إلى رحمة الله
بقلم: رئيس التحرير
nooralamamini@gmail.com
بعد معاناة مع المرض طويلة استَأْثَرَتْ رحمةُ الله تعالى بمدينة «لكهنؤ» بالعالم الصالح الداعية الإسلامي الشيخ السيد عبد الله محمد الحسني في نحو الساعة العاشرة والربع من صباح يوم الأربعاء: 17/ربيع الأول 1434هـ = 30/يناير 2013م عن عمر يناهز 56 عاماً بالقياس إلى الأعوام الميلادية، و 58 سنة بالنسبة إلى السنوات الهجريّة. فإِنَّا للهِ وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.
وقد صُلِّي عليه أولاً في ساحة جامعة ندوة العلماء بـ«لكهنؤ» بعد صلاة المغرب من الليلة المُتَخَلِّلَة بين الأربعاء والخميس: 17-18/ربيع الأول = 30-31/ يناير، وأَمَّ بالناس في الصلاة عليه مديرُ دارالعلوم ندوة العلماء ورئيس تحرير مجلة «البعث الإسلامي» فضيلة الشيخ الدكتور سعيد الأعظمي الندوي/ حفظه الله. وحضر الصلاةَ عليه آلافٌ من العلماء وطَلَبَة علوم الدين وأهالي مدينة «لكهنؤ» وعددٌ حاشدٌ من المعارف والمُحِبِّين.
ثم نُقِلَ جُثْمَانُه إلى وطنه قرية «تكيه كلان» الملاصقة لمدينة «رائي بريلي» مقرّ إحدى المديريّات بولاية «أترابراديش» حيث صَلَّىٰ عليه بالنّاس والدُ زوجته العالمُ الهنديُّ الكبير سماحةُ الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندويّ رئيس هيئة الأحوال الشخصية لمسلمي الهند وأمينُ عامُّ ندوة العلماء. وحَضَرَ الصلاةَ الثانيةَ عليه أعضاءُ أسرته وأهالي قريته والحشدُ الكبيرُ من المعارف والمُحِبِّين الذين تَوَافَدُوا من شتى الأمكنة القريبة والبعيدة في الهند، الذين نَمَا إليهم نعيُ وفاته، وتَمَكَّنُوا من الوصول إلى هذه القرية المتواضعة المطمئنة الشهيرة بعلم وفضل وصلاح أهلها الذين كان واسطة عقدهم في العهد الأخير سماحة الشيخ الداعية والمفكر الإسلامي الفريد الشيخ الشريف أبو الحسن علي الحسني الندويّ – رحمه الله تعالى (1333-1420هـ = 1914-1999م) الذي كان أَخَا جدِّ الفقيدِ فضيلة الشيخ الدكتور الشريف عبد العلي الحسني رحمه الله تعالى (1311-1380هـ = 1893-1961م) ابن المؤرخ الهندي الكبير الشيخ الشريف عبد الحي الحسني رحمه الله تعالى (1286-1341هـ = 1869-1923م) مُؤَلِّف كتاب «نزهة الخواطر وبهجة المسامح والنواظر» في تراجم أعلام الإسلام في الهند منذ دَخَلَها الإسلامُ إلى من عَاصَرَهم رحمه الله تعالى.
ثم تَمَّ تورية جثمانه في نحو منتصف الليل في المقبرة التي تضمّ رفات آبائه الكبار بجوار المسجد العريق الذي كان يصلي فيه الشيخ أبوالحسن الندوي وآباؤه، وعلى رأسهم الإمام السيد أحمد الشهيد رحمه الله (1201-1246هـ = 1786-1831م).
كان الفقيد الغالي الشيخ عبد الله بن محمد الحسني – رحمه الله – فرعَ ذلك الأصل الكبير الشريف، فتَوَارَثَ العلمَ والفضلَ والصلاح كابرًا عن كابر، فكان النجلَ الأكبر للكاتب الإسلامي الفريد فضيلة الشيخ السيد محمد الحسني (المتوفى في يونيو 1979م = شعبان 1399هـ) منشئ مجلة «البعث الإسلامي» التي لاتزال تصدر لسانَ حالٍ لجامعة ندوة العلماء بـ«لكهنؤ» الذي كان يكتب السحرَ الحلالَ الذي لم يُدَانِه فيه كاتبٌ حتى في بلاد العرب، فضلاً عن بلاد العجم في حياته أو بعد مماته. وذلك ما أجمع عليه الكُتَّاب الكبارُ في العالم كله.
