كلمة العدد

       بالغ الإسلام بالاهتمام بأمر الدعاء، وحَضَّ المسلمين عليه كثيرًا، حتى قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «من لم يسألِ اللهَ يَغْضَبْ عليه» (الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه: 3373). وقال-صلى الله عليه وسلم-: «الدعاء هو العبادة» (أحمد: 18352؛ وابن شيبة: 29167؛ والبخاري في الأدب المفرد: 714؛ وأبوداود: 1479؛ والترمذي: 2969؛ وابن ماجه: 3828؛ وابن حبّان: 890)، وقال –صلى الله عليه وسلم-: «أفضل العبادة الدعاء» (الحاكم في المستدرك: 1805). وقال –صلى الله عليه وسلم-: «من فُتِحَتْ له أبواب الدعاء فكأنه فُتِحَت له أبواب الرحمة» (الترمذي: 3548). وقال –صلى الله عليه وسلم-: «إن أَبْخَلَ الناس من بَخِلَ بالسلام، وأعجز الناس من عَجَزَ عن الدعاء» (ابن حبان: 4498؛ أبويعلى في مسنده: 6649).

       الدعاء هو الوسيلة الوحيدة لاتصال العبد بربّه اتصالاً مُبَاشِرًا، حيث يناجيه ويحادثه وليس بينه وبين ربّه حجاب، ويسأله حاجاته في إلحاح وتضرع مؤمنًا بأنه تعالى هو وحده الذي يفي بها ويساعده على ما نزل به، ويفرج ما ألَمَّ به من كُرَب؛ فيَلَذُّ الحديثَ إليه، والاطِّرَاحَ على عتبته، والتضرُّعَ إليه، والارتماء بحضرته.

       وأعلى الله تعالى شأنَ الدعاء عندما أَوْرَدَ ذكره وسطَ الكلام عن الصيام والأحكام التي شاء ذكرها بشأن الصيام؛ حيث ذكر الصيامَ وأحكامه عبر الآيات: 183 و187 من البقرة، وخلال ذلك ذَكَرَ الدعاءَ في الآية: 186، فقال تعالى:

       ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ (البقرة:186).

       وكأن الله تعالى وَدَّ أن يُوَضِّحَ لعباده الصائمين علاقةَ الصيام الخاصة بالدعاء، وكأن الصائم دعاؤه مستجاب لديه تعالى بصفة خاصّة، وكأنه بدعاء لله خلال صومه يكمل صيامه الذي يتورع خلاله من الصبح الصادق إلى وقت الإفطار عن الأكل والشرب ومباشرة النساء. وذلك أمر يخفى على كل مخلوق سوى الله الخالق، فيكون بذلك في غاية الإخلاص وحالة ازدياد التعلّق بالله، فإذا دعا اللهَ في هذه الحالة كان أجدر بأن يقبل الله دعاءَه، ويُعْطِيه سُؤْلَه.

       فكما أن شهر رمضان هو شهر الصيام والقرآن كذلك هو شهر الدعاء والإنابة إلى الله تعالى؛ فلابد للصائم أن يكثر مدارسة القرآن وتلاوته والاشتغال به، وإلى جانب ذلك ينبغي له أن يتوفّر على الدعاء والتضرع ومناجاة الله تعالى، وأن يكثر من سؤاله تعالى حاجاته كله، وعلى رأسها الهدى والتقى والعفاف والغنى والعفو والعافية في الدنيا والآخرة.

       وحقيقة الدعاء هو إظهار الافتقار المطلق إلى الله تعالى واستدعاء العبد ربَّه اللطفَ والعنايةَ والرحمةَ والإغاثةَ والإعانةَ، متبرئًا من جميع الحول والقوة؛ وهو – الدعاء – سِمَة العبوديّة، وهُوِيَّة الشخصيّة المؤمنة، واستشعار الذلة البشرية في أسمى معانيها، فقوامه التذلّل والتضرّع، مقرونًا بالحمد لله، والثناء عليه، والشكر له، وذكر جوده وكرمه، ومنّه وفضله، وقدرته وجبروته وسلطانه، وغفرانه وعفوه ورضوانه، وأنه لا مانعَ لما أَعْطَىٰ ولا مُعْطِي لما مَنَعَ، ولا ينفع ذا الجَدِّ منه الجَدُّ.

       والدعاء وحده يردّ القضاءَ الإلهيّ، فمن رُزِقَ الدعاء رُزِقَ الخير الكثير الذي لا يُحْصَىٰ. قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:

       «لا يَرُدُّ القضاءَ إلّا الدعاءُ ولا يزيد في العمر إلّا البرُّ» (الترمذي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه: 2139).

