أنباء الجامعة
إعداد : الأخ حمزه خان البرني
طالب بقسم اللغةالعربية وآدابها بالجامعة
جريًا على العادة المستمرّة كل عام، قامت الجمعية العربية «النادي الأدبي» لطلبة دارالعُلوم/ ديوبند – التي ما زالت ولاتزال تخرّج جيداً متضلّعاً من الخطباء والأدباء والكتاب منذ تأسيسها لحدّ الآن، والفضل في ذلك إنّما يرجع إلى شخصية عبقرية وهي سماحة المربي الجليل، معلّم اللّغة العربيّة الكبير الشيخ «وحيد الزمان» الكيرانوي – رحمه الله – المتوفى 1415هـ/1995م الذي قام بتأسيسه وتطويره في حياته – بعقد حفلته البدائية بقاعة الحديث التحتانية إثر صلاة العشاء في نحو الساعة الثامنة والنصف في اللّيلة المتخللة بين الخميس والجمعة فيما بين 3-4/2/1433هـ الموافق 29-30/12/2011م تحت رعاية رئيس الجامعة فضيلة الشيخ المفتي «أبوالقاسم» النعماني الموقر حفظه الله ورعاهُ.
استغرق الحفلُ ساعتين ونصفاً، حضره جميع أعضاء النادي، والمسؤولون عنه، بالإضافة إلى الطّلاب الذين بادروا من شتّى أطراف الجامعة حينما وقع نداء النادي في آذانهم، وتفضّل عددٌ كبير من الأساتذة بالجامعة والمشرفين على الناديْ بقدومهم بمن فيهم: سماحة الشيخ المقريْ محمد عثمان المنصور فوريْ، وفضيلة الأستاذ محمد سلمان البجنوريْ، وفضيلة الأستاذ عبد الله المعروفي، وفضيلة الأستاذ محمد ساجد الهردوئي المشرف العام على النادي، وفضيلة الأستاذ محمد عارف جميل المباركفوري، وفضيلة الأستاذ منير الدين العثماني، وفضيلة الأستاذ أفضل حُـسين الكيموري، وفضيلة الأستاذ مصلح الدين السدّهارت نجريْ ومن إليهم.
وازدانت الحفلة بنشاطاتها المتنوعة الماتعة للغاية من التّلاوة والمديح والأنشودة المطربة، والخطب القيمة، والمحادثتين المثيرتين لانتباه الطلاب حول القضايا الطّارئة، فتقدّم الأخ «أشفاق البهرائشي» باقتراح الرئاسة بينما تناوله الأخ «محمد الغجراتي» بالتأييد، واستُهلّ الحفل بتلاوة آي من القرآن الكريم سعد بها فضيلة المقرئ محمد يوسف الموقر، أستاذ التجويد بالجامعة، ثم تلاهُ الإخوان «أنظر نقيب» و«أشفاق» بأنشودة عربية في مديح النبيّ – عليه الصّلاة والسّلام – في صوت عذب، وألقى الأخ إظهار الميروتي ناظر الإجتماعات للنّادي كلمةً موجزةً أوضح من خلالها تحركات النادي الأدبيّة والثقافية وما يحويه من أقسام هامّة.
وقد أثارت إعجاب المستمعين الخطبُ التي ألقاها الأخ «آس محمد المظفرنغري» حول موضوع: «أهمية اللّغة العربية» والأخ «عُبيد الله المعروفي» حول موضوع: «حياة النبيّ – صلى الله عليه وسلم – المكيّة» والأخ «محمد أحمد الكبير نغري» حول موضوع: «دور دارالعلوم في الحفاظ على العلوم الإسلاميّة» والأخ «قاسم أطهر» حول موضوع: «حياة الإمام أنور شاه الكشميريْ» وأجاد هؤلاء الإخوة فإلقاؤهم كان جيدًا رائعاً بأسلوب عربي.
كما أن الأنشودة العذبة – التي ضمت رسالةً إلى أبناء الجامعة – استولت على مشاعر الطّلاب، وملأتهم إعجاباً وسُرورًا وممّا زاد الإحتفال بهجةً وجمالاً هما المحادثتان اللتان كانت أولاهما حول موضوع: «الكريكيت مضاره مفاسده» تبين حيث أبانت ما يؤدي إليه من ضياع أوقات الشباب؛ لأنه صار كالدّاء المتفاقم الذي تشتد وطأته بالشّباب اليوم، فلا بدّ من الاحتراز عن هذا اللّعب وغيره من الألعاب غيرالهادفة، وأعدّها الإخوان «محمد طلحة ورسالت حسين وميثاق ربّاني وعمر اعجاز».
