محليّـــــات
إعداد : محمد أجمل القاسمي(*)
عم الحزن الأوساط العلمية في طول شبه القارة الهندية وعرضها وخيمت الكأبة على البيئة المدرسية الإسلامية والأوساط العلمية والدينية والاجتماعية بوفاة الرجل الصالح، الزاهد الحليم فضيلة الشيخ «مرغوب الرحمن» رئيس الجامعة الإسلامية دارالعلوم بديوبند – أكبر وأعرق الجامعات الإسلامية الأهلية – وأمير المسلمين في الهند، الذي استأثرت به – رحمه الله تعالىٰ – في بيته بمدينة بجنور الشهيرة ضحى الأربعاء 1/1/1432= 10/12/ 2010م عن عمر يناهز 96 عاماً بالتقويم الميلادي و99 عامًا من التقويم الهجري بعد أن بقي ثلاثين عامًا على رئاسة الجامعة الإسلامية دارالعلوم وعاش حياة حافلة بالإنجازات الهائلة. قد انتشر نعي وفاته في سرعة البرق الخاطف في جميع أنحاء العالم وفي أرجاء الهند بصفة خاصة، وسارعت الجامعات والمدارس والهيئات والمنظمات الإسلامية إلى عقد حفلات التأبين والعزاء للدعاء وإهداء الثواب للمغفور له في أماكن لاتحصى كما انهالت التعازي عبر الخطابات والرسائل والصحف والمجلات على الجامعة وورثة الفقيد، وفيما يلي النطباعات الشخصيات البارزة العاملة في مجالات العلم والدين والسياسة والخدمة العامة.
الشيخ أرشد المدني:
قال فضيلة الشيخ أرشد المدني أستاذ الحديث بالجامعة الإسلامية دارالعلوم/ ديوبند ورئيس جمعية علماء الهند: إن وفاة الشيخ «مرغوب الرحمن» رئيس جامعة ديوبند وأمير المسلمين في الهند خسارة لا تُعوض، وقد أدّى – رحمه الله – دورًا قياديًا في نشأة الجامعة الثانية يرجع الفضل في الخروج بالجامعة من الأزمة التي كانت تمر بها إلى ذكائه وفراسته وخبرته بالأمور وهمه البعيد وقبل ذٰلك إلى إخلاصه لربه، إن دوره في رفع الجامعة إلى هذا المستوى الذي نراها فيه يستحق تقديرًا بالغاً، كما دعا للمغفور له بالمغفرة والجزاء الحسن.
المقرئ محمد عثمان المنصورفوري:
وعبر فضيلة الشيخ المقرئ محمد عثمان المنصور فوري أستاذ الحديث بالجامعة ورئيس جمعية علماء الهند عن عميق حزنه قائلاً: إن وفاة الشيخ خسارة كبيرة، وما تمتع به رحمه الله من الشعور بالمسؤولية والإخلاص لله بشأن إدارة الجامعة يشكل عنوانًا بارزًا في تاريخ الجامعة، قد تولى – رحمه الله – إدارة الجامعة في وقت كانت تمر فيه بحالة في غاية الحرج والشدة فأدارها بكفاءة واستمر في منصب الرئاسة مدة ثلاثين عامًا، وكان الجميع يعترف ببصيرته وفهمه الواسع، قلما يجود الدهر بمثل هٰذا الرجل الذي يجمع – كما جمع – بين الصفات الحميدة.
الشيخ عبد الخالق المدراسي:
وأبدى فضيلة الشيخ عبد الخالق المدراسي نائب رئيس الجامعة ألمه وأسفه البالغين على وفاة الفقيد، وقال: إنه رحمه الله شغل منصب الرئاسة لمدة 30/عامًا، إلا أنه لم يرض بقبول أي مقابل مادي لما أدى من الخدمات، فلم يتقاض قط راتبًا أو علاوة من العلاوات، كما أنه ظل يدفع إيجاز الغرفة التي كان يسكنها مضافًا إلى أجور الكهرباء. كان – رحمه الله – أشد حبًا بالجامعة، وقد ورث هٰذا الحب عن والده الشيخ مشيت الله – رحمه الله – الذي كان عضوًا في المجلس الاستشاري لدارالعلوم.