وكان سماحة الشيخ السيد أبوالحسن علي الحسني الندوي عمَّ الشيخ محمد الحسني، وعليه تَخَرَّجَ هذا الكاتب الفريدُ في الكتابة والدعوة. أمّا الشيخ أبوالحسن الندوي، فهو غني عن التعريف؛ لأنه ملأ العالم الإسلامي بإنتاجاته العلمية والدعوية والفكريّة، ويُعَدُّ العَالِمُ «جاهلاً» إذا جَهِلَه أو لم يعرفه بكتبه وكتاباته وإنتاجاته. وقد عُرِفَ في العالم العَربي بـ«صاحب (ماذا خَسِرَ العالمُ بانحطاطَ المسلمين)» الذي كان باكورةَ مُؤَلَّفَاته الذي طُبِعَ أوّلاً وقبل جميع مؤلفاته في العالم العربي وبالذات في مصر العربيّة؛ حيث أصدرها في طبعته الأولى الكاتب الأديب الشهير الدكتور أحمد أمين المصري (1295-1373هـ = 1878-1954م) عن دار نشره: «لجنة التأليف والترجمة والنشر».
* * *
كان الفقيدُ الشيخ عبد الله الحسني الندوي رحمه الله عالماً صالحاً مجبولاً على الصلاح، عُجِنَتْ طينته بالهدوء والبساطة، والتواضع وإنكار الذات، وحبّ المساكين، والسعي للبائسين والمحتاجين، وحبّ الخير لجميع المسلمين، والزهد المتناهي في السمعة والدعاية والحديث عن الذات.
كان يَسَعُ الناسَ مثلَ آبائه بحسن الخلق، وطلاقة الوجه، ولين الجانب، ونعومة التعامل مع الكل صغيرًا كان أو كبيرًا. وكان لايعرف السخطَ أو التعاليَ أو فرضَ الذات على أحد؛ ولكنه كان موفورَ الغيرة على الدين يغضب إذا أريد انتهاكُ حرمة من محارم الله، وكان متوفرًا على القيام بالتعليم والتربية، والدعوة والتبليغ، ليس في المسلمين وحدهم ولكن في غير المسلمين كذلك، الذين كان يفتح قلوبَهم بمفتاح حسن الخلق والانكسار الذي كان رمزًا بارزًا على شخصيته، وكان أمضى الأسلحة الذي انتصر به في جميع معارك الحياة؛ فكان مربياً وداعيةً حقًّا؛ حيث كان يقوم بالدعوة بحسن خلقه وسيرته وسلوكه قبل أن يقوم بها بقوله ولسانه، ولن يُؤَثِّر الإنسانُ في غيره باللسان مثلما يؤثر فيه بسيرته وأخلاقه.
ولم يكن هيناً ليناً فقط في تعامله وحديثه؛ ولكن في خطابه وكتابته وحديثه مع الناس، وقد جربتُ في حياتي أن الإنسان يَصْدُرُ في جميع شؤون حياته عن مُكَوِّناَتِه الطبيعية، فالذي يكون صعباً شديدًا في طبعه وسيرته، عن ذلك يصدر في جميع أموره في الحياة، فإذا خَطَبَ، اعتمد في الخطابة على أسلوب صعب وكلمات صعبة وأداء فيه شدةٌ، وإذا كَتَبَ كانت كتاباتُه عاكسةً لطبيعته المعجونة بالصعوبة والشدة. والذي يكون لَيِّناً في طبعه يصدر عن اللين في الخطاب والكتاب معاً.
عَمِلَ أستاذًا في دارالعلوم ندوة العلماء على مدى أكثر من ثلاثين سنة، وقام بتدريس تفسير القرآن الكريم والحديث النبوي وما يتعلق به من العلوم، واستفاد منه الطلاّبُ كثيرًا لكونه آلفاً مألوفاً، سهلَ التلقين، لبق الأداء جميل الإعطاء، كثير العطف والرفق بتلامذته والمستفيدين منه.
