وزير التعليم الابتدائي والثانوي بـ’’كرناتكا‘‘: اِرْضَوْا بـ’’غيتا‘‘ أو انْجَلُوا عن الهند

محليات

       بالعنوان المذكور أعلاه نشرت الصحيفة الإنجليزية السيّارة بالهند «التائمز أوف انديا» (The Times of India﴿ نبأً مفاده أن وزير التعليم الابتدائي والثانوي بولاية «كرناتكا» الهنديّة صَرَّح بأن المواطنين الهنود بجميع دياناتهم يجب عليهم أن يُقَيِّدُوا أولادَهم بدراسة الكتاب المقدس لدى الهندوس المسمى بـ«غيتا» وإلاّ فلا مُبَرِّر لهم للسكنى بالهند؛ بل عليهم أن يرحلوا عنها إلى أيّ بلد آخر. وكان خطابُ الوزير مُوَجَّهًا أصلاً إلى المسلمين الذين لا ولن يرضوا بأن يُرْغَم أولادهم على دراسة «غيتا» في مدرسة رسميّة.

       وقد قال الوزير بدون لبس وهو بتحدث للصحفية: (إن بلاد الهند تعتقد بـ«غيتا» فالذين لايعتقدون بها وإنما يعتقدون بعقائد أخرى ليست هندية الأصل، فلهم أن يغادروا إلى البلاد التي يعتقدون بعقائد نابعة منها). وأضاف وهو يتحدّث في مناسبة معقودة بعنوان «غيتا أبهيان»: (الذين يعارضون تدريس «غيتا» في المدارس الرسميّة، عليهم أن يغادروا الهندَ إلى البلاد الأخرى).

       إن التصريحات التي أدلى بها الوزير لم تكن بدعاً بالنسبة إلى زعماء ينتمون إلى «أسرة سانغ» مهما ادَّعَوْا غير ذلك على ضغط من المصالح، إن التصريحات تنبئ أصلاً عن نواياهم التي يتبنّونها. إني أتذكّر أن الناسكة السيدة «راثمبرا» Rathambra عندما كانت تطلق من على المنابر الخطابيّة خلال حركة هدم المسجد البابري التي بدأها وقادها الزعيم الهندوسي المعروف «إيل كي إيدفاني»: (يا أبناء «بابر» ابْعُدُوا عن الهند)! فكان جميع نشطاء الحزب الهندوسي «ب ج ب» يتجاوبون مع هتافها، وقد أدّت حركة «إيدفاني» هذه إلى هدم المسجد البابريّ. وقد كانت الاضطرابات الطائفيّة التي تم فيها تقتيل المسلمين بشكل عشوائيّ، أحد انعكاسات هذه النفسيّة الهندوسيّة الخطيرة.

       وعندما قال الزعيم السيد «ديغ فيجي سينغ»: إذا جاز البطش بالمنظمة الطلابيّة المسلمة «سيمي» بالاشتباه بأنها منظمة إرهابيّة قبل أن يتم إجراء التحقيق بشأنها، فلماذا لايجوز البطش بأسرة «سانغ» الهندوسية بالاشتباه بأنها إرهابيّة قبل أن يُجْرىَ التحقيق بشأنها؟. عندما قال الزعيم ذلك لم يُوَجِّه إليها تهمة مؤكدة؛ ولكن الزعيم المسلم المنتمي إلى أسرة سانغ المدعو بـ«شاه نواز حسين» بادر إلى التنديد برأي «ديغ فيجي سينغ»؛ ولكنه لم ينبس ببنت شفة حيال تصريح وزير التعليم بولاية كرناتكا المشار إليه أعلاه، لماذا؟! أودّ أن يجيب عن تساؤلي هذا.

