بقلم:  الأستاذ عبد الصمد أمزيان(*)

ملخص باللغة العربية:

         هذه الدراسة تحمل بين طياتها الحديث عن مفهوم الملكة التفسيرية، ومسيس الحاجة إليها خاصة في يومنا هذا، نظرا للجمود الذي لحق علم التفسير بصفة خاصة، و لاريب أن تحصيلها مما يعين على فهم مراد الله تعالى بدل الاكتفاء بالتلقين فحسب، لأن الاجتهاد الذاتي، وإعمال العقل في الوصول إلى المعاني القرآنية، أدعى إلى تمرين الذهن على الاستنباط والتحليل والنقد، ونتيجته أعمق من التي يتلقاها المتلقي من غيره دون إعمال للفكر واستفراغ للجهد، ومن اعتمد على الحفظ والتلقي المحض فحسب؛ فإن ملكة العلم عنده ستكون ضامرة ضعيفة.

         ثم ختمت بذكر أهم الخطوات التي يمكن الاستناد عليها لبناء ملكة في هذا الفن، قسمتها إلى خطوات قبل التعامل مع النص القرآني وأخرى أثناء مدارسة الآيات، ثم ختمتها تقويم النتائج المحصل عليها.

مقدمة:

         من المعلوم أن القرآن الكريم نبراس المسلمين، وهو كتاب هداية وإرشاد لهم أجمعين إلى يوم الدين ﴿إِنَّ ‌هَٰذَا ‌ٱلۡقُرۡءَانَ ‌يَهۡدِي ‌لِلَّتِي ‌هِيَ ‌أَقۡوَمُ﴾ (إسراء:9)، ولأجل ذلك كان أحوج ما يحتاجه المسلم في يومنا هذا هو أوبة صادقة إليه، أوبة شاملة لجميع مناحيه، ليست محصورة في قراءة حروفه فحسب؛ بل في تدبرمعانيه، وتطبيق ما جاء به أيضا،ثم السعي من بعد ذلك لتقويم التحريف الذي لحق الفرد والمجتمع في الفهم والسلوك، وذلك أن جل العلل والأمراض التي أصابت جسد الأمة الإسلامية منشؤها الفهم الخاطئ لنصوص الوحيين؛ القرآن الكريم أولا فالسنة المطهرة.

         ولأنه المصدر الأول في التشريع الإسلامي، لزم فهم مراد الله عزوجل في قرآنه، والعناية به وبتفسيره، والدعوة إلى استنباط معانيه والكشف عن عجائبه التي لا تنقضي، فهو المعجز الصالح لكل زمان ومكان، وهو الكتاب الذي ﴿لَّا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ ‌خَلۡفِهِۦۖ ‌تَنزِيلٞ ‌مِّنۡ ‌حَكِيمٍ ‌حَمِيدٖ﴾ (فصلت:42).

         ولهذا فإن من أهم ما يرمي إليه الباحث اليوم أكثر من غيره، هو تحصيل سبل موصلة لفهم المقصود من كلام ربنا سبحانه، وما أفقر أحدنا إلى ملكة تؤهله لتحقيق هذه البغية، ولذلك بُسطت هذه الورقة لتُسلط الضوء على هذا الموضوع، وتجيب على إشكاليات عدة هي: ما المراد بالملكة التفسيرية؟ وما مدى حاجة الأمة إليها خاصة في عصرنا الحالي؟ وكيف يتم تحصيل ملكة في علم التفسير؟ وما الطرق المؤهلة لذلك؟ولأجل ذلك جعلت ورقتي مبنية على مبحثين اثنين، هما:

         – المبحث الأول: التعريف بالملكة التفسيرية والحاجة إليها.

         –  المبحث الثاني: كيفية تأسيس ملكة تفسيرية.

المبحث الأول: التعريف بالملكة التفسيرية

         الملكة لغة: هي مصدر لفعل ملك، فملك الإنسان الشيء يملكه ملكا، فالمِلك ما مُلك من مال(1).

         قال القشيريّ: كانت لنا ملوك من نخل أي أملاك(2). ومنه ولله الملك والملكوت، وملك فلان سنين. وملاك الأمر وملاكه: ما يقوم به، ويقال: القلب ملاكُ الجسد.

         – والمملوك: العبد، فلان حسن الملكة، أي: حسن الصنيع إلى مماليكه، وشاهد ذلك حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ سَيئُ المَلَكَةِ»(3)، والمقصود به من يسيء صحبة المماليك ويعتدي عليهم بغير وجه حق(4)، ومثيله أيضا حديث النبي ﷺ: «حُسنُ المَلَكَةِ نَماءٌ، وسُوءُ المَلَكَةِ شُؤْم»(5). ومما أثر عن ابن السكيت رحمه الله قوله: لأذهبن فإما مُلك وإما هُلك، وجاز بالفتح أيضا: فإما مَلك وإما هَلك(6).

         ومن الأمثال السائدة: «الشرط أملك، عليك أم لك»(7) أضبط وأثبت.

         أما الملَكة فقد عرفها الجرجاني في كتابه «التعريفات» وغيره بأنها: «صفة راسخة في النفس، وتحقيقه أنه تحصل للنفس هيئة بسبب فعل من الأفعال، ويقال لتلك الهيئة: كيفية نفسانية، وتسمى: حالة، ما دامت سريعة الزوال، فإذا تكررت ومارستها النفس حتى رسخت تلك الكيفية فيها وصارت بطيئة الزوال فتصير مَلَكَة، وبالقياس إلى ذلك الفعل: عادةً وخلقًا»(8). وبإيجاز فهي: صفة راسخة في النفس، أو استعداد عقلي خاص لتناول أعمال معينة بذكاء ومهارة»(9).