       وقال –صلى الله عليه وسلم-: «من فُتِحَ له منكم باب الدعاء فُتِحَتْ له أبوابُ الرحمة» (الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما: 3548).

       والدعاء ذريعة إلى النجاة من العدو، وكثرة الرزق، وهو سلاح يكسب به معركة الحياة، وخيري الدنيا والآخرة، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:

       «ألا أدلكم على ما يُنَجِّيكم من عدوكم، ويُدِرُّ لكم أرزاقَكم؟ تدعون الله في ليلكم ونهاركم؛ فإن الدعاء سلاح المؤمن» (جمع الفوائد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: 7699).

       والدعاء يُقْبَلُ من العبد لا مَحَالَةَ إذا لم يكن فيه إثم ولا قطيعة رحم. قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:

       «ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلّا أعطاه اللهُ بها إحدى ثلاث: إمّا أن تُعَجَّل له دعوتُه، وإمّا أن يَدَّخِرها له في الآخرة، وإمّا أن يصرف عنه من السوء مثلَها». قالوا: إذًا نُكْثِر. قال: «الله أَكْثَرُ». (أحمد:11133؛ وأبويعلى عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: 1019).

       وقال –صلى الله عليه وسلم-:

       «ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة، إلّا آتاه اللهُ إيّاها، أو صَرَفَ عنه من السوء مثلها، مالم يَدْعُ بمأثم أو قطيعة رحم» (الترمذي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه: 3573).

       والداعي ربَّه في معيّة الله؛ فلا بدّ أن يثق بربه أنه سيقبل دعاءَه، ويُؤْتِيه ما يسأله؛ لأن من كان الله معه، فلا تضيع أغراضه، ولا تطيش أهدافه، ولا تخيب حاجاته وطلباته.

       قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:

       «إن الله يقول: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني» (الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه: 2388؛ وأحمد عن أنس رضي الله عنه: 7422).

       ولكن الدعاء له آداب وشروط يجب أن يُرَاعِيها الداعي المسلم حتى يكون دعاؤه مستجابًا. منها أن يقتصر على الحلال الطيب من المطاعم والمشارب والملابس. قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:

       «إن الله طيب لايقبل إلّا طيِّبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا﴾. وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ ثم ذَكَرَ الرجلَ يُطِيل السفرَ أشعث أغبر، يمدّ يدَيْه إلى السماء يارَبِّ يا رَبِّ، ومطعمُه حرامٌ، ومشربُه حرامٌ، وملبسُه حرامٌ، وغُذِّيَ بالحرام، فأَنَّىٰ يُسْتَجَاب له» (رواه مسلم: 1015).

       ومنها أن يدعو مستقبل القبلة ويرفع يديه. قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:

       «إن اللهَ حَيِيٌّ كريم يَسْتَحْيِي إذا رَفَعَ الرجلُ إليه يدَيه أن يَرُدَّهما صفرًا خائِبَتين». (الترمذي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه: 3556؛ وأبوداود عنه رضي الله عنه: 1488؛ وابن ماجه أيضًا: 3865؛ والحاكم كذلك: 1831).

       ومنها أن يخفض الصوت بين الجهر والمخافتة، فرُوي عن عائشة – رضي الله عنها – أن المراد من «الصلاة» في قوله تعالى: ﴿وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا﴾ هو الدعاء (تفسير ابن كثير).

       وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:

       «يا أيّها الناس! إنّ الذي تَدْعُون ليس بأَصَمَّ ولا غائبًا» (سنن أبي داود: 1528).

       وقال –صلى الله عليه وسلم-:

       «إن ربكم ليس بأَصَمَّ ولا غائبًا، هو بينكم وبين رؤوس رِحَالِكم» (سنن الترمذي 3461).

       ومنها أن لا يعتدي في الدعاء. ومعنى الاعتداء فيه مثلَ أن يدعو بتعجيل العقوبة، أو بالممتنع عادة أو عقلًا أو شرعًا، أو الدعاء بأمر مفروغ منه، أو بالإثم أو قطيعة الرحم. قال تعالى:

       ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ (الأعراف:55).

       ومنها أن يلازم في الدعاء الخشوعَ والتضَرع، والخفيةَ والرغبةَ والرهبةَ، قال تعالى:

       ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ (الأعراف:55).

       وقال تعالى:

       ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ (الأنبياء:90).

       ومنها أن يُلِحَّ في الدعاء ويكثر منه ويُكَرِّره ثلاثًا؛ فقد قال عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه–: «كان إذا دعا دعا ثلاثًا، وإذا سأل سأل ثلاثًا» (مسلم: 1794).