       وعندما اعتُقِلَت الناسكة السيدة «برغيا ثاكر» Pargia Thakur لأول مرة، سارع كل الزعماء الهندوس المنتمين إلى «ب ج ب» بمن فيهم «إيل كي إيدفاني» الزعيم رقم واحد، حتى الزعيم الوضيع المستوى في الحزب، إلى التنديد بهذا الإجراء، حتى إن رئيس الحزب آنذاك السيد «راجناث سينغ» Rajnath Singh بادر إلى زيارتها في السجن، وأقدم السيد «مختار عباس نقوي» أحد زعماء الحزب إلى التنديد بالإجراء من خلال خطابه في حفلة شعبية في مدينة «رامبور». وعند بدأت تتأكد صحة جميع التهم التي وُجِّهَت إلى الناسكة من خلال إجراءات التحقيق، فما إن وسع الزعماءَ الهندوس المنتمين إلى الحزب إلاّ السكوت المطبق. وإني أتساءل إليهم: إذا كانوا صادقين في دعواهم بأنهم يصرخون ضدّ الظلم واللاعدل، فلماذا لايصرخون الآن ضد تصريحات الوزير الكرناتكي للتعليم الابتدائي والثانوي؟

       وبهذه المناسبة أودّ أن أتساءل إليهم: لئن أقدمت الحكومات في الدول العربية ولاسيما البلاد الخليجية – التي يكثر فيها الهندوس الذين نزحوا إليها يعملون عُمَّالاً ومُوَظَّفين وتُجّارًا في شتى قطاعات الحياة – على إلزام دراسة القرآن الكريم على الهندوس وغير المسلمين أو أقدم أبناء الغرب والأمريكان على فرض دراسة الكتاب المقدس: العهد القديم والعهد الجديد على الهنود النازلين هناك، وقالوا بالحرف الواحد: «اقرأوا الكتاب المقدس أو ابعدوا عن بلادنا» فكيف يتلقّون هذه الخطوة؟!.

«راما براكاش كفور»

تووير، B-3/170 ، غورغاؤن، هاريانا، الهند

(صحيفة «راشتريا سهارا» الأرديّة اليومية، دهلي الجديدة، العدد 4298، السنة 12)

*  *  *

زعيم هندوسيّ: يتعيّن هدم ثلاث مائة مسجد في الهند

       زعيم هندوسيّ مثقف محام مدعو باسم «د. سابرا مينيام ساوامي» نفث سموماً فتّاكة ضد الشعب المسلم الهندي بأسره من خلال مقال له منشور في صحيفة “D N A” الصادرة بـ«مومباي» في 16/ يوليو 2011م؛ حيث جاءت كل كلمة في المقال مغسولة بعصبيّة حاقدة ضد المسلمين وسموم لافحة لكل معنى من معاني العلمانيّة التي تتبنّاها الهند وتعتبرها أساسَ الوحدة الوطنية وسلامة البلاد والتجانس الطائفي رغم تراكم الديانات والاتجاهات العقديّة التي تكاد لاتقبل الحصر؛ فقد قال الزعيم المحامي في مقاله فيما قال: إنّ هناك ثلاث مائة مسجد في الهند بما فيها «مسجد غيان وافي» Gianvapi بمدينة «بناراس» Banaras الأثريّة يجب إزالتها وتسويتها بالأرض؛ وإن الهند دولة هندوسيّة؛ فلا مُبَرِّر للسكنى بها إلاّ للهندوس، وأما غير الهندوس فلا يجوز أن يتمتعوا بحقّ التصويت في الانتخابات إلاّ الذين يفتخرون قائلين: إنّ آباءهم كانوا هندوسًا.

       والجدير بالذكر أن المقال كله صيغ بأسلوب استفزازيّ مثير للغاية هادم للهيكل العلماني بالهند؛ من ثم أجمع الكتاب والمثقفون الهندوس أيضاً بعدد وجيه على إبداء الاستنكار الواسع المدى لمحتويات المقال، مطالبين الحكومةَ باتخاذ إجراءات رادعة ضدّ الكاتب وفرض الحظر الكلي على حزبه الذي يرأسه. كما رفع عددٌ من المنظمات والجهات العاملة في مجال خدمة الأقليات بالهند برفع دعاوي الاتهام والمحاكمة ضدّه في شتى ولايات الهند.

