أنباء الجامعة
لقد كان نبأ انتصار فخامة السيد «برناب موكهارجي» وزير المالية الهندي سابقاً في الانتخاب الذي خاصة كمرشح من حكومة الجبهة المتحدة لمنصب رئيس الجمهورية الهندية الثالث عشر، نبأ مُشَجِّعاً سارًّا لجميع من يحبّون البلاد في الواقع؛ لأن انتخاب مثله يُرْجَىٰ منه أن تترسخ القيم الديموقراطيّة في البلاد بنحو أكثر من ذي قبل.
ولذلك فإنّ رئيس الجامعة الإسلاميّة دارالعلوم/ ديوبند – التي هي أكبر جامعة إسلاميّة أهليّة في شبه القارة الهندية، والتي أبناؤها هم الذين قادوا حركة تحرير الهند، وبجهودهم ونضالهم استقلت من نير الاستعمار الإنجليزيّ – فضيلة الشيخ المفتي أبوالقاسم النعماني/ حفظه الله ورعاه، رفع إلى فخامته أطيب التمنيات والتبريكات بهذه المناسبة السارّة أصالة منه ونيابة عن جميع المسؤولين والمنسوبين والأساتذة والطلاب في الجامعة، على النجاح الباهر الذي حققه تجاه معارضه الذي فشل فشلاً ذريعاً، معتبرًا نجاحَه نجاح القيم الديموقراطيّة في البلاد، راجيًا أنه سيتخذ إجراءات عمليّة تماسّ الواقع من أجل التنمية الشاملة للبلاد بما فيها التنمية التعليمية والاقتصاديّة ومن أجل تحسين حالة الأقلية الكبرى في البلاد وهي الأقلية المسلمة؛ حتى يساهم في إدخال السرور على قلوب جميع طوائف البلاد، ويكسب ثناء الجميع على السواء، وحتى يضطرّ الجميع أن يعترف بأنه رئيس الجمهورية لجميع شرائح المجتمع الهندي، وليس لأغلبية أو أقلية وحدها، وبذلك فهو يكون أقدر على إيجاد الثقة لدى الجميع وإيجاد الحبّ الوافر الفيّاض لديه للبلاد، فيتكاتف الجميع متراصًّا متناغماً متجانساً لإنهاض البلاد على المستويات كافة؛ فتتقدم البلاد حقًّا، ويسعد المجتمع، ويشعر الشعب على اختلاف الديانات والاتجاهات ولانتماءات أنه وحدة متماسكة.
الجدير بالذكر أنّ رئيس الجمهورية الهندية الأوّل فخامة الدكتور «راجندرا براساد» (1884-1963م – الذي شغل منصب رئيس الجمهورية الهندية في الفترة ما بين 26/يناير 1950م و 13/مايو 1962م –) قد زار الجامعة على رغبة منه متأثرًا من خدماتها الجبارة في مجال التعليم والتربية وتخريج مواطنين صالحين مؤهلين تحتاج إليهم البلاد ويفتخربهم الوطن. ونظرًا إلى هذه الخلفيّة الجميلة علّق فضيلة رئيس الجامعة آمالاً كبيرة على رئيس الجمهورية الجديد فخامة السيد «برناب موكهارجي» الذي يُعْرَف بعلمانيته الصادقة ونظرته العادلة إلى الشعب الهندي بجميع طوائفه، ورجا أنه سيتخذ من الإجراءات العمليّة ما يصلح حالة المسلمين البائسة في جميع مجالات الحياة؛ لأن عددًا من اللجان التي شكلها الحكومة لتفقد حالاتهم أكدت أنهم أشدّ تخلفاً في الاقتصاد والتعليم والوضع الاجتماعي حتى من الطبقة المنبوذة لدى الهندوس.
* * *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، ذوالحجة 1433 هـ = أكتوبر – نوفمبر 2012م ، العدد : 12 ، السنة : 36