دراسات إسلامية
بقلم: الشيخ عبد الرؤوف خان الغزنوي الأفغاني(*)
إن المدارس الإسلاميّة الأهليّة في شبه القارة الهندية والباكستانية لاتأخذ من الحكومات الداخليّة والخارجيّة دعمًا ماليًّا؛ بل مصدرها الماليّ الأساسيّ هو التوكّل على الله ثم الاعتماد على تبرّعات المسلمين المحسنين، وهي الوسيلة الوحيدة لِتعليم أبناء المسلمين علومَ الكتاب والسنة وتربيتهم تربيةً إسلاميةً، وكفيلة لِوحدها بإعداد رجال مؤهَّلين لحمل المسؤوليات الدينية المتنوّعة من المستوى الأدنىٰ إلى المستوى الأعلىٰ، فيتخرّج فيها علماء وخطباء ومدرّسون وأئمة ومؤذّنون ودعاة إلى الله، فمنهم من يعمل مدرّسًا للعلوم الإسلامية، ومنهم من يقوم بنشر العقيدة الصافية والدعوة إلى الله، ومنهم من يقوم بدحض الأباطيل والبدع وتوعية المسلمين توعية دينية، ومنهم من يعمل مؤذّنًا في المسجد ويقوم بتوعية أطفال الحيّ توعية إسلامية وتعليمهم العقيدةَ الإسلاميّة الأساسيّة وقراءةَ القرآن وكيفيةَ الوضوء والصلاة وما إلى ذلك ممّا يجب على كل فرد من أفراد الأمّة أن يعلمه بصفة كونه مسلمًا.
فهٰذه مسؤولية عظيمة تتكفّل المدارس الإسلامية الأهلية بأدائها لِوحدها بكل نجاح ونشاط؛ لأن مراكز التعليم العصري والمدارس الحكومية تهتمّ بمجرّد تعليم العلوم العصريّة والماديّة، ولاتهمّها العلوم الدينية، فنظرًا إلى أهميّة هٰذه المراكز الدينية يجب على منظميها وأساتذتها وطلابها أن يطّلعوا على مسؤوليتهم، فيقوموا بأدائها حق قيام، ويتمسّكوا بتعاليم الكتاب والسنة، ويقتدوا بسلفهم الصالح، ويجتنبوا كلَّ ما يعود بالضرر على مقاصد هٰذه المراكز الدينية.
مسؤولية المنظِّمين
من مسؤولية المنظِّمين أن يكونوا محافظين على صدقات المسلمين وتبرّعاتهم أشدّ المحافظة بإنفاقها في مواضعها المناسبة وصيانتها من استهلاكها وصرفها في مواضع غير مشروعة أو غير مناسبة، وصيانتها من أيدي أولادهم وأقاربهم؛ لكي لايحسبوها من ممتلكاتهم، وأن يستذكروا دائمًا أن هٰذه الأموال أمانة فُوِّضت إليهم لِينفِقوها على طلاّب العلوم الدينية وعلى مستلزَمات المدارس التي تُرسَل هٰذه الأموالُ بأسمائها أو تُجمَع لِأجلها، وأن يستحضروا بالاستمرار أنهم مسؤولون عن هٰذه الأموال يوم القيامة، وقد سجّل لنا نبيّنا محمد –صلى الله عليه وسلم- أمثلةً تطبيقيّةً حول نواحي الحياة الإنسانية المتنوّعة، فمنها ما يتعلّق بالمحافظة على الأمانات أشدّ المحافظة، فعن أنس – رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- وجد تمرة في الطريق فقال: لولاأني أخاف أن تكون من الصدقة لَأكلتُها (متفق عليه). وعن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: أخذ الحسن بن عليّ تمرةً من تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: كَخْ كَخْ؛ لِيطرحها ثم قال: أما شعرتَ أنا لانأكل الصدقة (رواه البخاري في صحيحه). وهٰكذا كان صحابةُ النبي –صلى الله عليه وسلم- وخلفاءُه الراشدون المهديّون –رضي الله عنهم أجمعين- كانوا يهتمّون بصيانة الأمانات أشدّ الاهتمام، واقتدى بهم أهلُ العلم والتقوى من المسلمين في كل زمان، كما اهتدى بهديهم كبارُ علماء الجامعة الإسلامية «دارالعلوم ديوبند» –الهند، وأذكر بهٰذه المناسبة على سبيل الأنموذج قصّةً لفضيلة الشيخ/محمد منير النانوتوي – رحمه الله- المدير الرابع للجامعة الإسلامية «دارالعلــوم ديــوبند». الذي أدار الجامعةَ نحو سنةٍ واحدة خلال عامَي 1312هـ و1313هـ.
