هيئة الأحوال الشخصية للمسلمين في الهند تدرس قضايا هامة وتصدر قرارات حاسمة

محليات

          عقد المجلس التنفيذي لهيئة الأحوال الشخصية للمسلمين في الهند جلساته الهامة في مدينة «لكنؤ» مؤخرًا، ودرس قضايا تُهِمّ المسلمين في الهند كثيرًا. وقال الناطق باسم الهيئة: إن الهيئة غير مرتاحة إلى عدد من الوزارات في الحكومة المركزية التي لم تبالِ بالاقتراحات التي قدمتها الهيئة، والتي أكدت الحكومة المركزية أنها ستعمل بها وتضعها موضع التنفيذ. إن الهيئة لاترتاح إلى أداء الـ«سي بي آئي» فيما يتعلق بقضية هدم المسجد البابري بمدينة «أجودهيا».

       وقال الناطق باسم الهيئة: إنّ الهيئة ستتيح للحكومة فرصة أخرى وتنتظر حتى تقوم بتنفيذ ما وعدت به، وسيلتقي وفد للهيئة الحكومةَ ويضغط عليها للعمل بالاقتراحات التي كانت قد قدمتها في الماضي، وإلاّ فإنها ستنظم حركة ضد الوزارات المعنية.

       قال المتحدث باسم الهيئة السيد عبد الرحيم قريشي: إن موقف وزارة القانون و وزارة شؤون الأقليات، موقف غير مقبول، إن الاقتراحات التي قدمتها الهيئة إلى الحكومة المركزية، كانت الوزارات قد وعدت بتنفيذها، بما فيها  اقتراح بتعديل قانون تسجيل النكاح لدى الحكومة، وتعديل قانون الوقف، ومشروع قانون الضريبة المباشرة، واقتراحات أخرى؛ ولكنها لم تعمل بها، بل رفضتها في واقع العمل، حتى إن وزارة القانون المركزية لم تُعْنَ بالتوصيات التي قدمها القاضي الرئيس في المحكمة العالية بدهلي. وأضاف السيد قريشي: إن الحكومة المركزية أعفت المدارس الإسلامية و«مدارس فيدا» الهندوسية من قانون حق التعليم الإجباري الصادر عام 2009م الأمر الذي ظلت الهيئة تطالب به منذ البداية؛ لكنها لم تستثنِ منه المؤسسات التعليمية الأخرى للأقليات، كما أن الحكومة المركزية لم تَصْفُ نيتها تجاه العمل بالتوصيات التي قدمتها لجنة «تشر» الشهيرة بشأن تحسين حالة المسلمين المتردية في شتى مجالات الحياة في البلاد؛ حتى إن ما كان في هذه التوصيات مخصصاً للمناطق ذات الكثافة السكانية الإسلامية، حُوِّل إلى مناطق الأقليات الأخرى غير الإسلامية؛ بل وإلى مناطق الأكثرية الهندوسيّة، وما تم رصده بشأن المشاريع المتعلقة بالأقليات الإسلامية من المبالغ بما فيها مؤسسات المسلمين التعليمية، أُنْفِقَ على بناء الشوارع وتبليط الطرق. وقد طالب المسلمون مرارًا المسؤولين المعنيين في الحكومة بإنفاقه في مواضعه؛ ولكنهم لازموا السكوت.

*  *  *

دورُ «نارا سمها راؤ» في هدم «المسجد البابري»

