أنباء الجامعة
بقلم: مساعد التحرير
زار وفد سعودي مكون من كل من الشيخ حامد بن أحمد بن أكرم البخاري- مدرس الحديث الشريف والقراءات بالمسجد النبوي الشريف – والشيخ عامربهجت – مدرس الفقه بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة – وآخرين الجامعةَ الإسلامية: دارالعلوم/ ديوبند؛ حيث وصل الضيوف المكرمون إلى الجامعة في الساعة العاشرة من ليلة يوم الثلاثاء 2/5/1438هـ الموافق 31/1/2017م، وكان في استقبالهم في دارالضيافة الجامعية كل من الشيخ منير الدين وكاتب هذه السطور- محمد عارف جميل المباركفوري-، وتناول الضيوف الفطور الخفيف ثم أووا إلى فراشهم بعد ما أرهقهم السفر الطويل والنشاطات الدعوية المكثفة سحابة النهار.
وفي الساعة التاسعة صباحًا تناول الضيوف الفطور في دارالضيافة الجامعية مع بعض مسؤولي الجامعة، ثم تجولوا في مرافق الجامعة، فمروا على مكتب الرئاسة والمكاتب الإدارية الأخرى ثم عرَّجوا على مكتبة الجامعة العامرة بالكتب والمخطوطات النوادر، واسترعت انتباه الضيوف المبجلين وفرة المخطوطات الغالية في المكتبة، ثم زاروا مبنى «نودره» الذي يرجع بناؤه إلى قرن فصاعدًا في محيط الجامعة، ثم مروا على المباني العتيقة والحديثة في الجامعة، ولم يَفُتْهم زيارة المدرسة الثانوية ودار تحفيظ القرآن الكريم، و استمعوا لتلاوة بعض الطلبة الصغار في دارالتحفيظ، ثم توجهوا إلى جامع رشيد العملاق الذي يعدّ نموذجًا هندسيًا مطعما بالطراز المغولي والذي أشرف على بنائه فضيلة الشيخ عبد الخالق المدارسي وكيل الجامعة، ثم زار الضيوف المبجلون مبنى المكتبة المركزية قيد الإنشاء وكان في استقباله فيه فضيلة الشيخ عبدالخالق المدراسي –وكيل الجامعة- الذي شرح بدوره أهداف إنشاء هذا المبنى العملاق ذي سبعة أدوار، والذي يحتوي الدور الأرضي منه على قاعة الاختبارات، والدوران الأول والثاني على قاعة دارالحديث، والأدوار الأربعة المتبقية على المكتبة المركزية. وتناول الضيوف المبجلون الغداء مع مسؤولي الجامعة وعدد من أساتذتها.
وعقدت الجامعة حفلة ترحيب وتكريم بمناسبة هذه الزيارة الكريمة برئاسة فضيلة رئيس الجامعة الشيخ المفتي أبوالقاسم النعماني حفظه الله من نفس اليوم بعد صلاة المغرب مباشرةً في «جامع رشيد». وبدئت فعاليات الحفل بتلاوة آي من كتاب الله تعالى تشرف بها المقرئ/آفتاب عالم– أستاذ التجويد والقراءات بالجامعة، وتلاه عدد من طلاب الجامعة بأنشودة رائعة فاضت بها قريحة فضيلة الشيخ عبد المجيد سليمان الرويلي- مدرس التفسير والقراءات في المسجد النبوي الشريف لدى زيارته للجامعة في 23/4/1434هـ = 5/3/2013م، مما أثار عجب الحضور والضيف المبجل وشنف آذانهم. ثم تحدث كاتب هذه السطورعن تاريخ الجامعـة وأهـدافها ونشـاطاتها و خصائصها وميزات سياستها التعليمية والتربوية ومواقف مشايخها وأبنائها الرائعة من مختلف القضايا المعنية بالشعب الهندي المسلم و دورهم القيادي في ذلك، مما زاد الضيف المحتـرم معـرفــةً على معرفة بالجامعـة ومشايخها وأعمالها المجيدة عبر قرن ونصف من عمرها. وأدار الحفلة كاتب هذه السطور.
