القرار الأمريكي بشأن اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل وغضبة العالمين العربي والإسلامي

كلمة العدد

       على الرغم مما أثاره قرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» من ردود الفعل العربية والغربية الغاضبة المتمثل في إعلانه يوم الأربعاء: 6/ديسمبر 2017م (16/ربيع الأول 1439هـ بالتقويم الهندي) بالاعتراف بمدينة القدس عاصمةً لإسرائيل، يعود تاريخ هذا القانون إلى 22 عامًا، والجديد الذي أقدم عليه «ترامب» – المعجونة طينته بحب الإثارة، وجرح مشاعر المسلمين، والإقدام على كل خطوة تُدَمِّر السلام، وتثير التوتّر، وتنشر اللا أمن، وتحمل المجتمع الدولي على التخاصم والتنازع، وتُهَدِّد الأمن العالمي، وتتحدى المجتمع الدولي – هو أنه سيُوَقِّع عليه ليصير نافذًا بصفة رسمية.

       حيث إن «الكونغرس الأمريكي» كان قد صادق في 23/أكتوبر 1995م على قانون يسمح بنقل السفارة الأمريكية من «تل أبيب» إلى مدينة القدس، واعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، وأعطى الرئيس الأمريكي حرّية التوقيع عليه لإقراره. وكان هذا القانون قد منح الرئيس الأمريكي سلطة تأجيل تنفيذه لمدة 6 شهور، وإحاطة الكونغرس بهذا التأجيل. وذلك ما دأب عليه الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون منذ عام 1998م.

       فالجديد هذه المرة أن «دونالد ترامب» أعلن نيته للتوقيع على القرار المذكور المعروف بـ«قانون السفارة بالقدس». وذلك في تَحَدٍّ سافر للمجتمع الدولي الذي يجمع على اعتبار القدس الشرقية مُحْتَلَّة منذ يونيو 1967م حسب قرارات الأمم المتحدة.

       ومع إعلانه في خطابه يوم الأربعاء: 6/ديسمبر 2017م بتوقيعه على القانون صار «ترامب» أول رئيس أمريكي يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وصارت الولايات المتحدة أول دولة تُقِرُّ بذلك رسميًّا.

       إن «ترامب» الداهية الذي تبدو البغضاء من فمه في جميع المواقف ضد الإسلام والمسلمين قد اختار لإعلانه بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، الوقت الحرج الذي يشهد فيه العالم العربي والإسلامي انقسامًا خطيرًا، واضطرابًا لم يوجد له نظير في الماضي على مدار التاريخ الإسلامي، بالإضافة إلى الضعف السياسي والعسكري الذي عملت على تعميقه وتوسيعه في أقطار العالم الإسلامي والعربي القوى الصهيونية والقوى الصليبية المتعاطفة على جميع الأصعدة مع القوى الصهيونية والمتكاتفة معها في محاربة الإسلام وتفشيله على جميع الجبهات.

       إنه قد علم أن العالم العربي متورط في الحروب الداخلية التي تذكيها الحكومة الإيرانية الشيعية وتُدَعِّمُ فعلًا العناصر الشيعية ضد أهل السنة في كل من سوريا، واليمن، ولبنان، والبحرين، كما قد علم أن جمهورية مصر يحكمها بدعم منه الدكتاتور «السيسي» الذي يتعاطف كثيرًا مع الدولة الصهيونية، ويحكم العالمَ العربيَّ أمراءُ وملوكٌ هم أُلْعُوبة في أيدي القادة الأمريكيين وعلى رأسهم «ترامب» فهم رهن إشارتهم، وليس بوسعهم أن يُشَكِّلوا قوة ضاغطة ضد أمريكا أو إسرائيل بأي شكل من الأشكال، ولا توجد على مستوى العالم دولة إسلامية قوية عسكريًّا واقتصاديًّا مرهوبة الجانب تحسب لها أمريكا حسابًا، وتخاف منها عقابًا، وتُشَكِّل تَحَدِّيًا لأي من إسرائيل أو أمريكا أو القوى الغربية.