         ومَثَلُه كمن يسعى ليقوم لسانه فيصبح فصيحا طليقا، بعيدا عن اللحن في اللغة، فإنه يتعلم قواعد علم النحو ويتدرب في نطقه عليها ليستقيم كلامه ويعصمه من الزلل، فإن هو داوم الأمر وكرره مرة تلو أخرى، صار نطقه على الوجه السليم، وبات اللسان ملكة ثابتة لا يحتاج معها لاستحضار قاعدة ما، بل تجري العبارات على لسانه بلا مشقة، إذ إنه في بدايات تعلمه استحضر تلك القواعد بعناء، لكن مع الدربة أصبحت الملكة راسخة، وهذا الأمر سار في كل العلوم والمهارات التطبيقية.

         لذا نجد الطاهر ابن عاشور رحمه الله أحد أعلام التفسير المعاصر يعرف الملكة، ويبرز أن الغاية من تعلم العلوم، ودراسة الفنون هو تحصيلها، ويرى أن العمل بقواعد أي علم والاشتغال بها يجعلها سجية لدى المتعلم، لا يحتاج منها إلا استذكارها في كل حين، فيقول: «العلوم ما دونت إلا لترقية الأفكار، ومرائي العقول … فما القصد من كل علم إلا إيجاد الملكة التي استخدم لإصلاحها، ونعني بالملكة: أن يصير العمل بتعليمات العلم كسجية للمتعلم لا يحتاج معها إلى مشايعة القواعد إياه»(10).

         والكلمة الثانية التي لزم تسليط الضوء عليها هي التفسير؛ لأن عليها مدار الدراسة، ويراد بها في اللغة البيان والكشف والتفصيل للكتاب(11)، واصطلاحا فقد وردت فيه تعاريف عدة، وتعريف أبي حيان من أدق هذه التعريفات وأجمعها، فيعرفه بقوله: التفسير علم يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن، ومدلولاتها، وأحكامها الإفرادية والتركيبية، ومعانيها التي تُحمل عليها حالة التركيب، وتتمات لذلك»(12).

         واعتمادًا على التعاريف السابقة يمكن القول بأن الملكة التفسيرية هي: ذلكم التهيء والاستعداد النفسي لمحاولة فهم المراد من كلام الله عزوجل، فهما سليما، وذلك بالاستناد إلى الأدلة المعتبرة، أو حسب تعبير حاتم العوني: «التأهل العلميُ والذهني لإدراك الفهم الصحيح للآية، بالاجتهاد المبني على أدلته، لا تقليدا»(13).

الحاجة إلى ملكة في علم التفسير:

         إن الناظر في تراثنا العلمي خاصة في عصرنا الحالي ليجد عزوفا في دراسة علم التفسير، حتى أضحى- بعد هذا الإهمال- مجرد تسجيل لفهوم علمائنا السابقين، وإعادة قراءتها على مسامع الناس لاغير، فحُجر بذلك عن معناه المعجز الذي «لا تنقضي عجائبه ولا تنفد معانيه»(14)، وأسباب عدة تضافرت فأدت إلى هذا الفتور، نجملها في ثلاثة، على النحو الآتي:

         – الاكتفاء بما عند الأوائل من نُقول وكتب في التفسير، وادعاء بعض المتأخرين أنهم قد أحاطوا بمعاني القرآن الكريم كلها، إيمانا منهم بأنه:

         لم يدع من مضى للذي قد غبر

فضل علم سوى أخذه بالأثر(15)

         ولا ريب أن هذا القول لايصح على إطلاقه، فقد «ثبت في أصول الفقه أن المتقدمين إذا ذكروا وجها في تفسير الآية فذلك لا يمنع المتأخرين من استخراج وجه آخر في تفسيرها، ولولا جواز ذلك لصارت الدقائق التي استنبطها المتأخرون في التفسير مردودة باطلة، وذلك لا يقوله إلا مقلد خُلْف»(16).

         – اجتناب الوقوع في الخطإ، اهتداء بقوله أبي بكر الصديق رضي الله عنه: «أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لاأعلم»(17)، حتى عظم شأن القول في القرآن الكريم عند طائفة مخافة الغلط فيه، واشتهر على ألسنة الكثيرين منهم مقولة: «خطؤه كفر»، وهي جزما قولة باطلة لاتصح، فقد ثبت في صحيح الآثار أن فهم صحابة من رسول الله ﷺ معاني من القرآن كانت خاطئة، فاهتدوا إلى صحتها فيما بعد فصوبوها وصححوا ولم يكفروا.

         فجاء بعدهم خلق من الناس يؤمنون بصدق هذه القولة فبدؤوا «يغتفرون فيه – أي التفسير- النقل ولو كان ضعيفا أو كذبا، ويتقون الرأي ولو كان صوابا حقيقا؛ لأنهم توهموا أن ما خالف النقل عن السابقين إخراج للقرآن عما أراد الله منه»(18).