مُؤَلِّفَانِ فَارِعَا القامةِ يتّفقان في الرأي والموقف

كان «نارا سمها راؤ» (1921-2004م) يشغل منصب رئيس الوزراء الهندي من قبل حزب المؤتمر العريق عندما هدمه هندوس متعصبون على مرأى ومسمع من العالم كلّه يومَ 6/ديسمبر 1992م (يوم الأحد: 10/جمادى الثانية 1413هـ) والرأيُ الرئيس يعتقد ويتأكد أن هدمَ المسجد كاوراءه حزب «ب ج ب» الهندوسي والمنظمة الهندوسية المتشددة المتعصبة ضد المسلمين الـ«راشتريا سويم سيوك سنغ» اللذان عملا على إثارة عدد وجيه من الهندوس للقيام بهدمه؛ ولكن هناك رأياً يقول به عدد من المفكرين والمثقفين الهندوس – الذين لهم ثقل كبير في المجتمع الهندي واحترام بالغ – وهو أن رئيس الوزراء الهندي إبان هدم المسجد وهو «نارا سمها راؤ» الذي كان أحد كبار زعماء حزب المؤتمر ذي الثقل السياسي الأكبر كان وراء هدم المسجد؛ لأنه كان في الماضي عضواً في منظمة الـ«آر إيس إيس» المذكورة، ولئن انقطعت صلته الظاهرة عنها، فإن قلبه ظل ممتلئاً بحبها و ولاءً لها. ولئن كان «لالاكرشنا آدفاني» زعيم حزب «ب ج ب» نال شهرة واسعة بأنه قاد المتطوعين الهندوس الذين باشروا هدم المسجد؛ فإن هناك زعماء سياسيين في الهند كانوا يشغلون مناصب عالية في الحكومة، ظلت أصابع الاتهام تشير إليهم أنهم أيضاً كانوا وراء الهدم، وأنهم ناصروا حركة الهدم بنحو أو آخر، وعلى رأسهم «نارا سمها راؤ» و«كليان سينغ» الذي كان كبير وزراء ولاية «أترابراديش» عندما تم هدم المسجد البابري، الذي يقع في إحدى مدن الولاية، فكانت مسؤوليته باهظة نحو حمايته من الهدم؛ ولكنه لم يصنع شيئاً؛ بل قبع في الخلوة، ولازم السكوت، وتفرج على عمليات الهدم. وما صنع «كليان سينغ» لم يكن مستغرباً؛ لأنه كان من أعضاء الحزب الذي قاد حركة هدم المسجد طوال سنوات طويلة، وهيّأ له المناخ، وعبّأ له جيشاً مدرباً من الشباب الهندوسي المتحمس. أمّا كون «نارا سمها راؤ» مناصرًا لهذه الحركة من وراء الستار فهو موضع كل استغراب؛ لأنه كان أكبر قائد للحزب الذي يتزعم العلمانية في البلاد، وينادي بها، ويُعْتَبَرُ رمزًا شاخصاً لها. إن موقفُ «نارا سمها راؤ» لاتنحصر في شخصه، وجريمتَه لاتتوقف على ذاته، وإنما موقفُه يُجَرِّم الحزب، وجريمته تتعدى إلى جذور الحزب، فتهزه من الداخل، وتجعله مدانًا بالجريمة الكبرى في تاريخ البلاد العلماني.

       من ثمّ ظل الحزبُ ملازماً للسكوت وراءَ هذه التهمة التي تؤكدها دلائل وشواهد لاتقبل الإنكارَ، وقد صدر مؤخرًا مُؤَلَّفَان هامّان هما ترجمتان شخصيتان لمؤلفين فارعي القامة في الصحافة والسياسة، وهما «كلديف نيّر» الصحافي والمفكر الهندوسي المسنّ، الذي لايزال حيًّا يكتب زوايا صحفية في الصحف السيارة الواسعة الانتشار في البلاد، و«أرجون سينغ» الراحل (1930-2011م) الذي كان أحد كبار قادة حزب المؤتمر والساعد الأيمن للراحلة المسز إنديرا غاندي (1931-1984م) رئيسة وزراء الهند سابقاً.

       فسجّل الكاتب المفكر «كلديف نير» في كتابه “Beyond the lines” (خارجَ إطار الموضوع) رأياً يفضح «نارا سمها راؤ» وتتعدى الفضيحة إلى الحزب؛ لأن الرأي له وزن كبير لدى المجتمع الهندي المثقف، فقد قال «كليف نير» في ترجمته الشخصية:

       «عندما كان يجري هدم المسجد البابري يوم 6/ديسمبر 1992م، كان «نارا سمها راؤ» يتجاهل القضية، قابعاً في خيمة العبادة، وظل يشتغل بالعبادة لحد أن تم هدم آخر جدار من المسجد»

       وسجل «كلديف نير» مقالة زميله «مدهوليمائي» الذي كان ناشطاً في مجال الخدمة الاجتماعية:

       «إنه خلال العبادة همس في أذن «نارا سمهاراؤ» أحدُ مساعديه، ما اسْتُنْبِطَ منه أن عملية هدم المسجد قد انتهى. وما إن سمع «راؤ» هذه الكلمة حتى نهض مسرعاً من خيمة العبادة».

       فكأنه كان في انتظار أن يسمع نبأ هدم المسجد، أو أنه كان يعتقد أنه يتخلى عن مسؤوليته إثر هدم المسجد.

       وقد أكد «كلديف نير» أن «نارا سمها راؤ» يظل يُحَمَّلُ مسؤولية هدم المسجد أبدًا؛ لأنه كان مشاطرًا منظمة الـ«آر إيس إيس»مؤامرتها لهدم المسجد، فسَبَّبَ سوء السمعة لحزب المؤتمر للأبد.

       ومثل هذا الرأي أبداه الراحل «أرجون سينغ» في كتابه: “A Grain of Sand in the Hourglass of Time” (ذرة من الرمل في الساعة الرمليّة للوقت) الذي هو ترجمة شخصية له، صدرت بعد موته، وكان قد أنهى تاليفه كاملاً في حياته. (جريدة «عالمي سهارا» الأردية الأسبوعية، دهلي الجديدة، العدد: 12، السنة 10، 21/يوليو 2012م).

