من تاريخ الجامعة الإسلامية: دارالعلوم/ ديوبند (الحلقة 104)

بقلم: الأستاذ/ سيد محبوب الرضوي الديوبندي -رحمه اللّه-  (المتوفى 1399هـ / 1979م)

ترجمة وتعليق: محمد عارف جميل القاسمي المباركفوري(*)

تراجم خريجي دارالعلوم/ديوبند:

64- الشيخ الشاه وارث حسن رحمه الله:

         من سكان «كورا جهان آباد»، التحق بدارالعلوم/ديوبند عام 1310هـ، وتخرج منها عام 1312هـ، ثم توجه إلى الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي ونال الخلافة منه. ثم سافر إلى الحجاز، وقضى مدة يسيرة بها عند شيخ المشايخ الحاج إمداد الله.

         ثم عاد، وولي التدريس مدة يسيرة في مدينة «بنارس»، ومدينة «مظفر فور»، ثم استقال من الوظيفة، وأقام في لكناؤ. واشتغل في الإرشاد والهداية، واستفاد منه طبقة المثقفين الثقافة الإنجليزية أكثر، فممن استفاد منه قضاة، ومحامون، وكبار الضباط والرؤساء.

         توفي في 16/جمادى الأولى عام 1355هـ، ودفن في المسجد الجامع بالقرب من «تلة بير محمد»، بلكناؤ.

65- الشيخ أمين الدين الدهلوي:

         ولد في نحو 1283هـ في «أورنك آباد»، في دكن، وسكن في «أيوله» بمديرية «ناسك»، ثم لازم دهلي بعد أن نشأت المدرسة الأمينية. والتحق عام 1304هـ بدارالعلوم/ديوبند لتحصيل العلم، ثم سافر إلى شاهجهان فور عام1307هـ، وقرأ بعض الكتب في المعقولات على الشيخ نادر الدين بها، وكان الشيخ نادر الدين من تلامذة الشيخ عبد الحق الخيرآبادي في المنطق والفلسفة. ثم عاد إلى ديوبند عام 1309هـ مرة أخرى، واستكمل المنهج الدراسي النظامي، وتخرج من دارالعلوم/ديوبند عام 1312هـ.

         وأنشأ المدرسة الأمينية(1) في المسجد الذهبي في منطقة «تشاندني جوك» عام 1315هـ. واشتهر الشيخ في دهلي وضواحيها بزهده وتقواه كثيرًا، وكان له تمكن كبير من التعاويذ والرقى، فاتسعت حلقة أصحابه ومعتقديه. وكان يكن في قلبه عواطف جياشة نحو نفع الناس وإفادتهم، وكان لايداهن أحدًا فيما يخص شؤون الدين والمدرسة. ونأى بجانبه دائما عن الضجات السياسية. وكان يحب الطلبة حبه لأولاده، فيعاملهم معاملة ملؤها العطف والشفقة والإيثار.

         توفي في 19/رمضان المبارك عام 1338هـ (6/يونيو 1920م)، ودفن في «مهديان» بالقرب من ضريح الشاه ولي الله الدهلوي.

66- الشيخ محمد صادق الكراتشوي:

         من سكان «كراتشي»، أكمل الحديث في دارالعلوم/ديوبند عام 1312هـ، وكان عضوًا ناشطًا في حركة شيخ الهند محمود حسن الديوبندي، وعلى صلة عميقة مخلصة مع الشيخ عبيد الله السندي. و هجم الإنجليز على العراق الخاضع للحكومة التركية إبان الحرب العالمية الأولى، فأقام ثورة ضد الإنجليز في القبائل البلوشية في «لس بيلا» في السند، مما عاق دون وصول الإمدادات الإنجليزية إلى العراق في حينها، فاضطرت القوات الإنجليزية إلى الاستسلام للقوات التركية بعد محاصرتها من قبل القوات التركية. وتم اعتقال الشيخ محمد صادق بتهمة إقامة الثورة والخروج على الحكومة الإنجليزية، وتم حبسه في ولاية «مهاراشترا»، ثم أطلق سراحه في أعقاب انتهاء الحرب. وكان على رتبة اللواء في قائمة الجنوب الربانية(2).