         فعطلوا بذلك كثيرا من نصوص القرآن الكريم التي تدعو إلى التأمل فيه، وإعمال العقل في استنباط ما فيه من درر ونفائس كقوله تعالى: ﴿أَفَلَا ‌يَتَدَبَّرُونَ ‌ٱلۡقُرۡءَانَ﴾ (محمد:24)، وقوله تعالى: ﴿كِتَٰبٌ ‌أَنزَلۡنَٰهُ ‌إِلَيۡكَ ‌مُبَٰرَكٞ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾ (ص:29) لكن لا يعني هذا تعطيل العقل وحبس القريحة عن الخوض في تأويل القرآن لمن له دراية تامة به وبعلومه.

         – ثم من الأسباب الأخرى التي أدت إلى التقاعس عن الاهتمام بهذا الفن هو قلة من يُدرس هذا العلم دراسة منهجية محكمة، هذا فضلا عن كون هذا العلم علما موسوعيا شاملا لعلوم عدة، وجبل صعب الرَحول، فيحتاج طالبه أن يلم بالعلوم الشرعية الأخرى ليفك رموز الكلمات والمعاني القرآنية، ولصعوبة تحقيق ذلك، وضعف همة كثير من المشتغلين به، تخلوا عن التجديد فيه، واكتفوا بما سطر في الأسفار السابقة، وغير ذلك من الأسباب التي يستعصي ذكرها في هذا المقام.

         وهذا يروم تجديدا في علم التفسير، تجديدا يسلط من خلاله الضوء على الوقائع المستجدة، والمشكلات المستحدثة، في مختلف الميادين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، لكونها تتشعب كلما ابتعدنا عن رياض النبي ﷺ وعصره إلى يوم الناس هذا، ومحاولة إيجاد العلاج لها من مقتضيات هذا التجديد.

         وأعني به: «تجديد الفهم لكتاب الله تعالى على ضوء واقع المسلمين المعاصر وفق قواعد التفسير»(19)، أو بتعبير آخر:

         «هو مواكبة التفسير لحاجات العصر وإصلاحها بحيث لا يغدو التفسير حبيس الأوراق والكتب، وإنما ينطلق لإصلاح واقع الناس وتلبية حاجاتهم الدينية والنفسية»(20)، فسمات القرآن الكريم نفسه لا تقبل الجمود في التفسير، وهذه الخاصية عظيمة فيه تستدعي تجديدا في علومه، ومعانيه، وتنافر التقليد والجمود الذي لحقه.

         ومن المعين على هذا التجديد في التفسير، تأسيس ملكة فيه بدل الاكتفاء بالتلقين فحسب، لأن الاجتهاد الذاتي، وإعمال العقل في الوصول إلى المعاني القرآنية، أدعى إلى تمرين الذهن على الاستنباط والتحليل والنقد، والنتيجةالحاصلة تكون أعمق من النتيجة التي تتلقف من غير إعمال الذهن، ومن اعتمد على الحفظ والتلقي المحض فحسب فإن ملكة العلم عنده ستكون ضامرة ضعيفة، وفي هذا الصدد، يقول الزركشي رحمه الله في البحر المحيط: «ليس يكفي في حصول الملكة على الشيء تعرفه، بل لا بد مع ذلك من الارتياض في مباشرته… ومما يُعينه على ذلك أن تكون له قوة على تحليل ما في الكتب، ورده إلى الحُجج: فما وافق الصواب فهو صواب، وما خرج عن ذلك فهو فاسد، وما أشكل أمره توقف فيه»(21).

         ولا نعني بدعوتنا لهذا التجديد ولتأسيس هذه الملكة في التفسير تجاوز ما استنبطه علماؤنا الأوائل وفسروه، بل يُستند عليه في بنائها، ولا يستغنى عنه، خاصة إذا علمنا أن فهمهم للقرآن الكريم لم يشمل كل الآيات، إذ هناك مواطن خلت من تفاسيرهم، فالسعي حينئذ إلى استخراج معان جديدة لم يسبق إليها المفسرون أمر لا ضير فيه.

المبحث الثالث: كيفية تأسيس ملكة تفسيرية

         لتأسيس ملكة تفسيرية، لا بد من الوقوف على محطات معتمدة بغية تنمية مهارات الفهم والنظر المؤهلة لهذا التأسيس، وهي خطوات كثيرة، لكن هذه الدراسة هي محاولة لاختصار وذكر الأهم منها،وسأبسطها في مايلي:

– قبل التعامل مع النص القرآني:

         أول مايلزم لمن يسعى إلى تحصيل ملكة التفسير، هي ذاك الاستعداد النفسي والعقلي، وهذا مقصد من مقاصد حصول الملكة، فضلا عن تلك التهيئة الخلقية، المتمثلة في النية الصادقة؛ لأن الأعمال مقرونة بنياتها(22)، ثم التوكل على الله عزوجل، والسعي نحو نيل الإخلاص، لا طلبا لشهرة ولالرياء، وأن يتصف من يرنو لها بالآداب والقيم والشروط المؤهلة له لصعود هذا المرقى العظيم، والتي تحدث عنها أهل العلم في تصانيفهم(23)، بدءا بسلامة المعتقد لما له من أثر بليغ في نفسية صاحبه، لأن فساده قد يقوده إلى تحريف معاني الآيات ولي أعناقها عن غير المراد منها، لهذا نجد الإمام أبا طالب الطبري في أوائل تفسيره يقول: «القول في أدوات المفسر: اعلم أن من شرطه صحة الاعتقاد أولا ولزوم سنة الدين، فإن من كان مغموصا عليه في دينه لا يُؤتمن على الدنيا، فكيف على الدين، ثم لا يُؤتمن من الدين على الإِخبار عن عالِم فكيف يُؤتمن في الإخبار عن أسرار الله تعالى، ولأنه لا يؤمن إن كان متهمًا بالإلحاد أن يبغيَ الفتنة ويُغِر الناس بليِه وخداعه كدأب الباطنية وغلاة الرافضة، وإن كان متهما بهوى لم يُؤمن أن يحمله هواه على ما يُوافق بدعته كدأب القدرية»(24). فمن تبع هواه نصرة لمذهبه زاغ عن الجادة القويمة، كدأب الروافض والمعتزلة والخوارج ونحوهم، كيف بمن سيؤول القرآن الكريم وليس سليم المعتقد، ذا خلق حسن مبني على الصدق، و«اعلم أنه لا يحصل للناظر فهم معاني الوحي ولا يظهر له أسراره، وفي قلبه بدعة، أو كبر، أو هوى، أو حب الدنيا، أو وهو مُصر على ذنب، أو غير متحقق بالإيمان.. وهذه كلها حُجب وموانع بعضها آكد من بعض، وفي هذا المعنى قوله تعالى:

﴿سَأَصۡرِفُ ‌عَنۡ ‌ءَايَٰتِيَ ‌ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ﴾ (الأعراف:146)، قال سفيان بن عيينة رحمه الله(25): «يقول أنزع عنهم فهم القرآن». أخرجه ابن أبي حاتم»(26).

         من الخطوات الأخرى التأسيسية لهذه الملكة التي لــــــزم الحرص عليها: التزود العلمي الرصين قبل الخــــــــوض في تفسير الآيات، وأعني بذلك الإلمام بالعلوم اللازمة، التي تؤهل لفهم المعاني القرآنية، وفي طليعتها علوم الآلة كعلم التجويد والقراءات، وأصول التفسير، وعلوم اللغة العربية، وأصول الفقه، وغيرها، وهذين الأخيرين مما يبسط لنا سبل الوصول إلى الكشف عن معاني الآيات، ويتيح لنا اكتساب ملكة مع الدربة، وقد اعتبر أبو يعقوب السكاكي رحمه الله هذين العلمين مما يضبط به علم التفسير، فقال: «ولله در شأن التنزيل لا يتأمل العالم آية من آياته إلا أدرك لطائف لا تسع الحصر، ولا تظنن الآية مقصورة على ما ذكرت، فلعل ما تركت أكثر مما ذكرت؛ لأن المقصود لم يكن إلا مجرد الإرشاد لكيفية اجتناء ثمرات علمي المعاني والبيان، وأن لا علم في باب التفسير بعد علم الأصول أقرأ منهما على المرء لمراد الله تعالى من كلامه، ولا أعون على تعاطي تأويل مشتبهاته، ولا أنفع في درك لطائف نكته وأسراره ولا أكشف للقناع عن وجه إعجازه هو الذي يوفي كلام رب العزة من البلاغة حقه ويصون له في مظان التأويل ماءه ورونقه»(27).

         فهذه الفنون هي المساعدة على بيان المراد من كلام الله عزوجل، فهي آيات المفسر وأدوات اشتغاله العلمية، خصوصا علوم القرآن، وفي هذا يقول ابن أبي الدنيا رحمه الله(28): «وعلوم القرآن وما يستنبط منه بحر لا ساحل له، فهذه العلوم التي هي كالآية للمفسر، لايكون مفسرا إلا بتحصيلها»(29)، ودونها يكون الفهم سقيما، فلا يتصور أن يدرك أحد هذه المعاني وهو بمنأى عن علوم اللغة العربية مثلا كالنحو والصرف والبلاغة، أو لا معرفة له بأصول التفسير، ولا علم الناسخ والمنسوخ مثلا، وقد قال أبو عبدالرحمن رحمه الله: «مر علي رضي الله عنه على قاض، فقال له: أتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال: لا، قال: هلكت وأهلكت»(30)، فإذا كان معرفة هذا العلم إلزاما للقضاء، والجهل به هلاكا له حسب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فكيف بمن يشتغل بعلم جليل كالتفسير؟ «فمن فسر بدونها- أي هذه العلوم- كان مفسرا بالرأي المنهي عنه، وإذا فسر مع حُصولها، لم يكن مفسرا بالرأي المنهي عنه»(31)، ولايعتقد بناء الملكة التفسيرية أيضا بلا هذه الآليات، وقد حصرها الإمام السيوطي رحمه الله في خمسة عشر علما فقال: «يجوز تفسيره لمن كان جامعا للعلوم التي يحتاج المفسر إليها، هي خمسة عشر علما»(32) فعد منها ما سبق الإشارة إليه، بالإضافة إلى علم الاشتقاق، وعلم المعاني، والبيان، والبديع، وعلم الموهبة، وهلم جرا.

         مما يساعد على تحيصل الملكة أيضا، ومن الخطوات التي لها أهميتها البالغة؛ كثرة النظر في كتب التفسيروالالتصاق بها، والتمعن فيها، بدءا بالمختصرات؛ كتفسير الجلالين رحمة الله على صاحبيه، وصفوة التفاسير للصابوني رحمه الله، انتهاء بالمطولات؛ كتفسير الإمام الطبري، والقرطبي، وابن كثير وغيرهم رحمهم الله، فإنه يجلي للمطالع كيف تعامل أهل العلم مع الآيات القرآنية، ويبين المسالك التي اعتمدوها في الفهم، وهذا مما يذكي قريحة القارئ، ويوسع مدارك الفهم.

