إلى رحمة الله
بقلم: مساعد التحرير
رن جرس هاتفي الجوال في الساعة الخامسة فجرًا، فإذا المتصل شيخنا محمد نسيم الباره بنكوي – أحد أساتذة الجامعة الإسلامية: دارالعلوم/ ديوبند– وفاجأني بخبر لم أصدقه حين سمعته، فلما لم يدع الشيخ لي مجالا للشك فيما أخبر وقع الخبر علي صاعقة أفجعتني وشلت تفكيري، وهو نعي وفاة شيخنا ومربينا الشيخ رياست علي البجنوري العالم الذكي الفذ في الساعة الرابعة فجرًا، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
لم ينتشرنعي وفاته حتى سارع الناس إلى بيته يعزون أبناءه وذويه. وكان- رحمه الله – شعر في الليلة التي توفي في صبيحتها بضيق التنفس، وأراد أنجاله الكرام أن يأخذوه إلى مستشفى إلا أنه رفض هذا الاقتراح، و قال: الأمرأهون من ذلك، ولست في حاجة إلى زيارة طبيب، فلما استيقظ في الهزيع الأخير من الليل كعادته، وقام بما قدر الله تعالى له أن يقوم، اشتدت عليه وطأة ضيق التنفس في الساعة الرابعة فجرًا، فطلب إليه بعض أنجاله، وكان- رحمه الله تعالى- على وعي تام حتى قبل وفاته بدقيقتين، وكان يبدو عليه قلق و اضطراب وعرق غزير في جسده، فلم يلبث على ذلك إلا ربع ساعة حتى لبى نداء ربه، ولقيه مخلِّفا وراءه قلوبًا داميةً وعيونًا دامعةً.
صلتي بالفقيد الغالي:
وترجع صلتي بفقيدنا الغالي إلى تسعة وعشرين عاما في الماضي حين قدمت دارالعلوم/ ديوبند للالتحاق عام 1988م، وصحبني في هذه الرحلة عمي الصالح الفاضل الشيخ سعيد أحمد القاسمي المدني – حفظه الله-، وفي اليوم التالي من وصولنا إلى الجامعة وبعد ما استكملت إجراءات التقدم لاختبار الالتحاق بها ذكر لي عمي المحترم أن الشيخ/ رياست علي البجنوري من زملاء والدك فهلا نزوره، فأخذني إلى بيته المتواضع المستأجر بجوار «لال مسجد»، فدخلنا عليه فرحب بنا ترحيبًا حارًا ولاطفني كأنه على معرفة سابقة وصلة قوية بي، وتحدث إلينا بلباقة وأسلوب يشع عن الحب والأنس والشعور بالمسؤولية، وفيما يخص القبول في الجامعة ذكر لي أنه لاينفع في ذلك إلا ما بذلت من الجهود و الاستعداد ومذاكرة الكتب المطلوب اختبارها للالتحاق، والتوفيق من الله سبحانه وتعالى قبل ذلك، فأكثرمن ذلك وتوكل عليه.
ثم رجع عمي المحترم إلى البيت، وبقيت أدافع الأيام وأستعد ليوم الاختبار، وكنت أزورالشيخ لمامًا، وأجدني في كل زورة أزداد حبًا له و تأثرا به، حتى قدر الله تعالى لي القبول في الجامعة.
وكنت أختلف إليه في مجالسه بعد العصر في بيته في «أفريقي منزل» وقد تحول إليه من المنزل الأول بعد مدة يسيرة، وكانت هذه المجالس مجالس أنس وأدب ومدارسة علمية، يحضرها الصغير والكبير وينهل منها كلٌ على قدرعلمه وبسطة يده فيه.
مولده:
ولد رحمه الله في (12/المحرم الحرام عام 1359هـ) الموافق 9/مارس عام 1940م في حارة «حكيم سرائى» من مدينة علي كره، حيث كان أبوه الشيخ فراست علي يشتغل بالتدريس، وأصله من قرية «حبيب والا»(1) من مدينة بجنورحيث تقيم العائلة الأنصارية منذ عهد الملك أكبر. ويرجع نسبه إلى الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه.
لم يبلغ الصبي البجنوري الرابعة من عمره حتى استأثر الله تعالى بأبيه المنشي فراست علي عام 1944م، وترك وراءه أرملته و ولديه الصغار السن: (وراثت علي)، و(رياست علي) صاحبنا هذا البالغ من عمره أربع سنوات. فانصرف ولده الأكبر وراثت علي إلى العلوم العصرية، وتوفي عام 1954م بعد أن اجتاز اختبارالمدرسة العالية (High school) وعمره ست عشرة سنة. وأما رياست علي الصغير فاجتاز الصف الرابع بالمدرسة الابتدائية عام 1951م في قريته «حبيب والا» بدرجة امتياز، ثم نقله زوج عمته الشيخ سلطان الحق إلى ديوبند ليتلقى الدراسة الدينية.
