إلى رحمة الله
في نحو الساعة 12 من يوم الثلاثاء: 28/ ذوالحجة 1428هـ الموافق 8/ يناير 2008م كنتُ قد عبرتُ الجسرَ في مدينة “مرادنكر” – بين مدينة “غازي آباد” و “مودي نكر” – واختار سائقُ السيّارة – التي كانت تحملني إلى “ديوبند” في رحلة عودتي من “مومباي” التي كنتُ قد سافرتُ إليها لتلقّي العلاج من عوارض داء السكّري المتكاثرة – الطريقَ الفرعيَّ الجديدَ المسايرَ لشاطئ النهر الذي يتفرّع من نهر “كنج” في مدينة “هريدوار” تاركاً الشارعَ الواسعَ الذي نسلكه عادةً، ليصل رأسًا إلى “كَهتَوْلِي” – دون أن يمرّ بمدينتي “مودي نكر” و”ميروت” – فيدرك الشارعَ . وكنتُ اُفكِّر في دواعي ترك السائق للشارع إلى هذا الطريق الفرعيّ الجديد غير المألوف بالنسبة إلينا، إذ رَنَّ هاتفي الجوَّال وضغطتُ على زرّ التلقّي الأخضر؛ فوجدتُ الأخَ الفاضل الشيخ رشيد أحمد السِلَّوْدِي الكجراتي الأستاذ بجامعة تعليم الدين الإسلاميّة ببلدة “دابهيل” بمديريّة “نَوْسَارِي” بولاية “كجرات” يتّصل بي ويقول بعد قراءة السلام عليّ واستخبار أحوالي وسؤالي: أَوَهل وصلتُ إلى “ديوبند” أم أنا لا أزال في الطريق إليها؟: لقد تُوُفِّي الشيخ محمد إكرام علي منذ دقائق؛ فقلتُ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . وسألتُ الأخ مُبْدِيًا غايةَ الأسف والحزن على وفاته رحمه الله : متى تُوُفِّي؟ فقال: في نحو الساعة العاشرة، أي في الساعة 9 والدقيقة 55.
في نحو الساعة 8 من الليلة المتخللة بين الاثنين والثلاثاء: 27-28/12/1428هـ الموافق 7-8/ يناير 2008م وصل قطار “راجدهاني” السريع – مُغَادِرًا مومباي – محطة مدينة “سورت” الكجراتيّة، وقد لقيني عليها الشيخ رشيد أحمد – مع عدد من زملائه العلماء – الذي كان على تواصل معي خلال رحلتي ، وقبل أن يُوَدِّعني على المحطة قال لي: نحن متجهون من هنا توًّا إلى مستشفى “لوكهات” بهذه المدينة لنعود الشيخ محمد إكرام علي الذي يرقد هذه الأيّام على السرير الأبيض بالمستشفى . كانت الفرصة ضيقة لأن القطار لايقف بالمحطّة إلاّ دقيقتين أو ثلاثَ دقائق؛ قلم أستخبره عن نوعيّة مرضه، وعما إذا كان شديدًا أو خفيفًا؛ وإنما اكتفيتُ بتوجيه الرجاء إليه أن يُسَلِّم عليه منّي.
وعندما بَلَّغَنِي الأخ نعيَه، تساءلتُ إليه مُتَعَجِّبًا: كيف وجدتموه في الليلة ؟ وهل كانت وطأةُ المرض شديدةً عليه ؟ وهل كنتم غير مطمئنّين إلى عودة صحّته؟. قال: لا، إنّه كان مصابًا منذ زمن بداء التنفّس، وكانت أنفاسُه تتصاعد عندما عُدْنَاه؛ ولكنه كان على وعي كامل، وما كانتِ المَلاَمِحُ تنطق بأيّ شكل أنه سيفارقنا بعد ساعات معدودات؛ بل عندما بلّغتُه السلامَ منكم ، سألني كيف سلّم عليَّ الشيخ نور عالم ؟ هل كان قد حَضَر، أو كتب إليكم بذلك، أو اتّصل بكم بالهاتف؟ فقلتُ له: إنّ الشيخ قد مَرَّ بالمدينة مُتَوَجِّهًا من “مومباي” إلى دهلي فديوبندَ، وكنّا لقيناه بالمحطّة منذ دقائق، وأخبرتُه أننا ذاهبون لعيادة الشيخ محمد إكرام علي، فحَمَّلَنِي السلامَ عليكم. على كلّ، إنّ الشيخ رغم مرضه كان واعيًا وسُرَّ بتحيتكم واستخباركم عن طريقنا عن أحوال صحّته، ودعا لكم. وما كان نظنّ عندها أنّه ضيف راحل بعد ساعات.