الشيخ سعيد أحمد البالن بوري:
وأكد فضيلة الشيخ سعيد أحمد البالن بوري مدير هيئة التدريس بالجامعة فيما قال: إن الشيخ – رحمه الله – كان يطبق مَبدئَين في إدراة الجامعة؛ فإنه كان يستمع لكل أحد من العاملين في الجامعة من الأساتذة والموظفين مهما كان، ويتبادل الحوار معه في بساطة، وأوضح فضيلته المبدأ الثاني قائلاً: إن المغفور له كان يعتبر دارالعلوم أمانة الأمة المسلمة فكان يقف منها موقف الحذر والحيطة وقد بلغت الحيطة منه غايتها فيما يتعلق الأمر بالشؤون المالية للجامعة وبالعكس منه كان – رحمه الله – باسط الكفين في ماله.
الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي:
وفي بيان أدلاه فور وفاة الشيخ «مرغوب الرحمن» قال الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي رئيس هيئة الأحوال الشخصية الإسلامية ورئيس ندوة العلماء: إنه قد انتقل إلى جوار ربه الكريم الشيخ مرغوب الرحمن رئيس المؤسسة الإسلامية الجليلة: الجامعة الإسلامية دارالعلوم/ ديوبند الذي أشرف عليها منذ فترة طويلة، وأدار نشاطاتها وفق المطلوب، وقد شهدت الجامعة برعايته ازدهارًا وتقدمًا كبيرًا، وبوفاته حُرمت الجامعةُ رجلَها المخلص العامل، وخسرت الأمة المسلمة شخصية من كبار الشخصيات الإسلامية المشرفة على الدين والعلم، وقد كان وجود الشيخ معونة كبيرة على تدبير الشؤون التعليمية والدينية للمسلمين. وكان يتمتع بالمؤهلة الإدارية غير العادية، ويشرف على الشؤون الإدارية للجامعة صادرًا عن الحلم والحكمة الرزانة. وقد مكّنه حلمه وحنكته وتبصره بالأمور أن يساهم في ظروف حرجة في معالجة المشاكل التي كانت تمر به الأمة المسلمة من الأمور التي جعلته مشرفًا على الأمة المسلمة الهندية كافةً.
الشيخ محمد سالم القاسمي:
كما أعرب العالم الحكيم سماحة الشيخ محمد سالم القاسمي رئيس دارالعلوم (وقف) عن تألمه و أسفه البالغ على وفاة الشيخ «مرغوب الرحمن» واصفًا الكارثة بخسارة مِلِّيّة هائلة قائلاً: إنه بوفاته حدث فراغٌ لا يُملأ عاجلاً.
الشيخ سعيد الأعظمي:
وقال الشيخ سعيد الأعظمي الندوي عميد جامعة ندوة العلماء، لكهنؤ:
مع بدء العالم الهجري 1432هـ استأثرت – رحمه الله تعالى – بفضيلة الشيخ الجليل مرغوب الرحمن رئيس الجامعة الإسلامية دارالعلوم ديوبند (الهند) في غرة محرم عام 1432هـ الموافق 8/ من شهر ديسمبر 2010م بعد حياة حافلة من الأعمال الجليلة التي أنجزها في حياته، وبخاصة ازدهرت دارالعلوم ديوبند في عهده وتطهوت بافتتاح أقسام علمية عديدة وبزيادة عدد الطلاب والمتخرجين منها، كتب له الرحيل إلى الآخرة عن عمر يناهز مائة عام فإنا لله وإنا إليه راجعون.
شغل الفقيد منصب الرئاسة لهذه المؤسسة التعليمية والتربوية، نحو ثلاثين عامًا، وبذل مجهوداته العلمية والإدارية لتحقيق أهداف دارالعلوم التعليمية والتربوية والدعوية والفكرية، وضحى في سبيل ذلك من الوقت والمال ما قد يكون منعدم النظير في أوساط المدارس والجامعات الإسلامية في الوقت الحاضر، مع ما أكرمه الله تعالى به من غزارة العلمِ وصلابة الدين والعقيدة، وحلاه بحلية الورع والتواضع، ولعل ذلك هو العامل الكبير فيما إذا كان محببًا لدى طلبة العلم، ومعجباً به في الأوساط العلمية والدينية، جمع الله تعالى فيه جوانب متعددة من الشخصية الإسلامية التي كانت نموذجاً للآخرين، ولمن يخلفه في هذه الصفات.
لم تكن وفاته خسارة الجامعة الإسلامية دارالعلوم ديوبند فحسب؛ بل الواقع أنها كانت خسارة كبيرة لجميع المدارس والمراكز والجامعات الإسلامية في الهند وخارجها، وقد أدلى رئيس ندوة العلماء العام سعادة العلامة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي بياناً فور ما سمع نبأ هذا الحادث فقال: إن القارة الهندية وحتى العالم الإسلامي خسر أحد المشرفين على العلم والدين والمهتمين بقضايا الملة الإسلامية.