أثناء النظر في النص القرآني:

         في المحطة الثانية من محطات تكوين الملكة التفسيرية، وأثناء التعامل مع الآيات القرآنية، لابد من حسن الإعداد الأولي، فبداية يحدد الآيات التي سيطبق عليها هذه الخطوات، ويستحسن لو تحصر في عشر، اقتفاء بأثر الصحابة رضوان الله عليهم، فعن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفا، قال: «كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات، لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن»(33).

         ثم ينظر بعد تحديدها في سبب ورود هذه الآيات، التي يرنو فهم معانيها، لأن لمعرفة سبب النزول فوائد جمة، قال الإمام الواحدي رحمه الله: «لا يمكن تعبير الآية، دون الوقوف على قصتها، وبيان نزولها»(34).

         فلعل آية من القرآن الكريم قد يفهم منها في ظاهرها معنى، وإذا أمعنا النظر في سبب نزولها تبين لنا المعنى الحقيقي على خلاف ما فهم أول الأمر، وقد تحدث العلماء(35) عن فوائد هذا العلم فذكروا منها: بيان المراد لارتباطه بسبب النزول، جاء في مقدمة أصول التفسير: «معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية، فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب»(36)، إلى جانب تخصيص العام، وبيان المشكل، ودفع التعارض، وهذا من أهم ما يفهم به القرآن الكريم، لهذا نجد الإمام القشيري رحمه الله، يقول: «بيان سبب النزول طريق قوي من فهم معاني الكتاب العزيز، وهو أمر تحصل للصحابة بقرائن تحتف بالقضايا»(37). و لابن دقيق العيد رحمه الله قول يشبهه يقول فيه: «بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني القرآن»(38).

         ومثاله: أنه لما نزل قوله تعالى ﴿لَا ‌تَحۡسَبَنَّ ‌ٱلَّذِينَ ‌يَفۡرَحُونَ بِمَآ أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحۡمَدُواْ بِمَا لَمۡ يَفۡعَلُواْ فَلَا تَحۡسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٖ مِّنَ ٱلۡعَذَابِۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ﴾ (آل عمران:188) أشكل على بعض الصحابة فهمها، ومنهم مروان بن الحكم رضى الله عنه الذي فهم منها فهما خاطئا فقال: «لئن كان كل امرئ فرح بما أوتيَ وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذبًا، لتعذبن أجمعون؟» فبين له ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنه المقصود من الآية، وأنها نزلت في أهل الكتاب حين سألهم النبي ﷺ عن شيء فكتموه إياه وأخبروه بغيره، وأروه أنهم أخبروه بما سألهم عنه(39)، والأثر في الصحيحين.

         ثم السعي لشرح الآيات وتفكيك معانيها لغويًّا، وشرح مفرداتها الواضحة، الواحدة تلو الأخرى، وهو مأخذ من مآخذ التفسير كما أشار الزركشي رحمه الله(40)، لأن «القرآن نزل بلسان العرب على الجملة، فطلب فهمه إنما يكون من هذا الطريق خاصة؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿إِنَّآ ‌أَنزَلۡنَٰهُ ‌قُرۡءَٰنًا ‌عَرَبِيّٗا﴾ (يوسف:2)، وقال: ﴿بِلِسَانٍ ‌عَرَبِيّٖ ‌مُّبِينٖ﴾ (الشعراء:195) … فمن أراد تفهمه، فمن جهة لسان العرب يُفهم، ولا سبيل إلى تطلب فهمه من غير هذه الجهة»(41)، فإن فهم المعنى اللغوي الصرف للآية سهل فهم المعنى الإجمالي لمقطع قرآني بعدها، وعدم فهم مفردة قرآنية قد يؤثر على فهم الآية كلها، فهذا ابن عباس رضي الله عنه ترجمان القرآن يقول: «كنت لا أدري ما ﴿فَاطِرِ ‌ٱلسَّمَٰوَٰتِ ‌وَٱلۡأَرۡضِ﴾ حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها، أي: أنا ابتدأتها»(42).

         وهنا تبرز ضرورة علوم اللغة التي سبق الإشارة إليها، وأنها أول ما يلزم العناية به لتكوين الملكة المنشودة، ولا يحل من غيرها الخوض في شيء من القرآن، فقد نقل الإمام السيوطي رحمه الله عن مجاهد رحمه الله قال: «لايحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالما بلغات العرب»(43)، بل توعد الإمام مالك رحمه الله من يفعل ذلك، فقال: «لا أوتى برجل يفسر كتاب الله غيرِ عالم بلغات العرب إلا جعلته نكالا»(44).

         ثم بعد تبسيط معاني المفردات القرآنية البارزة، نسعى لفهم المقطع القرآني فهما عاما ومجملا، استنادا على ما استقر عندنا من معانٍ، وهذا هو ديدن الصحابة رضوان الله عليهم وهم الذين شهدوا التنزيل، فكانوا يفسرون الآيات ويسعون لفهم مدلولها المجمل، ومنهم كتاب الصحابة كعمر رضي الله عنه، روى أنس بن مالك رضي الله عنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: ﴿فَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا حَبّٗا ٢٧ وَعِنَبٗا وَقَضۡبٗا ٢٨ وَزَيۡتُونٗا وَنَخۡلٗا٢٩ وَحَدَآئِقَ غُلۡبٗا ٣٠ وَفَٰكِهَةٗ وَأَبّٗا﴾ (عبس:27-31) قال: «فكل هذا قد عرفناه، فما الأب؟» ثم نقض عصًا في يده، فقال: «هذا لعمر الله التكلف اتبعوا ما تبين لكم من هذا الكتاب»(45)، وزاد القرطبي في تفسيره للآية: «اتبعوا ما بين لكم من هذا الكتاب، وما لا فدعوه»(46).