وصُلِّي عليه بعد صلاة العشاء من الليلة المتخللة بين الثلاثاء والأربعاء: 28-29/ذوالحجة 1428هـ = 8-9/يناير 2008م في الساحة المتوسطة لجامعة تعليم الدين بدابهيل. وأَمَّ الصلاةَ عليه رئيسُ قسم الإفتاءِ بالجامعة فضيلةُ الشيخ المفتي أحمد الخانبوري ، وحضرها آلاف من العلماء والطلاب وعامة المسلمين ، ودُفِنَ إثر الصلاة بمقبرة بلدة “دابهيل” رحمه الله، ووَسَّع مدخله في الجنة، وأسكنه بجوار الأنبياء والصديقين، وألهم أهلَه وذويه ، ومعارفه ومحبيه، الصبرَ والسلوانَ، وأجزل مثوبتهم فيه.
* * *
كان الفقيد الغالي من كبار المحدثين وخيرة العلماء الصالحين بديار الهند، قام بتدريس العلوم الشرعيّة ولاسيّما بالحديث الشريف 50 عامًا في الفترة ما بين 1378هـ/1959م و 1428هـ/ 2008م. وكان عالمًا مُتْقِتًا متعمقًا في علوم الشريعة عمومًا والحديث وعلومه خصوصًا، وكان يمتاز في ذلك عن كثير من العلماء المعاصرين له، ويملك لسانًا ذربًا بليغًا، لايملّ الحضور في الحفلات الدينيّة والطلاب في الفصول الدراسيّة حديثَه الضافي المُنَسَّق الذي يُمِدّه علمُه الغزير ومعلوماتُه الوافية في كل موضوع من مواضيع الدين والعلم، إلى جانب العذوبة والسهولة ، اللتين كانتا من المزايا العامّة لمحاضراته الخطابيَّة والدراسيَّة.
وكونُه مُدَرِّسًا بارعًا للحديث وعلوم الشريعة صار سمةً له في أوساط المدارس والجامعات الإسلاميّة بالهند؛ فإذا ذُكِرَ اسمُه تَبَادَرَ الأذهانُ إلى عالم مُتْقِن ومُدَرِّس خبير ذي خصائص من الدراسة العميقة الواسعة، والبيان الرائع، والتمكّن من الطرح المشبع ، والعرض الشائق المثير، اسمُه “الشيخ محمد إكرام علي”.
قام بالتدريس في كبرى المدارس بالهند، ولكون محاضراته مجدية جدًّا، ظلّت المدارسُ الوجيهةُ تتنافس في دعوته للقيام بالتدريس لديها. وكانت محطّته الممتازة الأولى “الجامعة الرحمانيّة” الشهيرة بمدينة “مونجير” بولاية “بيهار” بعد ما تنقّل بين مدارس عديدة عاديّة؛ فقد تَسَامَع العالم الهندي الكبير القائد الديني الوجيه الذكي فضيلة الشيخ منة الله الرحماني رحمه الله (1232-1411هـ=1913 -1991م) الأمين العامّ المؤسس لهيئة الأحوال الشخصية لمسلمي الهند وأمير الشريعة لولايتي بيهار وأريسه، الذي كان عندها المشرف العامّ القائم على شؤون الجامعة، بشهرته المتصاعدة بتدريس علوم الشريعة؛ فوَجَّهَ إليه الدعوةَ المُلِحَّةَ للقيام بوظيفة التدريس فيها، فقبلها وتولّى خدمةَ التدريسَ في شوال 1382هـ/ فبراير 1963م.
