بقلم: الأستاذ محمد سخاوت حسين القاسمي(*)
تعريف الاستشراق:
كلمة «الاستشراق» مشتقة من مادة «شرق» يقال: شرقت الشمس تشرق شروقًا وشرقًا، بمعنى: طلعت(1)، واسم الموضع المشرق. والتشريقُ: الأخذ في ناحية المشرق، يقال: شتان بين مُشَرِّقٍ ومُغرِّبٍ وشرَّقوا: ذهبوا إلى الشرق أو أتوا الشرق، وكل ما طلع من المشرق فقد شَرَّقَ والشَّرْقُ والشَّرْقٍيُ: الموضع الذي تشرق فيه الشمس من الأرض(2).
وقد جاء في المعاجم العربية الحديثة وعلى رأسها «المنهل» على النمط التالي: «جاءت لفظتا شرق ومستشرق مقابلتان للفظة الفرنسية» Orient و«Orientaliste لوصف أهل الشرق أو الشرقيين. وOriental هو الشرقي والمشرقي.Orientalisant لوصف كل متأثر بالشرق. أما الاستشراق فيعبرعنه بلفظة Orientalisme التي لها أيضا حب الأشياء الشرقية والمستشرق أو العالم باللغات والأداب الشرقية هو»(3) LorientalisteM.
من المعلوم تاريخيًّا أن الاستشراق ارتبط منذ بدايته بقوى مختلفة ومن أهمها: القوى السياسية الاستعمارية والنصرانية التي رأت في الإسلام والمسلمين عدوًا للغرب وللنصرانية ولليهودية منذ ظهورالإسلام وانتشاره في بلاد كانت نصرانية الأصل؛ بل تمثل قلب العالم النصراني مثل منطقة الشرق الأدنى القديم وبخاصة فلسطين التي يعدها النصارى واليهود أرضًا مقدسةً.
لقد مضى الاستشراق والغزو الاستعماري في طريق واحدة، المستعمر يغزو البلاد، والمستشرقون يغزون الفكر والتراث. يحتاج الاستعمار دائمًا الدعائم الفكرية والروحية التي تمهد له الطريق، وتثبت له حكمه. وللمد الاستعماري في العالم الإسلامي والعربي دور ريادي كبير في تحديد نظرية الأوربيين إلى الشرق وخاصةً بعد القرن التاسع عشر، حيث استفاد الاستعمار من التراث الشرقي، كما أن السيطرة والهيمنة الغربية على ثروات الشرق ساعدت في تعزيز موقف الاستشراق عامةً(4). فعندما يستولي الاستعمار الغربي على أي بلد من بلاد المسلمين جعل يقوم بتقطيع أوصال هذه البلاد شيئًا فشيئًا ويضعها تحت سيادته.
بعد الحرب العالمية الأولى أصبح لدى الاستعمار الغربي جماعة من المستشرقين الذين قاموا بمسؤوليات حرب ثقافية حضارية دينية ضد المسلمين وحاولو إضعاف شأن الإسلام وقيمه «وأمثلة ذلك كثيرة ومن بين الأمثلة العديدة على هذا الارتباط أذكر المسشترق كارل هينريش بيكر»(5) CarlHenrichBecker مؤسس مجلة الإسلام الألمانية الذي قام بدراسة تخدم الأهداف الاستعمارية الألمانية في إفريقيا. فقد حصل الرايخ الألماني(6) DeutschesReichفي عام 1885-1886م على مستعمرات في إفريقيا تضم مناطق بعض سكانها من المسلمين، وظلت تلك المناطق تحت السيادة الألمانية حتى عام 1918م. وقد أدى ذلك إلى تأسيس معهد اللغات الشرقية في برلين عام 1887م، وهو معهد كانت مهمته تتلخص في الحصول على معلومات عن البلدان الشرقية الحالية وبلدان الشرق الأقصى وعن شعوب هذه البلدان وثقافتها»(7).
