دراسات إسلامية
بقلم: الأستاذ/ سيد محبوب الرضوي الديوبندي رحمه الله
(المتوفى 1399هـ / 1979م)
ترجمة وتعليق: الأستاذ محمد عارف جميل القاسمي المباركفوري(*)
زمن تعليقاته على صحيح البخاري:
قام الإمام النانوتوي بتعليقاتٍ قيمةٍ على «صحيح البخاري» كما سبق، ويبدو- من خلال سرد الشيخ محمد يعقوب النانوتوي قصته – أن الإمام النانوتوي قد أنهى دراسته قبل عام 1276هـ/1851م، ثم قضى نحواً من سنةٍ في بيت الشيخ يعقوب، ثم غادر الشيخ يعقوب «دهلي» في أواخر عام 1268هـ/1852م إلى «أجمير» فتنقل الإمام إلى أماكن وقضى بها مدة من الزمان، حيث أسند إليه التعليق والتحشية على «صحيح البخاري» حينئذٍ.
أضف إلى ذلك أنه من المعلوم يقيناً أن الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي – زميل الإمام النانوتوي في الدراسة – مكث في «دهلي» أربع سنوات، وأنهى بها دراسته عام 1265هـ/1848م وعاد إلى بلده(1). وربما كان الإمام النانوتوي قد تخرج في العام نفسه (1265هـ) وبهذا يكون قد أنهى دراسته النظامية وهو ابن سبع عشرة سنة.
وطبعة «صحيح البخاري» التي أصدرتها «مطبعة مجتبائي» بـ«دهلي» عام 1322هـ/1904م تنتهي بنص فارسي معناه: «وفي عام 1270هـ/1853م أمر بنشر ه وطبعه، ثم تولى أولاده – الذين هم على حظ وافر من العلوم النقلية و العقلية، والأخلاق المحمدية بنشره وطبعه عام 1284هـ/1867م ثم في عام 1308هـ/ 1890م».
وصرح كتاب «حياة شبلي» بأن أول ما نشر وطبع صحيح البخاري عام 1267هـ/1850م حيث يقول: «ومن أهم خدمات الشيخ السهارن فوري أنه بذل جهوداً مضنيةً في تصحيح نصوص مخطوطات الحديث الشريف وتحقيقها وطبعها ونشرها، ففي عام 1265هـ /1848م طبع جامع الترمذي، وفي عام 1267هـ /1850م صحيح البخاري. ويقول العلامة «شبلي»(2): قد أنفق شيخنا رحمه الله عشرين عاما ً في تصحيح نصوص صحيح البخاري، والتعليق عليه(3).
والذي أرى أن سنة طباعة صحيح البخاري التي ينص عليها إصدار «مكتبة مجتبائي»(4) أقرب إلى الصحة. وقد جاء في نهاية صحيح البخاري ما يستخر ج منه تاريخ طبعه حيث قال: و هذه مادة تاريخ ختم الطبع استخرجها المولوي محمدعمر بن المولوي أحمد سعيد المجددي: قد طبع أصح كتب بعد كتاب الله:1270هـ
و هذه التفاصيل التي سردناها تقضي بأن تحقيق نصوص الأجزاء الخمسة أو الستة لصحيح البخاري والتعليق عليها إنما قام به الإمام النانوتوي عام 1269هـ /1852م.
ولايخفى أن الإمام النانوتوي من مواليد عام 1248هـ/1832م، إذاً كان لا يتجاوز عمره – حين قيامه بعمل التصحيح والتعليق هذا – واحداً وعشرين عاماً. ولم يقطع الشيخ مناظر أحسن الكيلاني بشيء في ذلك، وإنما قال: «الأغلب أنه كان لا يتجاوز اثنين وعشرين أو ثلاثة وعشرين عاماً من عمره»(5).
وليس غريباً أن يكون إسناد تصحيح نصوص صحيح البخاري والتعليق عليه – ذلك العمل العلمي العظيم – إلى شابٍ حديث السن مبعثَ عجبٍ وحيرةٍ لأولئك الذين خفي عليهم مكانةُ الإمام النانوتوي العلمية وعبقريتهُ، إلا أن الشيخ أحمد علي السهارن فوري قد تفطن – بفراسته و ذكائه – لما كان يتصف به تلميذه من الذكاء المفرط، والذهن الوقاد، والتضلع من العلوم.