كان الشيخ منة الله الرحماني أحد كبار أذكياء العلماء القادة في الهند، وكانت لديه قدرة فريدة على معرفة الرجال وتوسّم المواهب الكامنة المنتظرة للحضانة والإثارة في الشباب، وأكرمه الله بملكة صناعة الرجال وتخريج الكوادر المُؤَهَّلة؛ فهو الذي توسّم الموهبة الفقهيَّة الخطابيَّة الإداريَّة الكامنةَ المتعطّشة للظهور وأداء الدور في الفقيه الهندي الكبير القاضي مجاهد الإسلام القاسمي رحمه الله (1355-1423هـ = 1936-2002م) فاحتضنه إثرَ تخرجه في الجامعة الإسلامية الأمّ دارالعلوم / ديوبند عام 1374هـ/1955م وولاّه التدريسَ في جامعته: “الجامعة الرحمانيَّة” بمدينة “مونجير” وتعهّد مواهبَه المذخورةَ بالسقي والريّ والتربية الواعية، وعندما نضجت – المواهب – وأثبت صاحبُها الشابّ – الرجل كونه مُدَرِّسًا قديرًا، وخطيبًا عذبَ البيان يُشَنِّف آذانَ الحضور بخطاباته، وفقيهًا يتعمّق في المسائل الفقهيّة وينزل في أغوار القضايا الشرعيّة، ومتمتعًا بالذكاء الفريد في استيعاب المستجدّات من القضايا، فانتدبه في شوال 1384هـ / فبراير 1965م ليكون قاضيًا متفرغًا بالإمارة الشرعيّة لولايتي “بيهار” و”أريسه” – ولولايات بيها وأريسه وجهاركهند لاحقًا – وليكون قائمًا على شؤون هذه الإمارة التي مقرها بقطاع “بهلواري شريف” بمدينة “بتنه” عاصمة ولاية “بيهار”.
وبما أنّ القاضي مجاهد الإسلام القاسمي، كانت رحابُ الجامعة تُدَوِّي بمحاضراته الدراسيّة، وكان الطلاب يحضرون دروسه في شوق وحرص لا يُوْصَفان ؛ فكان الشيخ منّة الله رحمه الله باحثًا عن مُدَرِّس يقوم مقامَ الشيخ مجاهد في جذبه الطلاب؛ فوقع اختيارُه – وكان مُوَفَّقًا – على الشيخ محمد إكرام علي، فدعاه إلى جامعته ، قبل أن يبعث الشيخ مجاهد الإسلام إلى مقر الإمارة بـ”بهلواري شريف” .
الحقُّ أنّ مواهب الشيخ محمد إكرام علي ظلّت مطمورةً قبل انضمامه إلى هيئة التدريس بالجامعة الرحمانيّة، وظلّت شهرته مغمورة قبل أن يمتّ بصلة إلى الشيخ الجيل والعالم القائد منّة الله الرحمانيّ. بقي الشيخ محمد إكرام علي يقوم بالتدريس بالجامعة 16 عامًا في الفترة ما بين 1382هـ/1963م و 1397هـ/1977م . ظلّ الشيخ عبر هذه المسافة الزمانيّة يقوم بتدريس بعض دواوين الحديث – وعلى رأسها صحيح مسلم وسنن أبي داؤد – وغيرها من كتب المقررات بملكة المحدث القدير والعالم الراسخ في علوم الشريعة وأصول الدين، يصدر في تدريسه عن دراسة مستوعبة، وأهليّة علميّة فائقة، وقدرة بيانيّة عذبة سلسلة، وصلاح وورع كانا سمةَ العلماء السلف ، وإلى جانب ذلك ظلّ يتمتع بصحبة العالم المحنّك القائد الديني الخبير الشيخ منة الله الرحماني؛ فازدادت تجاربه العلميّة، واختمرت أرصدته الدراسيّة ؛ لأنها وجدت المناخ الملائم، والمجالَ الخصبَ، والبيئة الصالحة، والطقس المواتي. ولم يكن يدور بباله أنه سيغادر هذا المنتجعَ العلميّ الذي يتمتع برافد ديني علميّ فكريّ قويّ بوجود شخصية الشيخ منة الله الرحماني الجامعة بين الكثير من المزايا التي لاتوجد في غيرها مجتمعةً في هذه الديار؛ ولكنّه حسد عليه قبولَه العامَّ بين الطلاب والأساتذة ولدى الشيخ منة الله عددٌ من زملائه المدرسين بالجامعة من غير المُؤَهَّلِين الذين يكونون كالأعمى أو الأقرع الذي يودّ أن يكون الناس جميعًا عميًا وقرعًا مثلَه ولايودّ أن يكون هو مثلَ غيره مبصرًا وذا شعر مكثّف .
وأدرك الشيخ محمد إكرام أن الشيخ منّة الله ربما يكدر قلبُه مستقبلاً بسعي الحُسَّد، بحيث لايمكن تصفيتُه بشكل ؛ فارتأى أن يستقيل من التدريس بالجامعة ويغادرها؛ حتى يحتفظ بما يتمتع به من حبّ الشيخ وحنانه. فغادرها ؛ في شعبان 1397هـ/ يوليو 1977م.
