أنباء الجامعة
في نحو الساعة العاشرة والنصف من يوم الثلاثاء: 30/شوال 1433هـ الموافق 18/سبتمبر 2012م عقد رئيس الجامعة فضيلة الشيخ المفتي أبوالقاسم النعماني/ حفظه الله اجتماعاً مع أساتذة الجامعة افتتاحاً للعام الدراسي 1433-1434هـ / 2012-2013م رعاه فضيلته بنفسه، وتحدث إليه رئيس هيئة التدريس فضيلة الشيخ المفتي سعيد أحمد البالنبوريّ/ حفظه الله، وأسدى إلى زملائه الأساتذة نصائح علميّة غالية في ضوء تجربته الطويلة في مجال التدريس والتعليم والتربية، وقال في خطابه الذي استمرّ نحو ساعة إلاّ ربعاً: إن أستاذه الكبير في هذه الجامعة العلاّمة محمد إبراهيم البلياوي (1304-1387هـ = 1886-1967م) نصحه لدى مغادرته إيّاها كمدرس في مدرسة إسلامية عربيّة أن يقوم بالتدريس صادراً عن دراسة الفنّ، لا عن دراسة كتاب أُسْنِدَ إليه تدريسُه؛ لأن دراسة الفن تُكْسِبُه إتقانَه، وتُحْوِجُـه إلى قراءة كثير من الكتب الكبيرة والصغيرة في الفن فيستوعبه ويتشبَّع به، ودراسةُ مجرد الكتاب الـمُسْنَد إليه تدريسُه، لا تكسبه الإتقانَ والإستيعابَ والتضلُّعَ من الفنّ. والمدرسُ ينبغي أن يكون على مستوى عالٍ من إتقان الفن الذي يتصدّى لتدريسه، ولا يجوز له أن يكون لديه رصيد ضئيل من العلم والمعلومات في فنّ من الفنون يقوم بتدريس كتاب فيه.
وقد أكّد حفظه الله في ضوء الآية الكريمة 79 من سورة آل عمران: «وَلٰكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّين بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّـمُونَ الْكِتٰبَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ» أنّ العلماء لكي يكونو ربَّانيين لابدّ أن يَدْرُسُوا هم لا أن يُدَرِّسُوا غيرَهم فقط؛ لأن التدريسَ بغير الدراسة أو الدراسة القليلة الناقصة لايُـخَرِّجُ علماءَ ربّانيين يتصلون بالله برباط قويّ وإيمان متين صادرين عن معرفته الصادقة الواعية؛ فذلك يقتضي أن تكون دراسة مُعَلِّم ما دراسة شاملة دقيقة متّصلة؛ من هنا يكون المعلم الحريص على الدراسة المستوعبة الواسعة العميقة مُـؤَهَّلاً للتدريس بشكل أكثر وقوة أكبر وثقة أوفر، ويكون أكثر إقناعاً لتلاميذه، ويكونون أكثر ارتياحاً إليه، وثقة بعلمه، وتقديرًا له، وحرصاً على الاستفادة منه.
حفلة توجيهيّة تربوية عامّة لصالح الطلاب:
وفي اليوم نفسه عقدت الجامعـة حفلة تربوية توجيهيّة عامّة لصالح الطلاب كالعادة كلّ عام فيما بعد صلاة الظهر مباشرةً في جامع رشيد الكبير تحت رعاية فضيلة الشيخ المفتي أبي القاسم النعماني/ حفظه الله رئيس الجامعة، حضرها جميع طلاب الجامعة ومعظم الأساتذة، وتحدّث فيها إلى جانب عدد من الأساتذة فضيلة رئيس الجامعة وفضيلة رئيس هيئة التدريس، و حَرَّضا الطلاب على التفرغ للدراسة والانقطاع إليها عن جميع المشاغل التي تشوش الأذهان وتوزّع الخاطر، وذَكَرَا لهم فضيلة العلم الشرعي والتعليم الديني في ضوء الكتاب والسنة وأقوال الأئمة والفقهاء والعلماء السلف. وبالمناسبة أسدى إليهم فضيلة مدير السكن الطلابي نصائح وتوجيهات وأكَّدَ عليهم أن يتقيّدوا باللوائح التي أصدرها مكتب السكن الطلاّبي حتى تكون إقامتهم به مريحة، معينة على الدراسة، ومجنبة لهم كل مشكلة تعترض سبيل دراستهم وسكناهم، من بينها احترازُهم من الجوّالات ذات البرامج الكثيرة الملونة، وإسكانِهم في غرفهم طلاباً لم يتم قبولهم في الجامعة، واهتمامُهم بالصلاة مع الجماعة، والتقيدُ بالإخلاص وآداب الشرع، واحترامُهم للأساتذة، وحفاظُهم على الممتلكات الجامعيّة، والتزامُهم بالنظافة والنظام والانضباط: الأمور التي تساعد على تخـرج الإنسان مهذباً محبوباً في نظر المجتمع، علماً بأن الجامعة هدفها الأساسي هو التعليم والتربية معاً، حتى يتخرج الطلاب علماء ودعاة صالحين مؤهلين لأداء الدور الذي ينتظرهم في مجالات الحياة. وانتهى الحفل بدعاء فضيلة رئيس الجامعة الشيخ المفتي أبي القاسم النعماني/ حفظه الله.
* * *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، ذوالحجة 1433 هـ = أكتوبر – نوفمبر 2012م ، العدد : 12 ، السنة : 36