إصدارات حديثة
تأليف : الكاتب والباحث الإسلامي الكبير الشيخ نورالحسن راشد الكاندهلوي
ملتزم النشر: أكاديمية الشيخ المفتي إلهي بخش، بلدة ’’كاندهله‘‘ مديرية ’’مظفرنجر‘‘، يوبي ، الهند
تعريف بالكتاب : بقلم نور عالم خليل الأميني
هذا الكتابُ الثمينُ شكلاً ومضمونًا صَدَرَ حديثًا باللغة الأردية عن أكاديمية الشيخ المفتي إلهي بخش، كاندهله، مظفرنجر، يوبي، الهند. أَلَّفَه الكاتبُ الإسلاميُّ والبحاثةُ الشيخ نور الحسن راشد الكاندهلوي، في ترجمة أستاذ كبار العلماء والمشايخ في هذا الجزء الغربيّ من ولاية “يوبي” الذين إليهم يرجع الفضلُ في جميع ما تشهده الهند كلُّها اليومَ، من النهضة الإسلاميَّةِ الشاملة، العلميَّة والفكريَّة والدعويَّة، ونشر العلوم الإسلاميّة؛ والعودة بالمسلمين إلى الكتاب والسنة؛ والإبقاء على شجرة الإسلام خضراء مثمرة ودوحة باسقة وارفة انطلال، تشمل بظلالها شبهَ القارة الهنديّة كلّها وما جاورها من الأقطار والبلاد.
يقع الكتاب في 612 صفحةً بالقطع الصغير المُتَدَاوَل، ويُزَيِّنُه غلافٌ جميلٌ، والكتابُ مطبوع طباعة فاخرةً في ورق غليظ جيّد أبيض ناصع، يدعو القاري لاقتنائه، فقراءته، فالانتفاع بما فيه من معلومات زاخرة، ودراسات جادّة.
تَتَصَدَّرُ الكتابَ أربعة تقريظات بأقلام كبار العلماء والمفكرين والأدباء والدارسين الموثوق بهم في شبه القارة الهنديّة، ومقدمة بقلم المؤلف الفاضل أبان فيها مدى حاجة الجيل إلى مثل هذا الكتاب الذي يترجم لأكبر معلم في العصر الذي سبق عصرَنا الذي نعيش فيه، ومدى معاناته الكبيرة لدى دراسة ما يوجد من مصادر معنيّة، ولدي جمعه المعلومات واستقاء المواد المطلوبة منها، التي تعب في جمعها حقًّا، لقلة المصادر، وانتشارها في أمكنة شتى، وكونها غير وافية بالغرض لحدّ مطلوب، وكونها تحتاج إلى دراسة واعية، وغربلة دقيقة، وقراءة موضوعيّة، للتوصّل من خلالها إلى حلقات مفقودة أحيانًا كثيرة، وضمّ بعضها إلى بعض بحيث تتألّف منها سلسلة متصلة الحلقات.
كما أبان فيها طريقة استفادته من المصادر، وأنّ باكورة هذا الكتاب كانت رسالة في 20-22 صفحة، ثمّ توسّع في الدراسة، فكان كتابًا في 100-125 صفحة، ثمّ عكف على الدراسة من جديد بشكل أوسع وقراءة أشمل؛ فكان كتابًا ضخمًا هو ما بين أيدي القراء.
وعنوانُ كتابه كاملاً هو “ترجة رئيس هيئة التدريس بمدرسة دهلي (كلية دهلي) المعلم الأكبر، والعامل الأقوى وراء قيام النهضة العلمية التعليمية، أستاذ الكل فضيلة الشيخ مولانا مملوك العلي النانوتوي رحمه الله: دراسة حياته، وذكر خدماته، ومؤلّفاته وما ترجم من لغة إلى أخرى، ورسائله وخطاباته، وإرثه العلمي وتلاميذه، وأسرته”
* * *
وَوَزَّعَ الكتابَ على 23 أبوابًا مركزيّة، فالباب الأوّل يتحدّث فيه عن موجز تاريخ بلدة “نانوته” إحدى القرى الجامعة بمديرية “سهارنبور” بولايةِ “أُترابراديش” ومن درج فيها من كتار العلماء والمشايخ.