قصّة فضيلة الشيخ/محمد منير النانوتوي
سافر فضيلة الشيخ/محمد منير النانوتوي -مدير «دارالعلوم ديوبند» سابقًا- مرّة إلى مدينة دلهي لِطباعة محضر أعمال «دارالعلوم ديوبند» السنوي، وأخذ معه مئتين وخمسين روبية من صندوق «دارالعلوم» ولكن سُرِق منه هذا المالُ هناك، فلم يخبر الشيخُ أحدًا بهذه الحادثة ورجع إلىٰ وطنه «نانوته» وباع قطعةً من أرضه الشخصية فطَـبَع بثمنها المحضَر ورجع إلى ديوبند، فلمّا اطّلع أعضاء المجلس الاستشاري لِدار العلوم على هذا الخبر استفتَوا فيه سماحةَ الشيخ/رشيد أحمد الكنكوهي -المشرف العام على دار العلوم اٰنذاك-، فأفتىٰ بأن الشيخ/محمد منير كان أمينًا لِهذا المال، وقد ضاع المال بدون تعدٍّ منه، فلاضمان عليه في ضوء الشريعة البيضاء، فعرض عليه أعضاءُ المجلس الاستشاري فتوى سماحة الشيخ الكنكوهي، وطلبوا منه أن يستردّ ذاك المبلغَ من صندوق المدرسة وأصرّوا عليه، ولكنّه رفض قائلًا: إن صاحب هذا الفتوى الشيخ/رشيد أحمد الكنكوهي لوكان قد حدث له مثل هذا الحادث فهل كان يستردّ المبلغ؟ (تاريخ دارالعلوم ديوبندج:2،ص:228- بعد نقله إلى العربية)، وهٰذه القصة نموذج بسيط من مآثر كبار علماء جامعة «دارالعلوم ديوبند» الهند.
تجنّب المنظِّمين عن قبول الهدايا من الموظفين والطلاب
ينبغي للمسؤولين القائمين على الشؤون الإدارية لِهذه المدارس أن يتجنّبوا قبولَ الهدايا من الأساتذة والموظفين والطلاب؛ فإنها من مواضع الشكّ والريب والشبهة، والذي لايجتنب الأمور المشتبَهَة ربما يقع في الحرام، فعن النعمان بن بشير –رضي الله عنه- قال: قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: الحلال بيّن والحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبَهَة، فمن ترك ما شُبِّه عليه من الإثم كان لِما استبان له أَتْرَك، ومن اجترأ على ما يشكّ فيه من الإثم أو شك أن يواقع ما استبان، والمعاصي حِمى الله، من يرتع حول الحِمىٰ يوشك أن يواقعه (رواه البخاري ج:1،ص:275)، وعن الحسن بن علي – رضي الله عنهما- قال: حفظتُ من رسول الله –صلى الله عليه وسلم- «دع ما يَريبُك إلى مالايَريبُك» (رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح).
