من صور اللاتسامح: اعتداء على تجار الأنعام في مدينة ألور من ولاية راجستهان على مرأى ومسمع من الشرطة قتل مسلم آخر باسم صيانة البقرة يثير القلق والاضطراب في الهند كلها

محليات

بقلم: مساعد التحرير

       دهلي الجديدة:

       ظاهرة النهب والقتل بتهمة نقل البقرة وحمل لحومه مستمرة في البلاد ولاتكاد تقف عند حدٍ، في حين لاتتجرأ الحكومة على اتخاذ إجراءات ضد الضالعين في القضية، مما يرفع معنويات أمثال هذه الحفنة من الهندوس المتطرفين، ويزيدهم خروجا على القانون والأخلاق. وذلك أن جماعة ممن يسمون أنفسهم «حماة البقرة» أشبعوا مسلما ضربا حتى لفظ نفسه الأخير. وذلك بمرأى ومسمع من الشرطة المحلية التي ظلت متفرجة على الحادث مما أثار قلقا عميقا في الهند كلها كما أن هذا الحادث شوه سمعة البلاد على مستوى العالم.

       وتقول تفاصيل الحادث: إن عددًا من سكان مدينة ألور من ولاية راجستهان كانوا في طريقهم إلى دهلي في شاحنات صغيرة وكبيرة وبها كمية من البقرات، وفي بعض طريقهم أوقفهم فئة من حماة البقرة المزعومين، واتهموا ركابها البالغ عددهم خمس عشرة نسمة بأنهم يهربون البقرة، وتناولوهم بالضرب المبرح، وكسروا زجاجة السيارات. والجدير بالذكر أن تجار الأنعام هؤلاء كانوا يحملون الرخص لنقل البقرة وبيعها من الجهات المعنية، وعرضوا الأرواق الخاصة على المعتدين وبمرأى من الشرطة المحلية، ولكن لم يغنهم ذلك فتيلا، فقد أصرت هذه الحفنة من حماة البقرة المزعومين على الاعتداء عليهم. وتعرض المدعو/بهلوخان من ولاية «هريانه» لضرب شديد على يد هؤلاء المشاغبين وأصيب بجروح غائرة تم إدخاله المستشفى على إثرها، وتوفي خلال تلقي العلاج فيه.

ويذكر أن الشرطة- بدلا من اتخاذ أي إجراءات رادعة ضد  المعتدين – ظلت تشرح لهم  الوضع وتطمئنهم، فلما أصروا على فعلتهم عمدت إلى ضربهم وتفريقهم بدلا من إلقاء القبض عليهم.

       وفي جانب آخر أوضح شقيق القتيل المدعو/ رحيم  بأن شقيقه لم يكن يهرب البقرات وإنما يشتغل بنقل البقرات بصفة قانونية، وقد حصل على الترخيص من الجهة المعينة في ذلك.

(صحيفة «انقلاب» الأردية اليومية، دهلي الجديدة (ميروت)، ص1، السنة:5، العدد:75، الخميس8/رجب  1438هـ الموافق 6/أبريل 2017م).

*  *  *

المحكمة العليا الهندية تشدد على  «حماة البقرة»

وتصدر إشعارًا إلى الحكومة المركزية بالإضافة إلى ست ولايات هندية فيما يخص الحظر عليهم، وتأمر بتقديم الردود في شأنه، مع تحديد موعد 3/مايو للنظر في القضية

دهلي الجديدة:

       أصدرت المحكمة العليا الهندية إشعارا إلى الحكومة المركزية وست ولايات هندية أخرى فيما يخص فرض الحظر على حماة البقرة والجماعات المنتمية إليهم، و تساءلت: هلايتم فرض الحظر على الجماعات التي تعتـدي على الناس باسم حماية البقرة؟ و أصدرت اللجنة القضائية برئاسة القاضي المستر ديباك مشرا خلال نظرها في العرائض المقدمة إلى المحكمة، التي رفعها كل من المدعو/شهزاد بونه والا- قيادي في حزب المؤتمرالهندي- واثنين آخرين، وأصدرت المحكمة إشعارا إلى الحكومة المركزية وست ولايات هندية أخرى، هي: راجستهان، و مهاراشترا، وغوجرات وأترابراديش، وطلبت منها أن تقدم ردودها خلال موعد أقصاه ثلاثة أسابيع من صدور الإشعار. وحددت المحكمة يوم 3/مايو للنظر في القضية، وتساءلت: هلا يتم فرض الحظر على الجماعات التي تعتدي على الناس باسم حماية البقرة؟ واستدل محامي المدعي المدعو/سجي هيكرى بأن حماة البقرة هؤلاء يعتدون على الناس باسم الحفاظ على البقرة ضاربين عرض الحائط بالقوانين واللوائح، وأشار إلى ما شهدته مدينة «ألور» في ولاية راجستهان من قصة مماثلة في الأيام الأخيرة.