       الجدير بالذكر أن الكاتب اتّهم المسلمين وحدهم بالقيام بجميع التفجيرات التي وقعت بالهند في مناسبات شتى وأزمنة مختلفة. والمقالُ كله يدعو إلى الانقضاض على المسلمين وإبادتهم الجماعيّة وشطبهم كليًّا كما تشطب الأخطاء الواقعة في مقال أو كتاب.

       ولم يكن مُتَوَقَّعًا من مثقف يرتدي لباسَ الحضارة والثقافة والتهذيب أن يُضْمِر مثل هذه الكراهية والحقد الشديد والمقت اللامتناهي ضدّ شعب يرجع كل الفضل إليه في كل ما تتمتع به الهند من معالم الحضارة والثقافة والتمدن. (خبردار جديد الأسبوعية، ص1، دهلي الجديدة، العدد:10، السنة 21).

*  *  *

سائق مسلم لسيّارة الأجرة تعتقله الشرطة؛

لأنه كان يستمع لخطابات إسلاميّة

       مومباي (يو إين آئي) استماعُ سائق سيارة أجرة مسلم إلى خطابات إسلامية من خلال جوّاله أدّى إلى اعتقاله من قبل شرطة «مومبائي» بالاشتباه بأنه «إرهابيّ» وأجرت معه تحقيقًا طويلاً من خلال توجيه أسئلة فارغة، وتعريضه لأنواع من الأذى وهو صائم. إنّ الشرطة توصّلت أخيرًا إلى إطلاق سراح سيارة الأجرة المسلم السيد «غلام سرور هاشمي» من سكان شارع «فارس» بقطاع «ناغباره» أحد قطاعات «مومباي» العظمى، إذ لم تجد ما يُبَرِّر اعتقالها له.

       الجدير بالذكر أنه عندما تسامع بالحادث المجتمعُ الإسلامي في «مومباي» تألّم منه بشكل لايوصف، وأجمع على التنديد به وإبداء الاستنكار لشديد تجاهه، بمن فيه وجهاءُ المجتمع والزعماء ولاسيّما الزعيم المسلم النشيط في ولاية «مهاراشترا» السيّد «أبوعاصم الأعظمي» رئيس حزب «سماج وادي» وعضو المجلس الإقليمي بـ«مومباي»الذي تَنَاوَلَ تصرّفَ الشرطة بتنديد شديد واستنكار بالغ، وطالب بمعاقبة رجال الشرطة المجرمين وإيقافهم عن العمل واتخاذ إجراءات صارمة ضدّهم، حتى لايعودوا لمثل هذه الجريمة النكراء أبدًا، كما طالب بعدم إعادة مثل هذا الاعتقال لأيّ مسلم بدون شواهد مؤكدة. وقد ذكر السيّد أبوعاصم تفصيلَ الحادث في خطاب وَجَّهه إلى مسؤول كتيبة مكافحة الإرهاب بولاية «مهاراشترا» قائلاً: إن السائق المسلم أركب في سيّارته سيدةً من «مومباي سينترال» ليؤديها إلى «كيمبس كورنار» وخلال قيادته للسيّارة تابع استماعَ خطابات إسلاميّة مثبتة في جوّاله مما جعل السيّدةَ تشتبه بأنه «إرهابي»! فما وَسَعِها إلاّ أن وصلت محطة الشرطة بـ«تارديو» بالمدينة وأَمْلَتْ عليها شكواها بأنها تشتبه بأنه «إرهابيّ» فبادرت الشرطة إلى إحضار السائق وآجره مالك السيّارة، وأساءت إليهما بما سبق ذكره أعلاه. (صحيفة «راشتريا سهارا» الأردية دهلي الجديدة، العدد 4309، السنة 12).

*  *  *

اضطراب طائفي بـغوبال غرهـ

بمديرية بهرتبور بولاية راجستهان

       شهدت بلدة «غوبال غرهـ» إحدى القرى الجامعة بمديرية «بهرتبور» بولاية «راجستهان» اضطراباً طائفيًّا تمّ فيه حصدُ أرواح المسلمين وإهلاك ممتلكاتهم بنحو جعل العلمانيين من الهندوس هم الآخرين ندّدوا بالحادث وابدوا استنكارهم ضدّ الجريمة التي ارتكبها كل من الطائفيين الهندوس ورجال الشرطة المتعصبين ضدّ المسلمين.

