دراسات إسلامية

بقلم: محمد شمشاد عالم القاسمي (*)

شهد الماضي ويشهد الحاضر رجال العلم والأدب والمعلّمين المثاليّين والمدرّسين الناجحين والأساتذة البارعين وأصحاب التربية القديرين الذين تحلوا بصفات مختلفة من المعلومات الواسعة والثقافات المتعددة والأفكار الواسعة وحسن الخلق والإخلاص والحب المفرط للتدريس والتعليم والدأب المستمرّ في العمل، ولم يبغوا وراء ذلك سمعة وصيتًا ولا مدحًا وثناءً، ولعبوا دورًا قياديًّا هامًّا في إعداد الجيل الجديد الصاعد وتربيتهم وإصلاحهم بشتى الجوانب – علميًّا وفكريًّا وثقافيًّا وعمليًّا وخلقيًّا – فجنّدوا أقصى طاقاتهم وقواهم في تزويد الطلاب بالعلوم والمعارف وإرشادهم إلى المستقبل النيّر، وحوّلوا الشباب إلى اتجاه صحيح وسليم، فنجحوا في معارك الحياة ونالوا نصيبهم المفروض من الفوز بها.

       ومن هؤلاء الأساتذة الذين تركوا آثارًا خالدة هو الاسم العذب الجميل الذي يحلو لنا أن نسمعه ونتحدث عنه مرارًا وتكرارًا ونعتز ونفتخر به، والاسم الذي كان يحتلّ مكانة رفيعة وحبيبة في نفوس الأساتذة والطلبة وقلوبهم جميعًا، وهو الأستاذ المثالي رياست علي ظفر البجنوري (أمطر الله تعالى عليه شآبيب رحمته).

البيئة التي نشأ فيها الأستاذ

       إن البيئة لها دور كبير في تشكيل شخصية الإنسان وسلوكه، فكل إنسان يتأثر بالبيئة التي ينشأ في ظلها، على حسب ما تحتوي عليه هذه البيئة من عناصر وأدوات، وإنها التي تترك بصماتها على الإنسان أيًا كان، وهي مصفاة لغوية للشاعر والناثر؛ بل هي مختبر جمالي يمنح أعذب الأساليب وأرق الألفاظ، وهي التي يعيشها الإنسان، فتُدرّبه وتُطوّره ليتغير فكره ونظرته وأسلوبه وسلوكه؛ بل شخصيته كلها، ولكن ما ذا يراد بالبيئة؟ فهي: «الأحوال الطبيعية والأحداث السياسية، والتيارات الثقافية، والأوضاع الاجتماعية التي تعيشها الأمة»(1)، ويرى الدكتورأحمد الشائب أن البيئة «يراد بها الخواص الطبيعية والاجتماعية التي تتوافر في مكان ما، فتؤثر فيما تحيط به آثارًا حسيةً ممتازةً»(2)، فالبيئة – طبيعية أو ثقافية أواجتماعية أوسياسية- كلها تؤثر في الإنسان، في سلوكه وفكره وأخلاقه وذوقه وأسلوبه وشخصيته؛ لأن الإنسان هو ابن بيئته.

       وفتح الأستاذ البجنوري عينيه في بيئة محافظة وأسرة دينية وبيت كريم الأصل، وفي بيت تُشَمُّ منه رائحة العلم والمعرفة ساطعةً زكيةً، ويغلب عليه الجد والجهد، فبدأ ينشأ في مثل هذه البيئة، ولكن «لم يبلغ الصبي البجنوري الرابعة من عمره حتى استأثر الله تعالى بأبيه المنشي فراست علي عام 1944م، وترك وراءه أرملته و ولديه الصغار السن: (وراثت علي)، و(رياست علي) صاحبنا هذا البالغ من عمره أربع سنوات»(3)، فخيّم عليه الحزن والكآبة وساد جوٌّ مأساوي، ولكن على الرغم من ذلك بدأ رحلته الدراسية إلى أن اجتاز الصف الرابع بدرجة امتياز بالمدرسة الابتدائية عام 1951م في قريته.