وفي الباب الثاني تطرّق إلى ذكر الأيام التي نزحت فيها الأسرة الصديقية إلى بلدة “نانوته” واستقرّت فيها، وكثرت أعضاؤها، وانتشر بعضهم في أرجاء الهند، وبعضهُم استقروا في “نانوته” ووُجِدَ فيهم علماء كبار، ومشايخ عظام، وصلحاء معروفون بعبادتهم وانقطاعهم إلى الله عزّ وجلّ.
وفي الباب الثالث تحدّث عن الشيخ مملوك العلي النانوتوي مولده، ومسقط رأسه، والخلفية التعليمية التاريخية لموطنه، وأساتذته، ورحلته التعليمية إلى دهلي.
وفي الباب الرابع ذكر أخبار وتراجم أساتذة الشيخ مملوك العلي رحمه الله، ومن بينهم الشيخ الكبير الشاه عبد العزيز الدهلوي (1159-1239هـ = 1746-1824م) ابن الإمام الشاه ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي (1114-1176هـ = 1703-1762م) والشيخ المفتي إلهي بخش الكاندهلوي (1162-1245هـ = 1748-1829م) أحد كبار تلاميذ الشيخ عبد العزيز الدهلوي، والشيخ السيّد محمد قلندر المحدث الجلال آباديّ (المتوفى 1260هـ/ 1844م) والشيخ عبد الله خان العلويّ (المتوفى 1264هـ/ 1848م) والشيخ رشيد الدين خان الكشميري (1183-1243هـ = 1769-1827م) رحمهم الله جميعًا.
وفي الباب الخامس ذكر خلفيَّةَ تأسيس “كليّة دهلي”، وذَكَرَ المرحلةَ التاريخيةَ المُتَّصِلةَ بين مدرسة “غازي الدين حيدر” ومدرسة دهلي (كلية دهلي) وأساتذتها الأولين، ومنهجها التعليميّ وانعكاساتها، وبراءتها من الانعكاسات الغربيّة لحدّ كبير، وامتياز قسمها الشرقي عن قسمها الغربيّ، وما إلى ذلك من المعلومات الأخرى.
فيما يتعلّق بخلفيّة تأسيس “كلية دهلي” قال المؤلّف الفاضل: إنّه في عام 1811م/ 1226هـ قَدَّمَ النائب البريطاني المقيم في الهند “اللورد منتو” مذكرة طويلة إلى المسؤولين عن “الشركة الهندية الشرقية” جاء فيها أن التعليم سائر إلى الانحطاط كل يوم؛ فالحاجة ماسّة إلى رصد مبالغ كبيرة للتعليم وإلى إقامة كليات؛ فأسست الشركة لجنةً عام 1813م/1228هـ، لدراسة الحالة التعليمية في الهند، وقد شهد كبار رجال التعليم الإنجليز أمام اللجنة أن التعليم يشهد انحطاطاً خطيرًا في الهند، فوافق البرلمانُ البريطاني في ضوء ذلك على مشروع قانون قضى بتنظيم التعليم للهنود كسابقة أولى من قبل الشركة، ورُصِدَ مبلغ مائة ألف روبيّة؛ ولكنه لم يُصْرَف في مصرفه، ولكن الإنجليز جدُّوا في هذا الصدد في 17/ يوليو 1823م، ووضعوا “لجنة تعليمية عامّة” General committee of public instruction وسُلِّم إليها المبلغ المذكور، وانتخبَ الدكتور “ولسون” (Dr. Horace Hyman Wilson) رئيسًا لها، وكان من أنصار العلوم الشرقيّة، وأرسلت اللجنةُ تعميمًا إلى المجالس المحليّة في كل من “آغرا” و”دهلي” والأمكنة الأخرى، لاستطلاع الأوضاع التعليميّة في تلك المديريات، وما يُتَّخَذ في هذه المديريات من الوسائل للنهوض بالتعليم وتوسيعه، وما يعمل فيها من الكتاتيب ومعاهد التعليم، وما هي نوعيّة التعليم فيها والكتب الدراسيّة التي يجري تدريسها، وما يستحق منها للمساعدة الرسميّة، وما هي الأساليب الأكثر نفعًا للدعم الرسميّ!
وقد نصّ التعميمُ على أن الحكومة تنوي إقامة كليّة في “دهلي” كما طلبت اللجنةُ الإفادة بما إذا كانت هناك أوقاف من شأنها أن يعين على الأغراض التعليميّة.