       أفادت الأبناء أنه حدث هناك نزاعٌ فيما بين طائفة «الغوجر» من الهندوس وبين المسلمين في البلدة حول ملكية جزء من أراضي المقبرة التي كان يستخدمها المسلمون لدفن موتاهم، وفي مرحلة من النزاع عقد الفريقان اجتماعاً موسعًا لحسم القضية وتسوية النزاع والتوصّل إلى إنهاء الأمر عن طريق سلميّ، إذ تفجّر الوضع خلال انعقاد الاجتماع، ثم أطلق رجال الشرطة الرصاصَ بعشوائية على المسلمين وحدهم ووقفوا بجانب المشاغبين الهندوس الطائفيين، مما أدّى إلى مقتل 9 من المسلمين حسب الإحصاء الرسمي والإحصاءُ غير الرسمي يؤكد أن القتلى عددهم في ارتفاع مستمرّ، وجُرِحَ عدد كبير منهم، والجثثُ لاتزال تستخرج من الآبار ومن ركام الرمال والأعلاف اليابسة المحترقة، مما يؤكد أن المشاغبين قتلوا المسلمين إحراقاً، بجانب قتلهم بالبناق وآليّات القتل الأخرى. وأكد الذين زاروا البلدة المتضررة من الزعماء ورجال المنظمات الإسلامية والهندوسيّة أن دور الشرطة الحكوميّة كان سلبيًّا للغاية، وأنها تعاملت مع القضية بغاية من العصبية والانحياز السافر للطائفة الهندوسيّة المشاغبة. والجدير بالذكر أن الحكومة في الولاية هي حكومة حزب المؤتمر الذي يُعْتَقَد بعلمانيته بل يُعتبر حامل لواء العلمانية في البلاد.

       تفجر الاضطراب يوم الأربعاء: 14/سبتمبر 2011م الموافق 15/شوال 1432هـ. وأجمع الزعماء العلمانيون من الهندوس والزعماء المسلمون كلهم على التنديد الصارخ بدور رجال الشرطة وحكومة الولاية، وطالبو بإقالتها ومعاقبة كبير وزراء الولاية المنتمي إلى حزب المؤتمر العلماني.

       الجدير بالذكر أن الاضطراب الطائفي في هذه المنطقة يُعْتَبَرُ غريبًا؛ لأن المسلمين والهندوس ظلوا فيها متعايشين بالسلم والتعاون والإخاء الإنساني؛ ولكن السمّ الطائفي الذي عَمِلَ الطائفيون من الهندوس من الجيل الحديث على إثارته وزرعه في كل الأرجاء الهندية، بدأ يعطي مفعولَه في كل مكان. (راشتريا سهارا اليومية، دهلي الجديدة، العدد 4336، السنة 12، 18/شوال 1432هـ = 17/سبتمبر 2011م؛ انقلاب اليومية 17/سبتمبر؛ همارا سماج، دهلي الجديدة، العدد 346، السنة 4، 17/سبتمبر = 18/شوال).

*  *  *

رئيس جمعية علماء الهند

إنها محاولة للتعتيم حول الإبادة الجماعيّة للمسلمين الأبرياء

عمليّة إبادة المسلمين لماذا تُنَفَّذ فقط في الولايات التي يحكمها حزب المؤتمر؟

       حول الإبادة الجماعيّة للمسلمين في مديرية «بهرتبور» بولاية «راجستهان» وَجَّهَ رئيس جمعيّة علماء الهند (ر) الشيخ السيد أرشد المدني أستاذ للحديث الشريف بجامعة ديوبند الأهلية الإسلامية الكبرى رسالةً إلى معالي رئيس الوزراء الهندي الحالي السيد «مانموهان سينغ» Manmohan Singh حَمَّلَ فيها مسؤوليةَ الإبادة الجماعيّة للمسلمين في بلدة «غوبال غرهـ» بالمديرية حزبَ «المؤتمر» الذي يحكم الولايةَ، وصَارَحَه بأنّها لم تكن «اضطراباً طائفيًّا» بين الهندوس والمسلمين كما يجري الإيهامُ بذلك عبر وسائل الإعلام، وإنما كانت عملية إبادة جماعية للمسلمين قام بها رجال الشرطة مدفوعين بالحقد والعصبية ضدّ المسلمين، قال رئيس الجمعيّة في رسالته لرئيس الوزراء:

       «معالي السيد الدكتور مانموهان سينغ المحترم

       رئيس الوزراء الهندي، دهلي الجديدة

       تقبلوا تحيّاتي. إنّ هذه الرسالة التي نُوَجِّهُها إلى معاليكم، كانت ضروريّة بشأن الحادث المأساوي المؤلم الذي حصل ببلدة «غوبال غرهـ» بمديرية «بهرتبور» بولاية «راجستهان» إن الموقف يؤكد أن تسمية الحادث الذي وقع بالبلدة بـ«الاضطراب الطائفي» تفسيرٌ مغلوط للواقع؛ لأن ما حصل لم يكن «اضطراباً» وإنما كان عمليّةً متعمدةً من قبل الشرطة حصدت حسب الأنباء الواردة لحد كتابة السطور ثمانية أفراد من المسلمين.

       حسب المعلومات التي وصلتنا، كان هناك نزاع فيما بين طائفة «الغوجر» من الهندوس وبين المسلمين حول أراضي المقبرة، وأصدرت المحكمة الحكمَ لصالح المسلمين، مما أدى إلى خصام بين أفراد من «الغوجر» الهندوس وبين شباب من المسلمين، وبينما هم يتخاصمون سَارَعَ إليهم إمام بمسجد عائشة بنت مطرف ليتوسط بينهم و ينهي الخصام، فتناوله شباب من الغوجر الهندوس بضرب مبرح، فأنقذ الإمام نفسَه فارًّا إلى بيت من بيوت المسلمين، وانتشر النبأ عن ذلك في المنطقة انتشارَ النار في الهشيم.

       وفي صباح اليوم التالي عقد المسلمون اجتماعاً بفناء المسجد حول الوضع، وفي جانب آخر احتشد الغوجر الهندوس على بعد نحو مائتي متر من المسجد، واستمر الوضع متأزماً جرى خلاله الصدام بين الهندوس والمسلمين وتقاذف الفريقان بالطوب والحجارة؛ لكنه لم يُؤَدِّ ذلك إلى خسارة لأي من الفريقين، وتوسط الشرطة ووجهاءُ الفريقين، فانحسم التوتر، وساد الهدوء، وعقدت الشرطة اجتماعاً بين الفريقين في مركز الشرطة للساعة الخامسة مساءً، وحضرت الاجتماعَ السيدة زاهدة خان عضو المجلس الإقليمي من حزب المؤتمر والسيدة أنيتا عضو المجلس الإقليمي من حزب «ب ج ب» الهندوسي، وانتهى الاجتماع إلى المسالمة بين الفريقين، وقدَّم عميد البلدة «شيري» الهندوسي اعتذارًا إلى المسلمين من قبل الغوجر الهندوس، وارتاح الناس من الفريقين وظنّوا أن الأمر قد انتهى. وبينما هم كذلك إذ صاح حشدٌ من منظمة «آر إيس إيس» الهندوسية المتطرفة جاء من مدينة «بهرتبور» بصحبة السيدة «أنيتا» عضو المجلس الإقليمي من حزب «ب ج ب» الهندوسي بأن المسلمين قد قتلوا عشرين من الغوجر الهندوس وحملوا جثثهم معهم تعميةً عليهم، فلن نرضى بهذه المسالمة التي جرى عقدها الآن، وبادر رجال «آر إيس إيس» إلى رئيس الشرطة وأمسكوا بذيل قميصه، وانتزعوا جوّاله من يده وضربوا به على الأرض فحطموه، وضغطوا على مدير المديرية Collector أن يصدر الأمر بإطلاق الرصاص على المسلمين، فرفض المدير ذلك؛ ولكنه خضع أخيرًا لضعطهم، وفي نحو الساعة 5 مساءً أخرجوا الأسلحة من الترسانة، وتوجهت الشرطة في الزيّ العادي غير زي الشرطة في سيارة مدرعة ومعهم جمعٌ من شباب الغوجر الهندوس و وصلوا إلى بوابة المسجد وأطلقوا الرصاص إلى المسجد وهم في السيارة، ولم يكن بين المسجد ومركز الشرطة إلاّ مسافة نحو 700 متر. وقد تولّى كبرَ هذه الجريمة أعضاءٌ ناشطون في منظمة «آر إيس إيس» من بينهم جواهر سينغ من سكان «بيدهم» وجواهر سينغ من سكان «بودولي» وبرمود المحامي وبنتي المحامي.