وما إن عمّ خبر انفصاله عن الجامعة الرحمانية، حتى رغبت عدد من المدارس الإسلاميّة في دعوته للتدريس عندها؛ ولكنّه لبّى دعوة “جامعة مفتاح العلوم” الكائنة بمدينة “مئوناث بهنجن” – التي كانت إحدى مدن مديرية “أعظم جراه” بولاية “أترا براديش” ثم صارت مقر مديريّة باسم “مئو” مستقلة عن “أعظم جراه” – فتولّى منصب شيخ الحديث بها في شوال 1397هـ/ سبتمبر 1977م، وبقي يدرس بها “صحيح البخاري” وجامع الترمذيّ، عبر سبع سنوات متتاليات، إلى أواخر ذي القعدة 1404هـ / يوليو 1984م .
في عام 1403هـ /1983م اختاره مجلس الشورى بالجامعة الإسلاميّة دارالعلوم/ ديوبند أستاذًا للحديث في الجامعة على إيعاز من فضيلة المحدث الكبير حبيب الرحمن الأعظمي رحمه الله (1319-1412هـ = 1901-1992م) وفضيلة الشيخ منة الله الرحماني رحمه الله ؛ لكونه قد اشتهر مدرسًا بارعًا وعالمًا متقنًا للحديث وعلومه؛ ولكنّه لم يرض أن يغادر جامعةَ مفتاح العلوم بمدينة “مئو” دون أن يوجد من يحلّ محلَّه في تدريس صحيح البخاري وجامع الترمذيّ، وخلال ذلك حدثت عواملُ حالت دونه ودون تولّيه خدمةَ أستاذ الحديث بالجامعة الإسلاميّة دارالعلوم/ ديوبند.
وظلّ يقوم بخدمة التدريس بجامعة مفتاح العلوم بمدينة “مئو” ثم حدث أن تُوَفِّى العالم الكبير الشيخ محمد أيّوب الأعظمي شيخ الحديث بجامعة تعليم الدين ببلدة “دابهيل” في 6/ شوال 1404هـ الموافق 7/ يونيو 1984م فألحّ عليه طلب القائمين عليها عن طريق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي رحمه الله أن يقبل منصب شيخ الحديث بها؛ فقبلها بعد تشاور مع العلماء والإخوان المخلصين ، وتولاّه فيها بدءًا من أواخر ذي الحجة 1404هـ الموافق أواخر أغسطس 1984م . واستمرَّ يقوم فيها بهذه الخدمة المُشَرِّفَة عبر 24 عامًا إلى وفاته.
خلّف رحمه الله وراءه إلى جانب زوجته أربعة بنين وخمس بنات، كلهم متزوجون وذووأولاد .
* * *
لدى إحدى قدماتي إلى بلدة “دابهيل” منذ سنوات في زيارة لجامعتها “تعليم الدين” – التي كان الشيخ محمد إكرام علي شيخَ الحديث بها – زرتُ الشيخَ في سكنه العائليّ الجامعيّ الذي كان داخلَ الحرم الجامعيّ في الصباح الباكر بعد صلاة الفجر؛ فوجدتُه مُضْنىً مُحَطَّمًا من أجل الأمراض التي ظلّت تلاحقه منذ سنوات طويلة. وكنتُ قد نويتُ أن أضغط على الشيخ أن لايهتم بتقديم شأي أو نحوه يُقَدِّمه الناسُ عادة لأيّ زائر في مثل هذا الوقت من الصباح ، وفعلاً قد منعتُه بكل أدب عن ذلك ؛ حتى لايتأذّى الأهل، ولا يتجشّم هو ما لاحاجةَ بي إليه. وذلك نظرًا لشيخوخته وضناه وكونه وحيدًا آنذاك دونما خادم؛ ولكنّه أصرّ على تناول الشأي، وانهزمتُ أمام إصراره، وخلالَ ذلك جرى تبادل الحديث العفوي معه حول كثير من الأمور التعليميّة والدعويّة. وكان ذلك أوّل وآخر لقاء معه، استمرّ نحو ساعة. وجدتُه شيخًا متواضعًا، يحبّ العفويّة والبساطة ، تلوح على وجهه سيما الصلاح والتقوى والسهر ليلاً للعبادة والقيام، وكان يتحدّث بإفصاح وتمهّل وأسلوب سائغ مُنَسَّق، ينبع حديثه عن علم وتفهّم للشريعة، ويدرك المخاطب أنه أمام عالم كبير بالدين وعلومه، يتفجّر الحلم من كل جوانبه، ويشعر المتحادث معه أنه يحاوره بقلبه لا بلسانه . وجدتُه هيِّنًا ليِّنًا آلفًا مألوفًا ، يتسم بصفات المؤمن الصادق، ويتجرّد من كل معنى من معاني النرجسيّة التي يصاب بها ذوو العلم إذا حُرِمُوا التحلّي بمكارم الأخلاق الإسلاميّة، والمروءة، وصحبة الصالحين المنصهرين في بوتقه السنّة النبويّة. ورغم كوني في عمر تلاميذه تصرَّف معي تصرَّف الترب مع الترب بل الصغير مع الكبير. ونهضتُ من عنده وأنا مُمْتَلِئٌ انطباعات جميلة ومشاعر رائعة عن خلقه الحسن، وحلمه الجمّ، وعفويّته المؤنسة ، إلى جانب علمه الغزير، وتعمّقه في علوم الكتاب والسنة، وحديثه المعجون طوال المجلس بنسمات العلم والصلاح والتديّن.