يعتبر الاستشراق من أهم الوسائل التي مهدت للاستعمار العسكري وغزوالشرق ثقافيًا وعسكريًا، والاستعمار الحديث يعتمد على المستشرقين بصورة فعالة في دراسة نفسية الشعوب، وعاداتها وتقاليدها(8)، وأفضل الوسائط للسيطرة عليها بأقل شيء ممكن من التكاليف، والذي يتابع أحداث القرن التاسع والقرن العشرين «وهما أكثر القرون في النشاط الاستعماري» يعلم مدى الصلة القوية بين الاستعمار والاستشراق، ومن هنا فإننا نجد في كثير من سفارات الدول الاستعمارية مستشرقين عاملين بها، ويقع على عاتق هولاء المستشرقين مهمة الاتصال بالعقول المفكرة في البلاد التي يريدون السيطرة عليها ثقافيـًّا أو عسكريًّا، وكذلك الاتصال بكبار العاملين في المناصب القيادية في مجالات الثقافة والإعلام والتعليم العام والجامعي، عن طريق الصداقة أو المشاركة في أعمال ثقافية أو تقديم الخبرة لهم(9).
خدم المستشرقون كجواسيس وعساكر المستعمرين تعلموا لغات الشرق، واطلعوا على ثقافته ونفسيته، وآدابه، ثم قدموها نسخةً مشوهةً لشعوبهم، واستمالوها لتكون مع قادتها وعساكرها صفًّا واحدًا، لقد ادعوا كذبًا وبهتانا أن الاستعمار إنما هو المدنية والحضارة في وجه الهمجية والضلال، سترا لسوءاتهم، وتبريرا لجرائمهم «إنه ولا ريب أن فريقا من الاُوروبيين لا ينظر بعين الجد إلى إشهار حرب دينية على المسلمين، ولكنه يرغب في إتحافنا بمدنيته، بصفة كونه وصيًّا علينا أومنتدبًا لنا، وفي الوقت نفسه يبتز أموالنا بلباقة»(10).
يقدم المستشرقون للساسة في بلادهم تقارير في صورة مؤلفات أحيانًا عن أخلاق وعادات البلاد الإسلامية ليدرس أمرها عند غزوها، فمثلا «إدوارد لين» 1801-1876م وهو مستشرق إنجليزي قدم إلى مصرعام 1825م للتضلع من العربية كتابة وحديثًا، ثم عاد إليها فأقام بها من عام 1823 إلى 1835م، وأكب على دراسة الحياة في القاهرة مباشرةً، وعاش عيشة المصريين فكان يلقبه أصدقاؤه بمنصور آفندي، فما عاد إلى بلاده حتى نشر كتابه «أخلاق وعادات المصريين المعاصرة عام 1836م وقد انتفعت به هذه البلاد في التعرف على عاصمة الشرق الأولى قبل القيام بغزوها»(11).
شهد القرن التاسع عشر استيلاء المستعمرين الغربيين على مناطق شاسعة من العالم الإسلامي. ففي عام 1857م تم استيلاء الإنجليز سياسيًّا على بلدنا الهند، وأصبحت الهند بذلك تابعة للتاج البريطاني رسميًّا، بعد أن كانت حتى ذلك الحين واقعة تحت نفوذ شركة الهند الشرقية منذ القرن السابع عشر وفي عام 1857م أيضًا تم استيلاء فرنسا على الجزائر كلها بعد ماكان الفرنسيون قد بدؤوا غزوها عام 1830م. كما احتلت هولندا قبل ذلك في بداية القرن السابع عشر جزر الهند الشرقية (إندونيسيا) عن طريق شركة الهند الهولندية. وبعد عام 1881م تم احتلال مصر وتونس. وظل الاستعمار يقوم بتقطيع أوصال البلاد الإسلامية شيئًا فشيئًا ويضعها تحت سيادته حتى استطاع في النهاية أن يطوق العالم الإسلامي من الشرق والغرب(12).
وقد أفاد الاستعمار من التراث الاستشراقي، ومن ناحية أخرى كان للسيطرة الغربية على الشرق دورها في تعزيز موقف الاستشراق، وتواكبت مرحلة التقدم الضخم في مؤسسات الاستشراق وفي مضمونه مع مرحلة التوسع الأوروبي في الشرق(13).
قد أدى الاستشراق خدمات جليلة للاستعمار، وكان -ولا يزال- مصدرًا مهمًّا من مصادر الغزو الفكري، وهو أسلوب من أساليب الاستعمار- ومن الخدمات الجليلة تمكين الاستشراق الاستعمار من اتخاذ صنائع وعملاء في البلاد الإسلامية بواسطة الجامعات والمدارس التي أقامها الغرب في بلاد المسلمين، وكان يشرف عليها ويوجهها منصرون ومستشرقون(14).