ولِأجل أن الهدايا المشتَبَهَة لاينبغي أن تُقْبَل عَقدَ الإمام البخاري في صحيحه بابًا بعنوان «باب من لم يقبل الهديةَ لِعِلّة» وذكر تحته قولَ عمر بن عبدالعزيز – رحمه الله- تعليقًا «كانت الهديّةُ في زمن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- هديّةً واليومَ رشوةً»، ثم ذكر تحت هذا الباب حديثًا مرفوعًا بسنده عن أبي حميد الساعديّ – رضي الله عنه- قال: استعمل النبي –صلى الله عليه وسلم- رجلًا من الأزد يقال له ابن اللتْبِيَّة على الصدقة، فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أُهدِيَ لي قال: فهلاّ جلس في بيت أبيه أو بيت أمّه فينظر أيُهدىٰ له أم لا؟ …. (صحيح البخاري 1/353).
واقتداءً بتعليم النبي –صلى الله عليه وسلم- واتباعًا لِسلف هذه الأمة كان كبارُ أهل العلم من علماء جامعة «دارالعلوم ديوبند» أمثال حكيم الأمة الشيخ/ أشرف علي التهانوي – رحمه الله- وشيخ الإسلام السيد/حسين أحمد المدني –رحمه الله- وشيخ الأدب العلاّمة/إعزاز علي – رحمه الله- وغيرهم لايقبلون كلَّ هدية تُقدَّم إليهم؛ حذرًا من أن تكون وراء ها مقاصدُ شخصيّة غير مشروعة، نعم، إذا كانت الهدية نقيّةً من الشوائب فكانوا يقبلونها ويُثيبون عليها.
ولاأنسىٰ في حياتي ما تلقّيتُ من درس عَمَليّ في بداية نزولي بالجامعة الإسلامية «دارالعلوم ديوبند» حينما تقدّمتُ عام 1401هـ لاختبار الالتحاق بقسم الحديث بها ونجحتُ فيه بتوفيق الله تعالىٰ، وشاهدت اسمي في قائمة الناجحين الملصَقَة بالجدار الأمامِيّ لِمكتب الشؤون التعليمية، وكان ذاك الالتحاقُ فرحةً من فَرَحات عمري، وكنتُ أودّ كغيري من الطلاب الناجحين في هذا الاختبار أن أُخبر أحبّتي وذوي معرفتي بهذا النجاح قائلًا لهم: «هاؤم اقرءوا كتابيه» ولكنّني كنت طالبًا مسافرًا غريبًا لم تتحقق لي معرفة بالطلاب ولا بالأساتذة إلى ذاك الوقت، ولم تكن الاتصالات الهاتفيّة متوفّرة اٰنذاك توفّرَها اليومَ، حتى أتصل بأحبتي وذوي معرفتي وأخبرهم بذٰلك، وقد كنت أشاهد أن ماعداي من الطلاب الناجحين يخبرون زملاءهم وذويهم بالنجاح ويقبلون التهانئ منهم، ويقدّمون الحلويات لِأحبّتهم فَرَحًا وسرورًا، وأما أنا فقد كنت فَرِحًا وقَلِقًا حيث لم يكن لي هناك من ذوي معرفتي من أخبره بهذا اليوم السارّ أو أتلقّى منه تهنئةً أو أقدّم إليه شيئا من الحلوىٰ؛ إلاّ أنه قد سبقَتْ لي قبل نزولي بالجامعة بنحو أسبوعين زيارةٌ قصيرةٌ في مدينة دلهي لِسماحة الشيخ/معراج الحق -أستاذ الحديث النبوي بالجامعة- (وقد