كما عقدت حفلة تعزية في مقر الإدارة لجامعة ندوة العلماء تحدث فيها هذا العاجز عن شخصية الفقيد (يرحمه الله) مع بيان خدماته العلمية والدينية، وصموده على هذه الجبهة بكل أمانة ودقة وإخلاص، حتى أنه لم يرض بأخذٍ أي مقابل مادي إزاء عمله الخالص الذي كان لابتغاء وجه الله تعالى فقد، بل كان يساعد الجامعة ماديا ويساهم مساهمة فعالة في سبيل إنجاز مشاريعها الإنشائية كذلك، وقد اتصلنا بنجله الكريم الشيخ أنوار إلهي هاتفيا لتقديم التعازي القلبية إليه راجياً منه الصبر الجميل على هذا الحادث الفاجع، ونحن إذ نعزي جميع أعضاء أسرته وأسرة دارالعلوم ديوبند وجميع أصحاب المدارس الإسلامية التابعة لها ندعو الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد (المغفور له إن شاء الله) بواسع رحمته ويغفر جميع زلاته ويتقبل أعماله قبولا حسنا، وينزله منزلاً مباركا في جنات ونعيم، ويجعله ممن أنعم الله عليهم من النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.
الشيخ محمود أسعد المدني:
وقال الشيخ محمود أسعد المدني الأمين العام لجمعية علماء الهند وعضو مجلس الشيوخ في البرلمان في تصريحاته الصحفية: إن حب الجامعة كان قد خالط الشيخ «مرغوب الرحمن» لحمَه ودمَه، إنه – رحمه الله – بدأ عمله في أحرج ساعة شهدتها دارالعلوم، وعلى الرغم من ذلك كله تغلب على المشاكل، ودفع عجلتها إلى الإمام، ورفعها إلى مستوى يُعتَبر قياسيًا. وأضاف أن الشيخ كانت تربطة العلاقات مع جمعية العلماء منذ أن بدأ مشواره العملي في دارالعلوم بديوبند.
الشيخ السيد نظام الدين:
وقال فضيلة الشيخ السيد نظام الدين أمير الشريعة بولاية بيهار وعضو المجلس الاستشاري للجامعة: إن الشيخ كان رجلاً عالماً بين الفضل والكمال والتقوى والتدين. استمر – رحمه الله – في رئاسة الجامعة 30/ عامًا، قاد خلالها الجامعة في اتجاه قويم، صادرًا عن البصيرة وشاعرًا بالأمانة. كان لايطرد أحدًا ولا يلومه، يقابله الأساتذة فيكرمهم، ويلاقيه الطلبة فيرحمهم، جالست الشيخ فوجدته رجلاً سديد الرأي، وكان موضع ثقة الجميع. ومن إنجازاته اللامعة أنه اشترى الأراضي الواسعة خلف بوابة ظاهر – إحدى بوابات الجامعة – وبدأ عليها مشروعاً إنشائيًا هائلاً. وأضاف فضيلته قائلاً: إن الفقيد كان يشيد بإنجازات الأمارات الشرعية، ورحلة مثل هذا العامل الجليل أحدثت ثغرة كبيرة.
الشيخ خالد سيف الله الرحماني:
وصف العالم الفقيه الكاتب الداعي المصلح فضيلة الشيخ خالد سيف الله الرحماني الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي كارثةَ وفاة الشيخ مرغوب الرحمن بكونها خسارة كبيرة بالنسبة للأمة المسلمة الهندية. وقال: إنه رحمه الله أدى خدماته لصالح الجامعة فترة مديدة مُتَمتِّعًا بالإخلاص والاحتساب، وكان جاهدًا مجدًا في مسعاه لرفع المستوى التعليمي للجامعة، كما أنه كان يجمع بين حسن الخلق والعدل والمجاملة والمؤهلة الإدارية مما يجعله محببًا لدى كل من الأساتذة والطلبة.
الشيخ أسرار الحق القاسمي:
وعبر العالم القائد الكاتب الأردي الكبير فضيلة الشيخ أسرار الحق القاسمي عضو مجلس الشعب في البرلمان عن حزنه المؤلم على وفاة الراحل العظيم مضيفًا: أن الجهود والخدمات المخلصة التي أسداها الشيخ لصالح الجامعة واضحة وضوح النهار، وإن دوره في رفع الجامعة إلى هذا المستوى سوف لا يُنسى أبدًا، معبرًا الكارثةَ عن الخسارة الكبيرة بالنسبة إلى المسلمين عاماً وإلى المنتمين إلى دارالعلوم خصيصاً.