وقد أعدّ أمين اللجنة “جوزف هنري تايلور” (J. H. Taylor) تقريرًا مفصلاً في ضوء الاستبانة التي تضمنها التعميمُ وقدّمها إلى رئيس اللجنة في يناير 1824م/ جمادى الأولى 1239هـ، وأيّد تأييدًا ضارخًا رأيَ الحكومة البريطانية نحو إنشاء كلية في دهلي، مشيرًا إلى أن الناس يميلون إليها ويتعلمون فيها فيكسبون العزّ والكرامة، كما أشار إلى “مدرسة غازي الدين حيدر” التي كان قد أسسها وزير “عالم كير الثاني” غازي الدين حيدر خان عام 1792م/ 1206هـ خارج “البوابة الأجميرية” بدهلي، والتي كانت آخر ملجأ تعليمي في دهلي؛ ولكن مبانيها قد تداعت والحالة التعليمية عادت فيها متخلفة جدًّا، وقد قدّم المسؤولون عن الشركة هذا التقرير إلى ملاّكيها، الذين صرفوا لترميم مباني مدرسة غازي الدين حيدر مبلغ (7115) روبية، و وجّهوا بإقامة كلّيّة فيها، لتنظيم التعليم فيها لأولاد الشرفاء والأرستقراطيين سميت بـ”مدرسة دهلي” أو “كلية دهلي”.
ومنذ تأسيس وافتتاح الكلية عُيِّن الشيخ رشيد الدين خان الكشميري (أحد كبار تلاميذ الشيخ الكبير عبد العزيز بن الشاه ولي الله الدهلوي رحمهما الله) رئس هيئة التدريس بها، وعين الشيخ مملوك العلي النانوتوي رحمه الله نائب رئيس هيئة التدريس .
وفي الباب السادس ذكر انتخاب الشيخ مملوك العلي رحمه الله أستاذًا بالكليّة، ومنحه ترقية، وحصوله على إجازة سنة كاملة للقيام بالحج والزيارة، وعلاقاته بالمسؤولين الإنجليز في الكليّة ثم اختلافه مع بعضهم، وانتخابه أمينًا للمدرسة العالية بـ”كالكوتا” وامتناعه عن التوجّه إليها على إلحاح من العلماء والزملاء، وما إلى ذلك.
وفي الباب السابع تحدّث عن أخبار “كلية دهلي” على عهد الشيخ مملوك العلي النانوتوي، ومنهجها الدراسي، وفصولها الدراسيّة، وكون نتائج امتحاناتها جيدة، وتخرج تلاميذه أكفاء مؤهلين، ونتائج تربيته وتعليمه.
وفي الباب الثامن ذكر مشاغل الشيخ مملوك العلي غير التعليمية من إشرافه على الأقسام العلمية والتعليميّة، ومن تصحيح الكتب والصحف الصادرة عن الكلية، وإشرافه على المطبعة التابعة للكليّة، وغير ذلك من الأشغال العلميّة العديدة.
وفي الباب التاسع ذكر علاقته بحركة الإمام أحمد بن عرفان الشهيد رحمه الله، والمراسلات التي جرت بينه وبين الإمام، وما تركته هذه العلاقة من انعكاسات إصلاحيّة بعيدة المدى مسّت المجتمع المسلم في كل جوانبه.
وفي الباب العاشر ذكر هجرة الشيخ محمد إسحاق رحمه الله من الهند إلى الحجاز، وما تبعها من أوضاع وحوادث.
وفي الباب الحادي عشر تحدّث عن سيرته وخلقه وتعامله الطيب مع الأصغر منه سنّا، وسذاجته وعفوتيه، وطلاقة وجهه، وخفّة روحه، وكسبه لقلوب الناس.
وفي الباب الثاني عشر تحدّث عن رحلته للحجّ، وما يتعلق بها من التفاصيل والأخبار.
وفي الباب الثالث عشر ذكر مُؤَلَّفَات الشيخ مملوك العلي، وتعليقاته وهوامشه على الكتب، وتراجمه للكتب، رغم قلة عنايته بالكتابة والتأليف، والسبب في ذلك.
وفي الباب الرابع عشر سرد رسالةً له عربيّةً مع ترجمتها الأرديّة، والرسالة كلُّها بألفاظ غير معجمة تمامًا:
وفي الباب الخامس عشر ذكر رسائل له رحمه الله باللغة الأرديّة.