*  *  *

مجزرةُ «آسام» ضدَّ المسلمين أدمت قلوبَ المسلمين

وأبكت عددًا من القادة

الشيخ السيد أرشد مدني يزور المناطق المتضررة،

ويُوَزِّع الأقمشة على المنكوبين

       في أواخر يوليو 2012م أقيمت مجزرة وحشيّة في عشرات من مديريات ولاية «آسام» من قبل حركة قبائل الـ«بودو» المتطرفة التي تعمل على تطهير الولاية من السكان المسلمين، تم فيها قتل مئات من المسلمين، وتشريد ملايين من ديارهم، وأُحْرِقَت آلاف من المنازل والمحلات التجارية، وأبيدت قرى بأسرها، وزعمت الحكومة الإقليمية التي يتزعمها حزب المؤتمر الذي ائتلافُه هو الذي يتزعم الحكومة المركزية في دهلي أنها أقامت للمشردين اللاجئين من المسلمين نحو 4000 مخيم؛ ولكن الواقع ينطق بأن المشردين اللاجئين إليها يعانون كلّ نوع من المعاناة بما فيه المخافة على الأنفس من قبل أعضاء حركة الـ«بود» المتشددة التي هي حركة هندوسيّة تستهدف الكيان الإسلامي في الولاية وتعتبره أجنبية وافدة من البلاد المجاورة ولاسيّما «بنغلاديش».

       وقد قال العالم والقائد الهندي الكبير الشيخ أرشد مدني أستاذ الحديث بدارالعلوم/ ديوبند ورئيس جمعية علماء الهند للصحفيين: إن المجزرة ظلت تقام على نطاق واسع، وظلت المنازل والممتلكات تُحْرَق، على مرأى ومسمع من رجال الشرطة والجيش والمسؤولين وكبير وزراء الولاية الذي ينتمي إلى حزب المؤتمر؛ لكنهم جميعاً لم يتحركوا عن شعور بمسؤولية و لم يعملوا بصلاحياتهم للحيلولة دون هذه الكارثة التي أدت إلى قتل آلاف من المسلمين وتشريد ملايين منهم وإحراق عدد لايحصى من منازلهم وممتلكاتهم. ومن المُسْتَغْرب أن هؤلاء دائماً ينادون بالنظام والقانون؛ ولكنهم لايطبقونه حيال المسلمين الذين يُقْتلون في وسط الشارع، إن هذه الحوادث الدامية تثير علامات استفهام عريضة تجاه مسؤولية هؤلاء المسؤولين الكبار. وأضاف: إن زعماء الـ«بودوليند» لم يكونوا ليتمكنوا من قتل هذا العدد الكبير من المسلمين لولا مناصرة الحكومة لهم التي جعلت المسلمين لقمة سائغة لهؤلاء المشاغبين وذهبوا ضحايا للموت الزؤام. وقد وَزَّع الشيخ من قبل جمعيته على الرجال والنساء والأطفال المتضررين من الأقمشة ما يبلغ قيمته مليوني روبية هندية، كمساعدة عاجلة.

       و ردًّا على سؤال وُجِّه إليه، قال فضيلته: إن نسبة مناصري الـ«بودوليند» هي 35٪ والمسلمون نسبتهم 37٪، وإنهم لن يتمكنوا من إقامة «بودوليند» مالم ترتفع نسبتهم إلى 51٪؛ وإنهم لن ينجحوا في إقامة «بودوليند» إلاّ إذا رفعوا نسبتهم السكانية بتوليد أولاد كثيرين. وذلك لم ولن يتحقق، ولن ينجحوا أبداً في ذلك عن طريق تقتيل المسلمين العشوائي وهم يُشَكِّلُون نسبة 37٪.

       وبهذه المناسبة صحب فضيلتُه آلافٌ من عاملي جمعية علماء الهند وزاروا بصحبته عشرات من المخيمات، وأبدوا للمنكوين مواساتهم وعطفهم، وقد قال المتضررون: إن المديريات الأربع في «آسام» وهي: «كوكراجهار» و«جرانغ» و«أود الاغري» و«دهوبري» إنما يتحكم فيها المنظمة الانفصالية وهي منظمة الـ«بودوليند» والمسلمون لا يُسْمَح لهم بحق تقرير المصير، رغم نسبتهم التي هي أكبر من نسبة مناصري المنظمة؛ حيث إن المسلمين يشكلون فيها نسبة 65٪ وأنصار الـ«بودوليند» نسبتهم 35٪ فقط. والجدير بالذكر أن سكان مديرية «كوكراجهار» 886999 وسكّان مديرية «جرانغ» 481818، وسكان مديرية «أودالاغري» 832769، وسكان مديرية «دهوبري» 1948632. وأضاف فضيلته: إنه من المستغرب جدًّا أن من يشكلون نسبة 35٪ يحاولون أن يبسطوا سيطرتهم بإبادة وتشريد المسلمين الذين يشكلون نسبة 65٪ في هذه المديريات وغيرها من المناطق التي يحاول مناصرو الـ«بودوليند» إقامة سيادتهم فيها. وأضاف: إن هؤلاء لم يكونوا ليتمكنوا من فعل الأفاعيل مع المسلمين لولا ما يتمتعون به من المناصرة غير المباشرة لهم من قبل الحكومة. إن الذين يشكلون نسبة 65٪ يستطيعون أن يجّدلوا حقاً ذوي نسبة 35٪؛ لكنهم يتقيدون بالنظام والقانون؛ فهم لايملكون أي سلاح، وإنما يعتمدون على القانون الحكومي.