       و برز فيه أثر الذكاء والنبوغ منذ نعومة الأظفار مما لفت أنظار زوج عمته الشيخ سلطان الحق، وتوسّم فيه الخير والنجابة والموهبة والطموح فأخذه إلى مدينة العلم والثقافة «ديوبند»، فاعتنى بتربيته تربية صالحة، وحرص على تعليمه وتثقيفه؛ لأن التربية الصالحة والتزويد بالمعرفة والثقافة خير ما يُقدَّم لناشىءٍ، وكان الشيخ جديًّا ومتفكرًا في أمر مستقبل رياست علي الصبي فأخذ يكمل نقصه ويوسّع نفسه ويفتح أفقه ويملأ فراغه، فدرّسه الفارسية، ثم التحق بالجامعة الإسلامية دارالعلوم/ ديوبند ليتلقى العلوم الإسلامية، فأخذ ينشأ ويترعرع في جو السكون الصافي ذي طابع ديني وروحي، والبيئة العلمية، وبذل جهوده المضنية؛ لأنه كان يعلم جيدًا أن أيّ علم هيهات أن يفتح مغاليق كنوزه إلا لمن يبذل الثمن غاليًا من ماله وجهده ونور عينيه فلم يأل الصبي البجنوري  جهدًا فيه إلى أن نجح في الاختبار السنوي للصف النهائي بدرجة امتياز وتفوّق عام 1958م.

       ومما سبق يتوصل كاتب السطور إلى أن البيئة التي نشأ فيها الأستاذ رياست علي ظفر في زمن طفولته ورحلته الدراسية ومراحله التعليمية كانت بيئة دينية وروحية وعلمية وثقافية لعبت دورًا رئيسًا وهامًّا في تزوُّده بالعلوم والمعارف، وفي تحلّيه بالأفكار السديدة السليمة والأخلاق الحسنة والمزايا الأخرى.

العوامل المؤثّرة في تكوين شخصيته

       ويلعب عديد من العوامل دورًا مؤثرًا في تنشئة ثقافية لأي شخص، وتساهم بالتاكيد في تكوين شخصيته الفكرية والكتابية والشعرية، وتتمثل هذه العوامل والمؤثرات في صورة الجو والبيئة التي تعيشها الشخصية، وتشمل البيئة الزمان والمكان، والأسرة وأفرادها، والوضع الاقتصادي والاجتماعي، والمستوى التعليمي والثقافي للأسرة، والمؤسسات التعليمية والأساتذة، وثقافة المجتمع، والوضع السياسي للمجتمع، بالإضافة إلى موهبة فطرية ذاتية. و هي من العناصر والعوامل الهامة التي تقوم بدور كبير وفعال في تنمية أي شخص فكريًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا، وطبعًا قد مرّ الأستاذ البجنوري بهذه العوامل في حياته الدراسية ورحلته الفكرية، وشكلت دخلًا كبيرًا في تطوره الفكري.

       فمن العوامل الطبيعية التي أثّرت في تكوين شخصيته هي القرية التي قضى فيها الأستاذ البجنوري أيامه الابتدائية من طفولته؛ فالزمان والمكان الريفيان هما الشرارة الأولى التي أذكت جمرة الوعي والإدراك في عقل الأستاذ البجنوري ووجدانه وعاطفته، وإن الزمن القروي هو زمن متروك منسجم مطمئن لا يوحي بالقلق، متسق مع حركة الإنسان والحيوان والطير وغيرها من مظاهر الطبيعة، وهكذا إن الحياة القروية هي قريبة جدًا من الطبيعة؛ فالحياة الريفية لها دور هام في تنمية شخصيته.

       ومن المؤثرات التي استجدت في حياة الأستاذ البجنوري وتركت أثارًا عميقةً في شخصيته هو ما مرّ به في أيام طفولته وصباه من الجو المأساوي الذي كان يحيط بطفولته ويغلف حياته في صباه؛ لأن والده انتقل إلى رحمة الله بينما كان هو في الرابعة من عمره – كما سبق – فإذن عاش طفولةً قاسيةً جدًا، ومازال شكلها محفورًا في داخله، وإنها كانت طفولة مأساوية يشوبها نوع من الروح الدينية. 