وفي الباب السادس عشر سرد فتاوى أصدرها هو رحمه الله وسؤالات وُجِّهت إليه وما كتبه من الردود عليها.
وفي الباب السابع عشر ذكر مساعيه رحمه الله التي بذلها في سبيل إصدار بعض المؤلفات الهامّة لغيره أو في سبيل تأليفها.
وفي الباب الثامن عشر ذكر الكتب التي كانت تحتويها مكتبتُه الخاصّة في موضوعات كل من كتاب الله وما يتعلق به، والحديث وما يتعلق به، والفقه وأصوله وما يتعلق بهما، والكلام وما يتعلق به، والأدب والصرف والنحو واللغة والبلاغة وما يتعلق بذلك، والأدعية وما يتعلّق بها، والمنطق والمناظرة وما يتعلق بهما، والحكمة وما يتعلق بها، والرياضة وما يتعلق بها، والكتب الفارسيّة، وكتب الطب وما إلى ذلك.
وفي الباب العشرين، ذكر أولاد الشيخ بمن فيهم البنات والابن الأوحد العظيم وهو الشيخ محمد يعقوب النانوتوي رئيس هيئة التدريس الأول بالجامعة الإسلامية الأم دارالعلوم/ ديوبند (1249-1302هـ = 1833-1884م) وقد كان كبيرًا في العلم والإفادة والتدريس والصلاح والتقوى وتخريج كبار العلماء والدعاة مثل والده، وقد تحدّث عن أخباره في نحو 150 صفحة فيما بين 306 و 351 صفحة من الكتاب.
وفي الباب الحادي والعشرين ذكر قائمة وتعريفًا بتلاميذ الشيخ مملوك العلي رحمه الله، وقد وزَّعهم في جداول عديدة. الجدول الأول يتضمن أحوال تلميذه الوحيد الذي شاركه في أستاذه الشيخ عبد العزيز بن الشاه ولي الله الدهلوي رحمه الله وهو الشيخ المنشي جمال الدين الكتانوي رحمه الله (1217-1299هـ = 1803م-1881م) والجدول الثاني يتضمن أخبار تلاميذه الذين كانوا من تلاميذ الشيخ محمد إسحاق رحمه الله أيضًا (1196-1262هـ = 1781-1846م) وهم الشيخ سبحان بخش الشكاربوري رحمه الله (نحو 1221- نحو 1309هـ = نحو 1806- نحو 1891م) الشيخ نورالحسن الكاندهلوي رحمه الله (1227-1285هـ = 1812-1868م) والشيخ محمد التهانوي رحمه الله (1230-1296هـ = 1815-1879م) والشيخ أحمد علي المحدث السهارنبوري رحمه الله (نحو 1225-1297هـ = نحو1810-1880م) والشيخ المقرئ عبد الرحمن الأنصاري الباني بتي رحمه الله (1227-1314هـ = 1812-1896م) والشيخ السيّد عالم علي المراد آبادي رحمه الله (المتوفى20/ رمضان المبارك 1295هـ الموافق 18/سبتمبر 1878م) والشيخ محمد مظهر النانوتوي رحمه الله (1237-1302هـ 1821-1885م) والشيخ محمد حسين الرامبوري رحمه الله، والشيخ العلاّمة محمد سعيد الإندرابي الكشميري رحمه الله (المتوفى 1282هـ/1865م) والشيخ عبد الحميد خان الجلال آبادي رحمه الله.
وفي الجدول الثالث ذكر أسماء وتراجم تلاميذه الذين كانوا دعاة إلى إحياء العلوم الإسلامية وتأسيس المدارس والحركات الدينية والدعوية في شبه القارة الهندية.
