الحلفُ بالله لايتعارض مع الدستور الهندي: المحكمة العليا الهنديّة

محليات

إعداد : الطالب كفيل أحمد المدراسي (*)

إنّه قد أفحرح الشعبَ المسلمَ الهنديَّ كثيراً ما أصدرته المحكمة العليا الهنديّة من الحكم الصّريح بأنّ الحلف بالله لايتعارض مع الدستور الهنديّ.

       فحسبما تشرت صحيفة «إنقلاب» الأردية اليومية أنباءً مفصَّلةً كان مفادها أنّ معالي «سيد أحمد» الحاكم الحالي بولاية «جهاركهند» قدّم اليمينَ الدستوريّة في 4/ديسمبر 2011م باسم الله تعالىٰ.

       فَنهضَ شابٌّ هندوسيٌّ اسمه «كمل ناراينا» ورفع الدعوى ضدّ ذلك إلى المحكمة العالية، ناشد فيها المحكمة أن تُصدر الأمرَ بفصله من منصب حاكم الولاية؛ لأنه (سيد أحمد) خالف الدستورَ الهنديَّ الذي لايسمح إلاّ بالحلف باسم «كاد» (God) أو بـ«إيشور» (Ishwar) أو بمثلهما مِن الأسماء التي اقترحها الدستور الهندي كما كان قد زعم.

       ولكنّ اللّجنة القضائيّة المكوّنة من القاضيين المدعوّين بـ«إيس سنيغوي» و«ايس جي مكهوبادهيائے» رفضت هذه الدعوى قائلةً: إنّ الطالب «كمل ناراينا»لم يرفع الدعوى إلاّ مدفوعاً بنيّةٍ خبيثةٍ؛ حيث أراد المقارنةَ بين الدستور الهندي والدستور الباكستانيّ، على حين إن العالم كلّه يؤمن بأنّ الذات الإلهيّة ليس لها جسم وصورة فلا يجوز تحديدها في إطار الأسماء والصور والأجسام.

       والجدير بالذكر أنّ المحكمة العالية كانت قد رفضت هذه الدعوى التي رفعها، وبعد ما خاب في أمله هناك تَوَجَّهَ بالدعوى مرّة أخرى إلى المحكمة العليا التي هي بدورها رفضت دعواه وفرضت عليه غرامةً ماليةً قدرُها نصف مليون روبية هندية؛ ولكنّ المحامي الّذي تبنّى المحاماة من قِبَله قدّم التماساً إلى المحكمة العليا أنّ الطالب ليس بوسعه أداءُ مثل هذا المبلغ الباهظ فخفضت المحكمة قدر الغرامة إلى مئة ألف.

       وبالجملة إنّ الشعب الهنديّ عموماً تلقّى حكمَ المحكمة الهندية العليا بترحابٍ حارٍّ؛ حيث إنّها أغلقتْ باب الفتنة التي كان الشابّ الهندوسيّ بصدد فتحه من خلال زرع الصخرة الصمّاء في طريق أداء اليمين الدستورية باسم الله؛ حتّى يضطرّ المتوصلون إلى المناصب الحكوميّة الهنديّة من المسلمين إلى أداء القسم باسم الآلهة المزعومة التي تدعوها الأمم غير الإسلامية. (صحيفة «انقلاب» الأردية الصادرة بـ«مومباي» العدد 340، السنة 74).

*  *  *

«علماء ولاية» مدهيا براديش «يصدرون فتوى ضِدّ تقديم التحيّة للشمس»

       العلماء في ولاية «مدهيابراديش» والقادة المسلمون قاموا بمخالفةٍ شديدةٍ للتّدريب الجاري بشأن تقديم التحيّة للشمس الّتي كان المزمع انعقاده في المدارس الرسميّة العصرية بولاية «مدهيابراديش» في 12/يناير 2012م، وأكّدوا أنّ هذا العمل من عبادة الأصنام والأوثان فيتعارض مع معتقدات الإسلام فلا يجوز للتّلاميذ المسلمين حضور هذه المناسبة.

       كما أنّهم أكّدوا أنّ الحكومة الإقليميّة الحالية تتّجه إلى صبغ التعليم الرسميّ بصبغة هندوسيّة من نوعٍ خاصٍ تريده أسرة «سانغ». وذلك من خلال أساليب ماكرةٍ من بينها هذا التدريب الخاص بعبادة الشمس الّذي تجريه فيما بين طلاب المدارس الرسميّة.

       وما إن بلغت هذه الفتوى التي أصدرها العلماء وزيرةَ التعليم الإقليمي «أرجنا جيتيس» (Archana Chetnes) حتى صرّحَتْ بأنّ المشاركة في هذا التدريب عمل تطوّعيّ لا إكراهَ على أحد للمشاركة فيه، وإنّما هدفُنا من إجرائه هو ما فيه من فوائد صحيّة كثيرة شَهِدَ بها علماءُ الطبيعة وخبراءُ الصحّة؛ ولذلك نودّ أن يشارك الطلاب في هذا البرنامج.

       وأضافت قائلةً: إنّها ترجو أن يُسجَّل هذا التدريبُ في السجّل العالميّ العظيم المسمى بـ«كنّس» (Kinnas Book of World Record)؛ حيث سيبلغ عدد المساهمين فيه نحو 4800000 .

       ونظراً إلى خطورة الأمر بالنسبة إلى المسلمين وَجّه قادةُ المنظّمات الإسلاميّة نداءً قويًّا إلى طلاب المسلمين أن لايشاركوا في هذا التدريب وصَرّحوا بأنّ الإسلام لايسمح لهم بالسجود إلاّ لله تعالى.

       وأضافوا أنّ المحكمة العليا بولاية «مدهيا براديش» قد صَرّحت في قرارها الصادر يوم 28/أغسطس 2009م بأنّ الإدارة الرسمية ليس بوسعها أن تُرغم أيًّا من الطلاب على المشاركة في مناسبة تقديم التحيّة للشمس، فلو أقدمت الإدارة على إرغام الطلاب المسلمين على المشاركة فيها لما وَسِعَنا إلاّ أنْ نرفع الدعوى ضدّها إلى المحكمة.

       الجدير بالذكر أنّ الشعب المسلم قَلِقٌ جدًّا تجاه هذا التدريب غير العلماني الّذي تودّ الإدارة الحكومية عقده في الولاية. (صحيفة «انقلاب» الصادرة بـ«مومباي» العدد 12، السنة 75)


(*)   طالب بالصف النهائي للشريعة الإسلامية المعروفة بـ«دورة الحديث الشريف» الجامعة الإسلامية دارالعلوم/ ديوبند.

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم  ديوبند ، ربيع الثاني 1433 هـ = مارس 2012م ، العدد : 4 ، السنة : 36

Related Posts