عمل بالإضافة إلى التدريس نائبًا للمدير، ثمّ عُيّن رئيسًا لهيئة التدريس إلىٰ أن تُوُفِّي عام 1412هـ. رحمه الله) وشعرتُ في شخصيته بالعطف الخاصّ على أمثالي من الطلبة الوافدين، فأخبرته بأُمنيتي الخاصّة من الالتحاق بالجامعة الإسلامية «دارالعلوم ديوبند» كطالبٍ لِقسم الحديث، فشجّعني ودَعَالي بتحقيق أمنيّتي وقال: إذا أتيتَ الجامعة في أيام الالتحاق فزرني، فلمّا وصلتُ الجامعةَ في تلك الأيام زرتُه وذكّرته بزيارته السابقة فعرفني ورحّب بي ودلّني على نظام عمل الالتحاق ودعالي بالنجاح –وجزاه الله تعالىٰ خير الجزاء-، فنظرًا إلى هذه المعرفة به اشتريت عُلبةً متواضعة من الحلوىٰ بعد ما أُعلِن عن نجاحي والتحاقي بالجامعة لِأقدّمها إلى سماحة الشيخ/معراج الحق الذي هو أوّل من حظيتُ بمعرفته وعطفه من مشايخ ومسؤولي الجامعة، فذهبتُ بتلك العُلبة المتواضعة وقدّمتُها إليه، فاعتذر عن قبولها قائلًا: أما علمتَ أني لاأقبل هدايا الطلاب ماداموا طلابًا في الجامعة؟ قلت: يا سماحة الشيخ! ليست لي صلة وعلاقة في هٰذه الساحة إلى الآن مع أحد إلا مع حضْرتِكم، فلم أطّلع على ما قلتم، فقال: فأنا أخبرك بأنني لاأقبل هديّة الطالب مادام طالبا في هٰذه الجامعة، قلت: أمّا أنا فلاأقصد وراءَ هٰذه الهديّة إلاّ المودّةَ الخالصة؛ فإن التحاقي بالجامعة قدتمّ بتوفيق الله تعالىٰ بطريق مشروع حسب نظام الجامعة، ولم تبق لي أمنيّةٌ أخرىٰ أُمهِّد لها سبيلًا عن طريق تقديم الهدية! فقال سماحته: لاينبغي لك أن تصرّ على هذا الأمر، وارجع بهديّتك –وجزاك الله خيرا- فلم يترك لي أيّ سبيل إلى تقديمها له فرجعتُ بها. وهذا الدرس كان من الدروس التطبيقية الأولىٰ التي تلقّيتُها في بيئة الجامعة الإسلامية «دارالعلوم ديوبند» قبل أن أتلقّٰى دروسًا علميّة قوليّة، وهو درس لايُنسىٰ، وينبغي لكل منظّم ومسؤول بشكل خاصّ أن يستذكر مثل هذا الدرس دائمًا ولايغفل عنه.
مسؤولية الأساتذة
ومن مسؤولية الأساتذة أن يستحضروا المادّة التي يقومون بتدريسها استحضارًا جيّدًا، ولايمكنهم ذلك إلاّ بمراجعتهم الكتبَ و دراسةِ الموضوع دراسة عميقة، كما لايتيسّر لهم أداء مسؤوليّتهم في التدريس إلاّ بتحديد العلاقات والصِّلات مع عامّة الناس والاجتناب من كثرة الأسفار؛ فإن هذه العلاقات والصِّلات والأسفار عراقيل قويّة بين المدرّس وبين مراجعته الكتب، وإذا اتّسعت العلاقاتُ وتمدّدت الأسفارُ صعب عليه تحديدُها ولايبقى معها ناجحًا في عمله التدريسي، فعليه أن يأخذ حِذْرَه من البداية.