       لو كان هناك دولة مسلمة على وجه الأرض تضارع أمريكا بنحو ما في القوة العسكرية والقدرة السلاحية والمنتجات الحربية، وكان بوسعها أن تكيل لها الصاعَ صاعًا إن لم تقدر على أن تكيل لها الصاعَ صاعين، لما تجرأ الرئيس الأمريكي الراكب رأسَه «دونالد ترامب» على اتخاذ خطوات استفزازية متصلة ضد الإسلام والمسلمين والدول الإسلامية، آخرها – وليس أخيرها – إعلانه الاعترافَ بمدينة القدس  المُوَحَّدَة – بما فيها الشرقية والغربية – عاصمة لإسرائيل ولم يَدْعُ الخارجيةَ الأمريكيةَ فعلًا لبدء التحضيرات واتخاذ الاستعدادات لنقل السفارة الأمريكية من «تل أبيب» إلى القدس، مصارحًا أن جميع الرؤساء الأمريكيين السابقين الذين رفضوا التوقيعَ على قانون عام 1995م بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل كانوا خاطئين؛ لأن استراتيجيات «واشنطن» السابقة تجاه الشرق الأوسط كانت خاطئة؛ وأنه قد حان الوقت للاعتراف رسميًّا، واليومَ أفي بالوعد الذي قطعتُه على نفسي خلال حملتي الانتخابية.

       ورغم أن التلاعب بالكلمات – أي الاستنكار اللساني من قبل دول العالم لقرار «ترامب» القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل – لا ينفع الفلسطينيين ولا العرب؛ ولكنه تأييد معنوي لا تُنْكَر أهميتُه يخدم مصالح الفلسطينيين والعرب، ويؤكد أن القرار الترامبيّ استفزازيّ ومناقض للرأي العالميّ والمجتمع الدوليّ؛ من ثم استحسن العالم الإسلامي بعاطفيّة بالغة الموقف الذي وقفته الدول الأوربية ومُعْظَمُ دول العالم والمجتمع الدولي في الأغلب، فقد اجتمع مجلس الأمن الدولي الجمعة: 8/ديسمبر 2017م (20/ربيع الأول 1439هـ بالتقويم العربي) في جلسة طارئة بدعوة من ثماني دول لبحث قرار الرئيس الأمريكي «ترامب» المتمثل في الاعتراف بشكل أحادي بالقدس عاصمة لإسرائيل، الذي أثار غضبًا واسعًا في العالم العربي والإسلامي ورفضًا عامًّا من شرفاء العالم حتى من أصدقاء «واشنطن».

       وحَذَّرَ مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط «نيكولاي ملادينوف» قائلًا لمجلس الأمن الدولي: هناك خطر داهم اليوم من أننا قد نرى سلسلة من التصرفات الأحادية التي من شأنها أن تبعدنا عن تحقيق هدفنا المشترك المتمثل في السلام.

       وقال المندوب الفرنسي: إن قضية القدس ذات طبيعة خاصة ونطاقها يتخطى إسرائيل، وإن بلاده لا تعترف بضم إسرائيل للقدس الشرقية، وتراها جزءًا من الأراضي المحتلة.

       وقال المندوب البريطاني: إن بلاده ملتزمة باتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي وفق حدود 1967م، وأضاف: إن القدس الشرقية جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإن الإجراءات الأحادية تقوض فرص السلام الدائم في الشرق الأوسط.

       وقال المندوب السويدي: لا نعترف بقرار «واشنطن» المتمثل في اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.

       وأكد كل من سفراء السويد وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا لدى الأمم المتحدة أن قرار «ترامب» لايتطابق مع قرارات مجلس الأمن الدولي، مؤكدين أن القدس الشرقية جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

       أما المندوب المصري فقال: إن وضع القدس كمدينة محتلة لم ولن يتغير بعد القرار الأمريكي، مصرحًا أن له تأثيرات سلبية للغاية على مسار عملية السلام، ومضيفًا: إن المجتمع الدولي لايعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإن جميع قرارات مجلس الأمن رفضت الاحتلال الإسرائيلي للقدس.

       ومن جانبه قال المندوب الفلسطيني وهو يعبر عن الموقف الموحد الذي يقفه العرب والمسلمون: إن على الولايات أن تتراجع عن قرارها حول القدس المحتلة، مُحَذِّرًا من تداعيات خطيرة لقرار «ترامب» طالبًا من مجلس الأمن أن يؤكد على وضع القدس ورفض القرار الأمريكي.

       وقال المندوبة الأردنية: إن على الولايات المتحدة أن تلعب دور الراعي المنوط بها تجاه السلام، مشددة على أن قرار «ترامب» باطل قانونًا ومخالف لقرارات الشرعية الدولية.