       وفي بيان صحفي آخر قال فضيلته: بعد زيارتي للمناطق المنكوبة ولقائي مع المتضررين، توصلتُ إلى أن الدمار الذي نُفِّذ فيها لايقبل الوصف، إن نصف مليون مسلم يعيشون في المخيمات كلّ نوع من الشقاء والمعاناة، بمن فيهم الشيوخ والنساء والأطفال الذين  معاناتهم تبكي كلّ إنسان دماءً، ومئات من الأفراد عَمِيَ أثرهم، أعتقد أنهم قد تم اغتيالهم بالتأكيد. إن هذه الاضطرابات التي بدأت من مديرية «كوكراجهار» يرجع سببها إلى عملية استفرزازية من قبل مناصري الـ«بودوليند» والعصبية العمياء التي يحملونها ضدّ المسلمين، الأمر الذي تثيره القوى السياسيّة، والمؤسف أن جهاز الأمن فشل فشلاً ذريعاً في الحيلولة دون هذه المجزرة الوحشية ضدّ المسلمين، وإلاّ فلم تكن لتحصل حوادث إشعال الحريق وإثارة الاضطرابات، إن عمليات إشعال الحريق في القرى التي يسكنها المسلمون مشهدها رهيب للغاية تقشعر له جلود المشاهدين. والعجيب أن «قبائل البودو» مسلحة، تقوم بالهجوم المخطط المتواصل على السكان المسلمين؛ ولكن الحكومة لاتقوم بأي عملية تمشيط لما تملك هذه القبائل من الأسلحة المتنوعة الفتاكة، والمسلمون عزل من الأسلحة، ولو كانوا مسلحين، لكانت الحال غير التي هي اليوم، و«قبائل البودو» تود أن ينزح المسلمون من هذه المناطق، حتى يسهل لها المطالبة بولاية مستقلة لها، وهي توهم الحكومة أن نسبتها السكّانية 51٪، ولفقت لذلك حجة كون المسلمين في المناطق قد نزحوا إليها من «بنغلاديش» وأقول بالافتراض: إنه لئن يتم نزوح المسلمين إلى هذه المناطق من «بنغلاديش» فالجريمة هي جريمة قوات الأمن التي تحرس الحدود.

       وأضاف: إن المسؤوليّة تقع على الحكومتين: الإقليمية والمركزية أن تتخذا إجراءات فعالة عاجلة للسيطرة على الوضع المتردّي في هذه المنطقة كلها، ولاسيما الحكومة الإقليمية التي يجب عليها أن تأخذ بالجدّية وأن تصنع ما يداوي الجرح الغائر ويعوض الخسائر الفادحة، ويواسي المنكوبين على مستوى الواقع، ولاينفع الوعود المجردة، والتسييس الذي لا رصيد من العمل الصادق من ورائه. (صحيفة «صحافة» اليومية الأردية، دهلي العدد 23، السنة 9).

*  *  *

السيد محمود مدني الأمين العام لجمعية علماءالهند:

نطالب بالامتناع عن صبّ الاعتداءات على المسلمين في آسام بحيلة أنهم بنغلاديشيون

جمعية علماء الهند تقوم بالاعتصام في دهلي الجديدة احتجاجاً على المجزرة الوحشية ضد المسلمين في آسام،

ساهم فيه عدد من قادة شتى المنظمات الإسلامية والعلمانية

       دهلي الجديدة (ايس إين بي)

       القضية في آسام ليست فقط قضيةبسط الأمن، وإغاثة المنكوبين، وإنما هي قضية حقوقهم الأساسية التي منحم الدستور الهندي. إن رئيسة حزب المؤتمر السيدة «سونيا غاندي» ومعالي رئيس الوزراء الهندي الدكتور «مانموهان سينغ» يتحدثان كثيرًا عن مجزرة «غوجرات» التي نفذها كبير وزرائها «نريندرا مودي» منذ سنوات، غير أنه يجب عليهما أن يدركا أولاً ولاية «آسام» ولو أنهما لم يدركاها، فسنقابلهما بمالا قِبَلَ لهما به. وَجَّهَ هذا التحدي الأمين العام لجمعية علماء الهند السيد محمود أسعد المدني خلال التظاهر والاعتصام الذي قادته جمعية علماء الهند والذي شارك فيه عدد من المنظمات الإسلامية وغير الإسلامية العلمانية ضدّ المجزرة الوحشية الكبيرة التي نُفِّذَتْ في «آسام» ضد المسلمين فيها. وقد مورس الاعتصامُ والتظاهرُ على شارع البرلمان الهندي بدهلي الجديدة.