       ومن العوامل الشخصية كان أساتذته الذين قاموا بدور كبير في تكوين شخصيته العلمية والفكرية، منهم الشيخ سلطان الحق الذي أخذه إلى مدينة ديوبند، فيقول الأستاذ محمد عارف جميل القاسمي – حفظه الله-: «ثم نقله زوج عمته الشيخ سلطان الحق إلى ديوبند ليتلقى الدراسة الدينية… تلقى رياست علي الصغير التربية في أحضان الشيخ سلطان الحق- ناظر المكتبة العامة بجامعة دارالعلوم/ديوبند-، فقرأ الفارسية (عليه)»(4). ويقول أستاذي الشفوق نور عالم خليل الأميني – حفظه الله-: «وكان الشيخ سلطان الحق من الرجال الحكماء المربين من ذوي الوعي السياسي الاجتماعي، فأخذ ابنَ أخي زوجته بالتعليم والتربية تحت رعايته المباشرة، فنما الفقيد في العلم والفضل نموًّا مُطَّرِدًا سريعًا، واستطاع أن يشغل جميع فرص حياته في الدراسة، وصنع الذات، وكسب الأهلية العلمية، دون أن تضيع منها لحظة»(5)، فيرجع الفضل إليه أولًا في تحويل اتجاه الأستاذ البجنوري إلى تعلم العلوم الدينية، وفي جعله مولَعًا بالعلم والدراسة والمطالعة.

       ولعل أكثر تأثيرًا في حياة الأستاذ البجنوري وفكره هو أستاذه الكبير وشيخه المحدث فخرالدين أحمد رحمه الله تعالى (1307-1392هـ = 1889-1972م) الذي يُعَدُّ من كبار علماء دار العلوم/ ديوبند، والذي لازمه لمدة أكثر من عقد، فيقول الأستاذ محمد عارف جميل القاسمي – حفظه الله -: «ثم لازم شيخه الشيخ فخر الدين أحمد- رحمه الله تعالى- مدة ثلاثة عشرعامًا، يستقي من نميره الفياض ما قدر الله تعالى أن يستقي، وقرأ عليه صحيح البخاري مرتين»(6)، فترك الشيخ أثره العميق في تطوير فكره وثقافته، وتحسين خلقه، وتنمية قدراته؛ بل شخصيته بجميع جوانبها، فيرى الباحث أنه كان من أكبر المؤثرات في نفسيته وعقله وذهنه وفكره.

       وهناك مؤثِّر آخر في تكوين شخصيته الشعرية وتطوير ذوقه الفني وهو الشاعر الأردي الشهير الشيخ محمد عثمان كاشف الهاشمي، وكان أستاذَه  ومدرِّبَه في مجال الشعر والنظم، فيقول أستاذي الشيخ نورعالم خليل الأميني – حفظه الله-: «وكان أستاذه في هذا الفن – الشعر – الشيخ محمد عثمان الهاشمي المتلقب في شعره بـ«كاشف» رحمه الله (1351-1417هـ =1933-1996م)… وكان شاعرًا واعيًا وعيًا إسلاميًّا»(7)، فلم يكن يعلِّمه شيئًا نظريًّا، بل كان يصحح محاولاته الشعرية الابتدائية بصبر لا ينفد، وتشجيع أنقذه من السقوط في هاوية الخطأ، وكان يحاول الأستاذ البجنوري أن يسيطر على إيقاعات لغة لم تكن في يده آنذاك أقل صلابة أو خشونة من حجارة، ولكنه بفضله وبفضل تجربته العاطفية الأولى تعلم قرض الشعر، فيرجع الفضل إليه في محاولته الشعرية الأولى.

       وإلى جانب ذلك يجد الباحث عاملًا وعنصرًا آخرًا لا يقل قيمة وأهمية من عناصر وعوامل آخرى في تكوين حياة الأستاذ البجنوري العلمية والثقافية والفكرية والسلوكية وهو يتمثل في الجامعة الإسلامية دارالعلوم/ديوبند وبيئتها العلمية وأجوائها الروحية التي أتاحت له فُرَص اللقاء والملازمة والصداقة مع عديد من الشخصيات البارزة الذين لهم دور لا يُجحد في تطوير ثقافته وفكرته ونظرته، فتأثيرات دارالعلوم وبيئتها كانت إيجابية في حياته العلمية ورحلته الدراسية.

       ومما سبق يصل الباحث إلى أن عديدًا من العوامل والمؤثرات ساهم في تكوين شخصية الأستاذ البجنوري العلمية والثقافية والفكرية والشعرية وتشكيلها.