فهناك تحالف قوي بين فريق من المستشرقين والاستعمار الذي أذل العالم الإسلامي وغير الإسلامي من منطقة ما يسمى بالعالم الثالث حقبة من الزمان في العصر الحديث. وينقل «زقزوق» عن المستشرق المعاصر «شتيفان فيلد» StefanWild أن هناك جماعة «يسمون أنفسهم مستشرقين سخروا معلوماتهم عن الإسلام وتأريخه في سبيل مكافحة الإسلام والمسلمين. وهذا واقع مؤلم لا بد أن يعترف به المستشرقون المخلصون لرسالتهم بكل صراحة»(15) ويرى مالك بن نبي أن الاستشراق مربمرحلتين في اكتشاف الفكر الإسلامي: الأولى كانت من أجل إثراء ثقافة أوروبا، والمرحلة الثانية «العصرية» من أجل تعديل سياسي لوضع خططها السياسية مطابقة لما تقتضيه الأوضاع في البلاد الإسلامية لتسيطر على الشعوب الخاضعة فيها لسلطانها.
قد أسهمت الدراسات الاستشراقية بالنصيب الوافر والجهد الواسع في تمكين الاستعمار الغربي في البلادالإسلامية، ومحاولة تهيئة الأجواء والنفوس لقبوله والخضوع لولايته، والدول الغربية تظل دائمًا بحاجة إلى مشورة المستشرقين، والاسترشاد بآرائهم ونصائحهم عند رسم سياستها الخارجية في بلاد الشرق الإسلامي، فيذكران «أنتوني إيدن»(16) AnthonyEden وزيرخارجية إنجلترا كان لا يتخذ قرارًا يتعلق بالشرق الإسلامي حتى يدعو مجموعة من المستشرقين ويعرض عليهم المسألة ويستعين بآرائهم. كما أنها تحتاج إلى من يرصد لها باستمرار واقع تلك البلاد، وما تموج به من تيارات أو حركات مناوئة أو ممالئة ولمصالحها، ونحو ذلك من الأمور، ولا شك أن هذا يتطلب إيجاد متخصصين في دراسة الشرق الإسلامي دراسة دقيقة، ومنحهم الرعاية الشاملة والدعم اللازم، ماديا ومعنويا، لأجل الحفاظ على مصالح الغرب في منطقة الشرق الإسلامي، تلك المصالح التي يتشبث بها ولا يمكن أن يستغني عنها، أو يفرط فيها أبدا، واستطاع الاستعمار البريطاني بالهند أن يجند طائفة من المستشرقين لخدمة أغراضه وتحقيق أهدافه وتمكين سلطانه، وهكذا نشأت هناك رابطة رسمية وثيقة بين الاستعمار والاستشراق وانساق في هذا التيار عدد كبير من المستشرقين ارتضوا لأنفسهم أن يكون علمهم وسيلة لإضعاف المسلمين والتقليل من شأن الإسلام، فمنهم من سعى في خدمة حكوماتهم الاستعمارية باسم الرحالة، أو تحت غطاء الدراسات العلمية، ومنهم من تظاهر بحب المغامرة والتعرف على البلاد الإسلامية، كما أن هناك طائفة منهم عملوا بصفة رسمية كمستشاريين لوزاراتهم الخارجية تمهيدًا للاستعمار.
أما علاقة الاستشراق بالتبشير فلا يختلف كثيرًا عن الاستعمار في اتكائه على دراسات المستشرقين في الحصول على المعلومات الإسلامية، وخاصة عند ما اكتسب مفهوم التنصير معنى أوسع من مجرد الإدخال في النصرانية إلى تشويه الإسلام والتشكيك في الكتاب والسنة فكان فرسان في هذا التطور في المفهم هم المستشرقين(17). وقد أكد عدد من الباحثين على نشوء الاستشراق وترعرعه في أحضان التبشير. من هؤلاء الذين – أكدوا على هذه الحقيقة، وهي أن الاستشراق قد نشأ في أحضان التبشير- ساسي الحاج إذ يقول «هكذا توالت جيوش التبشير بعد اندحار جيوش الاحتلال الصليبي عن أرض الشرق، واتخذت من الاستشراق وسيلة لتحقيق أهدافها»(18).