الشيخ محمد ولي الرحماني:
ومن جانبه أعرب فضيلة الشيخ محمد ولي الرحماني مدير الجامعة الرحمانية نجير عن حزنه البالغ، واصفًا الشيخ مرغوب الرحمن بأنه كان رجلاً متدينًا تقيًا عاملاً لدارالعلوم مخلصًا، بقي – رحمه الله – على رأس الجامعة الإسلامية دارالعلوم بديوبند ثلاثين عاماً أسدى خلالها جهاده وجهده الحثيث لصالح دارالعلوم بديوبند متمتعًا بالإخلاص والإيثار، إنه لم يكن رئيسًا مثاليًا فحسب، وإنما كان يميزه ويُبرزه التقوى والإخلاص وروح الاحتساب.
الشيخ جلال الدين العمري:
وأعرب الشيخ السيد جلال الدين العمري أمير الجماعة الإسلامية قائلاً: إننا نجد مشاعر الحزن والألم البالغين على وفاة الشيخ واصفًا كارثةَ وفاته بكونها خسارة كبيرة للأمة المسلمة، وأضاف قائلاً: إن الشيخ كان من كبار العلماء والعاملين للدين، إنه وقف حياته لنشر العلم وتعميم رسالة الدين، وبصفة كونه مشرفاً على جمعية العلماء كان له اهتمامات كبيرة بأحلام الأمة آلامها، وكان يسعى لمعالجة المشاكل التي تُعاينها. كما عبر أمير الجماعة الإسلامية عن مشاعره قائلاً: إن الشيخ كانت له عناية كبيرة بالجماعات الإسلامية والمِلِّية، كما كان يكن حبًا كبيرًا لمسؤولي الجماعة الإسلامية، وإنه لم ينس الجماعة الإسلامية في كبرى المؤتمرات التي عقدت بديوبند.
الشيخ محمد أفضال الحق جوهر القاسمي:
وفي بيان صحفي قال الكاتب الأردي البارز الشيخ محمد أفضال الحق جوهر القاسمي رئيس منظمة الأبناء القدامى لدارالعلوم: إن الجامعة الإسلامية دارالعلوم خسرت بوفاة الشيخ «مرغوب الرحمن» رئيسًا أمينًا، كما حُرمت الأمة عالماً تقياً متدينًا كان يشكل حلقة وصل بين الماضي والحال، كان – رحمه الله – نموذجاً لسلفنا العظام في أمانته وورعه وخوفه من الله نموذجاً جديرًا بالاحتذاء للعلماء المعاصرين.
السيد نجيب جنك:
وقال السيد الدكتور «نجيب جنك» شيخ الجامعة المِلِّية الإسلامية بـ«نيودلهي»: إن شخصية الشيخ «مرغوب الرحمن» كانت تذكرنا بالسلف الصالحين، ووفاته خسارة لا تُعوَّض بالنسبة للأمة الإسلامية، وإنه بصفة كونه رئيسًا لدارالعلوم أدى خدمات بارزة في تنميتها، وقد شهدت الجامعة بفترة رئاسة إنجازات بنائية هائلة من بينها «جامع رشيد» الذي يستحق أن يعد عملاً عبقريًا في الإنشاء كما أحرزت الجامعة تقدماً ملموساً في مجال العلوم الجديدة بينها علوم الحاسب الآلي.
السيد أختر الواسع:
وقال بيان صحفي أدلاه السيد البروفيسر أختر الواسع نائب رئيس مجمع اللغة الأردية بـ«دلهي»: إن وفاة الشيخ مرغوب الرحمان كارثة كبيرة لحياتنا العلمية والدينية، وإنه ظل بعيدًا عن الخلافات، وكان مثالاً للبساطة والإخلاص، لم يستخدم – رحمه الله – الجامعة كأداة لجمع الأموال؛ ولذا كان يتمتع بثقة الجميع، وقد شهدت الجامعة في فترة رئاسته تصاعدًا كبيرًا في النشاطات التعليمية وتوسعًا هائلاً في الأعمال البنائية.
السيد شفيق أحمد خان الندوي:
وعبر البروفيسر الدكتور شفيق أحمد خان الندوي رئيس قسم اللغة العربية وآدابها سابقًا بالجامعة الملية الإسلامية عن عواطفة قائلاً: إن الشيخ كان نموذجاً للسلف الصالحين، وقد صحبته في بعض الرحلات فما وجدت مثله في المواظبة على السنن والنوافل، وبالإضافة إلى ذلك كان الشيخ نسيج وحده في الاعتدال المذهبي والاتزان الفكري.