وأما المحادثة الثانية: فكانت حول موضوع «الإنتفاضات الشّعبية في الدّول العربيّة» وقد أبدع في تقديمها المساهمون، واستوعبوا هذه الانتفاضات منذ بدايتها حتى تطوراتها الأخيرة، هذا إلى أنّهم ركّزوا الأضواء على دواعي ثورتها، التي حركت الشعب لينهضوا في وجوه الحكام المستبدين. وقد أعدّها الإخوان «عتيق أحمد وسعد جميل وأبوبكر وفيضان أنور» وحظيت كلٌّ من المحادثتين بقبول وإعجاب بالغين من قبل المستمعين لكون المساهمين غير خائفين ومذعورين في إلقاء ما كانوا يودون تقديمه.
هذا وقد ألقى الأخ «نظام الدين المهاراشتري» كلمة التحية والترحيب، شكر فيها حضرة الرئيس والأساتذة المبجلين على تكرمهم علينا بالحضور والجلوس والاستمتاع إلى برنامجنا وقبولهم دعوتنا المتواضعة.
كما أن المنتسبين إلى النادي التمسوا إلتماساً متواضعاً بكلّ حبٍّ وتقدير من الرئيس المحترم أن يُشَـرِّفَ الإحتفال بخطابه القيّم ووجّهوا إلى حضرته قائلين هذا الشعر:
إذا أبوقاسم جادت يداهُ لنا
لم يحمد الأجودان البحرُ والمطر
فتحدّث فضيلة الرئيس إلى الحفل وألقى ضوءًا خاطفاً على المرحلة الإبتدائية للناديْ، وعلى خدمات مؤسّسه البارع – الذي بذل جُهده في نشر اللّغة العربية في رحاب الجامعة – قائلاً: إن بعض الطّلاب كان يتنكر للمتكلم باللغة العربية في فاتحة الأمر لعدم الألفة، وينظرون إلى المنتسبين إلى النادي بنظرة الإستهزاء فكان الأستاذ «وحيد الزمان» يشجّع الطّلبة وينشطُ همهم حتى أثمرت مساعيه، وأنجبت هذه الجمعية رجالاً بارعين ومرموقين في مجال الأدب والخطابة والكتابة ولفت فضيلته انتباه الطّلاب إلى أن يحاولوا استخدام اللغة العربية في التخاطب والتحاور كما أعرب فضيلته عن فرحه وسروره البالغين تجاه المساهمين في الإحتفال.
وبجانب ذلك قدم فضيلة الأستاذ محمد ساجد القاسميْ المشرف العام على النادي خطبةً مجذيةً من تجاربه المختمرة، وأوّلاً هنّأ فضيلته أبناء النادي الذين عقدوا احتفالهم البدائي، وشكر سعيهم وجُهودهم وتابع فضيلته قائلاً: إن هذا النادي الأدبي قد قام بتأسيسه فضيلة الشيخ وحيد الزمان الكيرانوي، وعن طريق الناديْ خلق جوًّا عربيًا في المحيط الجامعي وخرّج عنه كتاباً ماهرين وخطباء مصاقع فإذا سرحتم أنظاركم في الهند وخارجها رأيتم متخرجي الجامعة ينشرون اللّغة العربية فالفضل في كتابتهم وخطابتهم بهذه اللغة العربية يرجع إلى الناددي الأدبي وأضاف قائلاً: أنا أوصيكم أن تقوموا بإتقان اللغة العربية بجانب لغتكم الوطنية – قال بعض الشعراء:
بقدر لغات المرء يكثر نفعه
وتلك له عند الملمّات أعوان
فبادر إلى حفظ اللّغات مسارعاً
فكلُّ لسانٍ للحقيقة إنسان
وبعدَ ذلك أصابت النوية فضيلة الشيخ السيد محمد عثمان المنصورفوري الذي زوّد الطّلاب بكلماته النافعة العلمية والتربوية وصرّح بأن التمرن يحتاج إلى الحفظ وبغير الحفظ لايمكن التمرن على أي لغة، كلّ شيء يُحْفَظ أوّلا ثم يُقَدَّم.
وأضاف قائلاً: الهدفُ الأصلي فهم الكتب الدراسية التي جلها أو بعضها باللغة العربية في أي علم وفن كان وشجّع الطّلاب على الإلتحاق بالنادي – كما أن سماحته أشاد بالبرنامج قائلاً: «والحمد لله أن المساهمين في هذا البرنامج سعى كلُّ واحد منهم وبذل الجهد في كل ما كُلِّفَ، من حفظ الكلمات والتمرن على اللّهجة. وانتهى الحفل بدعائه.
وقد أدار الحفل «حمزه خان» البرني كاتب هذه السطور.
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، ربيع الثاني 1433 هـ = مارس 2012م ، العدد : 4 ، السنة : 36