       قال السيد مدني في خطابه: إنه من الواجب إيقاف مسلسل ممارسة الاعتداءات ضد المسلمين في «آسام» بحيلة أنهم بنغلاديشيون. وأضاف: إن الزيارة التي قام بها كل من رئيس الوزراء الهندي و وزير الداخلية لعدة مخيمات وهميّة لاتغني غناءً، لأنهما بذلك لم يطلعا على الوضع الصحيح. إنّه مما يفضح حقًّا أنه حدث أول مرة أن السكان شُرِّدوا من منازلهم بهذا العدد الهائل، ولابدّ أن ينالوا الإنصاف وأن يُقَابل المجرمون بالعقاب الرادع. إننا نعتبر كلاً من السيدة «سونيا غاندي» ومعالي «مانموهان سينغ» طيبين في السلوك الإنساني، فلابدّ أن ينصفا مع المنكوبين. وأضاف: إننا نعتقد أنه ليس هناك فرق بين كبير وزراء «آسام» السيد «تروناغغوئي» وكبير وزراء «غوجرات»: «نريندرامودي». من العجيب أن رئيس الوزراء يهتم بعدة أفراد يَلْقَوْنَ مصرعهم في مكان ما، ولكن آلافاً من المسلمين يُقْتَلُون جهارًا في «ميانمار» ورئيس الوزراء لايرضى ولا بإدلاء بيان صحفيّ، وأنى له أن يدلي ببيان وفي بلاده تقام مجزرة أسوأ ضد المسلمين، ومن ثم لايتجرأ على التنديد بما يحدث ضد المسلمين في مكان آخر.

       وبالمناسبة ألقى عدد من القادة خطابات طالب فيها الحكومة المركزية بإلغاء حكومة آسام بقيادة حزب المؤتمر؛ لأن كبير وزرائها تخطّى الحدود في تعدي الخطوط الحمراء. (صحيفة «راشتريه سهارا» الأردية اليومية، دهلي الجديدة، العدد 4659، السنة 13).

*  *  *

عضو مجلس الشيوخ الهندي السيد محمد أديب:

أجهزة الأمن الهندية تعمل على توجيه من إسرائيل وأمريكا.

وما دام هذا هكذا يظل المسلمون يتعرضون للظلم

       بما أن أجهزة الأمن الهندية تعمل على إشارة من إسرائيل وأمريكا، فإن مسلسل اعتقال الشباب المسلم لايتوقف رغم كل محاولة. هذا ما صَرَّح به عضو مجلس الشيوخ الهندي السيد «محمد أديب». وأضاف: إن ذلك كله يتم عن مؤامرة مبيتة حتى لايتأتى أيٌّ من أبناء المسلمين على مستوى الاتجاه السائد (Mainstream) في حقل نشاط ما، ولو لم يكن يتم ذلك عن مؤامرة مخططة، لكان أنه إذا اعتقل أحد حينًا قُدِّم إلى القضاء فورًا، وعوقب المدان، وأطلق سراح البريء في وقته؛ لكن ذلك لايحدث؛ لأن هناك محاولة مبذولة لئلا يُسْمَح للمسلمين بالتفكير أبداً في شأن الاتجاه السائد. إن أجهزة الأمن تكون لا تملك أيًّا من الشواهد ضد أبناء المسلمين، وإنما تصنع ذلك كله لتعذّبهم والشعب المسلم كلَّه تعذيباً نفسيًّا.

       إن السيد «محمد أديب» بعد أن تأذى كثيراً وباستمرار من الاعتقال المستمر للشباب المسلم كوّن لجنة تضم عددًا من قادة المسلمين والعلمانيين من القادة الهندوس، تهدف إلى دراسة الاعتقال المستمر للشباب المسلم من شتى مدن الهند وإعداد تقرير مفصل عنه، وتعميمه على مستوى البلاد. وقال السيد «محمد أديب» في بيان أدلاه لصحيفة «هندوستان إكسبريس» الأردية اليومية، إن ما تصنعه أجهزة الأمن الهندية صار لايُحْتَمل، ولولم نتخذ ما يجب تجاه ذلك، لاتسع الخرق على الراقع، إن الفريق الذي كونّاه، حاولنا فيه أن ينضم إلى عضويته فرد على الأقل من كل حزب سياسيّ، وسنقصد كل مدينة وقرية في البلاد، تم اعتقال شابّ مسلم منها، وسنتسقّط منها تفصيلات وافية، ونحاول أن نتوصل إلى الوضع الذي تمّ فيه اعتقالُ الشباب المسلم، وسننشر التقرير في صورة كتاب مستقل سيتم إجراؤه يوم 2/أكتوبر 2012م يوم ولادة «المهاتما غاندي» في ملعب «تالكتورا» بدهلي الجديدة. وذلك في مناسبة حاشدة.

