دراسات إسلامية
بقلم: د. طه عبد السلام خضير
السخاء أساس كثير من الفضائل، أساس الألفة والمحبة والتعاون. والسخاء والجود والكرم ألفاظ جميلة، معانيها نبيلة، وحديثها عذب شيق، ينعش الأرواح ويشرح الصدور، إنه يخلد الذكر وهي تبقى لصاحبها لسان صدق. هؤلاء الأسخياء إن عاشوا فهم في أعين الناس عظماء وإن ماتوا فهم في أعين الناس أحياء.
وحد السخاء هو بذل المال مما أعطاك الله في الأمور المحمودة دون مقابل أو عوض ودونما إسراف ولا تفريط لا سيما إذا كان لسد حاجة أو لإغاثة ملهوف أو حفظ نفس من الوقوع في المذلة والهوان.
ولقد حث دستور الحياة على الإنفاق ورغب في البذل والسخاء ففي الكتاب الكريم آيات كثيرة تدعو إلى ذلك ورترغب فيه. يقول تعالى: ﴿يَـٰأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَـٰكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَـٰفِرُونَ هُمُ الظَّـٰلِمُونَ﴾ (البقرة:٢٥٤). ويقول: ﴿قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَوٰةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ﴾(إبراهيم:٣١). ويبين أن المال أمانة وحق في يد الإنسان وهو مستخلف فيه فيقول: ﴿آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ﴾ (الحديد:٧).
ولقد جعل الإنفاق والبذل من خصال البر، فقال: ﴿وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْـمَلَـٰئِكَةِ وَالْكِتٰبِ وَالنَّبِيِّينَ وَءَاتَى الْـمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَـٰمَىٰ وَالْـمَسَـٰكِيْنَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ﴾ (البقرة:١٧٧).
وأما السنة المطهرة ففيها الكثير والكثير الذي يدعو إلى البذل والإنفاق ويرغب في الجود والكرم يقول (صلوات الله وسلامه عليه): «إن السخي قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة بعيد عن النار، وإن البخيل بعيد من الله بعيد من الناس بعيد من الجنة قريب من النار والجاهل السخي أحب إلى الله من عالم بخيل».
ويقول (صلوات الله وسلامه عليه) فيما يرويه عن رب العزة. يقول الله عز وجل: «إن هذا دين ارتضيته لنفسي ولن يصلحه إلا السخاء وحسن الخلق فأكرموه بهما».
وفيما يرويه عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «خلقان يحبهما الله عز وجل وخلقان يبغضهما الله (عز وجل) فأما اللذان يحبهما الله تعالى فحسن الخلق والسخاء وأما اللذان يبغضهما الله فسوء الخلق والبخل».
ألا ما أعظم فضل السخاء إنه الخلق الذي يجب أن يتزين به كل إنسان وأن يتحلّى به كل مسلم أحبه الله واتصف به فهو جواد كريم وهو أكرم الكرماء يرزق من يشاء بغير حساب، ويعطى ولا راد لعطائه ولا تنفد خزائنه، وجمل بالسخاء أنبياءه ورسله؛ فقد كان محمد صلى الله عليه وسلم أجود الناس ما سئل عن شيء فقال: لا… جاءه رجل يسأله شيئًا ولم يكن ذلك الشيء عنده فقال (عليه الصلاة والسلام): «اتبع – أي اشترِ – وعلي الثمن»، فقال عمر: يا رسول الله ما كلفك الله بهذا، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ورؤي في وجهه فقال رجل من الأعراب: يا رسول الله أنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالا. فتبسم صلى الله عليه وسلم ورؤي البشر في وجهه وقال: «بهذا أمرت».
وعن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة».
كذلك كان أصحابه (رضوان الله عليهم) وفي غزوة العسرة ظهر السخاء في أرفع صوره، جاء أبوبكر بجميع ماله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ماذا أبقيت لأولادك يا أبا بكر»قال بمنطق الإيمان: أبقيت لهم الله ورسوله. وجاء عمر بنصف ماله وتصدق عثمان بالكثير والكثير حتى لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني رضيت عن عثمان فارض عنه».
وكذلك كان سائر أصحابه وكذلك السابقون كانوا كرماء أسخياء لا يريدون بسخائهم إلا وجه الله (عز وجل)؛ ولذلك سجل الله ذكرهم في القرآن الكريم ووعدهم في الدنيا بالنجاح والفلاح وأمنهم على أنفسهم من فزع يوم القيامة ولقاهم بعد ذلك كله نضرةً وسرورًا ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً * فَوَقَـٰهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّـٰهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً﴾ [الإنسان :9-11].