       وكان من الطبيعي أن يثير القرار الترامبي غير القانوني غضب المسلمين والعرب في العالم كله، ولذلك أعلن مجلس جامعة الدول العربية في اجتماع وزراء الخارجية العرب المنعقد بالقاهرة فجر يوم الأحد: 22/ربيع الأول 1439هـ (بالتقويم الهندي) الموافق لـ 10/ديسمبر 2017م، رفضه لقرار الولايات المتحدة الأمريكية بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها من «تل أبيب» إليها؛ وإدانته واعتباره قرارًا باطلًا، وخرقًا خطيرًا للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة وللفتوى القانونية لمحكمة العدل الدولية في قضية الجدار العازل.

       وصَرَّح القرار الصادر عن اجتماع جامعة الدول العربية ذو البنود الستة عشر أن هذا القرار يكرس الاحتلال الإسرائيلي، ويقوض جهود السلام، ويُعَمِّق التوتر، ويفجر الغضب، ويهدد بدفع المنطقة إلى هاوية المزيد من العنف والفوضى وإراقة الدماء وعدم الاستقرار.

       واعتبر القرار العربي المُوَحَّد أن هذا التحول في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه القدس، تطوّر خطير، وضعت به نفسها في موقع الانحياز للاحتلال، وخرق القوانين والقرارات الدولية، وبالتالي فإنها عزلت نفسها كراعٍ و وسيط في عملية السلام. وأكد الاجتماع التمسك بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، خصوصًا القرارات رقم 465، و 476، و478، و2334، التي تؤكد أن جميع الإجراءات والقرارات الأحادية التي تستهدف تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها أو فرض واقع جديد عليها، لاغية وباطلة.

       حتى طالب بعض وزراء الخارجية، مثل وزير خارجية لبنان «جبران» الدول العربية بضرورة النظر في فرض عقوبات اقتصادية على الولايات المتحدة لمنعها من نقل سفارتها إلى القدس. وقال بعضهم: إنه يجب اتخاذ إجراءات ضد القرار الأمريكي بدءا من الإجراءات الدبلوماسية، ومرورًا بالتدابير السياسية، ووصولًا إلى العقوبات الاقتصادية والمالية. وقوبلت كلمة الوزير اللبناني باستحسان أعضاء الوفود والصحفيين العرب الذين كانوا يُغَطُّون الاجتماع.

       وكذلك أكد قادة الدول والحكومات المشاركين في قمة منظمة التعاون الإسلامي، التي اختتمت مداولاتها في «اسطنبول» بـ«تركيا» الأربعاء: 23/ربيع الأول 1439هـ الموافق 13/ديسمبر 2017م، رفضهم وإدانتهم لما سَمَّوْه بـ«القرار الأُحادي وغير القانوني للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل». واعتبروا القرار لاغيًا وباطلًا واعتداءً على الحقوق التاريخية والقانونية والطبيعية والوطنية للشعب الفلسطيني وتقويضًا مُتَعَمَّدًا لجميع الجهود المبذولة لتحقيق السلام، و وصفوا القرار الترامبي بأنه يُصَبُّ في مصلحة التطرف والإرهاب ويهدد السلم والأمن الدوليين، حتى قال محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية: إنه «جريمة كبرى». وأضاف: «لن نقبل بأي دور للولايات المتحدة في عملية السلام؛ لأنها برهنت على انحيازها التام إلى جانب إسرائيل».

       وكانت تركيا – بقيادة «أردوغان» – من أكبر الدول انتقادًا لقرار «ترامب» فقد وصف «أردوغان» إسرائيل بأنها «دولة إرهابية» وانتقد الولايات المتحدة قائلًا: إن يَدَيْها مُلَطَّخَتان بالدماء. ودعا أردوغان قادة دول المنظمة إلى اتخاذ موقف موحد بشأن القدس خلال اجتماعهم اليوم، وأَلْقَى وزير الخارجية التركي اللوم على دول عربية بسبب ردّها «الضعيف والخجول» على الولايات المتحدة.

       إن القرار الترامبي فَجَّرَ غضبًا واسعًا في الدول العربية والإسلامية، فخرج عشرات الآلاف من الناس في مظاهرات حاشدة في العالم كله تضامنًا مع الفلسطينيين، كما اندلعت في الأراضي الفلسطينية احتجاجات صارخة لا تزال مستمرة رفضًا للقرار الأمريكي، مما أدى إلى اشتباكات بين الفلسطينيين والشرطة الصهيونيّة، وشنت إسرائيل غارات جويّةً على قطاع غزة بحجة أن الفلسطينيين أطلقوا صواريخ إلى إسرائيل من قطاع «غزة»، وأسفرت الغارات الصهيونية الجوية عن مقتل عشرات من الفلسطينيين وإصابة عدد كبير منهم.