منهجه في تدريس الحديث الشريف:
و لعب الإمام النانوتوي دوراً عظيماً في الرقي بما كان يمتاز به جامعة دارالعلوم/ديوبند من منهج إثبات مذهب الحنفية وترجيحه، وأسلوب العرض والتنقيح والشرح مما يتبعه معظم المدارس العربية في طول البلاد وعرضها في تدريس مادة الحديث. فقد كانوا يكتفون في تدريس الحديث بنقل الحديث إلى اللغة المحلية، وسرد المذاهب الفقهية الأربعة حتى منتصف القرن الثالث الهجري، و لكن قامت جماعة أهل الحديث في الهند بتسديد السهام اللواذع إلى الأحناف بأن مذهبهم لايوافق السنة النبوية فاهتم الشاه محمد إسحاق وطائفة من تلامذته بإثبات المذهب الحنفي و ترجيحه، وحذا حذوهم الإمام النانوتوي وشيخ الهند محمود حسن الديوبندي في دارالعلوم بديوبند، ونفخوا الروح في هذا الأسلوب التدريسي، وبلغوا به ذروةَ الكمال؛ فلا تجد مدرسةً من مدارس الحديث – اليوم – إلا وتتبع هذا المنهج التدريسي لمادة الحديث.
وكان من الصعوبة بمكان الاستفادة من دروس الإمام النانوتوي والاستقاء من منهله إلا لمن أوتي حظاً كبيراً من الذكاء والفهم والقدرة، بالإضافة إلى دراسة مسبقة واعية متأنية للكتاب. و لك أن تدرك – بصورة إجمالية – ما كان يتمتع به الإمام النانوتوي من الفهم وقوة الذاكرة، وبعد النظر، وعمق التفكير، وقوة الاستدلال من خلال دراسة كتبه وتأليفاته القيمة. وكان رحمه الله يقول: «إن أحكام الكتاب والسنة بأسرها توافق العقل مئة في المئة، إلا أنه لا يصل إليه عقول الناس جميعاً». ويقول الطبيب منصور علي خان المراد آبادي – أحد كبار تلامذته-(6)- وهو يتحدث في كتابه الماتع «مذهب منصور» عن خصائص دروس الإمام النانوتوي وميزاتها-: «والحق أن أساطين العلم والكمال كانوا يأخذهم العجب كل مأخذ، ويقطعون أيديهم حين كان الشيخ النانوتوي يستدل في مسألة عويصة صعبة على خلاف ما ذهب إليه جماهير العلماء. فتجد حكماً من أحكام الشرع لا يعضده دليل شرعي في بادي الأمر؛ فإذا تحدث عنه الشيخ وشرحه وكشفه وجدتَه يوافق- أيَّ موافقة – للعقل. وعجز كبار أهل العلم والفضل أن يردّوا الأدلة التي يقدمها الشيخ النانوتوي»(7).
ويقول شيخ الهند رحمه الله – في «أرواح ثلاثة»: «كنت أطالع مؤلفات الشاه ولي الله الدهلوي ثم أحضر دروس الإمام النانوتوي، وأسأله عما دقَّ وصعب في كتب الشاه ولي الله، فكان الإمام النانوتوي يبدأ بالرد الذي انتهى به الشاه ولي الله الدهلوي. وقد جربته مراراً»(8).
وقام الإمام النانوتوي بإلقاء دروس في الأقليدس في مسجد «تشته»(9) في بداية نشأة جامعة دارالعلوم، فكان يخط أشكال الأقليدس بأنامله على الأرض دون استعانة بالآلات حين يحتاج إلى تلقين شكل من أشكاله التي يصعب على الطلاب فهمها واستيعابها، في حين أن الإمام النانوتوي لم يكن قد تلقى علوم الرياضي والأقليدس في دراسته المنهجية بإشراف أستاذ من الأساتذة، وإنما طالعهما ودرسهما بنفسه. و كان يلقي دروسه في الغالب داخل دائرة المطابع التي يعمل فيها، يحضرها خاصة الناس دون عامة الطلبة والراغبين. وقد تخرج عليه جماعة من مشاهير و جبال العلم و المعرفة يعز مثيلها في أعقاب الشاه عبد الغني الدهلوي – أمثال شيخ الهند محمود حسن الديوبندي، والشيخ أحمد حسن الأمروهوي(10)، والشيخ فخر الحسن الكنكوهي(11) ثم اخترع نظاماً لنشر العلوم الدينية متثملاً في جامعة دارالعلوم/ ديوبند، تلك الجامعة التي تعتبر أكبر مركز ديني في آسيا لما تحمله من خصائص وميزات متنوعة.