ولو أن الناس يعلمون ما في الكرم من مآثر وحسنات لأسرعوا ولجادوا بأنفسهم وأرواحهم في سبيل الحصول على هذه المفاخر. إن السخي يحبه الناس في حياته وبعد موته ويجلونه في حضرته وغيبته ويقلدونه في قوله، وفعله كلمته مسموعة وأمره مطاع ورأيه سديد وحكمه نافذ.
إن السخاء يقلل الأعداء ويكثر الأحباء ويغفر الزلات ويستر العيوب.
يغطى بالسماحة كل عيب
وكم عيب يغطيه السخاء
إن السخاء عمدة مكارم الأخلاق يفتخر به الأبناء والأحفاد وتتناقله الأخبار الركبان وتدونه الصحف والكتب ويسجله التاريخ بمداد الفخر على صفحات الأيام:
وكم مات قوم وما ماتت مآثرهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات
إنه حصن الأمان ودليل المروءة، وباعثه إنماهو جود النفس وسخاؤها وسموها وكرمها يقول الشافعي رضي الله عنه ثقة فيما عند الله:
توكلت في رزقي على الله خالقي
وأيقنت أن الله لا شك رازقي
وما كان من رزقي فليس يفوتني
وإن كان في قاع البحار الوامق
سيأتي به الله العظيم بفضله
ولو لم يكن مني اللسان بناطق
ففي أي شيء تذهب النفس حسرةً
وقد قسم الرحمن رزق الخلائق
شرف الله السخاء فجعله صفة من صفات المتقين وقرنه بالصلاة ثم قرنه بالإيمان بالغيب: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ (البقرة:٣) ووعد أولئك المتقين المقيمين للصلاة المؤمنين بالغيب بالفلاح، وقصر الفلاح عليهم دونما سواهم، ﴿أُولَـٰئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْـمُفْلِحُونَ﴾ (البقرة:٥) والفلاح اسم جامع لسعادة الدنيا والآخرة.
يظن بعض الناس أن السخاء والبذل يضر بثروتهم، وينقص مالهم ويجلب لهم الفقر الذي يزعجهم، وينغص عليهم سعادتهم في هذه الحياة. وهذا الظن الشيء إنما هو من وسوسة الشيطان يكره البذل والإنفاق، ولذلك فلا شيء أغيظ للشيطان وأقتل لكيده وأبطل لوسواسه من الإنفاق في وجوه الخير، لذلك يثنيها عن الجود والإعطاء ويحبب إليها الشح والإمساك، وصدق الله العظيم: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلا وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ (البقرة:٢٦٨) إن ما يبذله الإنسان وما تسخو به نفسه من ألوان الصدقات كالزكاة والهبة والتبرع والصلات وسائر ما ينفقه في وجوه الخير، كل ذلك يعود على صاحبه بعظيم النفع وجليل الآثار في دنياه وفي آخرته في حياته وبعد مماته. ومن أعظم هذه الآثار:
أولاً: أن السخاء سبب النماء، وقد اعتبره الله قرضًا حسنًا لا يرده لصاحبه مثلاً ولا مثلين وإنما يرده أضعافًا مضاعفةً ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَـٰعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ (البقرة:٢٤٥).
لقد وعد الكريم ووعده حق وصدق، أن يعوض المنفقين عما أنفقوا بأن يغمرهم في هذه الحياة بعطائه، الذي لا ينفد وبخيراته التي لا تحد. يقول تعالى: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ (سبأ:٣٩)، ويقول رب العزة في الحديث القدسي: «يا عبدي أنفق أنفق عليك، يد الله ملأى لا يغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار. أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض؛ فإنه لم يغض ما بيده وكان عرشه على الماء وبيده الميزان يخفض ويرفع».
وإن في قصص التاريخ لعبرة وعظة. فقد كان معن بن زائدة من أجود وأسخى أمراء المسلمين، وحدث أن جاء إلى مجلسه رجل من البوادي يحمل جرة، فسخر بعض الناس منه، وقالوا لمعن: سل هذا الرجل كيف ولم جاء بهذه الجرة إلى مجلسك هذا؟ فسأله معن فقال الرجل:
لما رأيت الناس شدوا رحالهم
إلى بحرك الطامي أتيت بجرتى
فأعجب لفصاحته معن، وقال لعماله: املؤوها له ذهبًا. فخرج الرجل بها، وما أسرع ما التف الفقراء حوله، فجعل ينفق منها يمينًا وشمالاً حتى نفدت عن آخرها، ورآه بعض من كان في مجلس معن، فأوعزوا إلى معن وقالوا له: لو كان هذا يعرف قيمة ما أخذ ما أنفقه كله فقال: عليَّ به، فجاءه الرجل وهو يقول هذا البيت:
يجود علينا الخيرون بمالهم
ونحن بمال الخيرين نجود
فأعجب به أكثر، وقال لعماله املؤوها له ذهبًا عشر مرات. فقال الرجل. صدق الله العظيم: ﴿مَنْ جَاء بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾ (الأنعام:160).