الأستاذ البجنوري مدرِّسًا

       وكان أستاذي الشفوق يُعتَبَر من المدرّسين المثاليّين والأساتذة البارعين الذين قلّما يجود الزمان بأمثالهم، فكان يحتلّ مكانة مرموقة في الأوساط العلمية، وصورة معروفة في الدوائر الطلابية، وشخصية بارزة في جميع العلوم الإسلامية من تفسير القرآن الكريم وأصوله، والحديث النبوي الشريف وأصوله، والفقه الإسلامي وأصوله، واللغة والأدب والبلاغة، والشعر وما إلى ذلك، فقام بخدمة التدريس في دارالعلوم/ ديوبند أكثر من أربعة عقود، وكان يُعرَف بجديته وإخلاصه ومواظبته على الوقت، وصدقه وحبه المفرط للطلاب ومهنة التدريس والتعليم، فكان يحب التدريس حُبَّ العطشان الماءَ وكان يشفي التدريس غليله كما يشفي الماء غليل العطشان.

       وإن تحصيل العلم والمعرفة واكتسابهما ليس مَطلَبًا في حد ذاته، وإنما هو وسيلة سامية تتمثل في إشاعة هذا العلم والمعرفة ونشرهما واستثمارهما في رقي المجتمع البشري وتقدمه، فنظرًا لذلك، كلُّ ما تعلَّمه الأستاذ البجنوري واكتسبه وحصل عليه من علوم ومعارف لم يختزنها لنفسه، ولم يبخل بنشرها في الجيل الجديد؛ بل أراد أن ينفع بها طلابه، وتلك سمة من سمات العظماء والكبار في كل زمان ومكان، فكل ما رزقه الله تعالى الأستاذ البجنوري من علم ومعرفة إنما بذله عطاءً وسمحًا للجميع.

ميزاته التدريسية

       وكان الأستاذ البجنوري – رحمه الله – يمتلك طريقة موهوبة ومنهجًا فريدًا وأسلوبًا بديعًا للتدريس، وقلما يمكن أن يكتسب الإنسان مثل هذه الطريقة والأسلوب بالدراسة والقراءة والممارسة والتدريب، ويعتقد كاتب السطور بأنها كانت موهبةً خالصة له من قِبَل الله الوهّاب.

       وكان مدرسًا مقبولًا محبوبًا محترمًا في رحاب الجامعة، يُجلّه الأساتذة والطلاب معًا، وكان يعتمد في إلقاء دروسه على الحب دون الإرهاب، فيقول أستاذي الشفوق نورعالم خليل الأميني– حفظه الله -: «وكانت البسمةُ لاتفارق شفتيه في الفصول الدراسية كذلك، فكان تلاميذه يحبون دروسه كثيرًا؛ حيث كان يقدمها إليهم بلسانه العذب السلسال مُنَضَّدَة مرتبة متصلة الحلقات، فكانت ترسخ في أذهانهم»(8). وكان يترك للطلاب الحريةَ في الحديث والموضوع والرأي والنقد والسؤال، وهو لم يكن يبقى في دروسه مدرس المقررات الدراسية فحسب؛ بل كان يصبح مدرس تفكير وتربية.

       وإلى جانب ذلك هناك خصائص ومزايا أخرى كان أستاذي الفقيد يتحلى بها كما لاحظها كاتب السطور بنفسه خلال تلقي الدراسة في دارالعلوم/ ديوبند؛ لأنه قرأ عليه  عديدًا من كتب المقررات الدراسية بما فيها: «مقدمة» الشيخ المحدث عبد الحق الدهلوي رحمه الله تعالى (959- 1052هـ = 1552 – 1642م) على «مشكاة المصابيح»، التي تحوي أصول الحديث ومبادئه، و«نزهة النظر في شرح نخبة الفكر» للحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله (المتوفى 852هـ/1449م) في أصول الحديث، و«مشكاة المصابيح» للإمام المحدث محمد بن عبد الله الخطيب التبريزي رحمه الله (المتوفى 737هج)، و«سنن ابن ماجه» (أبوعبد الله محمد بن يزيد القزويني رحمه الله، المتوفى 273هج)، و«البلاغة الواضحة» للمؤلفين: علي الجارم (1881- 1949م) ومصطفى أمين بك.

فمن تلك الخصائص والمزايا:

       1- الإعداد الكامل والتحضير الجيد للدرس المقبل.

       2- الحب لمهنته التدريسية والإخلاص لها والتفاني فيها.