وإن تدريس الإمام النانوتوي وتلقينه كان يتصف ببعض الخصائص البالغة التي هي من الأهمية بمكان، من أهمها: أنه لم يتكسب بتدريسه وتعليمه حيناً، وإنما حمله عوزه وفقره على أن يتوظف بعض الوظائف التي يستقطر بها عيشه، وهي وظيفة تصحيح الكتب، دون وظيفة التعليم والتدريس، ثم كان موقفه من الرواتب على عكس موقف عامة الموظفين، فقد كان يصرُّ على أن ينتقص من راتبه، لا أن يطالب برفعه وزيادته، وقد رُزِقَ القناعة والرضا بأدنى راتبٍ يشق على المرء قضاء حياته به، وتلبية متطلباتها. فلم يرض بقبول راتبٍ يتجاوز عشر روبيات هندية. وقد أتته أعلى المناصب منقادة تجرر أذيالها – مما يمكن أن يصل إليه هندي في عصره – بإشارة أو غمضة عين منه كما يقول الشيخ محمد يعقوب رحمه الله، فقد فاز زملاؤه في الدراسة ممن كانوا أقل منه علماً، و أدنى منه درجة في المعرفة والكمال، فازوا بالوظائف العليا الرسمية في مصلحة التعليم في عصره؛ إلا أن الإمام أبى أن يدخل وظيفة في مصلحة التعليم، ويقبلها. وكان والده يملك بعض الإقطاعات التافهة، آملاً أن ينال ولده محمد قاسم النانوتوي – بعد ما يتخرج ويصبح عالماً – خدمةً من الخدمات، تدر عليه راتباً طيباً يعيش به حياته. وحين شاهد والده أصحاب الإمام النانوتوي، وزملاءه في الدراسة قد نالوا الوظائف المرموقة التي يسيل لها اللعاب بينما لم يقبل ولده شيئًا منها، غلبه الهم والأسى، فاشتكى إلى الشيخ الحاج إمداد الله – رحمه الله – قائلا: «إنه وحيد أبنائي، و قد عقدت فيه آمالاً بعيدةً، و رجوت أن يكسب لنا العيش، ويدفع عنا الأذى، والضيق الذي نكابده، وليت شعري ما ذا فعلتَ به حتى أصبح يأبى دخول الخدمات والوظائف». فسكت الشيخ حين سمع ذلك، ثم أرسل إليه – فيما بعد – يقول له: إنك تشتكي الضيق والضنك، و سيرزقه الله تعالى – بدون وظيفةٍ وخدمةٍ – رزقاً يغنيه عن الوظائف، ويفتخر بخدمته أصحاب الخدمات المرموقة»(12).
وما نشهده اليوم من منهج لتدريس العلوم الدينية، ومدارس عربية ناشطة في هذا الميدان، و توزيع دراسته على فصول وسنوات دراسية وغير ذلك، لم يكن عليه سلف هذه الأمة. فقد كان أهل العلم يقعدون في بيوتهم أو في المساجد يعلمون الناس الدين والعلم احتساباً، ولا يتقاضون عليه أجراً، ويكسبون عيشهم بالأعمال التجارية التي كانوا يمارسونها بجانب عملهم التعليمي، أو ينكبُّون على التدريس والتعليم متوكلين على الله تعالى. وكثيراً ما كانت الحكومات تفرض رواتب مالية لابأس بها، لمن يشتغل بالتعليم والتدريس متوكلاً على الله، دون أن يكتسب عيشه بالأعمال التجارية. وقد عض النانوتوي بالنواجذ على هذه الثروة الثمينة التي ورثها عن السلف بالهمة البعيدة والثبات وغنى القلب في أوضاع غير مواتية تماماً مما لا يصلح إلا له. و كان الشيخ الحاج إمداد الله (1233- 1317هـ /1817-1899م)(13) يقول: «كان يكون في قديم الزمان أمثاله، أما اليوم فقد عجز الزمان أن يأتي بمثله منذ مدة طويلة»(14).
وعمل النانوتوي – بعد ما تخرج في العلوم الدينية – في «مطبعة أحمدي» مصححاً لنصوص الكتاب، ليكسب به العيش، واستمر على ذلك حتى آخر حياته. و بجانب عمله في تصحيح الكتب كان يلقي الدروس العلمية على الراغبين. فدرس «المثنوي» لمولانا الروم(15)، و غيره من الكتب بجانب الصحاح الستة الحديثية. إلا أن هذه الدروس كانت تُلقى – لا في مدرسةٍ – بل في داخل المطابع التي يشتغل فيها مصححاً، أو في مسجد أو في بيت من البيوتات؛ حيث يحضر خاصة من تلاميذه و أصحابه.
