إلى رحمة الله
بقلم: رئيس التحرير
في نحو الساعة الرابعة من يوم الثلاثاء: 19/ربيع الثاني 1433هـ الموافق 13/مارس 2012م انتقل إلى رحمة الله تعالى الناشط الكبير في مجال الخدمة الاجتماعية والسياسيّة والمنقطع طَوَالَ حياته إلى خدمة أمته و وطنه الشيخُ «حافظ محمد صديق» المراد آبادي عن عمر يناهز 74 عاماً بالقياس إلى الأعوام الميلادية، و 76 سنة بالنسبة إلى السنوات الهجرية؛ حيث كان من مواليد عام 1357هـ/1938م. رحمه الله وأدخله فسيح جناته.
وقد أبدى المجتمع الإسلاميّ الهندي عموماً، ومجتمعُ المسلمين في ولاية «أترابراديش» خصوصاً غايةَ الأسف على وفاته رحمه الله، فما عُرِفَ شخصٌ يتحرك في مجال السياسة والخدمة الاجتماعيّة يرتقي إلى مستواه في البساطة في المأكل والملبس، وإنكار الذات، وتبنّي التواضع كمذهب مُتَّبَع لايجوز الانحرافُ عنه بحال من الأحوال.
ومن أجل توفّره على خدمة أبناء المجتمع على اختلاف الديانات كان يحبّه المسلمون و غيرُ المسلمين على السواء، فما إن انتشر نعيُه في المدينة حتى هُرِعَ إلى بيته زحامٌ كبيرٌ من كلّ شرائح المجتمع في المدينة، يُعَزِّي أبناءَه وأهلَه في هذا المصاب الكبير الذي ظنّ الكلُّ أنّه وَقَعَ في بيته وفي أسرته.
ظلّ الشيخ يتمتع بصحة لا بأس بها باستثناء عوارض الشيخوخة والتداعيات التي يُؤَدِّي إليها تقدمُ السنّ؛ لأنه ظلّ عبر حياته كثير التحرك والعمل، إلى جانب إقلاله من الطعام، وكونه نحيف الجسم، طويل القامة، معروق اللحم؛ ولكنّه في صباح الثلاثاء: 19/ ربيع الثاني = 13/مارس أدخل مستشفى محليًّا معروفاً بـ«سائين أسبتال» لأنه كان يشكو نزلة عاديّة لاتشكل أيَّ خطر للمصاب بها؛ لكنه خلال وجوده بالمستشفى شَعَرَ بألم في قلبه، وتَوَفَّر الأطباء على علاجه؛ ولكنّ أجلَه المُقَدَّر قد حان، فلَفَظَ أنفاسَه الأخيرة في نحو الرابعة مساءً.
وقد أقيمت الصلاةُ عليه في الساعة التاسعة والنصف من صباح الأربعاء: 20/ربيع الثاني = 14/مارس، وحضرها آلاف من المسلمين، وأمّها فضيلة الشيخ السيد أرشد المدني أحد مشيخة الحديث الشريف بالجامعة الإسلامية دارالعلوم/ ديوبند، ودُفِنَ بمقبرة ملاصقة لمسجد «حوض والي» بحي «لال باغ» بالمدينة تضمّ قبورَ أعضاء عائلته.
وفي الليلة المتخللة بين الأربعاء والخميس: 20-21/ربيع الثاني 1433هـ الموافق 14-15/مارس 2012م عُقِدَت حفلةُ تعزية في المسجد المدني بدارالطلبة للجامعة القاسمية بحي «لال باغ» حَضَرَها طلابُ علوم الدين ونخبُ المدينة والعلماءُ ومُحِبُّو الفقيد وأعضاءٌ من أسرته، تَحَدَّثَ فيها عددٌ من العلماء ومُحِبِّيه عن ما يتصف به من الأخلاق الجميلة والصفات الحميدة وما قام به من الخدمات نحو أمته وشعبه و وطنه ودينه في هذه البلاد التي تَعَقَّدَ فيها العيشُ الكريمُ الآمِنُ بالنسبة إلى الشعب المسلم لأسباب يطول ذكرها.