وهم الشيخ الكبير المفكر الإسلامي الفريد الإمام محمد قاسم النانوتوي رحمه الله (1248- 1297هـ = 1833-1880م) مؤسس الجامعة الإسلاميّة دارالعلوم/ ديوبند والداعي إلى تأسيس المدارس وقائد حركة الإحياء الديني في هذه الديار الواسعة، وزميله المحدّث الفقيه رشيد أحمد الكنكوهي رحمه الله (1244-1323هـ = 1829-1905م) والشيخ محمد يعقوب النانوتوي (1249-1303هـ = 1833-1885م) بن الشيخ مملوك العلي النانوتوي والشيخ محمد أحسن النانوتوي رحمه الله (نحو 1241-1312هـ = نحو 1825-1895م) والشيخ القاضي محمد أيوب الفلتي رحمه الله (نحو 1241 و 1244هـ – 1315هـ = 1825 و 1828- 1897م) والشيخ محمد منير النانوتوي رحمه الله (نحو 1246- نحو 1321هـ = نحو 1831- نحو 1904م) والشيخ ذوالفقار علي الديوبندي رحمه الله (نحو 1237- 1322هـ = نحو1821-1904م) والشيخ فصيح الدين العثماني الديوبندي رحمه الله (المتوفى 1315هـ/ 1897م) والشيخ فضل الرحمن العثماني الديوبندي رحمه الله (المتوفى 1325هـ/ 1907م) والشيخ أنصار علي الأنبهتوي رحمه الله والشيخ محمد حسن الرامبوري رحمه الله (1229-1269هـ = 1814-1853م) والشيخ الحكيم أمين الدين الديوبندي رحمه الله (نحو 1250- 1303هـ = نحو 1834-1886م).
وفي الجدول الرابع ذكر تلاميذه الذين كانوا أعلام اللغة الأردية والأدب الأرديّ؛ حيث إن مؤلفاتهم وكتاباتهم وتراثهم الأرديّ الأدبي ساعد على تطوّر اللغة والأدب الأرديّ، ونصب معالم في الطريق اهتدى بها الأجيال المتلاحقة فيما يتعلق بالكتابة المترسّلة، والنثر الأرديّ السهل المتماشي مع العصر الراقي، والتأليف والتحقيق حسبما يقتضيه التطوّرات، والصحافة ووسائل الإعلام التي انتعشت بفضل العلم الحديث والتكنولوجيا المتطورة.
منهم الشيخ محمد يوسف البدهانوي (المتوفى 1325هـ/ 1907م) نجل الشيخ عبد القيوم البدهانوي بن الشيخ عبد الحي البدهانوي، والشيخ سديد الدين الدهلوي بن الشيخ رشيد الدين الدهلوي، والشيخ الدبتي نذير أحمد البجنوري الدهلوي (1245-1330هـ = 1830-1912م) والشيخ ضياء الدين الدهلوي (المتوفى 1326هـ/ 1908م) والشيخ المنشئ ذكاء الله خان الدهلوي (1247-1328هـ = 1833-1910م) والشيخ سميع الله الدهلويّ (1250-1326هـ = 1834-1908م) والشيخ أنوارالحق الحقّي الدهلوي (المتوفى 1320هـ/ 1902م) والشيخ السيّد عبد الله الدهلويّ (المتوفى 1330هـ/ 1912م) والشيخ السيّد هاشم علي الدهلوي، والشيخ علي أحمد شقيق الدبتي نذير أحمد البجنوري الدهلوي (نحو 1242- 1318هـ = نحو1827-1900م) والشيخ كريم الدين الباني بتي (1237-1296هـ = 1822-1879م) والشيخ الحكيم عبد الرحمن الجهِنْجَهانَوي (نحو 1244- 1303هـ = 1828-1882م) والشيخ كريم بخش الدهلوي (1243هـ – 0000 = 1827م – 0000م) والشيخ يعقوب علي البدايوني، والشيخ الحكيم الميرزا منور علي الهابوري (المتوفى 1307هـ / 1889م) والشيخ قطب الدين دِلاَوَرْ علي الطرزي الهابوري (المتوفى 1329هـ/1911م).
وفي الجدول الخامس ذكر تلاميذه الذين لاتُعْرَف تراجمهم وأخبارهم، منهم الشيخ مشتاق أحمد، والشيخ وجيه الله، والشيخ عليم الله البجنوري، والشيخ الحافظ فخرالدين الكنكوهي، والشيخ خدا بخش الدهلوي، والشيخ عبد الرحمن، والشيخ شمس الدين، والشيخ رياض الدين، والشيخ الحاج أحمد علي الأحراري الرامبوري.
وفي الجدول السادس ذكر تلاميذه المنتمين إلى فرقة الشيعة. منهم المولوي بركة علي التهانيسري (المولود في نحو 1240هـ/1825هـ وكان حيًّا إلى 1857م) والمولوي علي أكبر السوني بتي (نحو 1240-1268هـ = نحو1825-1852م) والمولوي علي أصغر السوني بتي (1242- 0000 = 1827-0000م).