* * *
الهوامش:
(1) تذكرة الرشيد 1/35.
(2) العلامة شبلي بن حبيب الله البندولي (1274- 1332هـ/ 1857- 1913م): فريد هذا الزمان المتفق على جلالته في العلم و الشأن، من مواليد قرية «بندول» من أعمال «أعظم كره» شرقي البلاد. وقرأ على مولانا فاروق بن علي العباسي الجرياكوتي، و الشيخ إرشاد حسين العمري الرامبوري، ثم توجه إلى «لاهور»، وأخذ الفنون الأدبية عن الشيخ فيض الحسن السهارنبوري، وقرأ الحديث على الشيخ أحمد علي بن لطف الله السهانبوري، حتى فاق أقرانه في الإنشاء والشعر والأدب والتاريخ و كثير من العلوم و الفنون ، ولي التدريس بمدرسة العلوم في «علي كره»، فصحب الأساتذة الغربيين وأدار معهم كؤوس المذاكرة. له كتب في سيرة «المأمون» العباسي و«سيرة النعمان» في سيرة الإمام أبي حنيفة و «الجزية» و«حقوق الذميين» كلها تلقيت بالقبول، وحصلت له شهرة عظيمة في بلاد الهند،وسافر إلى بلاد الروم والشام ومصر ولقي رجال العلم والدولة، وأعطاه السلطان عبد الحميد العثماني النيشان من الطبقة الرابعة، ولما رجع إلى الهند لقبته الدولة الإنكليزية «شمس العلماء». وكان عضواً من الأعضاء البارزين لندوة العلماء، بـ«لكناؤ»، واشتغل بنظارتها مدة ثمانية أعوام. للاستزادة من أخباره وأعماله العلمية راجع: نزهة الخواطر2 /2995. (المترجم)
(3) حياة شبلي ص 85 ط: الثانية، دار المصنفين، أعظم كره، الهند.
(4) «مطبعة مجتبائي» من المطابع المشهورة في الهند، أنشأها – أولاً – المنشئ ممتاز علي في «ميروت»، وإليها انتسب الإمام النانوتوي – محققاً للنصوص – بعد ما قُضِيَ على مطبعة «أحمدي» في «دهلي» ثورة عام 1857م/1274هـ العارمة ثم سافر المنشئ المذكور عام 1285هـ /1868م إلى الحرمين حاجاً، فتملكها الشيخ عبد الهادي (المتوفى عام 1332هـ/ 1914م. فقام الشيخ بإعادة طبع المصحف الذي طبعه المنشئ ممتاز علي، بالإضافة إلى ملفوظات «الشاه عبد العزيز» و«ميزان البلاغة» له وغيرهما من الكتب، ثم خلفه نجله الشيخ القاضي بشير الدين (المتوفى 1949م/ 1364هـ) في إدارة المطبعة، وأصدر كتباً نافعة، منها «تذكرة عزيزية»، وغيره. ثم أغلقت المطبعة في أعقاب تقسيم البلاد.
ثم عاد المنشئ ممتاز علي من الحج في عام 1286هـ/1869م، فأنشأ- من جديد- «مطبعة مجتبائي»، بـ«دهلي» دون «ميروت»، و هاجر المنشئ ممتاز عام 1304هـ /1886م إلى مكة المكرمة، وباع مطبعته الشيخَ عبد الأحد بخمس مئة روبية هندية. وفي أعقاب وفاة الشيخ عبد الأحد عام 1920هـ /1339م تقاسم أبناؤه «مطبعة مجتبائي» فيما بينهم، ولفظت المطبعة نفسَها الأخيرَ حين غادر أعضاء هذه العائلة إلى باكستان، واستوطنتها. وكان مقر هذه المطبعة في حي”چوڑی والان” بالقرب من الجامع المعروف بـ«دهلي».
ورفع الشيخ عبد الأحد مستوى – مطبعة مجتبائي- كثيراً، فكانت تلاقي الكتب الصادرۃ عن هذه المطبعة ترحاباً وتقديراً كبيرين، وكان الناس يحرصون على اقتناع وتوفير إصدارات مطبعة «مجتبائي».