لم يكن الشيخ «حافظ محمد صديق» بن «حافظ محمد إبراهيم» ابن الحاج محمد إسماعيل رحمه الله عالماً كبيراً، ولا مثقفاً كبيراً بالثقافة العصريّة، وإنّما أتمّ حفظ القرآن الكريم في مؤسسة تعليميّة بالمدينة كانت معروفة باسم «فلاح دارين إسكول» كانت تجري فيها حلقة لتحفيظ القرآن الكريم، حَفِظَ فيها القرآن على الحافظ عبد الغفور شمسي، وذَاكَرَه – القرآن الكريم – أكثر من مرة على الحافظ «سلامت جان» الذي كان مدرس التحفيظ في قسم التحفيظ بالجامعة القاسمية بالمدينة – إحدى المدارس الكبرى العريقة بشبه القارة الهندية – وقد شُغِفَ حبًّا بالقرآن الكريم وحرصاً على تلاوته وعلى إتقان حفظه وإنهائه كلَّ سنة في صلاة التراويح حتى جعل الله العليم الحكيم كلمةَ «حافظ» جزءًا لعَلَمه، فلو دعاه أحد باسم «محمد صديق»لما تطرق الأذهان إلى شخصه هو. ثم تثقف بالثقافة العصرية إلى المرحلة الثانوية، واجتاز امتحانَها النهائي في كلية اسمها «مسلم هيوت إنتر كالج» ثم شغلته الأعمال العائليّة والظروف البيتية، فلم يتمكن من الاستمرار في طريق الدراسة العالية.
وقد عُرِفَت عائلته بالمساهة في الخدمة السياسية إلى جانب المساهمة الفعالة في الأعمال الخيرية والاجتماعيّة والنشاطات الدينية والدعوية، فقد كان جدّه من أبيه الحاج محمد إسماعيل من الأعضاء النشيطين في جماعة الدعوة والتبليغ بالمدينة، وكان والده الحافظ محمد إبراهيم شغل منصب عميد لبلدية المدينة، وشغل عمّه الحاج محمد إسحاق عميدًا مساعدًا للبلدية لمدة من الزمان.
إن الشيخ «حافظ محمد صديق» رحمه الله منذ أن ترك الدراسةَ نَشِطَ في مجال الخدمات الاجتماعيّة والسياسيّة والخيرية والدعوية، رغم أنّه كان بطبيعته هادئاً، ليّنَ الجانب، حليمَ الأخلاق، بعيدًا عن السمعة الكاذبة، زاهدًا في الشهرة الزائفة، بسيطاً في التعامل مع كل أعضاء المجتمع. وخاض غُمارَ السياسة أول مرة عام 1964م/1384هـ عند سَاهَمَ في انتخابات عضويّة المجلس الإقليميّ لولاية «أترابراديش» بالهند، ثم خاض انتخاباتِ عضويّة المجلس الإقليميّ من دائرة «مراد آباد» ونجح فيها مُرَشَّحاً من حزب المؤتمر وعُيِّنَ وزيرًا إقليميًّا لمدة خمس سنوات. وذلك في الفترة ما بين 1980 و 1984م/1400 و 1404هـ. ومن هذه الدائرة انْتُخِبَ عضواً للبرلمان الهندي في الفترة ما بين 1985 و 1990م/1405 و 1410هـ. وكان لحرصه على خدمة أبناء المجتمع دون تفريق بين الدين والمذهب يعدّونه سندًا لهم لدى كل مُلِمَّة، وكانوا يستندون إليه فيما يهمّهم من المشكلات، وكان مُتوَلِّيًا لشؤون المسجد الجامع بالمدينة، وكان معنيًّا بإيجاد موارد ماليّة له من خلال تخليص ممتلكاته وعقاراته من الاحتلال غير الشرعي، كما عَمِلَ على إنشاء مبنى كبير على بعض أراضية المُخَلَّصَة قابل للاستفادة الشعبيّة العامّة على الاستئجار كإقامة حفلات دينية، وحفلات زواج وما إلى ذلك، كما عُنِيَ بصيانة وإصلاح مصلى العيد الرئيس بالمدينة، إلى جانب العمل على تطوير الكلية العصرية الخاصة بالمسلمين المعروفة بـ«مسلم هيوت إنتركالج» كما قام بإنشاء كليّة خاصّة للبنات باسم «مولانا آزاد ﮔرلس إنتركالج» لاتزال نشيطةً في تعليم وتربية البنات، كما أَسَّسَ في مسجد الحيّ كُتَّاباً خاصًّا بتعليم القرآن وتحفيظه وتجويده باسم «مدرسة روضة القرآن».