         قام بخدمات جليلة إبان حركة الخلافة، وتولى عددًا من المناصب في لجنة الخلافة و جمعية علماء السند، وظل عضوًا للجنة التنفيذية لجمعية علماء الهند حتى آخر نفس من حياته. كما استمر على عضوية المجلس الاستشاري بدارالعلوم/ديوبند منذ عام1350هـ إلى 1367هـ.

         وأنشأ الشيخ مدرسة في حي «كهده» من كراتشي، وعاش سائر حياته في إدارتها، وتدريس الحديث والقرآن الكريم. ولازالت هذه المدرسة مصدر الفيوض والنفحات ليومنا هنا. ولايزور الشيخ محمد طيب باكستان إلا دعاه الشيخ محمد ثم خلفاؤه من بعد إلى مدرسته بصفة خاصة.

67- المفتي كفايت الله الدهلوي:

         ولد في شاهجهان فور عام 1292هـ، وتلقى القرآن الكريم ومبادئ العلم في بلده، على مختلف الأساتذة، ثم قرأ بعض الكتب في المدرسة الإعزازية /شاهجهان فور، ثم التحق بمدرسة شاهي/مراد آباد، وقرأ بها على الشيخ عبد العلي – تلميذ الإمام محمد قاسم النانوتوي- وغيره من الأساتذة، ثم التحق بدارالعلوم/ديوبند، وتخرج منها عام 1313هـ.

         قضى المفتي كفايت الله حياته في تحصيل العلم في إباء تام في كل من مراد آباد، ودارالعلوم/ ديوبند رغم فقره وبؤسه، فكان ينسج القلانس بالآلة ويعيش على غلّتها.

         بعد ما تخرج المفتي رحمه الله من دارالعلوم تعين مدرسًا في مدرسة عين العلوم/ شاهجهان فور، وبدأ كتابة الفتوى في تلك الأيام، وأصدر مجلة «البرهان» في الرد على القاديانية عام 1321هـ.

         وتولى رئاسة المدرسة الأمينية عام 1321هـ بإصرار من الشيخ أمين الدين، واستمر عليه حتى آخر لحظة من حياته. وكان المفتي كفايت الله من العلماء المحدثين الفقهاء المجاهدين المحققين. وكان على حب عظيم لشيخه شيخ الهند محمود حسن الديوبندي، فبدأ بالرغبة في الشؤون السياسية، وأنشأ عام 1919م بمساعدة من غيره من أهل العلم جمعية العلماء، وتولى رئاستها مدة طويلة من الزمان. وسابق دائمًا في حركات جمعية العلماء وحزب المؤتمر الهندي، و تعرض للحبس والسجن من جراء نشاطاته السياسية إلا أنه واصل أعماله العلمية. فقرأ عليه الشيخ أحمد سعيد الدهلوي في سجن «ملتان» «ديوان الحماسة» وغيره من الكتب. كما قرأ عليه القيادي الهندي الشهير: لاله ديش بندهو الفارسية. وقام بتمثيل المسلمين الهنود مرة في اجتماعات الحجاز، وأخرى في اجتماعات في مصر. وأعظم مآثره العلمية إنشاء المدرسة الأمينية التي قام بترقيتها ترقية غير عادية بجهوده وجهاده المتواصل، وأصبحت تعد المدرسة الأمينية من المدارس الهندية الشهيرة.

         ومن أهم خصائص فتاوى المفتي كفايت الله أنها موجزة، وبلغة سلسلة، وله فتاوى كثيرة العدد، وينشر نجله الشيخ حفيظ الرحمن واصف فتاواه  التي سماها «كفاية المفتي». وقد صدر من هذه الفتاوى ستة مجلدات. ومن أشهر أعماله الكتابية: تعليم الإسلام، الذي ألفه لطلاب المدارس الإسلامية بلغة أردية سلسلة، على صورة السؤال والجواب في أربعة أجزاء. وبلغت  هذه الكتب من القبول والشعبية أن تم ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية والهندوسية، وشهدت الرواج و الشيوع في الهند وخارجها. يقول الشيخ محمد طيب: وصلت إلى زنجبار، فرأيت كتاب تعليم الإسلام ضمن المقررات الدراسية في المدارس.