       وفي ضوء هذه الحقائق لايسعنا أن نُعَبِّر عن حادث «غوبال غرهـ» إلاّ بعملية الإبادة الجماعيّة للمسلمين. أمّا تصريحُ وزير الداخلية الإقليمي السيد «شانتي دهاريوال» بأن الشرطة إنما أطلقت الرصاصَ دفاعاً عن نفسها، وإلاّ كان هناك خطر وقوع حادث أسوأ من ذلك، فهو انتصارٌ غير شرعيّ للطائفيين الهندوس ومحاولةٌ فاشلة للتعمية على الإبادة الجماعيّة للمسلمين. وإننا نتساءل: لماذا تتم أمثال هذه الإجراءات فقط في الولايات التي يحكمها حزبُ المؤتمر، لا في غيرها؟ حيث لاتحدث في ولايات «أتراكهاند» و«مدهيا براديش» وغيرهما، مهما كانت هناك إجراءات أخرى تجري للإضرار بالمسلمين. ونظرًا لذلك نحن مضطرون أن نقول: إن حزب المؤتمر قد تسرّب إليه وإلى حكومته أناس يحملون نفسيّة «آر إيس إيس» يعملون عملاءَ لها ويُنَفِّذُون أجندتَها ويتحركون لصالحها، وقد آن لقيادة الحزب أن تفكر في هذه الفضية بجديّة وأن تتابع بدقة تصرفات هؤلاء المسؤولين الزعماء الحاملين لنفسية «آر إيس إيس» المتسترين في الحزب، وإلاّ فإنّ الحزب سيتحمّل نتائج التقصير الوخيمة، ولا سيّما في ولاية «أترابراديش» التي هي بمنزلة القلب للبلاد.

       إن حزب المؤتمر ظل يُعْرَف بدوره العلماني الواضح، وقد كان أساسُه على مبادئ العلمانية، والتغاضي عن المبادئ والانحرافُ عنها يضرّ بالحزب ويُدَمِّر البلاد.

       وإننا نطالب فيما يتعلق بحادث «غوبال غرهـ» المأساوي بما يلي:

       1 – لابدّ من إيقاف مسؤولي الشرطة المجرمين عن العمل وإجراء التحقيق بشأنهم عن طريق «سي بي آئي» حتى تتضح الصورة الصحيحة لكل من الحزب والحكومة.

       2 – منح وظيفة رسمية لِواحد من أسرة المستشهدين في الحادث المأساوي.

       3 – منح كل شهيد «صندوق الشهيد Shahid Package .

       4 – منح كل مصاب بجرح غائر نصف مليون روبية ومصاب بجرح خفيف مائتي ألف روبية.

       5 – الاعتقال العاجل للشباب الهندوسي المنتمي إلى «آر إيس إيس» من الذين أطلقوا الرصاص على المسلمين متكاتفتين مع الشرطة.

