الأدب الإسلامي
شعــر: الشاعر اللبناني الأستاذ سبط الجيلاني
بيروت ، لبينان
نظمت في 26/ شعبان 1427 ردًّا على كلام رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم المسمّى (بنيدكتس) السادس عشر، حين نقل عن أحد أباطرة البيزنطيين كلامًا في ذمّ كلّ ما جاء به نبيّنا محمّد ﷺ ، ولا سيّما أمره ﷺ بالجهاد لنشر الإسلام .
أ قَتْلُ المُسلمينَ بكُلِّ أرضٍ
لِنَشْرِ نِظامِكُمْ شيءٌ يَهُونُ
وشَهْرُ السَّيْفِ في فَتْحٍ مُبِينٍ
لإنقاذِ البَرِيَّةِ لا يَكُونُ
أ في حَرْبِ الصَّلِيبِيَّينَ فَخْرٌ
وفي فَتْحٍ مِنَ الرَّحْمنِ هُونُ
و بُوشٌ أَمْرُهُ بِالعُنْفِ بِرٌّ
وأَمْرُ مُحَمَّدٍ شَرٌّ مُبِينُ
أ نَشْرُ نِظَامِكُمْ بِالنَّارِ تِبْرٌ
ونَشْرُ نِظامِنَا بِالسَّيْفِ طِينُ
أَ عُبَّادَ الصَّلِيبِ عَجِبْتُ مِنْكُمْ
أَمَا فِيكُمْ فَهِيمٌ أَوْ فَطِينُ
أَ عَبْدُ العَبْدِ ذُو عَقْلٍ سَلِيمٍ
وعَبْدُ اللهِ أَضْنَاهُ الجُنُونُ
أَ دِينُ الشِّرْكِ فَخْرٌ لِلبَرايَا
وعَارٌ مَنْ لَهُ التَّوْحِيدُ دِينُ
دِمُقْرَاطِيَّةُ الإنْسانِ مَدْحٌ
ورَأْيٌ صَائِبٌ وهُدًى ولِينُ
وإِنْصافٌ عَلى ما كانَ مِنْها
وتَحْرِيرٌ وقِسْطاسٌ رَصِينُ
وفي إسلامِنا وَحْشٌ مُخِيفٌ
وفِيهِ تَحَجُّرٌ و هَوًى مُهِينُ
وفِيهِ تَخَلُّفٌ و ذَمِيمُ عَيْشٍ
وجَوْرٌ فِعْلُهُ مَهْمَا يَكُونُ
أ حُكْمُ الشَّعْبِ دِينٌ مُستَقِيمٌ
وحُكْمُ اللهِ مَذْمُومٌ مُشِينُ
أ حُكْمُ الشَّعْبِ مَمْدُوحٌ وزَيْنٌ
وحُكْمُ اللهِ مُعْوَجٌّ خَمِيْنُ
أ حُكْمُ الشَّعْبِ مهما كانَ نُورٌ
وحُكْمُ اللهِ بالتَّقْوَى دُجُونُ
أ حُكْمُ الشَّعْبِ مهما اختارَ حَقٌّ
وحُكْمُ اللهِ بَطَّالٌ هَجِينُ
أ حُكْمُ الشَّعْبِ عَدْلٌ في البَرَايَا
وحُكْمُ اللهِ ظُلْمٌ مُسْتَبِينُ
أ حُكْمُ الشَّعْبِ بالمَرْحَى جَدِيرٌ
وحُكْمُ اللهِ بالبَرْحَى قَمِينُ
أ حُكْمُ الشَّعْبِ بالإكْرَاهِ عِزٌّ
وحُكْمُ اللهِ بالإكْرَاهِ دُونُ
أ قَهْرُ النَّاسِ لِلسُّوأَى سَعِيدٌ
وقَهْرُ النَّاسِ لِلحُسْنَى حَزِينُ
أتَدْمِيرُ العِراقِ لَكُمْ مُباحٌ
ويَحْرُمُ أَنْ تُرَفَّ لَكُمْ جُفُونُ
وقَتْلُ مُجَاهِدِي الأَفْغانِ حُلْوٌ
و وَخْزُ جُنُودِكُمْ مُرٌّ سَخِينُ
وسَحْقُ بُيُوتِ غَزَّةَ مُسْتَسَاغٌ