         ولتعزيز ما توصل إليه من كشف لمعاني الآيات، يجب الرجوع إلى التفسير بالمأثور وذاك لأن الملم بالعلوم الشرعية والحافظ لآي القرآن، ليجد قرائن، وآيات متشابهات بها قد يفسر بعضها ببعض، وإلا فبأحاديث النبي ﷺ الصحيحة منها، ثم تفسير الصحابة من الرعيل الأول لها؛ لأنهم هم من شهدوا التنزيل، وهم وأعلم بالقرآن من غيرهم، وأعلم بواقعه، وأسباب نزوله، ومكيه ومدنيه، وناسخه ومنسوخه.

         وفي الختام لزم تقويم هذه النتائج المتوصل إليها، والتأكد من هذه التأويلات من خلال الرجوع إلى كلام أئمة التفسير وترجيحاتهم في كتبهم وأسفارهم؛ لأن في هذه المرحلة يقوم الباحث ماجمعه من معارف فيصصح ما كان خاطئا، ويدعم ما أصاب فيه.

         ثم إن مع الدربة والممارسة على آيات معينة، وكثرة الإمعان في كتب التفسير، واتباع هذه الخطوات السالفة الذكر، لينمي-لامحالة- في الدارس ملكة التفسير تدريجيا، بتأسيسه فهما سليما لآي القرآن الكريم، ولعل هذا الذي دعا إليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه بقوله: «إلا فهما يُعطيه الله رجلًا في القرآن»(47)، وإن من مقاصد التفسير هذه الدربة المنشودة «فالتفسير شرح مراد الله من القرآن ليفهمه من لم يصل ذوقه وإدراكه إلى فهم دقائق العربية، وليعتاد بممارسة ذلك فهم كلام العرب وأساليبهم من تلقاء نفسه»(48).

خاتمـــــــــة:

         تحمل هذه الدراسة بين طياتها الحديث عن الملكة التفسيرية، فبينت بداية المراد بها، والحاجة إليها خاصة في يومنا هذا، نظرا للجمود الذي لحق علم التفسير بصفة خاصة، وأنها مما يعين على فهم مراد الله تعالى بدل الاكتفاء بالتلقين فحسب، لأن الاجتهاد الذاتي، وإعمال العقل في الوصول إلى المعاني القرآنية، أدعى إلى تمرين الذهن على الاستنباط والتحليل والنقد، ونتيجته أعمق من النتيجة التي يتلقاها المتلقي من غيره دون إعمال للفكر، ومن اعتمد على الحفظ والتلقي المحض فحسب فإن ملكة العلم عنده ستكون ضامرة ضعيفة.

         ثم ختمت بذكر خطوات يمكن الاتكاء عليها في بناء ملكة في هذا الفن، قسمتها إلى خطوات قبل التعامل مع النص القرآني وأخرى أثناء مدارسة الآيات، ثم ختمتها بذكر النتائج المحصل عليها، وهي اختصارا:

         – الملكة التفسيرية -كتعريف إجرائي- هي: ذلكم التهيُّؤُ والاستعداد النفسي لمحاولة فهم المراد من كلام الله عز وجل، فهما سليما، وذلك بالاستناد إلى الأدلة المعتبرة، أو حسب تعبير حاتم العوني: «التأهل العلميُ والذهني لإدراك الفهم الصحيح للآية، بالاجتهاد المبني على أدلته، لا تقليدا».

         – الأمة الإسلامية اليوم في مسيس الحاجة إلى الملكة التفسيرية لفهم المقصود من كلام الله تعالى، خاصة بعد تقاعس الناس عن العناية بالتفسير مدارسة، وتلقينا، وتأليفا، إلا ما ندر.

         – إن مما يؤهل لتحصيل الملكة التفسيرية هو الاعتماد على خطوات منهجية إجرائية، تمكن من كسبها، كالاستعداد النفسي والخلقي، والاهتمام بالعلوم الشرعية التي لا غنى عنها (علوم الآلة وعلوم الغاية) في فهم معاني القرآن، والنظر في مناهج المفسرين وهلم جرا.

* * *

الهوامش:

(1)    أحمد بن فارس، معجم مقاييس اللغة، تحقيق عبد السلام هارون، دار الفكر- سنة النشر 1399هـ- 1979م، الجزء5، الصفحة 352.

(2)    أبو القاسم الزمخشري جار الله، أساس البلاغة، تحقيق: محمد باسل عيون السود، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت– لبنان، الطبعة: الأولى 1419هـ-1998م، الجزء2، الصفحة 227.

(3)    ابن ماجه، لأبي عبدالله محمد ابن ماجه القزويني، سننه، تحقيق فؤاد عبدالباقي، دار إحياء الكتب العربية، الجزء2، الصفحة 1217، رقم الحديث 3691/الترمذي، لمحمد عيسى الترمذي، سننه، تحقيق بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي ببيروت-لبنان، سنة النشر 1998م، الجزء3، الصفحة:398، رقمه: 1946، وهو حديث غريب، وقد تكلم أيوب السختياني رحمه الله وغيره في أحد رجالات سنده وهو فرقد السبخي، واتهموه في حفظه، وحكم عليه بعض المعاصرين كالألباني بالضعف.