       رغم جميع هذه الاحتجاجات والمظاهرات وعواطف الغضب والثورة، لا يُرْجَى أن ترتدع أمريكا، وتسحب قرارها، أو ترجع الدولة الصهيونية عن إجراءاتها ضد الفلسطينيين، أو عمليات تكريس احتلالها للقدس ولجميع الأراضي الفلسطينية، أو تشريد أهلها واغتصاب ممتلكاتهم ومصادرة منازلهم وطردهم عنها بالقوة؛ لأن القرارات الأمميّة لم تتجاوز حدَّ «الحبر على الورق» إلى الترجمة إلى الواقع؛ لأن الدول الغربية بما فيها أمريكا تقف بجانب إسرائيل وقوفًا عمليًّا، ولاتلوك إلا الكلمات التي لا تُغَيِّر واقعًا على أرض الواقع، ما لم تصاحبها إجراءات عمليّة تُؤَدِّب إسرائيل، وتجعل أمريكا تُفَكِّر بجديّة في الوقوف موقف العدل والإنصاف من القضيّة الفلسطينية وغيرها من القضايا الإسلاميّة، والدول العربية والإسلامية التي جعلتها أمريكا بقرة حلوبًا وناقة رطوبًا، تُسِيء علفها وتحسن حلبها، وتجعلها خرابًا يبابًا إحدى بعد الأخرى، وتتربص بها دائمًا الدوائر، وتجعل من قادتها وحكامها عملاء أوفياء وعبيدًا أذلاء.

       وهذا الحلم لا يتحقق أبدًا إلّا إذا اتحدت الدول العربية، وساندتها الدول الإسلامية عن إخلاص، وانعدم الانقسام الشنيع بينها، ولا يمكن أن يتحقق في ظل الخلاف والانقسام والشجار الشديد الذي تشهده الدول العربية، وذلك هو الواقع المؤلم الذي تدركه أمريكا، ويدركه «ترامب» بالذات، وتدركه إسرائيل التي تفعل مستغلة إيّاه الأفاعيل مع الفلسطينيين، وتدركه الدول الغربية وجميع القوى المعادية للعرب والمسلمين في العالم؛ من ثم تصنع مع العرب والمسلمين والفلسطينيين ماتشاء.

       لأن الضعيف لايعيره أحد أهمية، ولا يحسب له حسابًا، والعالم العربي والإسلامي، يعاني الضعف بأنواعه: الضعف العسكري، والضعف السياسي، والضعف الاقتصادي، وضعف الصف من أجل الانقسام الهائل الذي جعل الأعداء يفعلون به ماتشاء من الأفاعيل في عقر داره؛ لأنها تعلم أنه جسد بلا روح وخطّ بلا وضوح، وأنه ليس في موقف النفوذ والتأثير ولايشكل «قوة ضاغطة» بأي شكل، لأنه يتناثر كحبّات السبحة، ولا يتحد مثل الدرر المنظومة في سلك.

       ورغم ذلك نُحَبِّذ الموقف المحمود الذي وقفه قادة معظم الدول العربية في المحافل المحلية والمجالس الدولية من قرار «ترامب» الأخير بشأن القدس التي اعتبرها موحدة عاصمة لإسرائيل، ونشيد بعواطف الغضب المتمثلة في الاستنكار الشديد، والتأكيد على رفض القرار الاستفزازي، التي عَبَّروا عنها في التصريحات الصحفية والبيات التي أدلوا بها في الاجتماعات والمؤتمرات التي عقدوها إثر الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل؛ لأن ذلك كان «أضعف الإيمان» الذي لا مرتبة بعده للإيمان، وكان أدنى دلالة على البقية الباقية من الغيرة الإسلامية التي نعتز بها مسلمين، ونفتخر بها عربًا؛ ولأن ذلك قد دلّ بوضوح على أن المسلمين يقفون صفًّا واحدًا – مهما كان الصفّ ضعيفًا ومُخَلْخَلًا – بجانب الفلسطينيين، وأن قضيتهم ليست قضية تراب وطين ولكنها قضية عقيدة ودين، لاتقبل مساومة أو مهادأة، فلن يُفَرِّطُوا فيها رغم ضعفهم واضطراب صفّهم.

(تحريرًا في الساعة الثانية عشرة من ضحى يوم الأحد: 27/ربيع الأول 1439هـ الموافق 17/ديسمبر 2017م).

نور عالم خليل الأميني

nooralamamini@gmail.com

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، جمادى الآخرة 1439 هـ = فبراير – مارس 2018م ، العدد : 6 ، السنة : 42

Related Posts