دراسته في دارالعلوم/ديوبند:
تلقى رياست علي الصغير التربية في أحضان الشيخ سلطان الحق- ناظر المكتبة العامة بجامعة دارالعلوم/ديوبند-، فقرأ الفارسية ثم التحق بدارالعلوم/ديوبند لنيل العلوم العربية، واستكملها فيها، وحاز المركز الأول في الاختبار السنوي للصف النهائي الذي يطلق عليه «دورة الحديث الشريف» عام 1958م. وظل أيام تحصيله فائقا على زملائه بحكم ولعه الشديد بالعلم وذكائه المفرط. ثم لازم شيخه الشيخ فخر الدين أحمد- رحمه الله تعالى- مدة ثلاثة عشرعامًا، يستقي من نميره الفياض ما قدر الله تعالى أن يستقي. و قرأ عليه صحيح البخاري مرتين، وضبط أماليه، و رتبه ونشره فيما بعد، وطلع منه عشرة مجلدات كما سيأتي بيانه في «أعماله».
عمله في جمعية علماء الهند:
بعد ما تخرج الشيخ رياست علي من الجامعة بدأ حياته العملية بجمعية علماء الهند فقضى سنتين أو ثلاثا في دهلي، وولي نظارة مطبعة الجمعية ثم نظارة مكتبة الجمعية للتوزيع لعدة أعوام.
تدريسه في جامعة دارالعلوم /ديوبند
في عام 1391هـ/1972م أعلنت دارالعلوم حاجتها إلى مدرس في المرحلة الابتدائية فتقدم الشيخ بطلبه، وحضرالمقابلة التي أجراها معه كل من الشيخ منظورأحمد النعماني (1323-1417هـ /1905-1997م) والشيخ منت الله الرحماني (1332-1411هـ/1914-1991م)، وبحضور الشيخ فخرالدين أحمد – رئيس هيئة التدريس بالجامعة- (1310-1392هـ/1893-1972م) واجتاز مرحلة الاختبار بنجاح ملموس، وعليه قررت لجنة المقابلة تعيينه مدرسًا في الدرجة الابتدائية بصورة موقتة وتم تثبيته بعد ذلك ببضعة أشهرعام 1392هـ.
وفي عام 1396هـ تم ترقيته إلى مدرس الدرجة الوسطى(ب)، ثم تم ترقيته عام 1401هـ إلى مدرس الدرجة الوسطى (ألف).
وفي عام 1403هـ تم ترقيته إلى مدرس الدرجة العليا، واعتذرالشيخ من قبول هذه الترقية قائلا: لست مؤهلا لهذا المنصب الرفيع. وأعجب قراره هذا الشيخَ عثمان – عضوالمجلس الاستشاري-، وقدم توصيته بذلك إلى المجلس الاستشاري إلا أنه – المجلس الاستشاري- ارتأت ترقيته.
وقبل وفاته بأعوام اعتزل كافة المسؤوليات الإدرايـة، وانصرف إلى التـدريس وتــرتيب كتاب -إيضاح البخاري- أمالي شيخه فخر الدين أحمد المرادآبادي.
رئاسة تحرير مجلة «دارالعلوم» الأردية:
وفي عام 1402هـ تم تعيينه رئيسا لتحريرمجلة «دارالعلوم» الأردية الصادرة عن الجامعة، واستمر على ذلك عامين بجانب قيامه بالتدريس وغيره من الأعمال في الجامعة.
ونظرًا إلى تدريسه بالجامعة وأعماله الباهظة بصفته نائبًا لرئيس الهيئة التعليمية بالجامعة استقال الشيخ من رئاسة تحريرمجلة «دارالعلوم» الأردية، و وافق المجلس الاستشاري على ذلك، وأصدر القرار التالي:
«نظرًا إلى الطلب المقدم من الشيخ رياست علي البجنوري فيما يخص الاستقالة من رئاسة تحرير مجلة «دارالعلوم»، وإلى أن الجمع بين مسؤولية رئاسة تحرير مجلة «دارالعلوم» وبين عمل التدريس بجانب نيابة رئيس الهيئة التعليمية من الصعوبة بمكان، فرأى المجلس الاستشاري إعفاءه من مسؤولية رئاسة تحريرمجلة دارالعلوم الأردية».