ولَمْسُ بُيُوتِكُمْ فِعْلٌ مُشِينُ
وذَبْحُ صِغارِنا عَقْلٌ وفَهْمٌ
وأَسْرُ مُجَنَّدٍ مِنكُمْ جُنُونُ
وفَضْحُ نِسائِنا مِنكُمْ جَمِيلٌ
وجَرْحُ شُعُورِكُمْ مِنَّا مُهِينُ
وفي تَرْمِيلِ نِسْوَتِنَا سُرُورٌ
وفي إِقْلاقِ راحَتِكُمْ شُجُونُ
وفي تَدْمِيرِ أُمَّتِنا رُقِيٌّ
وفي إسْقاطِ بُرْجَيْكُمْ طُمُونُ
وضَرْبُ سِفارَةٍ لَكُمُ خَطِيرٌ
وسَحْقُ قَبِيلَةٍ مِنّا أَمِينُ
ورُوحُ كِلابِكُمْ شَيءٌ ثَمِينٌ
ومَا في رُوحِنا شَيءٌ ثَمِينُ
لَكُمْ حُرِّيَّةٌ في كُلِّ شَيءٍ
ونَحنُ حُقُوقُنا مِنكُم سُجُونُ
لَكُمْ صُنْعُ السِّلاحِ بلا قُيُودٍ
وإنْ نَصْنَعْ قُنَيْبِلَةً تُدِينُوا
لَكُمْ (فِيتُو) على ما لم يَرُقْكُمْ
وليسَ لِرَأْيِنا فِيكُمْ أَذِينُ
وفي تَدْرِيسِنَا لِلدِّينِ كُفْرٌ
وفي تَدْرِيسِكُمْ لِلكُفْرِ دِينُ
ومَنْعُ تَعَدُّدِ الزَّوْجَاتِ عِلْمٌ
وفي مَنْعِ الزِّنَا جَهْلٌ ثـَخِينُ
ومَنْعُ حِجابِ نِسْوَتِنا صَوَابٌ
ومَنْعُ العُرْيِ ذا خَطَأٌ سَمِينُ
وشَتْمُ المُصطَفَى لا شَأْنَ فِيهِ
وفي إِظهارِ دَعْوتِنا شُؤُونُ
أَلا أَبْلِغْ (بَنِيدِكْتُسْ) بِأَنَّا
أُبَاةٌ لَيسَ تُرْهِبُنا المَنُونُ
وأَنَّا إِنْ نُسَمْ ضَيْمًا أَبَيْنَا
وأَنَّا لا يُضامُ لَنَا قَرِينُ
وأَنَّا الغَزْوُ دَيْدَنُنَا قَدِيمًا
وعادتُنا الجِهادُ بِهِ نَدِينُ
فَإِنْ نُقْتَلْ فَبِالجَنَّاتِ فُزْنَا
وإِنْ نَقْتُلْ فَذا نَصْرٌ مُبِينُ
وأَنَّا لا تُنَهْنِهُنا الدَّواهِي
ولا فَتَّتْ سَواعِدَنا الحُزُونُ
وأَنَّا ليسَ يَثْنِينَا كَلامٌ
يُزَيِّنُهُ فِرِنْجِيٌّ رَطِينُ
فَصَبْرًا كَيْ تَرَى صِدْقِي عِيانًا
إِذا آنَ الأَوانُ وحَانَ حِينُ
تَسُبُّ نَبِيَّنَا وتَقُولُ إِنِّي
لِغَضْبَتِكُمْ لَذُو أَسَفٍ حَزِينُ
تَذُمُّ جِهادَنا وتَراهُ جَهلاً
أَلا أَنتَ الجَهُولُ المُسْتَكِينُ
فَرَبُّ العَرْشٍ يَأْمُرُنا بَشَهْرٍ
لِسَيْفٍ لا يَكِلّ ولا يَلِينُ
لِنَنْشُرَ دِينَهُ في الأَرضِ قَهْرًا
وهذا دينُنَا وبِهِ نَدِينُ
فَإِنْ تَقْبَلْ تَكُنْ مِنَّا وإِلاَّ
فَجِزْيَتُكُمْ وإِلاَّ فَالمَنُونُ
* * *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . ذوالقعدة 1427هـ = ديسمبر 2006م ، العـدد : 11 ، السنـة : 30.