       وقال –صلى الله عليه وسلم-:

       «إذا سأل أحدكم فليُكْثِرْ؛ فإنما يسأل ربَّه» (ابن حبان في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها: 889).

       وعن الحسن – رحمه الله – أن أبا الدرداء – رضي الله عنه – كان يقول: «جدوا بالدعاء؛ فإنه من يُكْثِرْ قرعَ الباب يوشك أن يُفْتَح له». (جامع معمر بن راشد: 19644).

       ومنها أن يتوب إلى الله توبة نَصُوحًا وأن ينيب إليه تعالى إنابة صادقة؛ فعن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أنه قال: «إني لا أحمل همَّ الإجابة؛ ولكن همَّ الدعاء؛ فإذا أُلْهِمْتُ الدعاءَ فإن الإجابة معه» (ذكره في ظلال القرآن: 1/371).

       وعنه – رضي الله عنه – : «بالورع عمّا حَرَّمَ الله يقبل اللهُ الدعاءَ والتسبيحَ» (جامع العلوم والحكم: 1/107).

       وعن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: «إن الله لا يقبل إلّا الناخلة من الدعاء. إن الله لا يقبل من مُسَمِّع، ولا مُرَاءٍ، ولا لاعب، ولا لاَهٍ، إلّا من دعا ثبتَ القلب» (الأدب المفرد:606).

       وعن حذيفة بن اليمان – رضي اللهُ عنه – قال: «ليَأْتِيَنَّ على الناس زمان لا ينجو فيه إلّا من دعا بدعاء كدعاء الغريق» (مصنف ابن أبي شيبة: 37).

       ومنها أن يوقن لدى الدعاء بالإجابة، فيجزم بالدعاء ويُحْسِنَ ظَنَّه بالله أنه سيقبل كلَّ ما يدعو به بفضله العظيم ورحمته الواسعة؛ فقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:

       «اُدْعُوا الله وأنتم توقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافل لاَهٍ» (الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه:1817).

       وقال –صلى الله عليه وسلم-:

       «إذا دعا أحدكم فلا يَقُلْ: اللّهمّ اغفرلي إن شئتَ؛ ولكن ليعزم المسألةَ ولْيُعَظِّمِ الرغبةَ؛ فإن الله لا يَتَعَاظَمُه شيء أعطاه» (البخاري في الأدب عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:607؛ ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: 6988).

       قال سفيان بن عُيَيْنَةَ: لا يَمْنَعَنَّ أحدَكم من الدعاء ما يعلم من نفسه؛ فإن الله عزَ وجلّ أجاب دعاءَ شر الخلق: إبليسَ لعنه الله: ﴿قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ﴾ (الحجر: 36-37) (اللباب في علوم الكتاب: 3/300).

       هذا، وهناك أحوال مناسبات وأوقات ينبغي أن يغتنمها من يريد أن يدعو الله؛ لأنها تستجاب فيها الأدعية بصفة خاصة، منها مايلي:

  • آخر ساعة من نهار الجمعة، فقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:

«يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة، لا يوجد عبد مسلم يسأل الله شيئًا إلّا آتاه اللهُ إيّاه، فالتمسوها آخرَ الساعة بعد العصر» (رواه أبوداود عن جابر رضي الله عنه: 1050؛ والنسائي عنه رضي الله عنه: 1389؛ والحاكم عنه رضي الله عنه: 1032).

  • عند الأذان، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:

«إذا نادى المنادي، فُتِحَت أبوابُ السماء، واسْتُجِيب الدعاءُ» (أبو يعلى عن أنس رضي الله عنه: 4072).

  • بين الأذان والإقامة، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:

«الدعاء بين الأذان والإقامة مستجاب، فادعو». (أبو يعلى عن أنس رضي الله عنه: 3680؛ ومشكاة المصابيح: 67).

  • عند نزول المطر، فعن سهل بن سعد – رضي الله عنه – عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال:

«عند نزول المطر» (الحاكم في المستدرك عن سهل بن سعد رضي الله عنه: 2534).

  • عند لقاء العدوّ، فعن سهل بن سعد – رضي الله عنه – قال: قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:

       «ثنتان لا تُرَدَّانِ أو قَلَّمَا تُرَدَّانِ: الدعاء عند النداء وعند البأس حين يَلْحِم بعضُهم بعضًا» (المستدرك:712).

  • في السجود، فقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:

«وأَمَّا السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقَمِنٌ أن يُسْتَجَاب لكم» (مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما: 1102).