عمله مديرًا لشؤون التعليم
وفي عام 1403هـ تم تعيينه نائبا لرئيس الهيئة التعليمية ثم تعيينه رئيسا للهيئة التعليمية عام 1405هـ، في حين كان قسم الشؤون التعليمية يمر بمرحلة عصيبة من تاريخه، ويشهد تقلبات هائلة، إلا أن هذه المرحلة مرت بسلام، ووقف أعضاء هيئة التدريس والطاقم الإداري لقسم شؤون التعليم معه جنبا إلى جنب. وأدخل الشيخ في هذا القسم إصلاحات مشكورة واسعة النطاق بمشاورة من الهيئة التعليمية ورئيس هيئة التدريس بالجامعة، كما شهد هذا القسم تعديلات كثيرة يسرت أعمال القسم و زادتها إحكامًا وضبطًا. و وضع آلية موفقة لنظام اختبارات القبول، كان لها تأثير حسن بعيد المدى على شعبية الجامعة وخدماتها التعليمية. كما نسق نظام الاختبارات النصف السنوية على منوال الاختبارات السنوية. و هو أول من اخترع نظام الأرقام السرية على أوراق الإجابة في الاختبارات بعد أن كانت تحمل- أوراق الإجابة- أسماءَ الطلبة مما قد يثير شبهة التحيزفي منح الدرجات على الأوراق، فقد قطع بذلك الطريق عليه؛ حيث توضع أرقام سرية على كل ورقة إجابة قبل أن يتم إرسالها إلى الأساتذة الذين يقومون بتقييمها و وضع الأرقام التي يستحقها كل واحد منها.
إشرافه على أكاديمية شيخ الهند
في عام 1408هـ عيّنه المجلس الاستشاري مشرفا على أكاديمية شيخ الهند التابعة للجامعة، وصدر بإشرافه عدة كتب قيمة من الأكاديمة، من أبرزها «شورى كي شرعي حيثيت» (الشورى في منظور الشريعة الإسلامية).
عرض منصب نائب رئيس الجامعة عليه
وفي عام 1412هـ وافق المجلس الاستشاري على تعيينه نائبا لرئيس الجامعة، وسبق أن شغل منصب القائم بأعمال رئيس الجامعة مرات، إلا أن الأعمال الباهظة التي قام بها في المرحلة العصيبة التي مرت بها دارالعلوم أنهكت قواه؛ فلم يجد نفسه مهيأة لتحمل هذه المسؤولية فاعتذر منه، وأعذره المجلس الاستشاري.
تواضعه وهضم ذاته
كان رحمه الله بلغ من التواضع وهضم الذات والتبرؤ من دعوى الامتياز والترفع على الناس، مبلغا عظيما، يكره أن يعامل بشيء يميزه عن غيره من الناس، وكثيرا ما يريد واحد تلامذته أو معارفه أن يصلح له نعله وهويخرج من بيته أو من المسجد أوغيره، فيمنعه الشيخ منعا باتا، ويقول:حقا، أنا الذي كنت أحق بأن أصلح نعليك، سامحني على هذا التقصير. فيخجل المرء ويمسك عن ذلك، ولايعود إليه.
كثيرا ما دخلت عليه في مجلسه بعد العصر ووجدت الشباب من تلامذته أو بعض أساتذة الجامعة ممن هو أقل منه علمًا وأصغر منه سنًا يناقشونه و يحاورونه في الشؤون العلمية محاورة القرين قرينه، فلا تكاد تفرق بين الشيخ وأصغر تلامذته، وهويستمع لكل ما يدورفي مجلسه ويدلي دلوه في ذلك، ولم أجده يفرض رأيه على أحد في قضية تحمل الاختلاف في وجهات النظر.
ومن الآداب الراقية التي كان يتحلى به الفقيد الصراحة في القول، فكان لايداري ولا يماري، ويقول الحق وإن كان مراعلى سامعه، فازداد بذلك شرفًا على شرف العبقرية، وانجذبت له القلوب بعاطفة المحبة بعد امتلائها بمهابته وإجلاله.
سخاؤه وبسط يده
عُرف- رحمه الله تعالى- بالسخاء وبسط اليد رغم تعرضه لضنك العيش في محطات من حياته، و اشتهر كثير من قصص جوده وبسط يده عرفها من خالطه وعاشره، إلا أن كثيرا من مثل هذه القصص لم يعرفها الناس إلا بعد وفاته، وكان- رحمه الله- يعين المكروب، ويصل الرحم، ويحمل الكل دون أن يطلع عليه أحد إلا الله سبحانه وتعالى، الذي كان يحتسب عنده الأجروالمثوبة. وكم تبين بعد موته أن فلانًا من الناس أو فلانة من العائلة كان- رحمه الله- يعوله وينفق ويتصدق عليه فيخفي حتى لاتعلم شماله ما تنفق يمينه. وذلك تأسيا بسلفه الصالح؛ فقد ذكر لنا التاريخ أن علي بن الحسين زين العابدين (38-94 هـ = 658-712 م) كان يحمل الخبز بالليل على ظهره، ويتبع به المساكين في الظلمة، ويقول: إن الصدقة في سواد الليل تطفئ غضب الرب. وكان ناس من أهل المدينة يعيشون لايدرون من أين كان معاشهم، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ذلك الذي كانوا يُؤتَون بالليل. وقال شيبة بن نعامة: لما مات علي وجدوه يعول مئة بيت.