إلى ذلك كان عضواً في مجلس شورى الجامعة الإسلامية: دارالعلوم/ ديوبند، ومجلس شورى الجامعة القاسمية بمدينته «مراد آباد» ومجالس شورى عدد من المؤسسات التعليمية في شتى أمكنة الولاية.
هذا وقد ظلّ منذ بداية حياته السياسيّة إلى يوم وفاته منتمياً إلى حزب المؤتمر الذي هو الذي تولّى تحريرَ الهند متكاتفاً مع المنظمات الإسلامية والعلمانية الأخرى في البلاد. وقد عاش الحزبُ خلالَ حكمه البلادَ بعد التحرير لمعظم الفترت، هزّات سياسيّة عنيفة؛ ولكن الشيخ «حافظ محمد صديق»لم يهتز انتماؤه إليه؛ لأنه كان قويّ الإيمان بالمبادئ التي كان يعتمدها الحزبُ في إدارة البلاد والشعب الذي تتوزعه مذاهبُ ودياناتٌ وانتماءاتٌ لا تُحْصَىٰ؛ ولأنّه كان قويَ الإيمان برأيه، فإذا اتخذ رأياً كان لا يُغَيِّره كالخُلْقان من الثياب. على حين أنّ الحزب خلال مشواره الطويل في إدارة الحكم والسلطة ظلّ يُتَّهَم أنه صار مَلْجَأً لكثير من رجال السياسة الطائفين الذين قد تشرّبوا الأفكار المسمومة المبثوثة من قبل المنظمات والأحزاب الهندوسية التي تعمل على الفتك بوحدة البلاد وسلامتها من خلال زرع الطائفية والعصبيّة الدينية. وعلى رأسها منظمة «آر إيس إيس» التي تُعْتَبر أمًّا لجميع المنظمات والأحزاب الهندوسيّة الطائفية المُتَشَدِّدَةِ العاملة بالعنف والداعية إليه ضدّ الشعب المسلم .
وقد ظلّ الفقيد طَوَالَ حياته خادماً وفيًّا لمنظمة «جمعية علماء الهند» إلى يوم وفاته باعتبارها أكبَر مُنَظَّمَةٍ إسلاميّة تتمتع بشعبية إسلاميّة لا تتمتع بها أي منظمة إسلاميّة أخرى في الهند، لأنها كانت رائدةً وقائدةً في سبيل تحرير البلاد من نير الاستعمار الإنجليزي، كما أن القادة والعلماء المنتمين إليها هم الذين خدموا الشعب المسلم الهندي على المستويات كافة فيما بعد جلاء الاستعمار، وأوجدوا لهم سنداً قويًّا فيما يتصل بجميع المشكلات التي واجهها في سبيل العيش في هذه البلاد من قبل الحكومة التي كثيراً ما انحرفت عن سبيل العلمانيّة، ومن قبل الطائفيِّين الهندوس الذين عَمِلُوا على الحيد بها عن طريق العلمانيّة.