وفي الباب الثاني والعشرين فنّد الروايات الشائعة التي تقول: إن السرسيد أحمد خان (1232-1315هـ = 1817-1898م) مؤسس جامعة “عليجراه” الإسلاميّة الشهيرة تتلمذ على الشيخ مملوك العلي النانوتوي رحمه الله وتعلّم في “كلية دهلي” التي كان الشيخ فيها رئيس هيئة التدريس. وذلك مستندًا إلى وثائق لاتقبل تأويلاً، وتؤكّد أن “سيد أحمد خان” لم يتعلّم في الكلية، ولم يقرأ على الشيخ شيئًا من العلوم. وذلك خلاف ما اشتهر على الألسنة، وأثبته بعض المؤلفين الذين لم يعتمدوا في دراستهم على وثيقة في كتاباتهم عنه .
وفي الباب الثالث والعشرين سرد انطباعات وآراء عن الشيخ مملوك العلي أبداها مؤلفو التراجم المعاصرون عنه في مؤلّفاتهم، تؤكد نظرتهم الكبيرة إليه، واحترامهم البالغ له. منهم الشيخ ذوالفقار علي الديوبندي (1234-1322هـ= 1819-1904م) الذي كان من المساهمين في تقديم المساعدة لتأسيس جامعة ديوبند الإسلامية الأمّ. والشيخ كريم الدين الباني بتي (1237-1296هـ = 1822-1879م). الذي كان من تلاميذ الشيخ مملوك العلي النانوتوي، والشيخ السرسيد أحمد خان المذكور أعلاه.
وذَيَّلَ الكتاب بنماذج نادرة من صور كتابات الشيخ مملوك العلي النانوتوي وصور لبيته المتداعي في “نانوته” ولضريحه في دهلي.
* * *
وهكذا فقد حاول المؤلف الدارس أن يُقَدِّم صورةً مُرَكَّزَةً عن المترجم له الشيخ مملوك العلي النانوتوي رحمه الله في ضوء تطوافه الكبير وجولته الواسعة العميقة في ثنايا نحو 201 كتاب وثائقي. وأسلوبُه في هذا الكتاب وفي جميع كتاباته ومقالاته ومُؤَلَّفَاته أنه يصدر في كل ما يقول عن دراسة واعية، ويصنع صنيع المؤرخ البصير الناقد، ولايسرد حقيقة إلاّ بعدما يُدَقِّقها ويختبرها ويستريح إلى صدقها. وربّما يفنّد الآراء الشائعة المتناقلة في بعض المُؤَلَّفات أو المتداولة على الألسنة، التي تكون قد تَحَوَّلَت “حقيقةً” لاتقبل نقاشًا لكثرة الترداد والتناقل. حتى يرفض أحياناً أن يقبل آراء بعض العلماء والمؤلفين الذين يُعْتَبُرون ثقات في الأوساط الدينية الواسعة. يرفض آراءهم رفضًا مشفوعًا بكل أدب واحترام ولايشف عن أي نوع من الإساءة أو روح عدم الاحترام. والرفض يأتي مُعَضَّدًا بالدلائل التي لايسع أيَّ دارس إلاّ أن يخضع لها.
وأسلوبُه في الكتابة الأردية أسلوبُ الكاتب المتمكن المؤرخ الذي يؤدّي أكثر ما يمكن من الأفكار والرؤى بأقلّ ما يمكن من الألفاظ والكلمات، ويكون كالغانية – كما يقول الكاتب الأديب المصري الكبير الدكتور أحمد أمين (1295-1373هـ = 1878-1954م) في مقدمة كتابة “فيض الخاطر” – تستغني بطبيعة جمالها عن كثرة حليّها، وهو بروحه الدراسيّة وذوقه التحقيقي، وحرصه الزائد على التوصّل إلى صميم الحقيقة في كل ما يكتب ويثبت في مُؤَلَّفاته يمتاز اليوم عن مُعْظَم العلماء البحّاثين الكتّاب المنتمين إلى جماعة ديوبند المعروفة بحمل لواء العلم والمعرفة الإسلاميّة في شبه القارة الهنديّة.