وكان فقيدنا الغالي على حظ عظيم من مثل هذه الخصال الطيبة، فقد حكى لي نجله الأصغر أن بعض رجال الشرطة زاره بعد وفاة الوالد -رحمه الله-، وذكر أنه احتاج إلى مال بصورة عاجلة، ولم يكن أحد من معارفه بمكنته أن يمده بمثل هذا المال، فزارالشيخ في هدأة من الليل ودق عليه الباب، ففتح له، فإذا رجل من رجال الشرطة، فاستقبله الشيخ كجاري عادته في استقبال القادمين في أية وقت جاؤوا من ليل أو نهار، ولما استقر به المجلس استخبره أحواله وما الذي جاء به إليه؟ فقال: أنا أحتاج إلى خمسة آلاف روبية ولم أجد أحدا يسعفني بذلك، فجئت إليك. فقال الشيخ: تزورني بكرة. وفعلا لَمـَّا زاره في غده قدم إليه ما طلبه من النقود.
وإنما أجَّله الشيخ- فيما أرى- إلى الغد؛ إذ لم يكن لديه من المال ما يسعفه به، وربما استدان من بعض معارفه، وقدمه له في اليوم التالي؛ فقد تعود- رحمه الله- أن لايرد أحدا يطلب منه شيئا، فإن لم يجد عنده ما طلبه استدان من الناس وقضى حاجة السائل.
ثناء العلماء عليه
قال فضيلة الشيخ المفتي أبو القاسم النعماني- رئيس الجامعة الإسلامية: دارالعلوم/ديوبند- وهو يعرب عن شدة قلقه في حفلة تأبين على وفاة الشيخ رياست علي البجنوري: «إن التبسم في وجه المسلم صدقة، و الشخصيات التي اجتمعنا هنا للعزاء عليها كانت تتصف بهذه الخصلة الطيبة على أتم وجه، وكان الشيخ رياست علي البجنوري يحمل بين جوانحه قلبا نابضا حيا سليما، وكانت البسمة ترقص على شفتيه بصفة دائمة، ولم أجده يوما من الأيام عبوسا قمطريرا».
وأضاف فضيلته: «كان الشيخ رياست علي مطبوعا على السذاجة والبساطة، والرأي الصائب المحكم، وكتابه «إيضاح البخاري مأثرة علمية غالية كفته فخرا لو لم تكن له خدمات علمية أخرى، لقد جالسته في مجالس كثيرة، وتحدثت إليه كثيرا فلم أجده حينا من الأحيان سريعا في إبداء الرائ، أوعبوسا، كان يستمع إلى الآراء المطروحة على البساط بقلب حاضر وذهن وقاد، ولايبدي رأيه إلا في آخر المطاف، والبسمة ترقص على شفتيه، فكان يكون رأيه حاسما في كثير من القضايا قيد الدراسة والنقاش.
وقال فضيلة الشيخ غلام محمد وستانوي- رئيس دارالعلوم/ديوبند سابقا-: «إن وفاته تشكل نهاية فصل رائع من تاريخ دارالعلوم العلمية، وإن الخدمات التي أسداها إلى دارالعلوم تشكل تاريخا يستحق أن يكتب بمداد من ذهب، ولن يسع أحدا نسيانه والتغاضي عنه حينا من الدهر».
وقال فضيلة الشيخ أرشد المدني حفظه الله تعالى- أحد كبار أساتذة الحديث النبوي في الجامعة وهو يبدي قلقه العميق على وفاة الشيخ رياست علي البجنوري-: «إن وفاته خلفت فراغًا في الأوساط العلمية يعـز سدّه إن لم يمتنع، وإن عملـه على إيضاح البخاري – أمالي فخر المحدثين السيد الشيخ فخر الدين – يعد مآثرة علمية عبقرية من نوعه، سينتفع به طلاب صحيح البخاري دهرا طويلا. كما أن نشيد دارالعلوم/ديوبند الذي نسجه الشيخ رياست علي سيجدد اسمه، ويخلد ذكره على ألسنة الناس جميعا».
وقال فضيلة الشيخ السيد محمد عثمان المنصورفوري حفظه الله- أحد كبار أساتذة الحديث في الجامعة، وهو يعرب عن غاية أسفه على هذه الكارثة العلمية-: «لقد فقدت دارالعلوم بذلك أحد أبرز أبنائها وخريجيها، الذي قام بتمثيل مذهب ديوبند وفكرها على أحسن الوجوه. وكان فضيلته عالما ذا كفاءة فائقة ومدرسا مقبولا وإداريا ناجحا، وأديبا من الطراز الخاص، بالإضافة إلى الدرجة العالية من الوجاهة والفكر السليم الصائب والقول الفصيح المبين والفهم الثاقب والعقل المنير، لقد خلفت وفاته فراغًا في الأوساط العلمية واسعا لايسد. لقد أبكت وفاته دارالعلوم/ديوبند وجمعية علماء الهند خاصة و العالم كله بصفة عامة، وكان فضيلته يلعب دورا أساسيا في دارالعلوم/ديوبند وجمعية علماء الهند كلتيهما. وكان- رحمه الله- عذيقهما المرجّب، وجذيلهما المحكّك».