         واستمر المفتي كفايت الله عضوًا للمجلس الاستشاري لدارالعلوم/ديوبند منذ عام 1355هـ إلى عام 1372هـ. ثم أحزنته كثيرًا أوضاع البلاد المتدهورة، ومرض عدة أشهر وتوفي في 13/ربيع الآخر عام 1372هـ.

         وأعرب المجلس الاستشاري عن تألمه على وفاة المفتي كفايت الله رحمه الله بما يلي:

         «كان المفتي كفايت الله شخصية فاقدة المثال في طبقة العلماء بالنظر إلى علمه وفضله، وتقواه وطهارته، وأخلاقه وكمالاته. وكان أحد خريجي دارالعلوم/ديوبند البارزين، وعضوًا ذكيًّا ومدبرًا من أعضائه. ووفاته تشكل فراغًا في الأمة الإسلامية وخاصة في أوساط دارالعلوم/ديوبند، لايكاد يسده شيء فيما يبدو، وكان من صفوة العلماء في عصره، ممن يجمع بين العلم والفضل والفقه والحديث والأدب والشعر والنظم والنثر، والتقوى والطهارة والغيرة والجهاد بالإضافة إلى الذكاء والفطنة بمالايشق غباره فيها أحد. وكان موضع ثقة من معاصريه؛ بل من أساتذته وكبار العلماء، كلهم يعترف بفضله وعمله واعتداله وتوقفه عند الحدود».

68- الشيخ ماجد علي الجونفوري:

         من سكان مدينة «جونفور»، تخرج من دارالعلوم/ديوبند عام 1314هـ، ولي التدريس أولا في ميندهو(علي كره)، وكلاؤتهي(بلند شهر)، كما قام بالتدريس في مدارس «دهلي» مدة من الزمان قليلة، وانتهى به المطاف إلى التدريس في المدرسة العالية /كالكوتا. وهو من مشاهير أهل العلم والفضل في شرق الهند، ويعتبر من كبار علماء المعقول في عصره، وتلقى علوم المعقولات على الشيخ عبد الحق الخير آبادي، والشيخ أحمد حسن الكانفوري. وشارك في دروس الحديث التي كان يلقيها الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي مدة سنتين. وكان يسجل أمالي الشيخ رشيد طوال الليل إبان دراسته في «كنكوه»، وربما استغرق فيه حتى ينادي المؤذن لصلاة الفجر.

         ومن تلامذته كل من الشيخ عبد الغني الفولفوري- خليفة الشيخ أشرف علي التهانوي الأجل-، والشيخ السيد فخر الدين أحمد شيخ الحديث بدارالعلوم/ديوبند.

69- الشيخ السيد حسين أحمد المدني:

         أصله من قرية «الله داد فور» من أعمال فيض آباد، ولـــــــد في 19/شوال عــــــام 1296هـ/ 1879م في قصبة «بانكــــــــــــر مئــــــو» من مديـــرية «أناؤ» حيث كان والده رئيس بعض المدارس. انحدرت عائلته قبل الجيل التاسع عشر إلى الهند، وظلت عائلة السادات هذه تتمتع بمكانة سامية خاصة نظرًا إلى علمها وتقواها، و كانت صاحبة إقطاعات كبيرة أيام الملوك.

         تلقى مبادئ العلم في مدرسة عصرية ثم قدم دارالعلوم/ديوبند عام 1309هـ/1891م وهو ابن 12 عامًا، والتحق بالصفوف الابتدائية، واعتنى شيخ الهند محمود حسن الديوبندي بتعليمه وتربيته عنايةً خاصةً. واستكمل المنهج الدراسي المتبع في دارالعلوم/ديوبند عام 1315هـ، وقضى سبع سنوات في جوها العلمي ليعود إلى بلده، وقد شد والده الرحال شوقًا إلى الهجرة إلى مدينة الرسول ﷺ، فصحب والديه، وسبق أن بايع الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، وبأمر الشيخ المرشد كسب الفيض من الحاج إمداد الله المهاجر المكي  مدة يسيرة، ثم أقام بالمدينة المنورة مع والده. ورغم أنه لم يقصد الهجرة من الهند، إلا أنه كره أن يفارق والده ما دام حيًّا إلى الهند.