كما عمل مديرًا لصحيفة «الرائد» النصف الشهرية الصادرة عن دارالعلوم ندوة العلماء، وحَرَّرَ فيها مقالات ودراسات حول شتى الموضوعات الإسلاميّة الدعوية والفكريّة والعلميّة، التي أبان فيها فضل الإسلام على الإنسانية التائهة الضائعة، وقيمة الحضارة الإسلاميةِ تجاه الحضارة الغربيّة التي أفسدت على الإنسان خلقَه ودينَه وقيمَه، وهدوءَه وطمأنينة، ومَلَأَته أزمات ومشكلات لا حلَّ لها إلاّ في ظلّ الإسلام الذي تعاليمُه كلُّها رحمة. وظَلَّ اسلوبُه في جميع ما كتب دعويًّا يَهُزُّ أوتارَ القلوب، ويُقْنِع النفوسَ، ويُعَالِج الشكوكَ، ويرفع الشبهات، ويُحَقِّق الغرضَ الذي وَضَعَه الكاتب نُصْبَ عينيه؛ لأنه كان يصدر في كل ما يقول ويفعل ويكتب عن الإخلاص الذي عنه كان يصدر في كل ما يَصْنَع ويَذَرُ.
كما قام – رحمه الله – بنشاطات واسعة من على منبر «حركة رسالة الإنسانية» التي كان قد أَسَّسَها سماحة الشيخ أبوالحسن الندوي – رحمه الله – لإيجاد رصيف مُوَحَّد لشتى طوائف المواطنين في بلاد الهند، التي تَتَوَزَّعُها نزعاتٌ واتجاهاتٌ وعصبيّاتٌ مُتَطَرِّفَةٌ تُؤَدِّي من حين لآخر إلى صراعات عنيفة تُضِيع على المواطنين كثيرًا من فُرَص التقدم والازدهار والعمل بمقتضيات الديانات، والتعايش الهادئ الكريم في هذه البلاد الغنية بمُقَوِّمات الحضارة الطيبة المزيجة التي طَرَّزَتْ الحضارةُ الإسلاميَّةُ حواشيَها بالبطولات والفضائل والمكرمات. فكان للفقيد الكريم الشيخ عبد الله الندوي جهودٌ مشكورةٌ في توسيع أعمالها بعد سماحة الشيخ الندوي، وعَقَدَ لقاءات واجتماعات كثيرة في شتى أرجاء البلاد، وتحدّث إلى رجال الفكر والثقافة والصحافة من غير المسلمين، وأقنعهم بتعاليم الإسلام، وبكونها تَسَعُ الإنسانيةَ بشتى دياناتها واتجاهاتها، وهي رسالةُ سلامٍ وأمانٍ لكل إنسان وليس فيها ما يُخَاف ويُحْذَر أو يثير الشكوك؛ وبذلك تَقَارَبَ كثيرٌ منهم إلى رصيف «حركة رسالة الإنسانيّة» وتَبَنَّوْا دعوتَها، وصاروا رُسُلَ دعوة إليها، وتَفَاعَلُوا مع تعاليم الإسلام، وصَحَّحُوا انطباعاتهم عن الإسلام والمسلمين، وتَأَكَّدُوا أن المسلمين مواطنون صالحون في البلاد، وأنهم أطيب من كثير من الطوائف الأخرى.
وإلى ذلك كان يرأس ويشرف على عدد من المدارس والجمعيّات أو كان عضوًا في كثير منها؛ لأنه كان موثوقاً به لدى العلماء والدعاة وعامة المسلمين لتلك الصفات الحميدة الجليلة التي سبقت الإشارة إليها. وزار – رحمه الله – عددًا من البلاد العربية والإسلاميّة، بأهداف دعوية وثقافية، حيث شارك مؤتمرات وندوات عقدت فيها.
