الأدب الإسلامي
شعر: د. عدنان علي رضا النحوي
عانقي المجد واخفقي يا بيدُ
كل يوم على رمالك عيدُ
راية بعد راية وزحوف
في ميادينها وفجر جديدُ
لا يزال التاريخ يدفعه النصـ
ـر ويبنيه مؤمن وشهيدُ
والنبوات آية الله يُجْلَى الحـ
ـق في نورها ويُجْلَى الوجودُ
تصل الأرض والزمان قتمتـ
ـد مواثيق أمة وعهودُ
يا لحَقٍّ جذورُهُ ضربت في الأ
رض وامتد ساقه والعودُ
إنه جوهر الحياة وفيض
عبقري وفاؤه والجودُ
إنه الوحي والرسالة للنا
س وهذا رسولها المشهودُ
سيد الناس بين نصر من اللّـ
ـه وعز لواؤه معقودُ
إنه أحمد النبي فبشرى
بين آيات ربه ووعيدُ
فمن الله كل فضل عليه
آية الحق والهدى التوحيد
* * *
يا جلال الإسراء يحمله الشـ
ـوق وجبريل والبراق الشديدُ
والفضاء الممتد ينشر أنوا
رًا فتنشق ظلمة وسدودُ
أيُّ نور يطوف بالكون تُجْلَى
من سناه أحناؤنا والكبودُ
إنه المصطفى أطلَّ فهبَّت
للقاد نبوة وجدودُ
وإذا السيد العظيم إمام
وجلال يحوطه وحشودُ
وإذا أنت يا فلسطين نور
يتلألأ وجوهر وعقودُ
فأخشعي يا ربي فهذي دروب
لجنان ومحشر وخلودُ
ورباط لله تحرسه العيـ
ـن وقلب ووثبة وزنودُ
* * *
يا ظلال الأقصى! نداك غنيٌ
بالرجا، صادق الوفاء، رغيدُ
كل شبر به مواقع وحي
وجهاد على الزمان مديدُ
إن دارًا يحوطها الله تأبى
أن يُخانَ الوفا وتُطوى الوعودُ
إن أرضاً لله لا يتولى
عن حماها فتى أبرُّ جلودُ
من يخن عهده مع الله يرهقـ
ـه عذاب من ربه وصعودُ
* * *
يا رسول الهدى! سلام من اللّـ
ـه ومن مؤمن له ترديدُ
وصلاة عليك تخشع فيها
أضلعٌ أسلمت وهذي الكبودُ
كل فتح بلغته هو آيا
ت من الله خيرها ممدودُ
غير أن القلوب أقسى على الفتـ
ـح وأغلى سبيلُها والجهودُ
فسبيل القلوب هدْي من اللّـ
ـه سبيل البلاد سيف حديدُ
فإذا ما التقى على الحق سيف
وبلاغ فذاك فتح مجيدُ
فبنيت الذي تقصّر عنه
عبقريات أعصر وحشودُ
أمة لم تزل إلى الله تسعى
هي فتح منه ونصر فريدُ
* * *
يا رسول الهدى! سلام من اللَّـ
ـه ومنا الوفاء والتوحيدُ
وصلاة عليك نعبد فيها اللَّـ
ـه نرجو رضاءه ونعيدُ
رحمة أنت للعباد من اللَّـ
ـه وفضل مُهدّى وخير مديدُ
فاذكري (أُمَّ معبد) قصة الشـ
ـاة وقد جفَّ ضرعها والوريدُ
مسح الضرع في يديه رسول الـ
لَّه فاشتد درُّها والجودُ
روي الصحب وانثنوا وكأن الضَّـ
ـرع تدعو: لئن ظمئتم فعودوا
آية الله في يديه وذكر اللَّـ
ـه في قلبه خشوع وحيدُ
إن روى الصحْبَ كفُّهُ فهداه
يرتوي منه صاحب وبعيدُ
يرتوي الدهر من هداه فيدنو
مؤمن خاشع وينأى كنودُ
* * *
أيها المصطفى! تفرَّدتَ في الخلـ
ـق نبياً عُلاك أفق فريدُ
أنت معنى الوفاء: ذكرُك في الأر
ض حميد وفي السماء حميدُ
زانك الله، حسن وجهك إشرا
ق وإشراقه جلال ودودُ
لا تكاد الشهود تملأ عينيـ
ـها فيغضي من الجلال الشهودُ
ذروة البأس في فؤادك في الحر
ب إذا احمرّ بأسُها ورعودُ
لو تنادوا من الفوارس في الدهـ
ـر لقالوا: ذا الفارس المعدودُ
أنت في الحرب يحتمي بك أبطا
ل ويأوي لظلك الصنديدُ
حسبك المدح أن تكون على خُلْـ
ـق عظيم يُتلى به الكتاب المجيدُ
كل آي من الكتاب وذكر
هو ذكر على الزمان جديدُ
* * *
يا رسول الهدى! حملت إلى النا
س سلامًا يرعاه دين وصيدُ
كم مسحت الدموع آسيتَ محزو
نًا فحنَّتْ إليك منهم كبودُ
ودفعت الأسى ورعشة خوف
فاطمأنت إلى الوفاء العودُ
أنت أرجعت لابن آدم حقاً
كم أضاعته فتنة وجحودُ
وعتاة بغوا على الناس حتى
تاه في الدرب جائع وطريدُ
يا حقوق الإنسان! هذا هو الحـ
ـق سواه فباطل مردودُ
إنها منحة من الله، حق
لم تشرعه عصبة وعبيدُ
فاستقيموا لله نَبْنِ سلاماً
لم تخالطه فتنة ووعودُ
* * *
يا رسول الهدى! عدلتَ وساويـ
ـتَ فما حار سيد ومسودُ
جمع الله أمة الحق إخوا
ناً فهبت عزائم وجهودُ
غير أن الزمان حال فعادت
للشياطين دولة وجنودُ
أشعلوا الأرض فجروها براكيـ
ـن فمادت ذرًا وماد عمودُ
صاح من هول مكرهم كل جبا
ر وجن اللهيب (والأخدودُ)
غير أن اليقين يبقى ويمضي
موكب الحق يجتلي ويرودُ
* * *
كيف أرقى إلى مديحك لكن
غلب الشوق والحنين الشديدُ
غلب الشوق رهبتي، وصراع
في فؤادي يغيب ثم يعودُ
كلما لـجَّ في فؤادي شوق
دفع الشوق رهبتي فتزيدُ
وإذا بالخشوع يرفع أشوا
قي فتصفو وترتقي فتجودُ
إنما الله والرسول هما الحـ
ـب ولله وحده التوحيدُ
يا لدرب شقيقته (في سبيل الـ
لَّه) عهد على الزمان جديدُ
ماجّ فيه من الهداية نور
وسرايا تتابعت وحشودُ
* * *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دارالعلوم ديوبند ، ربيع الأول 1431 هـ = فبراير – مارس 2010م ، العدد : 3 ، السنة : 34