         وقام بالتدريس إبان نزوله في المدينة المنورة في المسجد النبوي، رغم معاناته العسر وضيق العيش، توكلا على الله تعالى، فكان يدرس طوال اثنتي عشرة ساعـــــــة متــــــــواصلـــة. فكانت تجلس إليه جماعات متفرقة وتبل غُلّتها العلمية منه. ولقيت دروسه في الحديث في المسجد النبوي شعبية وقبولا أكثر من دروس المشايخ الآخرين، وانتشر صيتها ونسل إليه عدد كبير من طلاب العلم من البلاد الإسلامية المختلفة. وما لقيه هذا العالم الهندي من ميل الناس والشعبية الواسعة فيهم في هذه الأرض المقدسة من الحجاز والمدينة المنورة يرجع إلى خصائص تدريسه التي ورثها عن مشايخه في دارالعلوم/ديوبند.

         وكان من أصحاب شيخ الهند محمود حسن الديوبندي الذين تم اعتقالهم في الحجاز. ولبث نحو ثلاث سنوات في سجن «مالطه» بصفته سجينًا حربيًّا. ولما أطلق سراحه عام 1338هـ/1920م من سجن «مالطه» عاد مع شيخ الهند إلى الهند. وكانت عودته من سجن «مالطه» تزامنت مع نشوء حركة الخلافة في الهند، فساهم في سياسة البلاد بعد ما وصل إليها بإشراف من شيخ الهند محمود حسن الديوبندي. وملأت تضحياته الجهادية والفدائية في تلك الأيام قلوب المسلمين حبًّا وتعظيمًا له، واعتبروه خلفًا لشيخ الهند بعد وفاته بالإجماع. واضطر إلى قضاء سنوات عدة مرات في السجن لمشاركته في الأعمال السياسية وانشغاله فيها. ولقي في سبيل تحرير البلاد من مشقات السجن والاعتقال ما تطير النفس معه شعاعًا. وولي رئاسة جمعية علماء الهند مدة طويلة.

         واستقال الشاه محمد أنور الكشميري عام 1346هـ من دارالعلوم/ديوبند، فلم يجدوا من يشغل هذا المنصب السامي على ما يليق بجلاله في دارالعلوم غير الشيخ المدني رحمه الله. فوقع اختيار العلماء الكبار عليه. وارتفع عدد الطلاب زمن رئاسة تدريسه بدارالعلوم/ديوبند ضعفين، و  خاصة في قسم دورة الحديث الشريف حيث ارتفع هذا العدد ثلاث مرات.

         وكانت دروسه تعتبر دروسًا منفردة متميزة في العالم الإسلامي بالنظر إلى تنوع المواد وشمولها وجامعيتها. فكانت عظمتها وصيتها والانجذاب إليها من أعظم دواعي ارتفاع عدد الطلاب مع مرور الأيام.

         وله حلقة طويلة من تلامذته في علم الحديث، وعدد الطلاب الذين استكملوا دورة الحديث الشريف وحصلوا على شهادة التخــرج في أيام رئاسته يبلغ (4483) طالبًا. ويمتد نطاق تلامذة الشيخ المدني رحمه الله من آسيا إلى أوربا. وكما أن دارالعلوم/ديوبند تعتبر مفخرة للعلوم النبوية، كذلك يعتبر فيوضه العلمية منقطعة النظير.

         توفي الشيخ المدني في نحو الساعة الثالثة من يوم 12/جمادى الأولى. ووضع نعشه في دارالحديث، وصلى عليه شيخ الحديث محمد زكريا رحمه الله، ودفن في الليلة المتخللة بين 12، و13/جمادى الأولى عام 1377هـ ( 5، 6/ديسمبر عام 1957م) في المقبرة القاسمية.