* * *
ولد – رحمه الله – في «تكيه كلان» في 29/يناير 1957م (27/رجب 1376هـ) وتلقى التعليم الابتدائي في بيته العلمي والديني تحت رعاية والده الكاتب الإسلامي العبقريّ الشيخ محمد الحسني – رحمه الله – وتلقى التعليم المنتظم كلَّه في دارالعلوم ندوة العلماء التي كان يتولى إدارة أمانتها أيام ذاك سماحة الشيخ أبوالحسن الندوي – رحمه الله – الذي استفاد منه العلم والصلاح والتربية وروح الدعوة إلى الله والغيرة على الدين والتألم لحالة المسلمين، وعليه تخرج في التزكية والإحسان. وكان من أساتذته في دارالعلوم ندوة العلماء: سماحة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي وفضيلة الشيخ الدكتور سعيد الأعظمي الندوي، وفضيلة الشيخ محمد واضح رشيد الندوي، وفضيلة الشيخ برهان الدين السنبهلي القاسمي، وفضيلة الشيخ ضياء الحسن الأعظمي – رحمه الله (1348-1409هـ = 1930-1989م) وغيرهم، كما استفاد من أصحاب الفضيلة العلماء الكبار الذين مكثوا بندوة العلماء لعدد محدودة كأساتذة زائرين، و على رأسهم المحدث الكبير فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبوغدة الحلبي – رحمه الله (1336-1417هـ = 1917-1997م) والشيخ نورالدين عتر، والعلامة الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله. وتخرج من دارالعلوم ندوة العلماء عام 1977م، وفيها عمل على مدى حياته أستاذًا وداعية ومربياً وكاتباً وخطيباً، يزور أقطار الهند وخارجها في أغراض دعوية تعليمية تربوية.
* * *
وبعد: فقد كان الفقيد – رحمه الله – نبويَّ الخلق يخزن لسانه إلا فيما يعنيه، سليم دواعي الصدر، لاباسطاً أذى، ولا قائلاً هجرًا، لا يحسد ولايحقد ولا يبغض أحدًا ولا يتدابر، ولا ينطق إلاّ بالخير والمعروف والنهي عن المنكر، ولايغضب ولا يثور لنفسه؛ «حسنيَّ» السيرة سمحاً كريماً ملتمساً لإخوانه العُذرَ على زلاّتهم، يلجأ إلى الحوار والتفاهم حتى في المسائل الخلافية ويرغب عن النقاش الحادّ العنيف. وكان ذلك دَأَبَ آبائه أباً عن جدّ، مما يدلّ على كرم المنبت، وأصالة الأُرُومة، وعلوّ النّسب، وشرف الحسب، وزكاء الأصل والفرع، الذي زاده سنًّا وسناءً العملُ الصالحُ الذي يرفع الإنسانَ ويُكَرِّمُه عند ربّه ويُحَبِّبُه إلى خلقه.
كنت أعرفه منذ رَيْعَان شبابه، فقد عُيِّنتُ مدرساً في دارالعلوم ندوة العلماء في يونيو 1972م، وكان عندها يجتاز المرحلة المتوسطة من دراسته المنتظمة بدارالعلوم، وقد توطّدت علاقتي مع والده العظيم الكاتب الإسلامي العبقري الشيخ محمد الحسني، فقد كان يُحِبُّني جدًّا جدًّا في الله، فكان الأخ الفقيد الذي كان أصغر مني سنًّا بنحو خمس سنوات كثيرَ التردُّد إلى غرفتي التي كنت أسكنها في الرواق السليماني، يرجع إليّ في القضايا النحويّة والمسائل الإنشائية التي كان يرى الحاجةَ إلى التدقيق فيها. أذكره شابًّا مشمولاً بالطهر والعفاف و النزاهة الخلقية والبراءة الكاملة. ومع مرور الأيام صرتُ كأني عضو من أعضاء أسرته، حيث كنت أعيش أياماً طويلة في وطنه «تكيه كلان» حيث كان يعيش جدُّه العظيم سماحة الشيخ أبوالحسن الندوي – رحمه الله – وكثيرًا ما أساعده على رغبة وطلب منه في أعمال الكتابة والتأليف التي كان يقوم بها إملاءً عليّ وعلى أمثالي ممن كانوا يحسنون ويتقنون الخطّ.
فما كَتَبْتُه عنه، كتبتُه عن معرفة دقيقة، وبصيرة عميقة، وما قلتُ أيَّ شيء في عمىً أو عن سمع على ألسنة الغير. فكأن ذلك شهادةٌ وَدِدْتُ أن أُسَجِّلها تاريخاً للأجيال القادة، حتى يَأْتَسُوا بأمثال هذه السادة الأشراف الأبرار الكرام الذين زانهم العلمُ والعملُ.