ولعبت مطبعة «مجتبائي» دوراً ملموساً في إصدار الآلاف المؤلفة من المصادر العربية والأردية والفارسية بما فيه معظم كتب المنهج الدراسي النظامي. وخلاصة القول إن هذه المطبعة قامت بخدمة جليلة للعلوم والفنون الدينية.
وقيضت – مطبعة «مجتبائي» علماء ماهرين ثقات لعمل التأليف والتعليق والتحشية من أبرزهم: الشيخ محمد أحسن النانوتوي، و الشيخ محمد منير النانوتوي، والشيخ نظام الدين الكيرانوي، والشيخ خليل الرحمان البرهان فوري، والشيخ محمد إسحاق والشيخ محمد بيغ.
وقال يوسف البخاري الدهلوي: «لئن كانت هناك مطبعة نالت شهرة خالدة – بعد مطبعة «نول كشور» بـ«لكناؤ»- فإنما هي مطبعة «مجتبائي» بـ«دهلي». قامت بطبع عشرات الإصدارات ومئات الآلاف من النسخ تخص مئات من العلوم الدينية والأدبية والتاريخية. ذلك العمل العظيم الذي أثرى مكتباتنا اليوم بالمصادر في مختلف العلوم والفنون. راجع: ترجمة الشيخ محمد أحسن النانوتوي ص 161، وسوانح قاسمي، وكتاب«يہ دہلی ہے»- أي هذه «دهلي» – لصاحبه يوسف البخاري الدهلوي ص 103.(سيد محبوب الرضوي)
(5) سوانح قاسمي 1/351، ط: مطبعة نيشنل – المطبعة الوطنية – ديوبند.
(6) هوالشيخ العالم الفقيه منصور علي بن المولوي حسن علي خان بن المولوي عبد الله خان بن المولوي أمان الله خان الحنفي المراد آبادي (…-1337هـ/…- 1918م): أحد العلماء المشهورين في بلاد الهند، قرأ العلم على العلامة محمد قاسم الحنفي النانوتوي، ولازمه مدةً من الزمان، ثم أخذ الحديث عن الشيخ أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري، وصحبه زماناً، ثم سافر إلى بلاد الدكن، و ولي التدريس في المدرسة الطبية بــ«حيدر آباد»، فدرس بها مدةً طويلةً، وأحِيل إلى المعاش، فسافر إلى مكة المباركة وتوطن وتوفي بها.
له: «مذهب منصور» في جزأين، و«الفتح المبين»، و«معيار الأدوية». نزهة الخواطر2/3361(المترجم)
(7) مذهب منصور2/178.
(8) أرواح ثلاثة قصة رقم /34.
(9) مسجد أثري في الحرم الجامعي، حيث بدأت مدرسة صغيرة نشاطاتها تحت ظل شجرة رمانٍ، بمدرسٍ واحدٍ اسمه ملا محمود، و تلميذٍ واحدٍ اسمه محمود حسن الديوبندي – رحمهما الله – لتتحول إلى جامعة عريقة مباركة تؤتي أكلها بإذن ربها على مر الدهور و تعاقب العصورعرف بـ«الجامعة الإسلامية دارالعلوم ديوبند» /الهند. (المترجم)
(10) الشيخ العالم الفقيه أحمد بن حسن الحسيني الأمروهوي (1267-1330هـ/1850- 1911م): أحد العلماء المشهورين بسعة التقرير و التبحر في الكلام، ولد ونشأ ببلدة «أمروهه»، واشتغل بالعلم أياماً في بلدته، ثم سافر إلى «ديو بند»، ولازم الإمام قاسم بن أسد علي النانوتوي وأخذ عنه، وأخذ عن غيره من العلماء أيضاً، وفاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون، ثم أسند الحديث عن الشيخ أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري وغيره، وسافر إلى الحجاز فحج و زار، ثم ولي التدريس في المدرسة العربية ببلدة «أمروهه». و كان حسن الصورة، حلو الكلام، مليح الشمائل، قوي العمل، كثير الدرس والإفادة «نزهة الخواطر»2/2834(المترجم)
(11) هو العالم الصالح فخر الحسن بن عبد الرحمن الحنفي الكنكوهي (…- 1315هـ/ … – 1897م) أحد العلماء المشهورين ممن اشتغل بالعلم وتميز، وكتب، واشتهر بالفضل والكمال، من تلامذة الشيخ محمد قاسم النانوتوي وأصدقائه وملازميه في الظعن و الإقامة، أخذ الصناعة الطبية عن الحكيم محمود بن صادق الشريفي الدهلوي، واشتغل بمداواة الناس في آخر عمره بـ«كانبور»، وقرأ الحديث على الشيخ العلامة رشيد أحمد الكنكوهي. وكان حسن الشكل ضخماً ظريفاً بشوشاً، حلو اللفظ والمحاضرة، موصوفاً بالصدق والصفاء، صاحب شجاعةٍ، متصلباً في المذهب، ذا نجدة وجرأة، يصرف أوقاته كثيراً في المناظرة مع الهنود والنصارى، ويتلذذ بذكرها وفكرها. له تعليقات بسيطة على «سنن أبي داود» سماها بـ«التعليق المحمود»، وحاشية على «تلخيص المفتاح»، وحاشية مختصرة على «سنن ابن ماجه». توفي بـ«كانبور». نزهة الخواطر2/3207. (المترجم)
(12) الإمام محمد قاسم النانوتوي كما رأيته ص 63.