وقال الشيخ محمود أسعد المدني – أمين عام جمعية علماء الهند-: «من أهم أهداف إقامة حفلات العزاء على الأموات التطرق إلى الخصائص التي كانت تحملها بغية الاستنارة بنورها، ونحن اليوم في حاجة ماسة إلى الاهتداء بموافقهم وسلوكهم فيما يعنينا من القضايا والمشكلات. وكان الشيخ رياست علي – رحمه الله- مستشارا مخلصا ناصحا مطبوعا على السذاجة والبساطة. ولا أنسى أن الشيخ رحمه الله – حين عقد مؤتمر السلام العالمي بمدينة ديوبند – قال وهو يلقي كلمته فيه قولا وجيزا: «الإسلام دين الأمن والوسطية، ومذهب ديوبند مذهب الأمن والوسطية». وهذه الكلمة رغم وجازتها جامعة مانعة فاذة».
وقال فضيلة الشيخ محمد شاهد الحسيني- أمين عام جامعة مظاهر علوم/سهارن فور في حفلة عزاء أقيمت بهذه المناسبة: «لقد بذل الشيخ رياست علي حياته الممتدة على77 عامًا في خدمة الدين و نشر العلم الإسلامي، فقد كان يمارس تدريس الحديث والفقه وغيرهما من المواد الإسلامية منذ ما ينيف عن 45 عاما في دارالعلوم/ديوبند، كما شغل الشيخ منصب رئيس شؤون التعليم بالجامعة، والمشرف العام على أكاديمية شيخ الهند، ورئيس الجامعة بالنيابة بصورة مؤقتة. وكان على منزلة عالية من علم الحديث والفقه بالإضافة إلى الأدب الأردي. ونشر ديوان شعره باسم «نغمهء سحر»، الذي يعدّ من روائع الدواوين الشعرية الأردية. ومن أبرز أعماله – علاوة على ذلك- «إيضاح البخاري» و «الشورى في منظور الشريعة الإسلامية» و «نشيد دارالعلوم/ ديوبند» الذي لقي شعبية وقبولا عاما».
أهم أعماله العلمية:
1- إيضاح البخاري
من أهم الأعمال التي قام بها الشيخ في حياته، ويعد بيت القصيد فيها، وهوعبارة عن أمالي شيخه المحدث الشهير فخر الدين أحمد المرادآبادي– شيخ الحديث ورئيس هيئة التدريس بالجامعة- على صحيح الإمام البخاري، قام الفقيد الغالي بترتيبها وتنسيقها وإخراجها في صورة خلابة ميسورة ينتفع بها المدرس والطالب. يقول الشيخ في مقدمته على الكتاب: -إيضاح البخاري-: «التحقت بدورة الحديث الشريف بالجامعة الإسلامية: دارالعلوم/ ديوبند عام 1377هـ، وبدأت بتدوين أمالي الشيخ على صحيح البخاري، في حين لم يكن بالحسبان أنه سيأتي علي يوم أقوم فيه بترتيبها وإخراجها للناس، وحاولت خلال ذلك أن لايفوتني شيء من أماليه، وكنت أواظب على الحضور في دروس الشيخ خلال العام كله بصورة غيرمنقطعة، وفي نهاية العام راجعت الصفحات التي قمت بتدوينها من أماليه فإذا هي آلاف الصفحات من القطع الكبير.
وفي العام القابل 1378هـ حضرت كذلك دروس الشيخ في صحيح البخاري، وأكثرت من العناية بتدوين أماليه بصورة أوسع وأدق، وفي نهاية هذه السنة أشار وأصر علي بعضُ معارفي وأحبائي أن أقوم بترتيب هذه الأمالي وإخراجها ونشرها ليعم فائدتها وتسهل الاستفادة منها»(2).
منهجه في الترتيب:
يقول الشيخ في منهج ترتيبه لهذه الأمالي: «تقرر أن أجعل أمالي الشيخ في العامين المذكورين بين نصبي، وأعدَّ في ضوئهما مادة جديدة بالإضافة إلى وضع العناوين الجانبية المناسبة لها، وكنت أرى هذا العمل أشق وأكبر وأعظم وأشغل لي من غيره، وأما توثيق المادة العلمية بالمصادر التي استقى منها الشيخ فلم أجد نفسي مهيأة لذلك، وجزى الله تعالى خيرا أخانا المحترم الشيخ لقمان الحق الذي تولى بدوره توثيق المادة العلمية بأصل المصادر التي رجع إليها الشيخ، فقام به خير قيام.