ثم أعطيت الكلمة لفضيلة الشيخ/محمد عامر بهجت الذي استهلها بإسداء الشكر إلى رئيس الجامعة والقائمين عليها ومؤسسيها وأعضاء هيئة التدريس.
ثم تحدث فضيلة الشيخ/محمد بن حامد بن أكرم البخاري إلى الحضور، وأعرب عن غاية فرحه وسروره بزيارة هذه الجامعة، واستهل كلمته بقوله: شرف لي وأنا طالب علم صغير أن أقدم إلى هذه الجامعة العريقة، إلى هذه المنارة العلمية التي أضاءت الدنيا بنور العلم، هذه الجامعة كشجرة طوبي يقول عنها الرسول ﷺ: «إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع في ظلها مئة عام لايقطعها»، مثلها في الدنيا هذه الجامعة العريقة.
واستطرد فضيلته قائلا: «لاتكاد تجد بلدا على وجه الأرض إلا وفيه عالم من أبناء هذه الجامعة أو فيها عالم متخرج على يد ابن من أبناء هذه الجامعة في كل أقطار الدنيا، في الحرمين الشريفين، في مكة المكرمة، في المدينة المنورة، في أقاصي الدنيا حتى في بلاد الكفر، في بريطانيا، في أمريكا، في كندا، في أستراليا، لا تكاد تنزل أرضا إلاوتجد فيها مَن لهذه الجامعة فضل عليه، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى».
وفي النهاية رفع مقدم البرنامج – كاتب هذه السطور- أصالةً منه ونيابةً عن الجامعة: مسؤولين وأساتذة وطلابًا إلى الضيوف المبجلين أسمى آيات الشكر والامتنان على كلماتهم النافعة والنصائح الغالية النابعة من أعماق القلب، المعجونة بالإخلاص والحب لهذه الجامعة، حيث اقتطعوا جزءًا من أوقاته الغالية المزدحمة بالأعمال والرحلات الدعوية والعلمية لزيارة هذه الجامعة. وانتهى هذا اللقاء المبارك في الساعة السابعة والنصف وقد حضره – بجانب وكيل الجامعة فضيلة الشيخ عبدالخالق المدارسي- فضيلة الشيخ عبدالخالق السنبهلي – وكيل الجامعة – وعدد وجيه من أساتذة الجامعة وجم غفير من طلبتها الذين أصغوا آذانهم لكلمة الضيف كأن على رؤوسهم الطير وكان لها وقع عظيم في قلوبهم.
ثم أقيمت صلاة العشاء، ثم تناول الضيوف المبجلون العشاء مع فضيلة شيخنا الشيخ / السيد أرشد المدني – حفظه الله – في بيته.