(13) الشيخ الأجل: إمداد الله بن محمد أمين العمري التهانوي المهاجر إلى مكة المكرمة (1233- 1317هـ /1817-1899م): ولي سالك عارف، اتفقوا على الثناء عليه والتعظيم له. ولد بـ«نانوته»، وأخذ عن الشيخ قلندر بخش، والشيخ نصيرالدين الشافعي والشيخ نور محمد الجهنجهانوي. وفتح الله سبحانه عليه أبواب المعرفة، وجعله من العلماء الراسخين في العلم، فتصدر للإرشاد والتلقين. و قاد الثورة على الاستعمار الإنجليزي الغاشم، وفي أعقاب فشلها هاجر إلى مكة المكرمة،وعاش أياماً طويلة في عسرٍشديد و فقر وفاقة، شأن الأولياء المتقدمين، وهو صابر محتسب، راضٍ بما قسم الله له من الحال، حتى جاء الله بالفرج، وجاءته الدنيا راغمة، واشتغل بالمجاهدات والعبادات متوجهاً إلى الله بقلبه وقالبه، دائم الذكر والمراقبة، فائض القلب والباطن بالعلوم والأنوار مع هضم للنفس واطراح على عتبة العبودية، وتواضع للعباد، وعلو همة وشهامة نفس، وإجلال للعلم والعلماء، وتعظيمٍ للشريعة والسنة السنية، حتى غرس الله حبه في قلوب عباده، وانتفع به خلائق لايحصون: أجلهم الشيخ محمد قاسم والشيخ رشيد أحمد ومولانا يعقوب، وحكيم الأمة أشرف علي، وكلهم صاروا شيوخاً، وانتفع بهم خلق كثير. توفي بمكة المباركة، فدفن بالمعلاة. لللاستزادة من ترجمته راجع: نزهة الخواطر2/2874(المترجم)
(14) راجع: «ضياء القلوب» للشيخ إمداد الله ص2 نقلاً عن مشاهير علماء ديوبند للحافظ فيوض الرحمن 1/556، ط: لاهور.
(15) هو محمد بن محمد بن الحسين بن أحمد البلخي الرومي، جلال الدين(604 -672 هـ/1207 – 1273م): عالم بفقه الحنفية و الخلاف وأنواع العلوم، ثم متصوف (ترك الدنيا والتصنيف) كما يقول مؤرخو العرب. وهو صاحب (المثنوي) المشهور بالفارسية، وصاحب الطريقة (المولوية) المنسوبة إلى (مولانا) جلال الدين. ولد في بلخ (بفارس) وانتقل مع أبيه إلى بغداد في الرابعة من عمره، فترعرع بها في المدرسة المستنصرية حيث نزل أبوه. ولم تطُل إقامته فإن أباه قام برحلة واسعة ومكث في بعض البلدان مدداً طويلة، وهو معه، ثم استقر في «قونية» سنة 623 هـ. وعرف جلال الدين بالبراعة في الفقه وغيره من العلوم الاسلامية، فتولى التدريس بقونية في أربع مدارس، بعد وفاة أبيه (سنة 628) ثم ترك التدريس والتصنيف والدنيا وتصوف (سنة 642) أو حولها، فشغل بالرياضة وسماع الموسيقى ونظم الاشعار وإنشادها. ونظم كتابه (المثنوي – ط) بالفارسية (وقد ترجم إلى التركية. الأعلام للزركلي 7/30(المترجم)
* * *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، ربيع الأول 1434 هـ = يناير ، فبراير 2013م ، العدد : 3 ، السنة : 37
(*) المدرس بالجامعة Email: almubarakpuri@gmail.com