الأدب الإسلامي

شعر: الأستاذ صالح بن حمد المالك / المملكة العربية السعودية

بهجةُ العيدِ ودَّعت وهناؤه

قد تَلاَشَى وفارقتْ سَرَّاؤه

قتلت أنسَه طُغَاةُ النصارى

وبُغَاةُ اليهود بل أقرباؤه

هو في الرافدين عيد حزين

شَحَّ فيه غذاؤه ودواؤه

والعراق به تُدار حروبٌ

شنَّها مجرمٌ شديدٌ عداؤه

ودعا الشعبَ أن يميت بَنِيه

عَجَبًا كيف يُسْتَجَاب نداؤه

عَجَبًا للعراق كيف تَسَاقَت

أَكْؤُوسَ الموت والأذى أبناؤه

وسؤالي إلى العراق لماذا

مات فيه وفاؤه وإخاؤه

أين أُلْفَتُه وأين التَّصَافِي

أين نَخْوَتُه وأين إباؤه

دَاهَمَتْه الخطوبُ من كلِّ صوب

وابْتَلَتْه بِشَرِّها أعداؤه

وله احْتَلَّتِ الظلوم وصارت

تقتلُ الحيَّ كي يتم فناؤه

ثم خطت للشعب دروبُ هلاك

فيه للشعب ذُلُّه وبلاؤه

إخوتي في العراق هُبَّوا غِضَابًا

عاش من كان للعراق ولاؤه

وارفضوا خُطَطَ العدوّ وقولوا

وطنٌ واحدٌ ونحن فداؤه

والذي قَسَّمَ العراقَ ثلاثاً

خاب ظنّاً ولن يتمّ رجاؤه

سيعيش العراق أرضاً وشعباً

واحدًا ثابتاً قويّاً بناؤه

وأرى العيد في فلسطينَ حزْناً

فيه للشعب ذلّه واستياؤه

الخلافاتُ مَزَّقَتْه وأَوْدَتْ

بأمانيه فَانْحَنَتْ كبرياؤه

وبلُبْنَانِنا الجميل خلافٌ

ضاع فيه جمالُه وبهاؤه

والذي رضي العداوةَ فيه

جاهلٌ ساذجٌ جليٌّ غباؤه

فتَسَامَوْا عن الخلاف وكونوا

مَثَلاً يُعْجِب الأنامَ احتذاؤه

وازْرَعُوا الحبَّ بينكم وتَنَاسَوْا

من عرفناه مُبْكِيَاتٌ دماؤه

إنّ من مات لا يعود؛ ولكن

حَقُّه المجدُ والخلودُ جزاؤه

وبسُو دَانِنا تآمُرٌ نذل

ظالمٌ حاقدٌ أكيدٌ عداؤه

زرع الخلفَ باغياً وسقاه

فنما الشرُّ واستمرّ بقاؤه

وبأرض الجزائر العيدُ خلف

فيه رِيْعَتْ رجالُه ونساؤه

وغدا الشعبُ في صراعٍ مريرٍ

مات فيه ائتلافُه وانتماؤه

فِتَنٌ عَصَفَتْ بكلِّ بلادي

وبها انْهَدَّ مجدُنا وبناؤه

إن عيدَ عروبتي اليومَ أَضْحَى

مُوْحِشاً صُبْحُه مُخِيفاً مساؤه

وأنا أحمد الإلهَ فأَرْضِي

قد نَمَا فيها ما يَسُرُّ نماؤه

الأمانُ بها تَبَدَّى جميلاً

وبها الخيرُ مُسْتَقِرٌّ هناؤه

قادها مَلِكٌ أمين وفيٌّ

بهر الناس عدلُه ودماؤه

والوليُّ لعهده ذو وفاءٍ

حَسَنٌ فَعلُه كثيرٌ غطاؤه

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دارالعلوم ديوبند ، رمضان – شوال 1430 هـ = سبتمبر – أكتوبر 2009 م ، العدد : 10-9 ، السنة : 33

Related Posts