       وأضاف: إنّ الفريق الذي كونّاه له ثلاثة مطالب بصفة خاصّة: (الف) الشباب البريء الذي اعتقل، وأطلق سراحه بعد ما قضى في السجون شهورًا طويلة دونما ذنب، يجب أن تمنحه الحكومة مكافأة ماليّة لائقة. (ب) رجال الشرطة الذين ورّطوه في المؤامرة، وأفسدوا عليه حياته، وأضاغوا فرصةَ عمره، يجب على الحكومة أن تعاقبهم عقاباً رادعاً. (ج) الشباب الذي يتم اعتقالُه، يجب أن تُنْهَىٰ محاكمته خلال عام على الأكثر، ولو حالت دون ذلك موانع، يجب أن يتم إطلاق سراحه على كفالة مالية. وأضاف أليس من المؤسف جدًّا أن تلقي الشرطةُ القبض على أحد بأنّه وراء مؤامرة ضدّ البلاد ولا تقدر على تقديم شهادة ضدّه. وأقول: إن المؤامرة التي تُنَفَّذ ضد الشباب المسلم في هذه البلاد، يجب أن يتحرك ضدّها أعضاء البرلمان الهندي المسلمون والعلمانيون معاً. وأضاف مما يسرّ أن هذه المرة نهض أعضاء البرلمان الهندي المسلمون كلهم. إن اعتقال الشباب المسلم من قبل أجهزة الأمن الهندية دونما دليل، ليس قضية مِلِّيّة فحسب؛ بل إنها قضية الديموقراطية في هذه البلاد، وقضية البلاد نفسها، إن الظلم الذي يرتكب في البلاد، يجب أن يتحرك ضده الكل؛ ولذلك إن المحاولة التي أردنا أن نقوم بها أشركنا فيها القادة الهندوس، ومما يسرّنا جدًّا أن الإخوان الهندوس الذين رجوناهم أن يساهموا في هذه المحاولة، لم يمتنع أحد منهم قائلاً: إنها قضية تخص المسلمين وحدهم، فلا نصنع فيها شيئاً. إن عددًا كبيرًا من القادة الهندوس العلمانيين يناصروننا في هذه القضية، حتى إن بعض القضاة الهندوس يتعاونون معنا رغم تردّى حالتهم الصحيّة. وأضاف السيد «محمد أديب»: إننا قد قرّرنا هذه المرة أن نحسم المعركة مع الحكومة وسنحاول أن تتم مناقشة هذه القضية على مدى ساعتين على الأقل في داخل البرلمان خلال دورته القادمة، وإن لم تتعاون الحكومة معنا، فإننا قد قررنا أننا لن ندع الدورة تجري على نسقها.

       وأضاف: إن «ملائم سينغ» مؤسس وقائد حزب «سماج وادي» استطاع تكوين حكومته في ولاية «أترابراديش» بمعاونة من الشعب المسلم؛ ولكنه قد فُجِّرَتْ على عهد حكومته اضطرابات طائفية متصلة ضدّ المسلمين في عدد من المدن والقرى، ولا تزال تُفَجِّر من وقت لآخر. فما هو السبب في ذلك؟ إني أعتقد أن نجله السيد «أكهليش يادوف» يعجز عن إدارة الحكم في الولاية على ما ينبغي، ويضعف عن السيطرة على الاضطرابات، وقد صارحتُه أنا وقلت له: إن الحكومة لاتدار كما تدير أنت، والمصيبة أن الكل من قادة وزعماء وساسة حزبه يعتقد أنه هو الأقوى، وقد ذكرت الأنباء أنّ السيد «أعظم خان» أحد وزراء الولاية في حزبه وكبير الوزراء «أكهليش يادوف» لايتوافقان في أي من القضايا، وتلك هي مصيبة أخرى للحكومة الإقليمية. (صحيفة «هندوستان إكسبريس» الأردية اليومية، دهلي الجديدة، العدد 208، السنة 7).