وسجل فضيلة الشيخ/حامد بن أحمد بن أكرم البخاري انطباعاته عن الجامعة كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وأما بعد:
فقد أكرمني الله تعالى بزيارة القلعة العلمية العريقة والصرح العلمي العظيم أزهر الهند دارالعلوم بمدينة ديوبند، وسرني ما رأيت من فخامة هذه الجامعة، ورأيت مكتبتها العامرة ومبانيها العتيقة والحديثة، كما زرت دارتحفيظ القرآن الكريم واطلعت على تاريخ الجامعة وتاريخ علمائها، الأئمة الأعلام، فسرني جدًا ما رأيت، وحمدت الله على ما منّ وتفضل وتكرم على هذه الجامعة، وكيف أن الله نفع بها و بطلابها حيث انتشروا في أصقاع الأرض كلها، فما من بلد إلا وفيه أحد طلابها، أو طلاب طلابها، فأسأل الله أن يديم هذه الجامعة ويديم النفع بها ويحميها من كل عدو وحاسد ويجعلها منارة لنشر الإسلام وعلومه وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
وكتبه
حامد بن أحمد بن أكرم البخاري
مدرس الحديث الشريف والقراءات
بالمسجد النبوي الشريف
بالمدينة المنورة
يوم الثلاثاء2/5/1438هـ
31/1/2017م
وسجل الشيخ/ عامر بهجت في انطباعاته عن الجامعة ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد شرفت بزيارة دارالعلوم/ديوبند فوجدت جامعة شامخة وجهودًا عظيمةً ورأيت ما يثلج الصدر ويبهج النفس، ويسر الفؤاد ويسعد القلب من تعليم وتدريس للعلوم الشرعية، وحضرنا مجلسا مهيبا في شرح صحيح البخاري ضمن علوم الحديث، ورأينا مشايخ بذلوا أوقاتهم وأعمارهم وما يملكون لخدمة العلم في هذا الصرح العلمي الشامخ، كما مررنا على حلقات القرآن فوجدنا طلابا حفاظا متقنين، كما دخلنا مكتبة دارالعلوم العامرة بالكتب والمخطوطات، ورأينا ما يعجز اللسان عن وصفه، والقلم عن كتابته، و ما راءٍ كمن سمع.
أسأل الله أن يبارك في هذه الجامعة وعلمائها ومشايخها وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتبه
عامر بهجت
مدرس الفقه بالمسجد النبوي
في 2/5/1438هـ
31/1/2017م
وعاد فضيلة الشيخ عمر بهجت إلى المدينة المنورة في أعقاب زيارته للجامعة و أرسل إلى كاتب هذه السطور رسالته هذه:
فضيلة الشيخ/محمد عارف جيمل القاسمي المباركفوري (أستاذ بالجامعة الإسلامية دارالعلوم-ديوبند) حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فإني حاولت كتاب خطاب شكر لكم على ما بذلتموه لنا من جهد ووقت وكرم وحسن خلق وحفاوة، ولكني أيقنت أن اللغة على سعتها ليس فيها من كلمات الشكر ما يوفيكم حقكم، ونعترف بالعجز عن مكافأة معروفكم وكرمكم وفضلكم علينا، نسأل الله أن يتولى مكافأتكم ومجازاتكم وأن يكرمكم بالفردوس الأعلى.
ولئن كا لقاؤنا بكم قصيرًا في الزمان والأيام إلا أننا شعرنا تجاهكم بأخوة ومحبة ومودة كأننا إخوانكم- بل نحن كذلك-، ووجدنا في فراقكم مرارة شديدة، فنسأل الله أن يجمعنا بكم في جنات النعيم، وأن يظلنا بهذا الحب في ظل عرشه يوم لاظل إلا ظله.
كما سعدنا وابتهجنا بما رأينا من الجهود الكبيرة في نشر العلم وتدريسه وخدمته في الجامعة الإسلامية العريقة الضخمة (دارالعلوم – ديوبند) تقبل الله جهودكم وزادكم من فضله.
اللهم إن أخانا محمدعارف جميل قد أكرمنا فأكرمه، وأحسن وفادتنا وضيافتنا فأحسن إليه في الدنيا والآخرة، وأسعدنا فأسعده أضعاف ذلك في الدنيا والآخرة وبذل لنا وقته فبارك له في عمره وعمله ووقته، اللهم منّ عليه بالقوة والصحة والعافية والحفظ والرعاية والتوفيق والسلامة والسعادة والغنى، آمين آمين.
وبلغوا سلامنا وتحيتنا وحبنا للمشايخ والقائمين على دارالعلوم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ومحبكم الداعي
عامر بهجت
المدرس بالمسجد النبوي
ورئيس مكتب فقهاء للتعليم الفقهي
المدينة المنورة، بتايخ/7/5/ 1438هـ
* * *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، رمضان – شوال 1438 هـ = يونيو – يوليو 2017م ، العدد : 9-10 ، السنة : 41