الأدب الإسلامي
شعـر : الشاعر الإسلامي الكبير عبد الرحمن صالح العشماوي / الرياض
تمهَّلْ أيُّها الغالي قليلا
ولا تُشْعِلْ لجذوتها فَتيلا
تمهَّلْ قَبْلَ أنْ تلقَى ظلاماً
وليلاً – لاتُسَرُّ به – طويلا
تمهَّل ، لا تحطِّمْ ما بنينا
ولا تَصْنَعْ لنا الخَطْبَ الجَليلا
أتنسى أنَّ نيران المآسي
ستحرق حين تُشعلها الحقولا؟
عدوُّك يا أخي يُصْليك نارًا
فلا تَسْمَحْ لقلبكَ أنْ يَميلا
رصاصتُكَ العزيزةُ لا تَدَعْها
تحوِّل مَنْ يَعِزُّ بها ذَليلا
لقد علَّمْتَ بالحجر الأَعادي
دروساً لم تَزَلْ تُرْوَى فُصولا
عَزَفْتَ لنا الحجارةَ خيرَ لحنٍ
شفى من صَدْر أمتنا غَليلا
أخا الأقصى ، أخا حيفا ويافا
وغَزَّتِنا ، ولا أنسى الخَليلا
تأمَّلْ أيُّهاالغالي (بقاعاً)
تأمَّلْ (عَسْقَلانَكَ) و (الجَليلا)
ستبصرها على أملٍ كبيرٍ
فلا تفتَحْ لها الجُرْحَ المَهُولا
أرى أَكنافَ أُولى قِبْلَتَيْنا
تصارع في ترقُّبها الذُهولا
تخافُ تَطاحُنَ الإخوانِ يوماً
فلا تَلْقى إلى النَّصْرِ السَّبيلا
سعيدٌ ، كيف يضربُ وَجْهَ سعدٍ
وينسى غاصباً قَرَعَ الطُّبولا؟!
أخا الأقصى ، أخا المَسْرى، أَعِرْنِي
بربَّكَ سَمْع مَنْ يَأبى نُكُولا
دعِ الأقصى الحبيبَ يُحِسُّ أَنَّا
نحكِّم حين نختصمُ العقولا
ونتخذ الوفاءَ لنا طريقاً
ونتخذ الكتابَ لنا دليلا
فلسطين العزيزةُ يا أخانا
تريدكَ فارسًا شَهْماً نَبيلا
تريدك أنْ تُزَحْزِحَ عن رُؤاها
وعن وجدانَها هَمّاً ثقيلا
تريدك أنْ تَمُدَّ لها جسورًا
وظِلاً من كرامتها ظَليلا
تريدك أنْ تُعيد إلى رُباها
أَحِبَّتَها الأُلَى احترفوا الرَّحيلا
فلا تفتَحْ لها بابَ ارتكاسٍ
يمكِّن من كرامتها الدَّخيلا
أخا الأقصى ، أُعيذُكَ من طريقٍ
تصير به النَّجاةُ المستحيلا
أُعيذكَ من دماءِ أخٍ قريبٍ
ستُصبَح – حين تقتلُهُ – القَتيلا
إذا لم نمنح الأَعشاشَ أمناً
فكيف سنسمع الشّدو الجميلاَ؟!
* * *
* *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . ذوالقعدة 1427هـ = ديسمبر 2006م ، العـدد : 11 ، السنـة : 30.