       وقالت العريضة: إن معظم حماة البقرة ضالعون في أعمال إجرامية، كما أشار إليه رئيس الوزراء الهندي نفسه، إلا أنه لم يتم اتخاذ إجراءات ضدهم. وطالب مقدم العريضة – تحسين بونه والا- وهو يشير إلى ما حدث في مدينة «ألور» من ولاية راجستهان من القتل بحجة الحفاظ على البقرة – بضرورة كبح جماح الاعتداءات على المنبوذين والمسلمين باسم الحفاظ عليها. وقال: يجب فرض الحظر على أمثال هذه الجماعات كما تم فرض الحظر على جماعة «سيمي» وأمثالها في الماضي.

       وطالبت المحكمة يوم نظرها في القضية سابقا الحكومات السبع المذكورة أعلاه بتقـديم الردود على ذلك، ثم أصدرت إشعارا لها إذ لـم تقم هذه الحكومات بذلك. وطالبت العريضة بضرورة تقديم التقريرات المشفوعة بالشهادة الخطّية بقسم من قبل السلطات العليا فيما يخص الحادث الذي شهدته مدينة «ألور» في ولاية راجستهان إلا أن المحكمة لم تعلق عليه بشيء. وأشارت العريضة إلى أن بعض الولايات أصدرت تصريحات للمنظمات القائمة على الحفاظ على البقرة مما رفع معنويات هؤلاء. فيجب إلغاء التصريحات الحكومية الصادرة لأمثالهم. كما شفعت العريضة لقطات فيديوهات وقصاص الصحف والجرائد الخاصة بالاعتداءات التي تقوم بها المنظمات المزعوعة القائمة على صيانة البقرة، وطالبت بضرورة التنبه لذلك.

(صحيفة «راشتريه سهارا» الأردية اليومية، دهلي الجديدة، ص1، السنة:17، العدد:6325، السبت10/رجب 1438هـ الموافق 8/أبريل 2017م).

*  * *

جمعية علماء الهند تعقد مؤتمر التضامن الوطني في ديوبند

       عقدت جمعية علماء الهند- أعرق الجمعيات الإسلامية الخيرية في شبه القارة الهندية- مؤتمرًا للتضامن الوطني في ليلة يوم الأربعاء من6/رجب عام 1438هـ = الموافق 4/أبريل عام 2017م، في ضواحي مدينة ديوبند، حضره آلاف من المسلمين من سكان المدينة والوافدين إليها من شتى أنحاء المنطقة الغربية من ولايـة أترابراديش. جاء هذا المؤتمر في الوقت الذي تشهد فيه ولاية أترابراديش قيامَ حكومة حزب «ب ج ب» (B.J.P)، الذي فرض الحظرعلى محلات بيع لحوم الجاموس والشاة التي تقوم بأعمالها من غيرحصول على ترخيص من الجهات المعنية. ومن أبرز من تحدث إلى المؤتمر الشيخ محمــود أسعــد المـدني – الأمين العام لجمعية علماء الهند–، و «آجاريـه برمود كرشنم». وأكد المؤتمر على ضرورة  مواجهة المسلمين الأوضاع الراهنة بالصبر والحلم، و حذّر من أن يتسرب الخوف إلى قلوبهم. وشدد المؤتمر على أن قضية التضامن الوطني ليست عبارة عن الحفاظ على المسلمين فحسب، وإنما تعني أمن الدولة وسلامتها، وأن الحكومات دُولة، يتعاقب عليها أحزاب البلاد المختلفة. وقال الشيخ المدني في كلمته التي ألقاها على الحضور: إن المسلمين الهنود بإمكانهم أن يحتملوا كل شيء، وأما أن يساوموا على إيمانهم فهيهات وهيهات.

(صحيفة «خبرين» الأردية اليومية، دهلي الجديدة، ص1،7، السنة:6، العدد:267، الأربعاء 7/رجب 1438هـ الموافق 5/أبريل2017م).

*  *  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، ذوالقعدة 1438 هـ = أغسطس 2017م ، العدد : 11 ، السنة : 41

Related Posts