وقد كان الأخ الفقيد – رحمه الله – يحترم علاقتي مع والده ومع أسرته الحسنية، حتى بعد ما انتقلتُ أستاذًا ورئيسَ تحرير إلى جامعة دارالعلوم/ديوبند، فكان كلّما يزور هذه المناطقَ الغربيّةَ من ولاية «أترابراديش» يزورني واجباً، ويذكر معي تلك الأيام الحلوة التي عشتُها في «لكهنؤ» وفي «تكيه كلان»: وطنه الأم. وكان كلما يُصْدِر أيَّ مجموعة لمقالات والده أو أي مُؤَلَّف له، يقدم إليّ نسخةً منه ذكرى للحبّ القديم والودّ الصميم. جزى الله خيرًا الولدَ والوالدَ عن كلّ ما قَدَّمَا للإسلام.
وقد خلّف الفقيد وراءه ابناً، و زوجته وشقيقين له، وهما: الأستاذ عمّار والأستاذ بلال، وكلاهما عالمان تقيان متخرجان من دارالعلوم ندوة العلماء، ومتحركان في مجال الدين والدعوة، والتعليم والتربية. كما خلّفَ أسرة كبيرة عامرة بالعلم والعمل، متوارثة للصلاح والتقوى.
هذا، وقد كانت بين والده وبين فضيلة الشيخ الدكتور سعيد الأعظمي الندوي علاقاتُ ودّ وطيدة يقلّ نظيرُها في دنيا العلم والثقافة والأخوة الإسلامية الصادقة. وكانا قد ساهما في إنشاء مجلة «البعث الإسلامي» في تلك الفترة التي كان لايرى العلماءُ الهنودُ للغة العربيّة تلك الأهمية التي عادوا يرونها اليوم.
فعزائي الصادق مُوَجَّه إليه عبر هذه السطور في وفاة نجل صديقه الحميم العظيم، كما أودّ أن أوجهه إلى الأسرة الحسنية كلها وعلى رأسها رئيسُها سماحةُ الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي أمين عام ندوة العلماء، وشقيقه فضيلة الشيخ محمد واضح رشيد الحسني الندوي وغيرهما أولاً بأوّل. ألهمهم الله تعالى جميعاً الصبرَ والسلوانَ، وأجزل لهم المثوبة على هذا المصاب العظيم، وأسكن الفقيد فسيح جناته وأعلى مقامه في جنة الفردوس.
السيرة الذاتية:
- الاسم: السيد عبد الله بن محمد بن عبد العلي بن عبد الحي بن فخر الدين بن عبد العلي. ينتهي نسبه إلى سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
- تاريخ الولادة: ولد يوم الثلاثاء: 29/يناير 1957م (26/رجب 1376هـ)
- مكان الولادة: حيّ «أمين آباد» بمدينة لكهنؤ عاصمة ولاية «يوبي».
- التعليم: تلقى التعليم الابتدائي في بيته العلمي الديني، ثم التحق بدارالعلوم ندوة العلماء، وفيها تلقى التعليم كلّه، ونال شهادة العالمية عام 1975م (1395هـ) وشهادة الفضيلة عام 1977م (1397هـ).
- العمل: عين أستاذًا بدارالعلوم ندوة العلماء عام 1977م (1396هـ) وبقي يقوم بالتدريس فيها إلى آخر حياته، ومنها انطلق يقوم بجميع الأعمال الدعوية والكتابية. وتولى إدارة صحيفة «الرائد» في يوليو عام 1979م (1399هـ). ألّف عددًا من الكتب، ونقل عددًا أخرى من العربية إلى الأردية وبالعكس لجدّه سماحة الشيخ أبي الحسن الندوي رحمه الله.
- التزكية والإحسان: بايع لتلقي التزكية والإحسان شيخ الحديث مولانا محمد زكريا بن يحيى الكاندهلوي – رحمه الله (1315-1402هـ = 1897-1982م) ولكنه تخرج في التزكية والإحسان على جده الشيخ أبي الحسن الندوي.
- الوفاة: يوم الأربعاء: 17/ربيع الأول 1434هـ = 30/يناير 2013م وصلي عليه أولاً في دارالعلوم ندوة العلماء بلكهنؤ، ثم صلي عليه في وطنه «تكيه كلان»، «رائي بريلي» في الساعة المتأخرة من الليلة المتخللة بين الأربعاء والخميس: 17-18/ربيع الأول = 30-31/يناير. وبها دفن بجوار آبائه.
(تحريرًا في الساعة 10 من ضحى يوم الثلاثاء: غرة ربيع الثاني 1434هـ = 12/فبراير 2013م)
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، جمادى الاولى 1434 هـ = مارس ، أبريل 2013م ، العدد : 5 ، السنة : 37