وقد سُجِّلَت مواقفه – رحمه الله – في سبيل خدمة المنكوبين لدى الاضطرابات الطائفية التي فُجِّرَتْ – ولا تزال تُفَجَّر – في شتى قرى ومُدُن البلاد باستمرار منذ استقلالها، لحصد أرواح المسلمين وممتلكاتهم ولاسيّما التي حدثت أكثر من مرة في مدينته «مراد آباد» الصناعيّة، لتجريد المسلمين من مصادر دخلهم وانتزاع مفتاح صناعة الظروف النحاسيّة من أيديهم؛ لأنهم هم الذين كانوا يمتلكونه منذ ما قبل الاضطرابات الطائفيّة الكبيرة التي أُوقِدَتْ نيرانُها لانتزاعه منهم، فصار غيرُهم صِنَاعِيِّين عمالقةً فاقوا رجال الصناعة والمال والأعمال المسلمين في هذه البلاد.
وقد كان الفقيدُ في هذه المناسبات الأليمة يخوض غمار الاضطراباتِ والشغبِ لمواساة المنكوبين وإنقاذ حياتهم من مخالب المُشَاغِبِين، ففي اضطرابات 1980م التي اشتعلت نارها لأيام في المدينة ربّما ارتاد الفقيد أمكنة خطرة للغاية خاف الناس على حياته من شرّ المشاغبين؛ ولكنه كان قوي الإيمان بالله وقدرته، وبأنه لن يصيبه إلاّ ما كتبه الله وأن الموت لا يحلّ إلاّ في وقته.
كان لقائي معه أول مرّة لدى زيارتي لمدينة «مرادآباد» بعد الاحتفال المئوي التاريخي الكبير الذي عقدته الجامعة الإسلامية دارالعلوم/ ديوبند عام 1980م/1400هـ أيام 21-23/مارس (3-5/ جمادى الثانية 1400هـ) حصلت هذه الزيارة بعد الاحتفال بأسبوع على دعوة من العالم الحليم الطبع فضيلة الشيخ محمد باقرحسين القاسمي البستوي – رحمه الله – (1355-1432هـ = 1936-2011م) الذي ذهب بي إليه في احدى الأمسيّات بعد صلاة المغرب. وقد انتظم اللقاء في دارضيافته الواسعة الملاصقة لدارالطلبة للجامعة القاسميّة، وكان حوله جمع من أخلاط الناس، وقَدَّمني إليه الشيخ باقر قائلاً: هذا هوالشيخ نور عالم الأميني أحد الشباب البارع في اللغة العربية في الهند، وعَرَّفَه إليّ قائلاً: هذا هوالشيخ «حافظ محمد صديق» خادم العلم والعلماء والمتفاني في خدمة المسلمين وأحد كبار القادة في المدينة وأحد رجالات الأعمال فيها. وتَفَادَتْه عيناي أوّلَ ما رأيتُه لأني حسبتُ أنه رجلٌ عاديٌّ للغاية ليس له أيُّ شأن في المجتمع، وماذا عسى أن يكون قد قدّمه أو يقدّمه لغيره، وليس لديه عظمةٌ ظاهرةٌ في الشخصية أو بَسْطَةٌ في العلم أو الجسم. إن القادة أو الوجهاء عندنا حسب ما رأيتُه لحد اليوم يتمتعون بأبّهة كبيرة وفَخْفَخَة لامعة تنطق بأنهم «كبار» وبأنهم يقدرون على صنع شيء لمجتمعهم.