       (ملحوظة: هذه الرسالة وُجِّهَت إلى كل من رئيس الوزراء، وإلى رئيسة حزب المؤتمر السيدة «سونيا غاندي» ومعالي وزير الداخلية «بي جدمبرم» وكبير وزراء «راجستهان» أشوك غهلوت)

*  *  *

الجامعة الملية الإسلامية الحكومية بدهلي العاصمة:

إدارة الجامعة تتخذ إجراءات ضدّ الأستاذ المناوئ للعباية الإسلامية

       في اتخاذ للإجراءات الصارمة ضد أستاذ زائر في كلية الأساتذة الزائرين وبالذات في العام الدراسي الأول لقسم ايم بي إي (MBA) اسمه «في كى باسو» P. K. Baso انتقد بشكل صارخ المسلمين وشعائرهم بما فيها الحجاب الإسلامي ولاسيما العباية التي ترتديها النساء المسلمات، أعلنت إدارة الجامعة يوم الإثنين: 13/شوال 1432هـ الموافق 12/سبتمبر 2011م أنها ستتخذ خطوة قانونية ضدّ البروفيسور رافعةً دعوى قضائية إلى المحكمة الحكوميّة، وأنها ستنهي كلَّ الاتفاقيّات التي كانت قد عقدتها معه. إنّ مدير الجامعة السيد «نجيب جنغ» أبدى عزمه على اتخاذ خطوة جادّة ضدَّ البروفيسور مزيلاً جميعَ المخاوف والشكوك التي كانت تسود الوسطَ الجامعيّ وأوساط الشعب المسلم، وذلك في بيان أصدره عن إدارة الجامعة، قال فيه: إن البروفيسور آلم المسلمين من خلال انتقاداته ضدّهم وضد شعائرهم، وإنه قد عزم على اتخاذ اللازم ضدّه وبجديّة لالينَ فيها، منهيًا جميع الاتفاقات التعلميّة معه؛ لأنه شَوَّه الصورة العلمانيّة للجامعة، وأنّه آذى طلاب الجامعة وجميع طاقمها التدريسيّ والإداريّ والمجتمع الجامعيّ كلّه.

       الجدير بالذكر أن البروفيسور «باسو» كان قد انتقد طالبةً كشميريةً مرتديةً للعباية الإسلامية لدى دخولها إلى الفصل الذي كان يحاضر فيه وتطرّق إلى انتقاد المسلمين بشكل لاذع وما يتقيدون به من الشعائر الدينية بما فيها الحجاب الإسلامي. وذلك يوم 7/سبتمبر 2011م الموافق 8/شوال 1432هـ: يوم الأربعاء الذي حصل فيه التفجير أمام بوابة المحكمة العالية بدهلي. إن البروفيسور لم يكتفِ بالانتقاد المُوَجَّه إلى المسلمين، وإنما تناول المسلمين بالشتائم اللاذعة واصفاً الجامعةَ الملية الإسلامية (وهي إحدى الجامعات المركزية الحكومية الكبرى بالهند) بأنها جامعة من الدرجة الثالثة ولا تحمل أيَّ قيمة في المجتمع الهنديّ، مما جعل طلابَ الجامعة يُسَجِّلُون ضدّه شكوى في مكتب إدارة الجامعة، واجتمعوا بمدير الجامعة السيد نجيب جنغ وشكوا البروفيسورَ إليه وما قام به من انتقاد مرّ للمسلمين وشعائره.

       أفادت الأنباء أن الخطوة التي اتخذتها إدارة الجامعة ضدّ البروفيسور أدخلت على المجتمع الطلابي والإداري بالجامعة خصوصًا وأوساط الشعب المسلم الهندي عموماً الارتياحَ والسرورَ، وكان هناك استياء شديد يسود المجتمعَ الطلابي من ذي قبل؛ لأنهم كانوا يخافون أن إدارة الجامعة ربّما تُغْفِل احتجاجهم ومطالبتهم بمؤاخذة البروفيسور.

(انقلاب الأردية اليومية مومباي – ميروت، العدد 250، السنة 74، 14/شوال 1432هـ = 13/سبتمبر 2011م).

*  *  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دارالعلوم ديوبند ، ذوالقعدة – ذوالحجة 1432 هـ = أكتوبر – نوفمبر 2011 م ، العدد : 12-11 ، السنة : 35

Related Posts