  • في جوف الليل الآخر، فقد قال النبي-صلى الله عليه وسلم-:

«أَقْرَبُ ما يكون الربُّ من العبد في جوف الليل الآخِرِ؛ فإن استطعتَ أن تكون ممن يذكر اللهَ في تلك الساعة، فكُنْ» (الترمذي عن عمرو بن عَبَسَة رضي الله عنه: 3579؛ والنسائي عنه رضي الله عنه 4439؛ والحاكم عنه رضي الله عنه: 1162).

  • في يوم عرفة، فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال:

«خير الدعاء دعاء يوم عرفة» (الترمذي: 3585).

  • في ليلة الجمعة، فعن ابن عباس – رضي الله عنهما – في حديث طويل، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:

«إذا كان ليلة الجمعة، فإن استطعتَ أن تقوم في ثلث الليل الآخر؛ فإنها ساعة مشهودة، والدعاءُ فيها مستجاب» (الترمذي:357).

  • ولدى قول الإمام: «ولا الضالّين»؛ فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:

       «إذا قال الإمام: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ» فقولوا: آمين؛ فإن الملائكة تقول: آمين، والإمام يقول: آمين، فمن وافق تامينُه تأمينَ الملائكة غُفِرَ له ماتقدم من ذنبه» (مسلم:410).

  • وفي ليلة البراءة، فعن عائشة رضي الله عنها: قالت: قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:

       «إن الله عزّ وجلّ ينزل ليلةَ النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب» (الترمذي: 739).

  • ودبر الصلوات المفروضة. فعن أبي أمامة – رضي الله عنه – قال: سُئِلَ رسولُ الله –صلى الله عليه وسلم-: أيُّ الدعاء أَسْمَعُ؟ قال: جوف الليل الآخر، ودُبُرَ الصلوات المكتوبة» (الترمذي: 3499).
  • وبعد ختم القرآن: عن العرباض بن سارية قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: من صلى صلاة فريضة فله دعوة مستجابة ومن ختم القرآن فله دعوة مستجابة« (الطبراني: 647)
  • وعند شرب ماء زمزم: عن ابن عباس قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ماء زمزم لما شرب له (المستدرك:1739).
  • وعند الإقامة: عن أبي أمامة قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «تفتح أبواب السماء ويستجاب دعاء المسلم عند إقامة الصلاة…» (الطبراني: 7621؛ مصنف ابن أبي شيبة:7).
  • وعند رؤية الكعبة: عن أبي أمامة قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «تفتح أبواب السماء ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن… وعند رؤية الكعبة (السنن الكبرى: 6252).
  • وعند الملتزم: عن ابن عباس كان يقول: ما بين الركن والباب يدعى الملتزم ولا يلتزم ما بينهما أحد يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه» (السنن الكبرى: 9547).
  • وثبت في الحديث أنه يُسْتَجَابُ الدعاءُ في الأمكنة الآتية.
  • تحت ميزاب الكعبة
  • وداخل الكعبة
  • وعند بئر زمزم
  • وعلى الصفا والمروة
  • وفي المسعى
  • و وراء مقام إبراهيم
  • وفي المزدلفة
  • وفي منى
  • وعند الجمرات الثلاث
  • وعند المواجهة الشريفة من قبر الرسول –صلى الله عليه وسلم- كما صَرَّح بذلك الإمام الجزري.

       هذا، وهناك أناس يقبل دعاؤهم أكثر من غيرهم، وهم:

       1- المضطر: كما في حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة (البخاري:2272).

       2- والمظلوم، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:

       «دعوةُ  المظلوم مستجابةٌ، وإن كان فاجرًا، ففجوره على نفسه» (مسند أحمد:8795).

       3- ودعاء الوالد لأولاده، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:

       «ثلاثُ دعواتٍ مستجاباتٌ لاشك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده» (الترمذي: 3447؛ وأبوداود: 1536؛ وابن ماجه: 3862؛ والبزار: 3139).

       4- دعوة الإمام (السلطان) العادل، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:

       «ثلاثٌ لا يُرَدُّ دعوتُهم: الإمام العادل، والصائم حين يفطر، ودعوة المظلوم» (الترمذي: 2526؛ وابن حبان: 3428).

       5- دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب، فعن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قال: قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:

       «إن دعوة المسلم مستجابة لأخيه بظهر الغيب، عند رأسه مَلَكٌ مُوَكَّل، كلّما دعا لأخيه بخير، قال: آمين ولك بمثلٍ» (مسلم: 2732؛ وأبوداود: 1534).

(تحريرًا في الساعة الرابعة من مساء يوم الخميس: 23/جمادى الآخرة 1438هـ  الموافق 23/مارس 2017م)

نور عالم خليل الأميني

nooralamamini@gmail.com

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، رمضان – شوال 1438 هـ = يونيو – يوليو 2017م ، العدد : 9-10 ، السنة : 41

Related Posts