الشباب المسلم من سكّان ’’أعظم جراه‘‘ لايزال يتعرّض للاعتداءات

محليات

إعداد :  محمد رضوان القاسمي البجنوري

طالب بقسم التخصص في اللغة العربية وآدابها

بالجامعة الإسلامية دارالعلوم/ ديوبند

مسؤولون في “كتيبة مكافحة الإرهاب” (A.T.S.) في مدينة “جي فور” يتناولون الشابّ المسلم المدعوّ بـ”سيف الرحمان” بالضرب المبرِّح للغاية. تمّ رفع الشكوى إلى المحكمة. والمحكمة تُصدر الحكم بإجراء الفحص الطبيّ. وهناك شابٌّ آخر مسلم مدعوّ ب”شهباز حسين” يطالب بدوره المحكمةَ بأَن تقوم بإجراء اختباره المعتمد على استخدام المخدّرات متضايقًا من عملية الإزعاج والبطش التي مارستها معه رجال الشرطة. ذلك أوّل حادثٍ من نوعه في التاريخ القانونيّ للبلاد. يَتـّهم الشبابُ المسلم ضبّاطَ الشرطة بأَنهم يحاولون إرغامهم على أن يتحمّلوا المسؤولية عن تفجيرات مدينة “جي فور” .

       الفتيان المسلمون المنتمون إلى مديرية “أعظم جراه” ومختلف الأقاليم للبلاد الذين قد ألقتْ “كتيبة مكافحة الإرهاب” (A.T.S.) في “راجستهان” القبض عليهم عن طريق اتّهامهم بالضلوع في القيام بسلسلة من التفجيرات التي حصلتْ بمدينة “جي فور”، لايزالون يتعرّضون لحدّ اليوم للعنف والاعتداء في مختلف سجون الشرطة. وضبّاطُ الشرطة الراجستهانيّة قد يُرغمونهم من خلال عملية الإزعاج والتشدّد على أن يعترفوا بالمسؤولية عن هذه التفجيرات؛ فهناك شابّ يافع مدعوّ بـ”سيف الرحمان” ممّن ينتمون إلى مديرية “أعظم جراه” قد لجأ إلى المحكمة ليشكو إليها أن ضبّاط (A.T.S.) قد عرّضوه للضرب واللكم، وحاولوا إجباره على أن يتحمّل المسؤوليّة عن التفجيرات؛ فقد أصدرت المحكمة بناءً على ذلك الحكمَ بإجراء الفحص الطبيّ بشأنه. وأثناء ذلك رفضت الحكومة الراجستهانية أن يتمّ إجراء الاختبار المعتمد على استخدام المخدّرات للشاب المسلم المدعوّ بـ”شهباز حسين” الذي تم إلقاء القبض عليه بتهمة التورّط في القيام بسلسلة من التفجيرات رفضًا تامًّا.

       مدينة “جي فور” هي الأولى التي شهدتْ عبر تاريخ المتَّهمين بالضلوع في التفجيرات على مستوى البلاد كلّها أن أيًّا من المتَّهمين بالتفجيرات هو الذي قد عرض بدوره على المحكمة عن تطوّع أن تقوم رجال الشرطة بشأنه بإجراء الاختبار المعتمد على استخدام المخدّرات إلى جانب إجراء الاختبار لاستكشاف الكذب، والاختبار القضائيّ، على حين إن كلاًّ من القضايا من هذا النوع حدث بشأنها لحدّ الآن أن رجال الشرطة هم الذين كانوا يقدّمون طلبًا إلى المحكمة فيما يتعلق بإجراء اختبار المتَّهمين المعتمد على استخدام المخدّرات فيما ظلّ يرفض ذلك الاختبارَ بشدّة كلٌّ من المتَّهمين ومحاميهم، غير أنها هي المرّة الأولى التي ناشد فيها المدعوّ بـ”شهباز حسين” المتَّهم بالقيام بالتفجيرات بدوره المحكمة بأن يتمّ إجراء اختباره المعتمد على استخدام المخدّرات؛ ولكن الحكومة الراجستهانية قد رفضت كليًّا إجراءَ هذا الاختبار.

       وجديرٌ بالذكر أن المسمّى بـ”شهباز حسين” قد سبق له أن برّ أنفسَه لدى إجراء النظر في القضية سابقًا في المحكمة وعرض عليها بدوره أن يتمّ إجراء اختباره المعتمد على استخدام المخدّرات؛ ليتأكد كونُه بريئًا مما اتُّهم به؛ فقال لدى جلسة المثول السابقة في المحكمة الخاصّة بمدينة “جي فور” عن طريق محاميه: إنه ستثبت براءته ممّا اتُّهم به هو من خلال الاختبار المعتمد على استخدام المخدّرات أو الاختبار الشرعيّ أو الاختبار المبنيّ على الطريقة العلميّة وما إلى ذلك؛ فلذلك يقدّم هو نفسَه لإجراء الاختبار المعتمد على استخدام المخدّرات، بحيث لايكاد يرضى الآخرون من المتَّهمين بذلك بشكل مّا. فمن هنا قد طالبت المحكمةُ الحكومة الراجستهانيّة بالردّ على ذلك الطلب الذي تقدّم به هذا الرجل.