70- الشيخ السيد أحمد المدني:

         الشقيق الأكبر للشيخ حسين أحمد المدني، ولد في قرية «بانكر مئو» من مديرية «أناؤ» في «أوده» عام 1293هـ، حيث كان والده السيد حبيب الله موظفًا. وأصله من قرية «الله داد فور» من «تانده» بمديرية «فيض آباد». تلقى القرآن الكريم والدراسة الفارسية على والده، ثم اجتاز اختبار الأردية في مرحلة المتوسطة بالهيئة التعلمية  إله آباد. ثم التحق بدارالعلوم/ديوبند، وأكمل المنهج الدراسي النظامي، وتخرج في العلوم عام 1315هـ. وكان على اعتقاد غير عادي مع الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي. ونزل في «كنكوه» مدة طويلة. ارتحل مع والده إلى المدينة المنورة عام 1316هـ، وقضى بها حياته كلها في تعليم العلوم الدينية وتدريسها. وأنشأ عام 1340هـ المدرسة الشرعية بجوار المسجد النبوي الشريف(3). ولم تتوفر يومئذ مدرسة للدراسة الدينية في المدينة المنورة، وظلت المدرسة تغطي نفقاتها بتبرعات ومساعدات أهل الخير من الهنود مدة طويلة.واستمرت هذه المدرسة زمنا طويلا بصفتها مدرسة دينية حرة.

         ونال السيد أحمد الخلافة من شيخ الهند محمود حسن الديوبندي، وتوفي في 11/شوال عام 1358هـ، ودفن في جنة البقيع.

*  *  *

الهوامش:

(1)      المدرسة الأمينية من مشاهير المدارس في دهلي. أسسها الشيخ أمين الدين عام 1315هـ. وتعين العلامة السيد أنورشاه الكشميري أول رئيس هيئة التدريس بها. ثم ولي الرئاسة المفتي كفايت الله رحمه الله. وكانت المدرسة مقرها أولا في المسجد الذهبي بمنطقة «سوق تشاندي جوك»، ثم شهدت المدرسة الرقي والازدهار، فنقلت إلى «مسجد باني بتيان» في البوابة الكشميرية عام 1323هـ. وشهدت المدرسة رقيا كبيرا على عهد رئاسة المفتي كفايت الله، وتوافد إليها طلاب من خارج الهند علاوة على الطلاب القادمين من شتى أنحاء الهند القاصية. وأقاموا بناء ذا ثلاثة طوابق حول المسجد، وامتازت المدرسة دائما عن شقيقاتها من مدارس دهلي الدينية بسمو شأنها، ومرجعيتها.

(2)      المشروع الذي وضعه الشيخ عبيد الله السندي والشيخ منصور الأنصاري إبان نزولهما في أفغانستان، اقترحوا لقواتها اسم «الجنود الربانية» أي الجيش المخلَّص. وتم تعيين عددمن الأسماء لمناصب هذا الجيش المخلص. وقد سردت تقارير «رولت» أسماء ومناصب هؤلاء كلهم.

(3)      وقد شاهد كاتب هذه السطور المدرسة الشرعية خلال رحلة الحجاز عام 1392هـ/1972م. وكانت تعد من كبار مدارس الحجاز يوما من الأيام. وللأسف لم تعد مكانتها هذه اليوم. وكان يدرس حوالي ست مئة طالب في مختلف صفوفها عام 1392هـ. ومبنى المدرسة الشرعية ذات أربعة طوابق بالقرب من المسجد النبوي في الجهة الشرقية. ويشرف على المدرسة الشرعية في هذه الأيام  السيد حبيب – ابن أخي السيد أحمد-.          والحاصل أن فيوض أكابر علماء ديوبند والسلف الصالح تسقي عطاشى العلوم النبوية متمثلة في المدرسة الصولتية في مكة المكرمة، و في المدرسة الشرعية في المدينة المنورة. وتعتبر هذه في هذه الأيام سعادة لم يحظ بها في العالم الإسلامي إلا ديوبند.


(*)      أستاذ الحديث واللغة العربية وآدابها بالجامعة.

مجلة الداعي، ربيع الآخر 1444هـ = نوفمبر 2022م، العدد: 4، السنة: 47

Related Posts