       3- الاطلاع المستمر والإلمام بكل جديد في المواد المتعلقة به.

       4- توفير المعلومات وثيقة الصلة بالموضوع خلال شرح الدروس.

       5- استخدام شتى الأساليب خلال إلقاء الدروس، فمثلًا بعد شرح القواعد والأمثلة المذكورة في الكتاب، كان يقول للطلاب: قدِّموا أمثلة تطبيقًا لهذه القاعدة، وأحيانًا كان يوجّه سؤالًا إلى الطلاب لإيقاظ وعيهم.

       6- جلبه الدائم انتباه الطلاب إليه، فقلما كان يمكن أحدًا منهم أن يغفل ولم يستمع إليه خلال الدرس من البداية إلى النهاية.

       7- الحرص على مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب ومستوياتهم الذهنية.

       8- الالتزام بمبدأ التدريج في إلقاء الدروس وتقديمها.

       9- التحلي بحب الطلاب والصبر والحكمة والتواضع وسعة الصدر.

       10- الاستفادة من الآخرين حتى الصغار واكتساب ما لديهم من معلومات ومهارات.

       11- الحرص على الحضور المبكر لإلقاء الدروس، والمواظبة على الوقت.

       12- إتقان المواد التي كان يقوم بتدريسها.

       13- حثُّ التلاميذِ على القراءة والدراسة والمطالعة وكتابة المقالات.

       14- العمل على اكتشاف مواهب التلاميذ وإنمائها وتطويرها.

       15- تقديم الدروس الصعبة بأسلوب شيّق وأسهل كما لاحظه كاتب السطور عندما كان أستاذي الفقيد – رحمه الله – يدرّس باب القضاء والقدر من «مشكاة المصابيح»، الذي يُعتبَرُ قضية معقَّدة جدًّا من بين أبواب الحديث الشريف.

       16- القيام بدور المعلّم مرةً وتارةً بدور المربّي والمرشد.

       17- اتصاف كلامه بالإيجاز والسلاسة وعذب الصوت، فكان الأستاذ البجنوري – رحمه الله –  يترنم في الفصل خلال شرح الدروس كما يترنم البلبل في البستان.

       هذه هي نبذة من مزايا أستاذي الفقيد – رحمه الله – وخصائصه التدريسية، وفي النهاية أنا أقول: ذلك هو أستاذي وشيخي رياست علي ظفر البجنوري كما وجدتُه و رأيتُه وعرفتُه  في الفصل وخارجه، وماحياته إلاّ قدوة للجيل الراهن والقادم.

*  *  *

الهوامش:

(1)      شلبي، سعد إسماعيل، البيئة الأندلسية وأثرها في الشعر- عصر الملوك والطوائف-، (تاريخ الطبع غير مكتوب)، دار نهضة مصر، ص:10، القاهرة.

(2)      الشائب، الدكتور أحمد، أصول النقد الأدبي، ط10، مكتبة النهضة المصرية، ص:126، القاهرة.

(3)      القاسمي، الأستاذ محمد عارف جميل، مقالة: العالم الذكي الفذ الشيخ رياست علي البجنوري، مجلة «الداعي»، المحرم – صفر 1439 هـ = سبتمبر- نوفمبر2017م ، العـدد : 1 – 2 ، السنة : 42.

(4)      المرجع نفسه.

(5)      الأميني، الأستاذ نورعالم خليل، مقالة: العالم الذكي فضيلة الشيخ رياست علي ظفر البجنوري- رحمه الله- أحد كبار أساتذة الحديث بالجامعة، مجلة «الداعي»، المحرم – صفر 1439 هـ = سبتمبر- نوفمبر2017م ، العـدد : 1 – 2 ، السنة : 42.

(6)      القاسمي، مقالة: العالم الذكي الفذ الشيخ رياست علي البجنوري.

(7)      الأميني، مقالة: العالم الذكي فضيلة الشيخ رياست علي ظفر البجنوري- رحمه الله- أحد كبار أساتذة الحديث بالجامعة.

(8)      المرجع السابق.


(*)       باحث دكتوراه بمركز الدراسات العربية والإفريقية، جامعة جواهرلال نهرو، دهلي الجديدة، الهند.

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، جمادى الأولى 1439 هـ = يناير – فبراير 2018م ، العدد : 5 ، السنة : 42

Related Posts