       ويلاحَظ أن الحكومة الإقليميّة الراجستهانية كانت قد استسمحتْ المحكمةَ بإجراء الاختبار المعتمد على استخدام المخدّرات للمتَّهم الآخـر المدعـوّ بـ”سيف الرحمان” يوم 2/مايو 2009م؛ لكن المحكمة رفضت ذلك كلّ الرفض اعتبارًا منها أنه لايُساغ إرغام المتَّهم على أن يقوم بدوره بتوفير الأدلة ضدّ الجريمة التي اتُّهِم هو بها؛ إلا أن الحكومة الراجستهانية هي التي قد قامت برفض إجراء هذا الاختبار لـ”شهباز حسين” رفضًا باتًّا، كما تقدّم المحامي الرسميّ بشواهده. والمحكمة قد احتفظت بقرارها بشأن القضيّة إلى 8/يونيو القادم .

       وزاد الطّين بلّةً أن المتَّهمين المعتقلين نتيجةً لتفجيرات “جي فور”، إن يتعرّضون لأعمال التعذيب والتنكيل على يد الشرطة ويُجبَرون على قبول هذه الجريمة في جانب، ففي جانب أخر يمكن تقدير مدى حالتهم الذهنيّة من خلال ماجرى مع المدعوّ بـ”شهباز حسين” من أنه لم يقدّم إلى المحكمة طلبًا بإجراء الاختبار المعتمد على استخدام المخدّرات والاختبارات العلميّة كلّه فحسب؛ ليتقرر كونه بريئًا مما وُجِّه إليه من التُّهَم؛ وإنما قال في الوقت نفسه: ليتمّ الاعتراف بالتقارير عن هذه الاختبارات بأسرها كشهادة ثبوتيّة؛ ذلك أن المحكمة في الأغلب لاتعترف بتقارير أمثال هذه الاختبارات كشهادةٍ مستقلّةٍ؛ غير أن تلك الاختبارات إنما تساعد رجالَ الشرطة على ما يقومون به من إجراء التحقيقات. وقد دارااليوم في محكمة مدينة “جي فور” نقاشٌ حول ما قدّمه إليها “شهباز حسين” من الطلب، حيث رفض فيه المحامي الرسميُّ مطلقًا إجراءَ الاختبار المعتمد على استخدام المخدّرات لـ”شهباز حسين”. (صحيفة “راشتريه سهارا” الأرديّة اليوميّة، العدد: 3511، السنة:10)

*  *  *

مدرس هندوسيٌّ يعتنق الإسلام.. والطائفيّون يثيرون اضطرابًا

ويردّدون هتافات مثيرةً، توتَّر الوضع، والشرطة في حالة التأهب

       لما تفشىٰ في مدينة “مظفرنجار” أن أحد المدرّسين الهندوس لدى مدرسة عصريّة رسميّة قد تشرّف بقبول الإسلام وقرأ كلمتَه، طفق أعضاء المنظّمات الهندوسيّة يتظاهرون ويردّدون هتافات مثيرةً كان من شأنها أن يتردّى الوضع ويحصل الحادث الخطير؛ لكنه لم يتمّ ذلك. والأوضاع في المدينة متوتّرةٌ؛ ولكنها تحت السيطرة.

       وحسب ما أفادت الأنباء أن المدعوّ بـ”سنديب كمار” الغوجري ابن “برهمان سينغ” أحدَ سكّان قرية “تودا” بمديريّة “مظفرنجار” يمارس مهنة التدريس في مدرسة عصريّة رسميّة، ويقيم حاليًّا في قرية معروفة بـ”نغلا” التي هي واقعةٌ على مسافة قصيرة من تلك المدرسة. ويُذكر أنه رجلٌ يحتكم إلى الدين، قد سبق له أن تناول كتبًا تتضمّن تعاليم إسلاميّةً بالدراسة العميقة مما جعله يتأثر بالإسلام وتعاليمه كثيرًا منذ وقت غير قصير، وقد أبدىٰ انطباعه عن الإسلام لدى أهل بيته وذوي الصلة به، وأعرب أمام أبَوَيه أنه يرغب في اعتناق الإسلام؛ لكنهم لم يهتمّوا بذلك كثيرًا، حتى تشرف هذا الشاب اليافع البالغ من عمره 28 عامًا، بقبول الإسلام على يد أحد العلماء المسلمين في مدينة “ميروت” وقرأ كلمتَه، بعد أن طالع تعاليم إسلاميّةً وتعمّق فيها، وأسمىٰ نفسَه بدوره بعد أن اعتنق الإسلام “محمد سمير” بدلاً من “سنديب كمار”.