وقد صدرت بقلمه مُؤَلَّفَات ودراسات كثيرة دلّت على علو كعبه في البحث والتحقيق والكتابة والتأليف بجهد مضْنٍ، وسهر على الدراسة، وصدور عن استيعاب قراءة واعية للمؤلفات والكتابات الوثائقية التي لاتوجد إلاّ نادرًا في مكتبته الغنية بالتراث الإسلامي والمخطوطات القيمة ووثائق علماء ديوبند، والمكتبات المعدودة على الأصابع في الهند التي تهتم بالتراث الإسلامي والمخطوطات والوثائق.
ومن بين مؤلفاته:
(1) قاسم العلوم فضيلة الشيخ محمد قاسم النانوتوي أخباره وتراثه، وإنتاجاته (باللغة الأردية) في 775 صفحة بالقطع المتوسط صدرت منه خلال أعوام قليلة طبعتان.
(2) مولانا عبد الله الأنصاري: أخباره وإنجازاته وتراثه العلمي (باللغة الأردية) في 250 صفحة.
(3) ترجمة مولانا محمد مظهر النانوتوي (باللغة الأردية) في 224 صفحة.
(4) رسائل غير مطبوعة للشيخ الحاج إمداد الله المهاجر المكي والشيخ رشيد أحمد الكنكوهي (باللغة الأردية) 88 صفحة.
(5) الشيخ إنعام الحسن الكاندهلوي رحمه الله أمير جماعة الدعوة والتبليغ سابقًا. يقع في 750 صفحة.
(6) موجز ترجمة الشيخ المفتي إلهي بخش الكاندهلوي، يقع في 86 صفحة.
(7) أوراد ووظائف رمضان المبارك، صدرت منه 8 طبعات يقع في 88 صفحة.
وهناك مؤلفات له تنتظر الصدور. منها:
1 – باقيات الفتاوى الرشيدية . جمع فيه من فتاوى الشيخ المحدث الفقيه رشيد أحمد الكنكوهي ما لم يطبع، وقد عَلَّقَ عليها وشرح منها ما يحتاج إلى الشرح.
2 – كالا پاني (المياه السوداء) سلّط فيه ضوءًا على أساليب التعذيب التي كان يستخدمها الاستعمار الإنجليزي في مُعْتَقَل “إندومان” وسرد بعض القصص التعذيبية في ضوء الوثائق التي تمكّن من التوصّل إليها، من بينها قصّة تعذيب الشيخ محمد جعفر التهانيسري الشهيرة في ضوء ما كان الشيخ التهانيسري تحدث عنه في ما كتب عنه. ويقع الكتاب في 250 صفحة.
3 – (معركة “شاملي” و “تهانه بهون”) التي خاضها المسلمون ضدّ الإنجليز وقادها العلماء الصالحون ولاسيّما الذين ساهموا في إنشاء جامعة دارالعلوم/ ديوبند الإسلامية الشهيرة. استفاد في إعداده من مذاكرات الضباط الإنجليز بدورهم. يقع في 350 صفحة.
4 – ترجمة الحافظ محمد ضامن الشهيد رحمه الله التي استشهد في معركة “تهانه بهون” ضدّ الاستعمار الإنجليزي. يقع في 240 صفحة.
5 – مؤسسو جامعة مظاهر العلوم بمدينة “سهارنبور” وأخبار أساتذتها الأولين وأحداث أخرى لصيقة بالجامعة ذات أهميّة. يقع في 400 صفحة.
6 – وهناك ستة كتب تحت التأليف في شتى الموضوعات التأريخية الإسلاميّة.
* * *
والمُؤَلِّف حفظه الله اسمه نور الحسن بن افتخار الحسن بن رؤوف الحسن، ينتهي نسبه إلى سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وكان جدّه الأعلى الشيخ الكبير المفتي إلهي بخش رحمه الله (1162-1245هـ = 1749-1829م) الذي كان من أخصّ تلاميذ الشيخ المحدّث الشاه عبد العزيز بن الشاه ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي رحمه الله. والمفتي إلهي بخش كان قد وَرَدَ الهند من أجداده نازحًا من العراق عوض بن أبي جعفر محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله عمويه بن سعد بن الحسين بن القاسم بن نضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
وكان حفيده محمد بن عمر بن عوض قد شغل منصب فاحص الحسابات العام (Auditor general) في الهند على عهد “معزّ الدين بهرام شاه” الذي حكم الهند في الفترة مابين (637 و 639 الموافق 1240 و 1242م).