لدى أذان العشاء انفضّ المجلسُ، وأخذنا طريقَنا إلى المدرسة الإمدادية التي كنتُ نازلاً فيها ضيفاً على الشيخ محمد باقرحسين، الذي كان مديرًا لها، وفي ذهني انطباع عنه لم يكن مُشَجِّعًا؛ لأني كنتُ قليل التجربة للناس والحياة؛ حيث كنت في نحو الثلاثين من عمري؛ فكنت أعتقد أن «الكبير» هو من يكون كبيراً بظاهره، يتأنّق في الملبس والمأكل، ويُعْنَى بتلميع شخصه وتضخيمه بكل ما يُتَاح له من الأساليب، ومن لايكون كذلك فليس بكبير.
ثم أتيت أستاذًا ورئيس تحرير لمجلة «الداعي» إلى جامعتنا دارالعلوم/ ديوبند، فكثر احتكاكي به في الجامعة التي انتخب عضوًا في مجلس شوراها، وفي مقرّ جمعية علماء الهند التي كان أحد رجالاتها، وفي مدينة «مراد آباد» التي كثرت زيارتي لها، فعرفتُ أن الرجل «كبير» حقًّا ببساطته التي ظل يتمسّك بها كمبدء ثابت لايتغير، والتي فُطِرَ عليها، فلم يَحْتَجْ أن يصطنعها ويتكلّف في تبنّيها، فكانت تنبع منه، ويتعامل معها كالهواء والماء، وما كنتُ أوّلَ من اغْتَرَّ ببساطته، بل ظلّ يغترّ بها كثير من الناس كانوا لا يعرفونه، فكانوا لايعيرونه الاحترامَ الذي يستحقه؛ لأن البساطة كانت تتفجر من كل كيانه، ولم تكن تلوح فقط من ملابسه أو تعامله مع الناس.
الحلم والتواضع وإنكار الذات: خصائص من يتمسك بها يُعَدْ محبوباً لدى الخلق ولدى ربّه تعالى. وكانت شعارَ الفقيد ودثاره في الحياة، عليها عاش وعليها مات وعنها صَدَرَ في جميع مواقفه في الحياة. وما رأيتُ سياسيًّا متواضعاً مثله؛ لأن رجال السياسة يُعْرَفُون من بعيد بما يتعاملون من التألق البالغ و التظاهر الكبير ومواقف الأبهة التي تتجلى في جميع سلوكهم.
وكان كذلك قليلَ الكلام، فكان لسانُه يَظلُّ مخزوناً لديه، إلاّ لدى الحاجة الملحة، والسياسيّون يُعْرَفُون بالثرثرة والمقدرة البالغة على الكلام التي يكسبونها ليتظاهروا بها بأنّهم رجالُ نفع كبير وأنهم وحدهم يتمتعون بالغَنَاء ومُؤَهِّلات الإفادة، وغيرُهم خَوَاءٌ وهَبَاءٌ في هذا الصدد.
حقًّا، إن الفقيد عَمِلَ بالمتضادّات في حياته؛ حيث اشتغل بالسياسة والقيادة صادرًا عن كامل الأمانة والصدق والإخلاص والحلم والتواضع والبساطة، وهي عَنَاصِرُ خلقيّة سامية لاتتفق بنحو ما مع مواقف السياسة في عصرنا هذا، لأنّها تتطلب أوّلَ ما تتطلب الشيءَ الكثير من الدهاء والخداع، ومخالفة الظاهر للباطن، والكذب وإخلاف الوعد، وعدم التقيّد بالمواعيد، وعدم المحافظة على الأوقات. إنها شروطٌ لا يكون الرجلُ سياسيًّا مُحَنَّكاً إلاّ إذا تَوَفَّرَتْ فيه بنصاب مطلوب.
مثلُ الفقيد يَبْقَىٰ مكانُه شاغرًا، وفراغُه غيرَ مملوء. جزاه الله خير ما يجزي عباده الصالحين، وألهم أهله وذويه وجميع محبيه الصبر والسلوان.
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، ذوالحجة 1433 هـ = أكتوبر – نوفمبر 2012م ، العدد : 12 ، السنة : 36