(4)    مرتضى الزَّبيدي، تاج العروس من جواهر القاموس، تحقيق مجموعة من المحققين، الناشر: دار الهداية الجزء 27، الصفحة: 348.

(5)    مسند الشهاب القضاعي، لأبي عبدالله محمد القضاعي، تحقيق حمدي بن عبدالمجيد، مؤسسة الرسالة ببيروت، الطبعة الثانية سنة 1407هـ، الجزء1، الصفحة 170، رقمه 244/ والنهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير مجد الدين أبوالسعادات الجزري، تحقيق: طاره أحمد الزاوي و محمود محمد الطناحي، المكتبة العلمية بيروت سنة 1399هـ، الجزء 4، الصفحة: 358.

(6)    الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، أبو نصر الجوهري، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين بيروت الطبعة الرابعة 1407 هـ‍- 1987 م، الجزء: 4، الصفحة: 1611.

(7)    أبو بكر عبدالرزاق، في مصنفه، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، المجلس العلمي بالهند، والمكتب الإسلامي ببيروت، الطبعة الثانية سنة 1403ه، باب الشرط في النكاح، الجزء6، الصفحة: 226، برقم: 10605.

(8)    علي بن محمد بن علي الزين الشريف الجرجاني (المتوفى: 816هـ)،كتاب التعريفات، ضبطه وصححه جماعة من العلماء بإشراف الناشر، دار الكتب العلمية بيروت –لبنان، الطبعة: الأولى، 1403هـ -1983م، الصفحة: 229/ التوقيف على مهمات التعاريف، لزين الدين الحدادي، عالم الكتب- القاهرة، الطبعة الأولى سنة 1990م، الجزء1، الصفحة: 314.

(9)    أحمد مختار عمر،معجم اللغة العربية المعاصرة، الطبعة الأولى سنة 2008م،عالم الكتب، الجزء 3، الصفحة:2123.

(10) محمد الطاهر بن عاشور، أليس الصبح بقريب: التعليم العربي الإسلامي، دار السلام ودار راسخون للنشر بتونس، الطبعة الأولى سنة 1427هـ، الجزء 1، الصفحة: 153.

(11) الخليل الفراهيدي، كتاب العين، تحقيق مهدي المخزومي، وإبراهيم السامرائي، دار ومكتبة الهلال، الجزء7، الصفحة:24.

(12) وقد أورد أبوحيان شرحا مفصلا لهذا التعريف، ينظر: البحر المحيط في التفسير، أبو حيان الأندلسي، تحقيق صدقي محمد جميل، دار الفكر- بيروت، طبعة 1420ه، الجزء1، الصفحة:26.

(13) الشريف حاتم العوني، تكوين ملكة التفسير: خطوات عملية لتكوين ذهنية المفسر، مركز نماء للبحوث والدراسات ببيروت، الطبعة الأولى، سنة 2013م، الصفحة: 8.

(14) محمد الطاهر ابن عاشور، مقاصد الشريعة، تحقيق: محمد الحبيب ابن الخوجة، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بقطر، سنة 1425هـ، الجزء:1، الصفحة: 247.

(15) اليوسي،زهر الأكم في الأمثال والحكم، تحقيق: محمد حجي، دار الثقافة، بالدار البيضاء، الطبعة الأولى، سنة 1401هـ، الجزء:3 الصفحة:77.

(16) الفخر الرازي مفاتيح الغيب، ، دار إحياء التراث العربي ببيروت، الطبعة الثالثة: سنة 1420ه، الجزء:9، الصفحة: 490.

(17) ابن أبي شيبة، في مصنفه، تحقيق: كمال يوسف الحوت، مكتبة الرشد بالرياض، الطبعة الأولى، سنة 1409ه، الجزء: 6، الصفحة: 136.

(18) الطاهر بن عاشور،أليس الصبح بقريب، الصفحة: 161.

(19) يحيى شطناوي،التجديد في التفسير، بحث منشور في مجلة ثقافتنا للدراسات والبحوث، مجلد: 6 ، العدد:23، سنة: 1431 هـ.

(20) جمال أبو حسان، التجديد في التفسير مادة ومنهاجا، كلية الشريعة – جامعة الزرقاء الأهلية بالأردن.

(21) أبو عبدالله الزركشي ، البحر المحيط، دار الكتب، الطبعة الأولى، سنة 1414هـ، الجزء 8، الصفحة: 266.

(22) أصله حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرفوعا إلى النبي ﷺ: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى». رواه البخاري في صحيحه، تحقيق محمد زهير بن ناصر، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى سنة 1422هـ، باب: كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله ﷺ، الجزء:1، الصفحة:6، الرقم:1.

(23) لقد أفرد العلماء في مصنفاتهم مباحث للحديث عن آداب المفسر وشروطه التي لا غنى له عنها، وأوصلها بعضهم إلى عشرين شرطا ونيف، وعدوا من الآداب مثل ذلك، ينظر مثلا: الإتقان في علوم القرآن، لجلال الدين السيوطي (ج4، ص: 200)/ مباحث في علوم القرآن لمناع القطان (ص:340 فما بعدها)/ ومدخل إلى التفسير وعلوم القرآن( ص: 74).