محطات هامّة في حياته
- اسمه الكامل: محمد إكرام علي بن أصغر علي بن هداية علي بن بير محمد الأنصاري.
- وُلِدَ عام 1355هـ/1936م بحيّ “چمپا نگر ” بمدينة “بھاگلپور” بولاية “بيهار”.
- التعليم: تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانويّ في مدرسة “إصلاح المسلمين” بمسقط رأسه “چمپا نگر” وتلقى تعليمه العالي في الجامعة الإسلاميّة دارالعلوم/ ديوبند ؛ حيث التحق بها في شوال 1369هـ الموافق يوليو 1950م وتخرج فيها في شعبان 1375هـ/ أبريل 1975م . ثم بقي بها يتلقى من العلوم ما يؤهله لخدمة الدين والعلم بشكل أليق؛ فالتحق بقسم التخصص في التفسير، ثم التحق بقسم الإفتاء . وذلك في العامين الدراسيين 1375-1376هـ و 1376-1377هـ.
- منذ 1378هـ/1959م عَمِلَ مدرسًا لعلوم الشريعة وأصول الدين حتى وفاته عام 1428هـ / 2008م .
- قام بالحج والزيارة خمس مرات . كانت حجته الأولى عام 1391هـ/ 1972م وحجته الأخيرة عام 1419هـ/ 1999م .
- أسس عام 1423هـ / 2002م مدرسة بمسقط رأسه بـ”چمپا نگر” بمدينة “بھاگلپور” باسم “الجامعة الإسلامية رشيد العلوم”. وطَوَّرَها فصار التعليم فيها للمرحلة الثانوية العالية إلى جانب أقسام التحفيظ والتجويد والتعليم العصريّ الذي لابدّ منه للنشء المسلم في هذا العصر.
- لم يعمد إلى التأليف والكتابة بشكل متعمد كمعظم أساتذة ومدرسي المدارس والجامعات الأهليّة ؛ ولكنه ألّف بعضَ الكتب في بعض الفرص؛ فألّف بعض الكتب باللغة الأردية في شرح الحديث؛ فألّف “نفع المسلم” وهو شرح بالأرديّـة لكتاب الإيمان من “صحيح مسلم”. كما كتب بعض المبادئ التي يحتاج إليها طلاب الحديث الشريف؛ فألف مقدمة لجامع الترمذي، وهي تنتظر الطباعــة والإصدار. وألّف ترجمة حياته منذ ولادته إلى عمله شيخًا للحديث بجامعة تعليم الدين ببلدة “دابهيل” والكتاب ينتظر التدوين والطباعة .
- قام برحلات وجولات دعويّه وخطابيّة داخلَ الهند وخارجها ، فزار كثيرًا من المدن والقرى، فانتفع بمواعظه خلق لايُحْصَىٰ .
- له تلاميذ مؤهلون بعدد كبير يعملون في داخل الهند وخارجها في شتى مجالات الحياة التعليمية والدعوية والكتابية والاجتماعيّة . وكلهم صدقه جارية له .
(تحريرًا في الساعة 12 من يوم الجمعة 11/ رمضان 1429هـ الموافق 12/ سبتمبر 2008م)
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . ذو القعدة – ذوالحجة 1429هـ = نوفمبر–ديسمبر 2008م ، العـدد : 11-12 ، السنـة : 32