الشيخ أصغر علي إمام مهدي:
وأبدى فضيلة الشيخ أصغر علي إمام مهدي السلفي الأمين العام لجمعية أهل الحديث المركزية في رسالته ألمه وحزمنه على وفاة رئيس دارالعلوم بديوبند واصفاً إباه بكونه حليمًا متواضعًا محبًا للعلم وأهله.
الشيخ حبيب الرحمن اللدهيانوي:
ومن جانبه أعرب الشيخ «حبيب الرحمان الثاني اللدهيانوي» رئيس مجلس أحرار الإسلام الهنود عن بالغ حزنه وألمه، ووصف الشيخ مرغوب الرحمان كان جنرال الإسلام، وبوفاته حُرمت الأمةُ مجاهدًا في سبيل الله عظيمًا وفي وقتٍ هناك كثرة للقادة المنفعين المتزلفين إلى أولي الأمر الذين قد خيبوا آمال الشعب المسلم كنا أحوج ما نكون إليه.
السيد أحمد البخاري:
وفي رسالته التأبينية أبدى السيد أحمد البخاري إمام وخطيب جامع دهلي الأمبراطوري أسفه الشديد على وفاة الشيخ مرغوب الرحمان. وأضاف قائلاً: إن الخدمات الجليلة التي أداها الشيخ مرغوب الرحمان صادرًا عن الرزانة والجدية والهدوء سوف تبقى محفورةً في التاريخ.
السيد عمران قدوائي:
وقال السيد عمران قدوائي رئيس قسم الأقليات التابعة لـ(آئي، سي، سي): إن وفاة الشيخ مرغوب الرحمان كارثة كبيرة لحياتنا العلمية والدينية، إنه ظل بعيدًا عن الخلافات. وحياته كانت تتمتع بالبساطة والإخلاص والاحتساب، كما كان – رحمه الله – في منتهى القناعة والغنى، فلم يتقاض قط مرتبًا لما أدى للجامعة من المهام فضلاً أن يتخذها ذريعة لتكديس الأموال. وكان موضع ثقة وإعجاب لدى الأوساط الديوبندية على ما بينها من خلاف وتباعد. وإن استطاع الحفاظ على وقار دارالعلوم ومنزلتها وسمعتها الطبية في حالة كانت المحاولات العالمية والمحلية مبذولة على نطاق واسع لإساءة سمعتها وانيل منها. وبالرغم أنه كان من أسرة ثرية ذات أراضٍ زراعية واسعة إلا أنه في حياته الشخصية ضرب مثالاً لبساطة العلماء المتصوفين المعروفين بالبساطة.
السيد شاهد الصديقي:
والسيد شاهد الصديقي عضو البرلمان الأسبق ورئيس تحرير جريدة «نئي دنيا» الأردية الأسبوعية المعروفة أعرب عن أسفه وحزنه الشديد، وقال: إن وفاة الشيخ مأساة وطنية كما أنها كارثة شخصية لنا، كانت تربطني به العلاقات الواشجة العريقة، إنه كان يمثل في شخصه ناديًا ومؤسسة، ولذا فإن وفاته خسارة كبيرة، من محاسنه – رحمه الله – أنه ظل بمنأى عن السياسية إلا أنه لم يتحاش قط عن المجاهرة بالحق، وكلما احتاجت الأمة إلى القيادة الرشيدة برز الشيخ ليقودها، كان يواجه المشاكل برحابة الصدر وكانت تهمه آلام الأمة.
السيد أحمد بتيل:
وعبر السيد أحمد بتيل المستشار السياسي للسيدة سونيا غاندهي عن حزنه وألمه على وفاة الشيخ «مرغوب الرحمان» واصفاً الكارثةَ بكونها خسارة كبيرة للبلاد والأمة المسلمة، إنها خلقت فراغاً يبدو من شبه المستحيل أن يُملأ عاجلاً، إن العلماء الديوبنديين قدموا تضحيات نادرة لتحرير البلاد واستعادة أمنه وسلامه، والشيخ كان يذكرنا بهولاء السادة الذين سعوا دائمًا لتحقيق التآلف المتبادل والتعايش السلمي والانسجام الطائفي والمحافظة عليها، إنه – رحمه الله – خدم الدين والعلم والأدب وأضفى النور والبقاء على خدمات سلفه العظام.
* * *
(*) الجامعة القاسمية شاهي، مراد آباد، الهند
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دارالعلوم ديوبند ، رجب 1432هـ = يونيو 2011م ، العدد : 7 ، السنة : 35