*  *  *

الطائفيّون يُفَجِّرون الاضطرابات في مدينة «باريلي» بولاية يوبي

المسلمون يقضون أيام رمضان في معاناة مريرة

       في مساء 23/يوليو 2012م (3/رمضان 1433هـ: الإثنين) فَجَّر الطائفيّون الهندوس اضطرابات في مدينة «باريلي» المعروفة في ولاية «أترابراديش» من خلال إحداث شغب وصراخ مكثف بالضرب على الطبول ومكبرات الصوت عند مسجدين في قطاع «شاه آباد» بالمدينة عند صلاة المغرب، وهم – الطائفيون – شباب إحيائيّون هندوس يقومون برحلة مقدسة بين بيوتهم وبين مدينة «هَاريدُ وَارا» إحدى المدن المقدسة لدى الهندوس ويحملون منها مياه نهر «كنج» المقدس لديهم، ويصبونها على تماثيل بعض آلتهم في معابـد مخصصة في المناطق التي يسكنونها، ويتخذون هذه الرحـلة التي يسبق بدايةَ نزول الأمطار الفصلية كل سنة تظاهرًا بأبّتهم الـدينية، وفي الأغلب يعملون بالعنف والتعرّض للمارة بإزعاج وإرباك، ويستشيطون غضباً بأنى سبب وبدون سبب، ويشف عن كل سلوك لهم أنهم يتحكمون في الحكم والإدارة، ولهم كلّ الصلاحيات للتصرّف في شـوارع وطرقات البلاد وجميع الممتلكات الحكوميّة، فيصنعون ما يشاؤون، ويتعرضون للمسلمين بصفة خاصّــة في كل مدينة وقرية يمرون بها من خلال مناطقهم السكنية، ويتصرفون كأنهم أبناء الأباطرة والملوك الكبار، والأجهـزةُ الحكوميــة بدورها تتواطؤ معهم، وتُوَفِّر لهم كلَّ حمايــة، وتسدّ لصالحهم جميعَ الشــوارع الرئيسة على المارة، وحركة المرور العامّة، فتتعطل التجارة، وتختــل المــواصلات، وتتـوقف الرحلات على مدى نحو شهر كامل.

       على كلٍّ فعندما قام الشباب الطائفي بالشغب والإفساد لدى المسجدين، منعهم المسلمون برفق عن ذلك، فلم يمتنعوا، بل استعدّوا للتدافع والخصام، وأثاروا حريق العنف، فدمّروا مقهى مسلم، وأثاروا الاضطرابات في كل من مناطق «شاه دانه» و«شهامت كنج» و«كنكا بور» خلال صلاة التراويح، وأشعلوا الحريق في كومة الحطب وعربات متنقلة للفواكه وفي عدد من  الدكاكين والمحلات التي كانت ملكا للمسلمين، وقاموا بالتحطيم والتدمير في محطة وقود في قطاع «شهامت كنج» واستهدفوا مسجدًا في قطاع «محطة سيتى» للقطار وقذفوا المسلمين وهم في صلاة التراويح بالحجارة والطوب؛ ولكن إمام المسجد وَجَّه المسلمين بعدم الثوران والتزام التحمل.

       وفي الليلة المتخللة بين 22-23/يوليو 2012م (2-3/رمضان 1433هـ: الأحد – الإثنين) أطلقوا الرصاص على شاب مسلم اسمه «عمران» وقتلوه في مكانه؛ ولكن الشباب الهندوسي القائم بالرحلة المقدسة هم الذين قاموا بالاحتجاج بسدّ الشارع الواصل بين «باريلي» و«بدايون» ومنعِ حركة المرور عليه.

       وأحدثوا حوادث العنف المماثلة في البلدة القريبة من «باريلي» المدعوة بـ«آنوله» حيث أوقعوا الحريق في بيت مسلم، فاحترق عدد من أعضاء أسرته. ومن جانبها أقدمت الإدارة المدنية بالمدينة بفرض حظر التجول في قطاعات جميع محطات الشرطة بالمدينة، كما فُرِضَ في بلدة «آنوله»؛ ولكن حوادث إشعال الحريق والقذف بالحجارة ظلت تحصل رغم فرض حظر التجول، ولاسيما في الأحياء القديمة من المدينة، وظل الشباب القائم بالرحلة المقدسة يقوم بالشغب والإفساد على مرأى من قوات الشرطة؛ حيث سدّوا عددًا من الشوارع احتجاجاً، وأحرقوا شاحنة نقل على الطريق الدائري الذاهب إلى مدينة «بيلي بهيت».

       ونشرت الصحف يوم 24/يوليو = 4/رمضان أن رجال الشرطة اقتحموا كثيرًا من بيوت المسلمين، ونهبوا الممتلكات وتناولوا السيدات المسلمات بالإساءة والتعرض لهن بالشرّ، وتناول الطائفيون من الشباب الهندوسي شاباً مسلماً في مقتبل العمر البالغ من عمره 18 عاماً فقط بالعنف البالغ. كان الشاب المسلم «فرحان» من سكان «مصطفى نكر» بالمدينة وكان يمر بالشارع مع صديقه الهندوسي «منوج» فحزق بهما المشاغبون على شارع «بدايون» عند منارة الساعة الدقاقة المسماة بـ«ﭼوراسي» وأصابوهما بجروح غائرة وضرب مبرح، فأُدْخِلَا مستشفى، فمات الشاب المسلم فيه في الساعة الثانية من الظهيرة يوم 24/يوليو = 4/رمضان.

