2). كما أن القرآن الكريم نزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا جملة واحدة في ليلة الرابع والعشرين من رمضان. ثم نزل نجما نجما حسب الحاجة والمناسبات على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان جبرئيل عليه السلام يدارس النبي صلى الله عليه وسلم في كل رمضان، وكل ذلك يوضح فضل شهر رمضان وعلاقته بالقرآن الكريم وخصائصه كل التوضيح. وعليه شرع التراويح في هذا الشهر، فيجب أن نعتني بخدمة القرآن الكريم كل العناية، إذا تقرر وتعين ذلك.

فائدة:

       أي إذ علمتم ما لهذا الشهر المبارك من الفضائل الخاصة والعظيمة فمن أدرك هذا الشهر فعليه أن يصومه، وأما رخصة الفدية التي نزلت في أول أمره بصورة طارئة فقد توقفت.

فائدة:

       كان يستفاد من هذا الحكم العام أنه ربما ألغيت رخصة المريض والمسافر في الإفطار والقضاء. وكما أن القادر على الصوم منع من الإفطار كذلك لايجوز للمسافر والمريض الإفطار أيضا، وعليه صرح في حقهما بأن رخصة الإفطار في رمضان والقضاء في أيام أخر مستمرة في حقهما على ما كانت عليه سابقا.

فائدة:

       المعنى أن أمرالله تعالى إياكم بصوم رمضان في أول الأمر ثم ترخيصه – لأجل العذر- للمريض و المسافر بالإفطار فيه ثم فرضه عليكم عدةً من أيام أخر، سواء كان القضاء متتابعا أو متفرقا، كل ذلك لاحظ فيه التيسير، وعدم  العسر عليكم، كما أراد أن تكملوا عدة أيام صيامكم، ولاينقص ثوابكم. كما أنه راعى فيه أن تكبروا الله تعالى ربكم على أن هداكم إلى هذه الطريقة الخيرة، كما أراد أيضا أن تشكروه على هذه النعم، وتكونوا من الشاكرين، الله أكبر، ما أنفع عبادة فرضت عليناثم يسرها الله تعالىٰ علينا لما شقت علينا وصعب أداؤها، كما نبه على ما نتدارك به النقص المتسرب إليها عند الفراغ منها!!.

       وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (١٨٦)

   فائدة:

       كان الطعام والشراب والجماع مسموحا بها في أول الأمر في  أول الليل في رمضان حين فرض صومه، فإذا نام الرجل حرم عليه ذلك كله، فصدر من بعضهم خلاف ذلك، وأتوا النساء بعد ما ناموا، وذكروا ذلك للرسول صلى الله عليه وسلم، واعترفوا بتقصيرهم وندموا على ذلك، وسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن التوبة من ذلك. فنزلت هذه الآية، بأنه قد تاب الله عليهم، وأكد عليهم ضرورة الخضوع لأمر الله. ونسخ الحكم السابق ورخص مستقبلا بالأكل والشرب ونحوهما حتى يطلع الفجر الصادق، كما سيأتي ذكره في الآية اللاحقة. ثم تأكد التيسير والعناية الإلهية مما ذكر في الآية السابقة بهذا القرب والإجابة والإباحة كل التأكيد. ومن وجوه الاتصال أن الآية السابقة أمرت بالتكبير لله تعالى، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَقَرِيبٌ رَبُّنَا فَنُنَاجِيهِ أَمْ بَعِيدٌ فَنُنَادِيهِ فنزلت هذه الآية. أي هو قريب يسمع كل شيء، سواء ناجيته أو ناديته، وأما الأمر بالجهر بالتكبير فيما سوى ذلك فلسبب آخر،لا أنه لايسمع الخفي من القول.

       أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (١٨٧)

فائدة 1:

       أي تم الترخيص فيما حرم من قبل من الطعام والشراب والجماع في ليالي رمضان، فأتوا النساء متى شئتم في الليل كله.

فائدة 2:

       المقصود من اللباس غاية الاتصال والاختلاط، أي كما أن الثياب تتصل بالبدن كذلك الزوج والزوجة يختلط بعضهما ببعض.

فائدة 3:

       معنى خيانة النفس: أن تأتوا النساء بعد النوم فتأثمون لأجل مخالفة أمر الله تعالى، فتستحق نفوسكم العقاب، وينقص ثوابها، فعفا عنكم بفضله ورخص لكم في المستقبل.

فائدة 4:

       أي يجب أن يكون المطلوب من قربان النساء ما قدر لكم من الذرية في اللوح المحفوظ، لامجرد قضاء الشهوة، وفيه إشارة إلى كراهة العزل والمنع من اللواط أيضا.

فائدة:

       أي كما أبيح لكم الجماع طوال الليل، أبيح لكم الطعام والشراب في ليالي رمضان إلى الصبح الصادق.

فائدة 5:

       أي أتموا الصيام من الصبح الصادق إلى الليل، وعلم منه أيضا أنه يكره مواصلة الصيام بحيث لايفطر في الليل أيضا.

فائدة 6:

       أي أبيح لكم الجماع في الليل و أما الاعتكاف فلا يقرب النساء خلاله ليلا أو نهارا.

فائدة 7:

       أي ما أعيد من بيان  الحلة والحرمة مما يخص حكم الصوم والاعتكاف من القواعد والضوابط التي قررها الله تعالى، فلا تخرجوا عليها؛ بل حذارِ أن تقربوها، أو المعنى: لاتغيروا فيها قيد أنملة برأي منكم أو حجة من الحجج. 

*  *  *

الهوامش:

(1)      قلت: الحديث: الصوم نصف الصبر: رواه الترمذي في السنن[3519] من حديث رجل من بني سليم، وقال: هذا حديث حسن.

(2)      رواه الإمام أحمد في مسنده [16984]، وغيره عن عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، وَالْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ».

*  *  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، جمادى الآخرة 1439 هـ = فبراير – مارس 2018م ، العدد : 6 ، السنة : 42

Related Posts