إن الأمالي على الكتب العلمية لها فوائد جمة ومنافع عظيمة إلا أن التقصير الكبير الذي يقع فيه معظم المرتبين لها يتمثل في عدم مقارنة المادة العلمية مع أصل المصادر والمراجع التي استقى منها المؤلف. أضف إلى ذلك أنهم يحافظون لحد كبير على أسلوب التدريس، في حين يقوم المرتبون بتدوين هذه الأمالي في الوقت الذي لايحملون فيه سليقة الترتيب والتنسيق في الصورة المطلوبة. وحاولت في هذا الترتيب – ما استطعت – أن لا أتركها على أسلوب الخطابة والتدريس البحت، وإنما أجمع بين أسلوب الخطابة و التدريس وبين أسلوب الكتابة والتحرير، وأمزج بعضهما ببعض مزجًا، وذلك تيسيرا للاستفادة على ذوي مستويات عقلية مختلفة من القراء والدارسين. وعليه كان أعظم ما لقيتُ من العناء خلال الترتيب يتمثل في محاولة عرض علوم الشيخ وإفاداته العلمية على الناس كلهم بمختلف طبقاتهم الفكرية في أسلوب ميسور. ولايدرك صعوبة هذا الأمر حقَّ الإدراك إلا من أقدم على صياغة الخطابة والتقرير في قالب المقال والبحث»(3).
ومن أهم ما يميز هذه الأمالي– نحو ثلاثة عشر ألف صفحة منها- أنه قد تم عرضها على الشيخ فخر الدين أحمد- رحمه الله- بعد الترتيب والتنسيق، وكان الشيخ بدوره – حين ويقرأ عليه هذه الأمالي- يستمع لها، ويعلق على ما يحتاج إلى التعليق، ويشرح المغلق منها، أو يقرأ المسودة بنفسه ويعدل منها ما يحتاج إلى التعديل، ثم يأمر بنشرها وطبعها(4).
وفي الأيام الأخيرة من حياة الشيخ رياست علي حين تصالحت عليه الهموم والأحداث و وجد من نفسه ضعفا كلف الشيخُ – رحمه الله- الأستاذَ فهيم الدين البجنوري- أحد أساتذة الجامعة و واحد من تلامذته الأكفاء- أن يقوم بترتيب هذه الأمالي، فبدأ الشيخ فهيم بترتيب الكتاب من المجلد السادس، وكان يعرض على الشيخ عمله بصورة متتابعة، ويمعن الشيخ الغالي -رحمه الله- النظر فيه، ويعدل ما يحتاج إلى التعديل، فجاء المجلد السادس إلى المجلد العاشر من عمل الأستاذ فهيم الدين، ومراجعة وإشراف من الفقيد الغالي رحمه الله، والعمل جارٍ على المجلدات الأخرى.
2- شورى كي شرعي حيثيت (الشورى في منظور الشريعة الإسلامية)
كتاب في (408)صفحة بالقطع المتوسط يتحدث عن الشورى في الشريعة الإسلامية، يقول فضيلة الشيخ/ مرغوب الرحمن رحمه الله- رئيس الجامعة الأسبق- في تقدمته على الكتاب: «الكتاب الذي بين يدي القارئ دراسةٌ موضوعيةٌ لهذا الموضوع، يبدأ بذكر نظام المدارس الإسلامية وإدارتها، ويشرح – في ضوء أقوال السلف- الحيثية الشرعية للمناصب في المدارس الإسلامية، ويتبعه بيان مكانة الشورى، وبما أن قضية الشورى تشكل حجر الزاوية لهذا الكتاب فدرسَ مختلف جوانبها دراسةً مبسوطةً مفصلة، و تطرق الكتاب إلى مكانة الشورى في عهد الرسالة وعهد الخلافة الراشدة ونطاقها، ثم تحدث عن حقيقة الشورى في ضوء الكتاب والسنة والفقه الإسلامي، و بلور أن سيادة الشورى في المدارس الإسلامية أجل وأعلى من أن يتطرق إليها أدنى ريب وشك. وتخلل هذه المواد العلمية والدراسات التحقيقية مناقشةُ أدلة القائلين بعدم سيادة الشورى، مما يعين على كشف كافة الشبهات العالقة بالأذهان في هذا الخصوص.
وانتهى مبحث الشورى بكشف الدساتير الأساسية السائدة في المدارس الإسلامية، وشرح قضية تسجيلها في الحكومة، وأخيرًا ناقش الكتاب موضوع المدارس الإسلامية والوقف مناقشةً واعية، وتطرق إلى بيان صوره وأنواعه، في ضوء الكتاب والسنة وأقوال فقهاء الأمة، ولم يفُتْ المؤلف سوق الأدلة و البراهين على كل ما تطرق إليه من الموضوعات وجوانبها المختلفة، ولك أن تدرك مدى الجهد الذي بذله المصنف في الكتاب من خلال تصفح فهرس المصادر والمراجع التي استفاد منها، ولانغلو لوقلنا: إنه يشكل نهاية الجهد و السعي في الموضوع قيد الدراسة، سائلين المولى – عزوجل- أن يَمُنَّ عليه بمزيد من التوفيق»(5).