       والمعلقون والمحللون للوضع انتقدوا بشدة موقف إدارة المدينة وجهاز الشرطة بأسره؛ حيث إنهما كانا على علم بأن الشباب الهندوسي القائم بالرحلة المقدسة سيمرون بهذه الأمكنة التي يوجد فيها مساجد ومسلمون، فلماذا لم ينظِّما حراسة أمنية لائقة فيها. إن رجال الشرطة لو منعوا المشاغبين من إحداث الضجيج والضرب بالطبول والتغني بمكبرات الصوت، لما حدث ما حدث من الاضطراب؛ فالمسؤولية تقع كلُّها على إدارة المدينة وجهاز الشرطة اللذين لم يؤديا مسؤوليتهما على نحو صحيح؛ كما أن قيام الشباب الهندوسي القائم بالرحلة المقدسة بأمثال هذه الحوادث للعنف والشغب يؤكد أنهم مدفوعون بالعصبية والطائفية، وليسوا نزهاء في أداء مناسكهم الدينية.

       والمؤسف أن أمثال هذه الحوادث المؤلمة وقعت في شهر رمضان الذي يتفرغ فيه المسلمون للعبادة والإنابة والانقطاع إلى الله تعالى؛ فالحوادث عكّرت عليهم صفوَ العبادة، وكدّرت عليهم الحياة، وعرّضتهم لكثير من المشكلات التي لايعلم مداها إلاّ الله، والمُبْتَلَوْن بها. (جريدة «عالمي سهارا» الأردية الأسبوعية، دهلي الجديدة، العدد 15، السنة 10، 11/أغسطس 2012م = 22/رمضان 1433هـ : السبت).

*  *  *

الهندوسي «سانتوش» يصوم باستمرار منذ 12 عاماً

متفاعلاً مع الصيام الإسلامي

       مدينة وارانسي – بنارس سابقاً – (يو إيف إيس) الهندوسي «سانتوش كمار» من سكان قرية «ناديسار» إحدى القرى في مديرية «وارانسي» – بنارس سابقاً – مثال حي للحضارة الهندوسيّة الإسلاميّة المزيجة؛ فهو يواصل صيامَ شهر رمضان منذ 12 سنة باستمرار متفاعلاً مع البساطة التي يتسم بها الإسلام، وهو وأسرته يهتمان بتحضير مواد الإفطار والسحور على طريقة المسلمين. وقد أبدى السيّد «سانتوش» انطباعه نحو الصيام الإسلامي قائلاً: إنه يمارسه منذ 12 سنة على التوالي، وهو  يشعر بطمأنينة خاصّة في هذه العبادة الإسلامية، وقد جَرَّه إليه رسالة الإسلام للسلام والأخوة. إن السيّد «سانتوش» يمارس مهنة تصليح الكراسي والمقاعد ذات الحشايا في مدينة «وارانسي» العريقة المقدسة لدى الهندوس، وهو يحرص على تلقي ما يمكن من المعلومات عن مشايخ الإسلاح والتربية في الإسلام والإسلام نفسه. وقد صَرَّح أنه رغب في الصيام أَوَّل مرة عام 1996م عند ما لاحظ المسلمين في محلّ تجاريّ يصومون ويفطرون ويصلّون، مؤكدًا أن أسرته لاتنظر إلى صنيعه هذا نظرةَ احتقار أو انتقاد، إنه يستيقظ وقت السحور، ويتسحّر، وأسرتُه ترضى تصرّفه، وتعتبره مناسبة بركة، وهو يقيم بمناسبة رمضان مأدبة إفطار يدعو إليها الأصدقاء والمعارف، وهو يتصل منذ سنوات بأحد مشايخ الإصلاح في مديرية «بارا بانكي» بولاية «أترابراديش» ونسب نفسه إليه، فتسمّى بـ«سنتوش كمار الوارثي» نسبة إلى الحاجّ «وارث».

       هذا، والصحف الهندية من وقت لوقت تنشر أنباء عن هندوس يصومون، ويقومون بدور «المسحراتي» ويوقظون المتسحرين من المسلمين، متجولين في أحيائهم السكنية في المدن والقرى بضرب الطبول والدفوف أو بمكبرات الصوت. (صحيفة «هندوستان إكسبريس» الأردية اليومية، دهلي الجديدة، العدد 214، السنة 7).

*  *  *

*  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم  ديوبند ، ذو القعدة 1433 هـ = سبتمبر – أكتوبر 2012م ، العدد : 11 ، السنة : 36

Related Posts