       وجديرٌ بالذكر أن الشاب المدعوّ سابقًا بـ”سنديب كمار” والمسمّىٰ حاليًّا بـ”محمد سمير” قد خرج للأربعين يومًا في سبيل الدعوة والتبليغ ضمن برنامج جماعة الدعوة والتبليغ المعروفة في العالم والتي مقرّها في قطاع “نظام الدين” بدهلي بعد أن اعتنق الإسلام؛ فما إن بلغ النبأ أهل بيته وأقرباءه الهندوس حتى تقدّموا بإبلاغ اختطافه إلى مركز الشرطة ضدّ العديد من الشباب المسلم المنتمي إلى قرية “نغلا”، وراحتْ بعض المنظّمات الهندوسيّة – بما فيها أعضاءٌ لمنظّمتي “بجرانغ دال” و”شيف سينا” الهندوسيَّتَين المتطرّفتَين – تقوم بالتظاهر احتجاجًا وتردّد هتافاتٍ تستهدف من خلالها توتير الجوّ؛ لكن النخبة من المسلمين ورجال الشرطة تدخّلوا في القضية وتمكّنوا من تفويتِ الفرصة على المشاغبين المتربصين بهم الدوائر.

       وإزاء ذلك قد صرّح الشاب “محمد سمير” المهتدي للإسلام حديثًا بأنني قد أسلمت عن إرادةٍ وخيارٍ منّي، وليس هناك أحدٌ من المسلمين أرغمني على اعتناق الإسلام؛ وذلك أنني أيضًا رجلٌ مثقَّفٌ. مؤكدًا: حقًّا أن دين الإسلام وحده دينٌ يعتمد على الحق والحقيقة. وأشعر أنا بالطمأنينة الروحيّة والاستقرار القلبيّ منذ أن اهتديتُ إلى الإسلام وقرأتُ كلمتَه. ويلاحَظ أن الرجل المهتدي للإسلام قد تقدّم هو أيضًا بالإبلاغ إلى مركز الشرطة بصورة كتابيّة أنه يخاف على نفسه من قبل أهل بيته؛ حيث يمكن أن يمارسوا اغتيالَه في أيّ حين من الأحيان، فيما بدأتْ رجالُ الشرطة تقوم باتّخاذ تدابير من عندها في شأن التعامل مع القضية. (صحيفة “صحافت” الأرديّة اليومية الصادرة بدهلي الجديدة، العدد: 338، السنة:5)

*  *  *

مدير إحدى المكتبات التجارية المتطرف يبث السموم:

قراءةُ الكتب الدينيّة الإسلاميّة تجعل المسلمين يتخرّجون إرهابيّين

       قد أصدرت صحيفةٌ محليّةٌ في مدينة “مراد آباد” نبأً جعل العلمانيّين يَقْلَقون. حسب ما أفادت الأنباء: لمّا نشرتْ صحيفة “مول دهرم” الأسبوعيّة نبأً أفاد بأن الرجل المدعوّ بـ”نريندراسكا” الذي يقوم بإدارة مكتبة معروفة بـ”دارالكتاب الهندية” الكائنة في سوق “الأربعاء” بمدينة “مراد آباد” لم يدفع كتابًا درسيًّا يتضمّن تعاليم إسلاميّةً إلى من طلبه منه من الطلاّب المسلمين قائلاً: إن الكتب الدينيّة من هذا النوع هي التي جعلت المسلمين يتخرّجون إرهابيّين.. أثار موجةً شديدةً من السخط والغضب فيما بين المسلمين.

       وطبقًا للتفاصيل إن الرجل المسمّىٰ بـ”فضيل أحمد” قد سبق له أن اشترى كتبًا دراسيّةً للصف الثاني من أجل ابن أخيه من بائع الكتب الهندوسيّ المدعوّ بـ”نريندراسكا”. ويُلاحَظ أن هذا الرجل هو الذي يتولّىٰ بيع الكتب التي هي مُدْرَجةٌ في المقرّر الدراسيّ الذي يُدرَّس في مدرسة شبه رسميّة بالمدينة بما فيها كتابٌ دينيٌّ إسلاميٌّ، وإن “فضيل أحمد” لمّا لم يجد ذلك الكتاب الدينيّ لدى مكتبة في المدينة توجَّه إليه وقال له: إنه لايوجد ضمن الكتب الدراسيّة التي قد سبق لي أن اشتريتُها منك هذا الكتابُ الدينيّ المطلوب؛ فأجاب ذلك الرجل قائلاً: لن نبيعكَ إياه؛ لأنك وقومَك تتخرّجون إرهابيّين بقراءة مثل هذا الكتاب! ثم طرده من بين يديه ودفعه من مكتبته بعد أن تناوله بالسّباب والشتم. ومما يثير الاستعجاب أن “نريندراسكا” يتولّى منصب رئاسة حزب المؤتمر بالنيابة على مستوى مدينة “مراد آباد”. ويقول العلمانيّون في المدينة: إننا لانكاد نفهم أن حزب المؤتمر الذي يدّعي أنّه “حزبٌ علمانيٌّ” كيف يتحمّل أمثال هؤلاء الذين يتّسمون بالنفسيّة الطائفيّة . (صحيفة “راشتريه سهارا” الأردية اليوميّة، العدد: 3569، السنة:10)

*  *  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دارالعلوم ديوبند ، شعبان 1430 هـ = أغسطس 2009 م ، العدد : 8 ، السنة : 33

Related Posts