3- ديوان شعره:
يعدّ الشيخ البجنوري من فحول أدباء اللغة الأردية، فكتاباته الأردية من شعر ونثر تشع عن مقدرته البالغة على الأردية وامتلاكه زمام هذه اللغة، بجانب ما كان يتصف به من الفكر الثاقب والذهن الوقاد والبديهة الحاضرة والملاحظات الدقيقة، والشفافية الناصعة، والإحساس المرهف، والشعور الفياض والثقافة المتنوعة والوقوف على آثار السابقين. وأهم مجالي الأدب هو الشعر، وطريقه طويل شاق يحتاج إلى كفاءة ومؤهلات ومواهب، والدارس لشعره- رحمه الله – من غزل ورثاء ومدائح- يجده يهتم بألفاظه وعباراته، ويهلهلها، ويدقق في اختيارها، ويتحرى أن تكون ألفاظًا شعرية تؤدي الغرض المقصود بما تحمل من معاني القوة والتأثير. و رغم أن الشيخ لم يتخذ الشعر وقرضه مهنة وحرفة إلا أننا نجده يداني؛ بل يفوق كثيرا من شعراء الأردية المعروفين قبله وفي عصره.
يقول الشيخ محمد لقمان الحق– أستاذ بدارالعلوم/ ديوبند سابقا- في مقدمته على ديوان الشيخ رياست علي المطبوع باسم «نغمهٔ سحر» الذي يجمع روائع شعره-: «خلال دراستي لكلام الشيخ رياست علي وشعره وجدت معاني صاغها القدماء بأسلوب رائع رصين، ولم يتطرق إليها المتأخرون ظنا منهم أنهم يعجزون عن أداء هذه المعاني بأسلوب يماثل أسلوب القدماء أو يفضله، ومن الأمثلة على ذلك: شعر الشاعر الأردي الشهير: غالب، حيث يقول:
وه آئيں گھر ميں ہمارے خدا كى قدرت ہے
كبھى ہم ان كو ،كبھى اپنے گھر كو ديكھتے ہيں
(المعنى: من مظاهر قدرة الله تعالى أن يزورنا في بيتنا، فحينا ننظر إليه وحينا ننظر إلى بيتنا)
وصاغ الشيخ رياست علي البجنوري هذا المعنى في شعره فقال:
نادم ہوں واقعى كرم بے حساب سے
خوش آمدىد، آپ كہاں اورمىرا گھر كہاں
(المعنى: حقا أنا ندمان، بهذا الكرم الفائض، أهلا وسهلا، أين بيتي من مقامكم السامي)
ولانشك في مكانة الشاعر «غالب» و رصانة أسلوبه، ولسنا بصدد المقارنة بين الشعرين، ولكن هل يمكن أن يأتي أحد بأحسن مما يحمله شعر الشيخ رياست علي من روعة الخيال، والاستعجاب والاستعمال اليومي السائد.
ومن الأمثلة كذلك قول الشاعر المعروف: «مؤمن»:
تم مرے پاس ہوتے ہو گويا جب كوئى دوسرا نہىں ہوتا
(المعنى:أنت تكون معي حين لايكون أحد غيرك معي)
ويقول الشيخ رياست علي :
تب كھلا آپ ہىں شرىك سفر
مىرے ہمراہ كوئى جب نہ ہوتا
(المعنى: إنما تبين أنك صاحبي في الرحلة حين لم يكن أحد معي)
شعر الشاعر «مؤمن» رائع دون شك، وقد أثنى عليه غير واحد من أساتذة الشعرالأردي، ولكن اللافت للنظر في الأمر أن أحدًا من شعراء الأردية لم يتطرق إلى هذا المعنى في شعره حتى جاء الشيخ البجنوري فصاغ هذا المعنى في شعره بلباقة وسليقة فائقة مما يشع عن مقدرته الكاملة على الشعر وقرضه.
ومن أبرز خصائص شعره رحمه الله أنه كان- بجانب قدرته على تنويع المعاني- يقدرعلى تنويع الأساليب والأداء قدرة تامة. وكان يتلقب في شعره بـ«ظفر»(6).
وهذا الديوان مطبوع في (144) صفحة من القطع الصغير، مع تقدمة ضافية من الشيخ لقمان الحق رحمه الله تعالى.
4- ترانهٔ دارالعلوم (نشيد الجامعة الإسلامية: دارالعلوم/ديوبند)
من أعمال الشيخ الغالي نشيد الجامعة الإسلامية: دارالعلوم/ديوبند باللغة الأردية، وهو من روائع أعماله الأردية، ويُعدُّ نشيدًا فريدًا من نوعه، لم يسبق له مثيل في اللغة العربية، يصف الجامعة وصفًا دقيقا شاملا عامًا، ويدل على مقدرة الفقيد الغالي على اللغة الأردية وامتلاكه لناصية الأدب الأردي.