هذا ما أعده الله من خيراته للمتصدقين في الدنيا. فأما الآخرة فإن الأجر عظيم، والثواب جزيل، والله عنده حسن الثواب. فلقد وعد المتصدقين والمتصدقات بالأجر العظيم في الآخرة، فضلاً عن مضاعفة الحسنات، وذلك في غير آية من كتاب الله: ﴿مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَـٰعِفُهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ﴾ (الحديد:11) ﴿إن الـمُصَّدِّقِيْنَ وَالْـمُصَّدِّقَـٰتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَـٰعِفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ﴾ (الحديد:18).
ومن آثار البذل والجود ثانيا: أنه يحصن المال ولا يتلفه، وإنما يحفظه ويحرسه. يقول – صلوات الله وسلامه عليه – : «حصنوا أموالكم بالزكاة»، ويقول في حديث آخر: «ما نقص مال من صدقة».
ثالثًا: ومن هذه الآثار الطيبة الكريمة أنه دواء من أدوية المرضى فليس ذلك بعجيب. فقد قال من لا ينطق عن الهوى: «داووا مرضاكم بالصدقة».
رابعًا: أن الصدقة تقي صاحبها من كثير من البلايا والمصائب يقول صلى الله عليه وسلم: «صنائع المعروف تقي مصارع السوء».
خامسًا: ومن هذه الآثار الجليلة: التغاضي عن زلات وهفوات السخي. فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه ابن عباس عنه: «تجافوا عن ذنب السخي فإن الله آخذ بيده كلما عشر».
سادسًا: أن البذل الواقع عن إخلاص ورحمة يحط الخطايا ويغفر الذنوب ويكفر السيئات يقول تعالى: ﴿إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَـٰتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ (البقرة:٢٧١) وقال تعالى: ﴿إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَـٰعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ﴾ (التغابن:١٧) وفيما يرويه ابن حبان عظة وعبرة فعن أبي ذر -رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تعبد عابد من بني إسرائيل، فعبد الله في صومعته ستين عامًا، فأمطرت الأرض فأخضرت، فأشرف الراهب من صومعته، فقال: لو نزلت لذكرت الله وازددت خيرًا، فنزل ومعه رغيف أو رغيفان، فبينما هو في الأرض لقيته امرأة، فلم يزل يكلمها وتكلمه حتى غشيها، ثم أغمى عليها، فنزل الغدير يستحم، فجاءه سائل فأومأ إليه أن يأخذ الرغيفين، ثم مات، فوزنت عبادة الستين سنة مقابل الزنية فرجحت الزنية بحسناته، ثم وضع الرغيف أو الرغيفان مع حسناته فرجحت حسناته فغفر له».
سابعًا: إن السخاء ذخيرة الرجل لأولاده بعد موته، به يكرمون وبسببه ينالون جميل العطف، ويدفع عنهم كثيرًا من نوائب الدهر. يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عليّا (كرم الله وجهه) إلى طيء فهرب عدي بأهله وولده، ولحق بالشام، وترك أخته سفانة فأسرها المسلمون. فلما أُتي بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالت: هلك الوالد وغاب الوافد، فإن رأيت أن تخلى عني، ولا تشمت بي أحياء العرب، فإن أبي كان سيد قومه، يفك العاني، ويقيل الجاني ويحفظ الجار، ويحيي الزمار، ويفرج عن المكروب، بإطعام الطعام ويفشي السلام، فلا أتاه طالب حاجة ورده خائبا، أنا بنت حاتم الطائي. فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: «يا جارية هذه صفات المؤمنين فقال: خلوا عنها؛ فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق».
ثامنًا: أن صدقة السر تطفئ غضب الرب كما جاء ذلك في الحديث الصحيح.
تاسعًا: ممن يظلهم الله تحت عرشه يوم لا ظل إلا ظله: رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه.
وبعد فيا أيها الأخ الكريم لعل فيما قدمناه إليك ما يغري بالبذل والسماحة، والسخاء والجود، ويجمل بك إن كنت ممن أفاء الله عليه بالخيرات الكثيرة والأرزاق الوفيرة أن تتشبه بالكرام؛ فإن التشبه بهم فلاح في الدنيا، وسعادة وفوز عظيم في الآخرة.
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم
إن التشبه بالكــــرام فلاح
* * *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، ذوالحجة 1438 هـ = أغسطس- سبتمبر 2017م ، العدد : 12 ، السنة : 41