ومن مسؤولية الأساتذة أن يقوموا بتربية الطلاب تربية إسلامية لا بالقول والبيان فقط؛ بل بالفعل والعمل أيضًا؛ فإن التعليم بالفعل والعمل أقوى وأوقع في النفس من التعليم اللساني، فإذا حثَّ الأستاذُ الطلاّبَ على الاهتمام بأداء الصلوات بالجماعة وبالتزام السنة ولكنه هو نفسه لايهتمّ بذلك اهتمامًا ملموسًا لايبقى لحثّه اللساني أثر بارز، وأما إذا اهتمّ عمليًّا بما يقول اهتمامًا واضحًا أثّر كلامُه المطَبَّقُ عَمَليًّا في قلوب الطلاّب، وتترتّب على ذلك نتائجُ إيجابيّة سريعة. وممّا يدلّ على أن التربية بالعمل أقـوى وأشــدّ تأثـيرًا مـن التربية اللسانية أن النبي –صلى الله عليه وسلم- لما فرغ من قضيّة صلح الحديبيّة وكتابته قال لِأصحابه: «قوموا فانحروا ثم احلقوا، قال عمر: فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلمّا لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: يا نبيّ الله! أتحبّ ذلك؟ اخرج ثم لاتكلّم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بُدنَك وتدعو حالِقَك فيحلقك، فخرج فلم يكلّم أحدًا منهم حتى فعل ذلك، نحربدنه ودعا حالقه فحلقه، فلمّا رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضًا» (البداية والنهاية، ج:4، ص:389) فهنا نرى أن الصحابة –رضي الله عنهم- لما تأخرّوا في العمل بقول النبي –صلى الله عليه وسلم- بادَرَ النبي –صلى الله عليه وسلم- إلى بداية العَمَل بنفسه، فأتبعه الصحابة –رضي الله عنهم- دون تأخير.
مسؤولية الطلاب
من مسؤولية الطلاب التفرغُ لطلب العلم والاجتهاد ليلًا ونهارًا في طلب العلم واستذكار الدروس التي يتلقّونها من الأساتذة، ومن مسؤوليتهم تكريمُ الأساتذة واتباعُ تعاليمهم السامية وتوجيهاتهم الكريمة؛ فإن الطالب الذي لايكرِّم الأستاذ ولايتبع تعليماته لايحظى بالعلم النافع، ولايتبوَّأُ مكانةً مرموقةً في المجتمع، ولايستنير قلبُه بنور التقوى ولاوجهُه بنور العلم، ومن مسؤوليتهم أن يلتزموا بالحضور المستمرّ إلى الدروس ولايغيبوا عنها ساعة؛ فإن الغياب عن الدروس يـؤدّي إلى الكسل الذي استعاذ منه النبي –صلى الله عليه وسلم- وإلى الحرمان من العلم.
وعلى الطلاب أن يتجنّبوا استخدامَ الهواتف الجوّالة إلاّ عند الحاجة الشديدة المشروعة، وأن لايخوضوا البحرَ الضاريَ للإنترنت؛ فإنه قد استهدف كثيرين والتَقَمهم فهلكوا في أعماقه، كما أن عليهم أن يحترزوا من كثرة الأكل؛ فإنها تورث الكسلَ والغفلةَ وكثرةَ النوم، وطلب العلم لابد له من النشاط والانتباه واليقظة.
ويجب على الطلاب أن يكونوا متمسكين بأحكام وأوامر الشريعة البيضاء ومتباعدين عن المعاصي ظاهرها وباطنها؛ فإن الغرض الأساسي من طلب العلوم الدينية هو العمل بمقتضيات الشريعة المطهّرة وبتعاليم الكتاب والسنة، وأنصح طلبةَ العلم بأن يستذكروا دائمًا البيتين التاليين لإمام الحرمين –رحمه الله- وبهما أختم كلمتي هذه راجيًا المولى الكريم أن ينفعني بها وينفع بها القرّاء:
أخي لن تنال العلمَ إلا بستــة
سأنبيك عــن تفصيلها ببيــان
ذكاءٌ وحرصٌ وافتقارٌ وغـربةٌ
وتـلقينُ أستـاذ وطـولُ زمـان
* * *
(*) أستاذ سابقًا بالجامعة الإسلامية دارالعلوم/ديوبند، الهند، وأستاذ حاليًّا بجامعة العلوم الإسلامية/ كراتشي، باكستان.
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، ربيع الآخر 1438 هـ = يناير 2017م ، العدد : 4 ، السنة : 41