5- كشاف اصطلاحات الفنون
يعدّ كشاف اصطلاحات الفنون أحد الأعمال العلمية الهندية البارزة الفريدة حتى عصر المؤلف الشيخ محمد أعلى التهانوي، ويرجع صلة الشيخ بالكتاب إلى أيام دراسته؛ حيث يقول في مقدمة عمله على الكتاب: «وأول ما طرق سمعي اسم هذا الكتاب على لسان شيخي فخرالمحدثين الشيخ فخر الدين أحمد – قدس سره- حين لم يكن حتى أول طبعات هذا الكتاب وأقدمها في متناول اليد، ولم تكن مكتبة الجامعة الإسلامية: دارالعلوم /ديوبند تحتفظ إلا بنسخة متبورة منها، فلم يكن يتمكن أمثالي المحتاجين إليه من الاستفادة من الكتاب استفادة تامة. ثم بلغني أن نسخة منها يحتفظ بها الشيخ المفتي محمود حسن الكنكوهي- المفتي العام بدارالعلوم/ ديوبند-. فاستفدت منها عند الحاجة إليها، ثم بلغني بعد أيام أن حضرة المفتي محمود قد تبرع بنسخته لصالح مكتبة جامعة مظاهر علوم/ سهارنفور».
ويقول أيضا: «كانت نفسي تحدثني بخدمة الكتاب، ولفتُّ انتباهَ بعض أهل العلم وأصحاب المطابع إلى ذلك، ولكن لم يتم الشروع في هذا العمل. ولم أجد نفسي مهيأة لذلك نظرًا إلى حياتي العلمية البسيطة، وشُح الوسائل التي يتطلبها مثل هذا العمل العملاق حتى دخل شهر شوال من عام 1431هـ/2010م وتعيَّن أخونا الفاضل/ محمد عارف جميل المباركفوري- في المرة الثانية- مدرسًا في دارالعلوم/ ديوبند، وظل الأخ منذ أيام تحصيله على صلة قوية ومستأنسًا بي، كما أنه يتمتع بذوق علمي وكفاءة تستحق التقدير، ثم إن قضاءه سنوات في بعض الجامعات السعودية لتحصيل العلم زاد من مذاقه العلمي وكفاءته إحكاما وإتقانا. وذات مرة عرضت عليه رغبتي في العمل على كشاف اصطلاحات الفنون، فأبدى رغبة وسعادته بهذا العمل».
وليس الشيخ مشيرا بهذا العمل؛ بل مشرفًا ومباشرًا له؛ حيث قام بتعديل الأخطاء المتسربة إلى ترجمة النصوص الفارسية إلى اللغة العربية، وجالستُ الشيخ خلال هذا العمل مدة أربع سنوات فصاعدًا بمعدل ساعة واحدة كل يوم، حتى في أيام الإجازات السنوية، وفي رمضان المبارك كذلك، وكل ذلك في الوقت الذي تصالحت الهموم والأحزان علىه، وصبت عليه مصائب فادحة بإمكانها أن تحول دون السير في أي عمل علمي جادّ رصين، ولم أدخل عليه في بيته لهذا العمل إلا وجدته مستعدا متحفزا كأنه ينتظرني منذ ساعات. والكتاب جاهز للطباعة، وأدعو الله تعالى أن يكتب له النشر والطباعة في القريب العاجل.
خلاصة البيان
من كتب التفاسير المعتمدة لصاحبه الشيخ فتح محمد تائب اللكنوي. طبع الكتاب قديما ثم نفدت نسخه في الأسواق، وكان الكتاب في حاجة إلى خدمته خدمة لائقة وإخراجه بصورة مناسبة لمكانته العلمية، فكلف الشيخُ تلميذه الأستاذ عبد الرزاق الأمروهي أن يقوم بذلك، فخرج أحاديثه وآثاره و وثق الأقوال والمسائل الواردة، و وضع العناوين الجانبية، مع مراعاة قواعد الخط والإملاء السائدة في العصر الراهن. ومما رفع مكانة الكتاب وقيمته إشراف الفقيد الغالي على هذا العمل والتوجيهات الثمينة التي أسداها إلى الأستاذ عبد الرزاق خلال عمله على الكتاب، وهوجاهز للطباعة.
* * *
الهوامش:
(1) قرية حبيب والا من القرى العامرة بالعلم والعلماء والشعراء والأدباء والصالحين من عباد الله تعالى منذ نشأتها، إلا أنهم غلبهم النفور من الصيت والدعاية ، وعليه ظلوا مغمورين وظلت أعمالهم ومناقبهم مسدولا عليها ستار من الإعراض والخمول.
(2) مقدمة إيضاح البخاري ص 15، ط: مكتبة مجلس قاسم المعارف، ديوبند.
(3) نفس المصدر.
(4) نفس المصدر ص 16.
(5) راجع: مقدمته على «شورى كي شرعي حيثيت» ص23-24، ديوبند: أكاديمية شيخ الهند التابعة للجامعة الإسلامية: دارالعلوم/ديوبند.
(6) للاستزادة من هذا الجانب من أعماله راجع: مقدمة الشيخ لقمان الحق على ديوان شعره، ط: الثانية: مكتبة الرحمة، عام 2001م.
* * *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العــلوم ديوبند ، المحرم – صفر 1439 هـ = سبتمبر- نوفمبر2017م ، العدد : 1 – 2 ، السنة : 42