الأدب الإسلامي
شاعر طيبة: محمد ضياء الدين الصابوني رحمه الله
والهفتاهُ عليك يا رمضان
كيف السُّلُوّ وقلبُنا أشجان؟
للهِ ما أقسىٰ الفراق فإنّه
حزنٌ دفينٌ للأسىٰ مِرنان!
كمْ في رحابكَ بَهْجةٌ وسكينةٌ
كم في رياضكَ متعةٌ وأمان!
وأسرعَ الأيامَ تمضي ومْضة
كالحلْمِ يلمحُ طيفَه وسنان!
فقلوبُنا يومَ الوداعِ مجامرٌ
والدمعُ ملءُ جفوننا هتَّان
يومُ الوداعِ ويالهُ من موقفٍ
يُدمي القلوبَ، يَهزُّها الإيمان!
كل يُودِّعهُ بقلبٍ ثائرٍ
متفجِّرٍ فكأنّه البركان
أسفاً عليكَ تركْتَنا في حَيْرةٍ
أنت الهُدىٰ والنُورُ والفرقان
تتلألأ الأنوار في لَيْلاتِه
ويَفيضُ فيها الخيرُ والإحسان
كلُّ المساجدِ تَزْدهي بجمالِهِ
ويُضيئُها الإيمانُ والرضوان
خَلَّفْتَنا في حَسْرةٍ ومتاهةٍ
قد عاودَتْنا بَعْدَكَ الأحزان
ما أسعدَ الصُّوَّامَ فيه كأنّهم
في جنةٍ، وبابُها الريَّان!
لو يعلمُ الإنسانُ ما ثمراتُه
لرجَا اللياليَ كلُّها رمضان
بُعدًا لِـمَنْ قَدْ جاءَهُ رمضانُ لمْ
يَشْمَلْه عفوُ اللهِ والغفران
أسفاً عليكَ فكم أثرتَ شجونَنا
فحياتنا بعدَ النوىٰ أشجان
أسفاً علىٰ أيَّامكَ الحسْنٰى التي
مرَّتْ ولم يَنْعمْ بها الوجدان
(رمضانُ) يا شهر القرآنِ تحيةً
هذِي ليَاليكَ الحِسانُ حسان
* * *
* *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، ذوالحجة 1434 هـ = أكتوبر – نوفمبر 2013م ، العدد : 12 ، السنة : 37