(24) جلال الدين السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، تحقيق: محمد أبوالفضل إبراهيم، نشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، الطبعة: 1394هـ، الجزء4، الصفحة: 200.

(25) هو أبو محمد الهلالي ابن أبي عمران ميمون مولى محمد بن مزاحم، الإمام الكبير، وحافظ العصر، شيخ الإسلام، الكوفي، ثم الحجازي، من أعلام الحديث والتفسير، حافظا ثقة، واسع العلم كبير القدر، قال عنه الإمام الشافعي: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز. ( سير أعلام النبلاء، لشمس الدين الذهبي، دار الحديث القاهرة، طبعة: 1427ه، الجزء:7، الصفحة: 414/الأعلام ، لخيرالدين الزركلي، دار العلم للملايين، الطبعة الخامسة عشر، سنة2002م، الجزء: 3، الصفحة: 105.)

(26) الإتقان في علوم القرآن الجزء:4، الصفحة: 216/ وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم، تحقيق: أسعد محمد الطيب، مكتبة نزار مصطفى الباز- المملكة العربية السعودية، الطبعة الثالثة، سنة 1419هـ، الجزء:5، الصفحة: 1567، الرقم: 8982.

(27) أبو يعقوب السكاكي، مفتاح العلوم، ضبط وتعليق: نعيم زرزور، دار الكتب العلمية ببيروت، الطبعة الثانية، سنة 1407ه، الجزء:1، الصفحة: 421.

(28) هو أبو بكر عبدالله بن محمد بن عبيد، القريشي، حافظ للحديث، له تصانيف عدة، منها: “مكارم الأخلاق” و”ذم الملاهي”و”العقل وفضله”، وغيرها.( الأعلام، للزركلي، الجزء:4، الصفحة: 118).

(29) الإتقان في علوم القرآن، الجزء4، الصفحة: 216.

(30) وفي هذا الباب آثار كثيرة مماثلة لقولة علي رضي الله عنه، تبرز قيمة هذا العلم، وتبين أنه من العلوم التي لايستغنى عنها، ينظر: الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم، لابن حزم، تحقيق: عبدالغفار البنداري، دار الكتب العلمية ببيروت، الطبعة الأولى، سنة 1406ه، الجزء: 1، الصفحة: 5 و6.

(31) من كلام ابن أبي الدنيا رحمه الله، انظر: الإتقان في علوم القرآن، الجزء4، الصفحة: 216.

(32) الإتقان في علوم القرآن،الجزء:4، الصفحة: 216.

(33) أحمد بن حنبل، في مسنده،تحقيق شعيب الأرنؤوط، وعادل مرشد، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، سنة 2001م، الجزء: 38، الصفحة:467.

(34) أبو الحسن الواحدي، أسباب النزول، تخريج وتدقيق: عصام بن عبدالمحسن الحميدان، دار الإصلاح بالدمام، الطبعة 2، سنة 1412ه، الصفحة: 8.

(35) ينظر مثلا: أسباب النزول للواحدي، العجاب في بيان الأسباب لابن حجر العسقلاني، لباب النقول في أسباب النزول للسيوطي، وغيرها، فقد أفردوا فصولا للحديث عن فوائد هذا العلم.

(36) ابن تيمية، مقدمة في أصول التفسير، دار مكتبة الحياة ببيروت، الطبعة: 1490ه، الصفحة 16.

(37) الزركشي، البرهان في علوم القرآن، تحقيق: أبوالفضل محمد إبراهيم، الطبعة الأولى سنة 1376هـ، دار إحياء الكتب العربية، الجزء:1، الصفحة: 22.

(38) الإتقان في علوم القرآن، الجزء:1، الصفحة: 108.

(39) الإمام البخاري، في صحيحة، باب: لايحسبن الذين يفرحون بما أتوا، الجزء:6، الصفحة: 40، الرقم 4568/ الإمام مسلم في صحيحه، تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي، دار إحياء التراث العربي ببيروت، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، الجزء:4، الصفحة 2143، الرقم: 2778.

(40) البرهان في علوم القرآن، الجزء:4، الصفحة:207.

(41) الشاطبي،الموافقات، تحقيق: أبو عبيدة مشهور، دار ابن عفان، الطبعة الأولى سنة:1997م، الجزء:2، الصفحة 102.

(42) أبوعبدالله القرطبي،الجامع لأحكام القرآن، تحقيق أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، دار الكتب المصرية، الطبعة الثانية: سنة 1964م، الجزء: 14، الصفحة: 319.

(43) الإتقان في علوم القرآن، الجزء:4، الصفحة: 213.

(44) البرهان في علوم القرآن، الجزء:1، الصفحة: 292.

(45) أبوعبدالله الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، تحقيق: مصطفى عبدالقادر عطا، دار الكتب العلمية ببيروت، الطبعة الأولى، سنة 1411هـ، الجزء2، الصفخة:559، الرقم:3897، وقال: هذا حديث على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

(46) الجامع لأحكام القرآن، الجزء:19، الصفحة:223.

(47) صحيح البخاري، باب: فكاك الأسير، الجزء:4، الصفحة 69، الرقم:3047. (48)   أليس الصبح بقريب، الصفحة: 160.


(*)         أستاذ، وباحث في الدراسات الإسلامية، وزارة التربية والتكوين- المغرب .

مجلة الداعي، رمضان – شوال 1444هـ = مارس – مايو2023م، العدد: 9-10، السنة: 47

Related Posts