وتوارثت هذه السلالةُ العلمَ والدينَ والصلاحَ كابرًا عن كابر، ودرج فيها علماء ودعاة، ومصلحون ومجاهدون، ومحدثون وفقهاء، ومؤلفون كبار، واصلوا توزيع الحسنات الدينية والعلميّة التي نزحت بها سلالتُهم من الأرض العربيّة إلى ديار العجم مساهمةً في إخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعتها.
وقد درج فيها في العصر الأخير أمثال الشيخ محمد إلياس رحمه الله (1303-1363هـ = 1885-1943م) الذي أسس “جماعة الدعوة والتبليغ” التي نشرت الإسلام دونما دعاية وتطبيل وفي صمت وإخلاص مثاليين في ربوع الدنيا كلها، وأوجدت تواصلاً بين المسلمين على تنائي الديار وتباعد الأقطار بشكل لم تستطعه جماعة إسلاميّة نهضت مؤسسةً على كثير من التنسيق والإعداد والتنظيم، فكان صنيعها في الأغلب قليلاً وأقوالها عريضة ودعايتها بنفسها كثيفة. وأمثال الشيخ المحدث الكبير زكريا بن يحيى الكاندهلوي (1315-1402هـ = 1897-1982م) المتوفى والمدفون بالمدينة المنورة، ولاتزال خليَّةُ السلالة تُعَسِّل، وتنجب العلماء والعباقرة، الذين يسعدهم الله بالتوفيق للقيام بكل خير ينفع العباد عاجلاً وآجلاً.
وُلِدَ المؤلف الفاضل في هذه السلالة السعيدة يوم 10/ ربيع الأوّل 1370هـ/ الموافق 20/ ديسمبر 1950م وتلقى مبادئ القراءة والتعليم الابتدائي في بلدته “كاندهله” (Kandhla) بمديرية “مفظرنجر” بغربي ولاية “أترابراديش” في كتاتيبها ومدارسها، ثم التحق بالجامعة الشهيرة “مظاهر العلوم” بمدينة “سهارنبور” وتخرج منها في علوم الشريعة عام 1390هـ/ 1970م .
ومنذ تخرّجه عَكَفَ على خدمة العلوم والمعارف، والدراسة والتأليف، بجدّ واجتهاد، وانقطاع عن مشاغل الدنيا وزخارفها.
وهو – حفظه الله – يتبنّى البساطةَ في جميع مظاهر حياته: الملابس، والمطاعم والمشارب، واللقاء والزيارة، وعيش الحياة، ويكره التأنّق والتصنّع، وهو حقّا رجلُ علم ودراسة ؛ فلا يروقه إلاّ ما يعينه على ذلك.
وأخلاقُه نعومةُ القطن، وحلاوةُ العسل، فهو يألف عاجلاً، ويؤلف عاجلاً، يحب من اللباس ما رخص، ومن الطعام ما تيسّر .
وإلى جانب تأليف الكتبَ وكتابته الأبحاثَ العلميَّةَ ، يُصْدِر منذ عام 1415هـ حتى كتابة هذه السطور في أواخر جمادى الثانية 1430هـ مجلة علميّة أكاديميّة باسم “أحوال وآثار” باللغة الأرديّة ينشر فيها مقالات علميّة دراسيّة معظمُها بقلمه. وربّما تخلّلتْ صدورَها بعضُ الفترات لقلة الموارد الماليّة التي يشكوها في الأغلب العلماءَ العاكفون على الدراسة والتحقيق، والكتابة والتأليف؛ لأن فاعلي الخير إنما يساعدون في الأغلب من يتفنّن في امتصاص مساعداتهم بالحيل الماكرة، ولايساعدون ذوي العلم والفضل ، المنقطعين إلى الدراسة ، وخدمة العلم والدين في صمت وهدوء .
ولكنّها لاتزال تَصْدُر لحدّ كتابة هذه السطور؛ تنفع العلماء، وتُمِدّ الدارسين، وتُحْيِي التراثَ، وتُخَلِّد الآثارَ العلميَّةَ ، التي ربّما كادت تندرس؛ فجزاه الله خيرًا، ووفّقه للمزيد من تحقيق انتصارات رائعة ، في مجال العلم والدراسة والتحقيق .
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دارالعلوم ديوبند ، شعبان 1430 هـ = أغسطس 2009 م ، العدد : 8 ، السنة : 33