لقد كان القاسم المستشرك بين كل من الاستشراق والتنصير هي محاولة التشكيك في دين المسلمين؛ حيث كان ذلك مقصدًا أساسيًّا لدى أوائل المستشرقين سواء اليهود منهم أو النصارى. ولا غرابة في ذلك لما نعلم من أن العلاقة بين الشرق والغرب قامت -عبر التاريخ- على العداء الديني ورفض الإسلام بدلًا للنصرانية. إلا أن العلاقة بين التنصير والاستشراق بدأت تنجلي أكثر فأكثر حين اختار رؤساء الكنيسة النزول بأنفسهم إلى ميدان الاستشراق؛ حيث لاحظوا أن نجاح حملاتهم التنصيرية في بلاد المسلمين يتوقف إلى حد كبير على مدى إلمام مبعوثيهم بعلوم هولاء المدعويين وثقافتهم، فعمدوا إلى إقحام تعليم اللغة العربية في بعض معاهدهم الدينية والجامعات، وأنشئت مطابع عربية وجمع عدد كبير جدًا من التراث الإسلامي مخطوطة ومطبوعةً، حتى إن مكتبة الفاتيكان – مقر إقامة البابا- تضم مجموعة كبيرة من الكتب العربية والإسلامية.
في بداية القرن الثامن عشر بدأ العديد من المبشرين العمل في جميع أنحاء الهند التي كانت تحت سيطرة شركة الهند الشرقية، وأُنشئ أول المعاقل المسيحية في مدينة «وشاخاباتنم» ولاية آندرابراديش في عام 1814م وتم تكريس أول أسقف إنكيلكاني سرًا في مدينة «كولكاتا»، ومنذ العام 1832م سمح أيضًا للمبشرين غير البريطانيين بالعمل في شبه القارة الهندية. وقد سبقها قرار عام 1813م يسمح لهم بالعمل التبشيري في الهند والذي حمل شركة الهند الشرقية على العدول عن سياستها المتوازنة تجاه الأديان في الهند، ومن حينها تحولت الهند إلى ساحة خصبة تعج بالمبشرين الإنجليز، ولما كانت مدينة «آجرا» تهتم بالتعليم والثقافة الإسلامية، أصبحت مركزًا خاصًا للمبشرين وقد حولتها الحكومة إلى مركز إداري لمقاطعة شمال غرب الهند، وهكذا أصبح مدينة «آغرا» ولكناؤ موطنًا للمبشرين الذين شاركوا في الحوار بين الأديان مع العلماء المسلمين المحليين ونشروا كتبًا جدلية ضد العقيدة الإسلامية. وشهد القرن التاسع عشر تحولًا في السياسة البريطانية تجاه مستعمراتها في الهند بعد أن رضخ البرلمان البريطاني لدعاوي المبشرين، وتحول العديد من أبناء الطبقة العلياء البنغاليين إلى المسيحية تحت الحكم البريطاني(19).
ولعل من المناسب القول: بأن شركة الهند الشرقية قد صاحبتها حركات تبشيرية، وساعدها المستشرقون بكل ما لديهم من الوسائل، وهناك عدد لا يستهان به من المستشرقين هم منصرون في الوقت ذاته، يذكر الباحث هنا البعض منهم على سبيل المثال لا الحصر- لكي يكون البحث أقرب إلى الفهم-:
جورج برسي باجر(20) الإنجليزي 1888م، GeorgePercyBadger وديفيد صمويل مرجليوت 22 1858-1940م DavidSamuelMargoliouth مستشرق إنجليزي دخل سلك الرهبنة ويعد من أئمة المستشرقين، كتب بالعربية بسلاسة وهو صاحب نظرية الانتحال في الشعر الجاهلي، له آثاره ومباحث وتحقيقات عدة.
والسير وليم ميور أحد أعلام المدرسة البريطانية الاستشراقية في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين لما اضطلع به من دور كبير في المجال السياسي والتبشيري والاستشراقي بصفته باحثًا في ميدان الدراسات الإسلامية ولما كانت حياته حافلة بالإنجازات طوال فترة عمله في الهند بصفته عسكريًّا بريطانيًّا رفيع المستوى خدم سياسة بلاده قرابة أربعين عامًا في حكومة الهند تنقل فيها بين المناصب السياسية وانكب فيها على التأليف حتى عُد من أكثر المصنفين البريطانيين تصنيفًا، ومن ثم اضطلع بدور أكاديمي بصفته رئيسًا لجامعة أدنبرة حتى وفاته عام 1905م، بيد أن ميور لم يترك أثرًا سياسيًّا او أكاديميًّا طوال مسيرته حسب؛ بل ترك بصمةً واضحةً في ميدان التبشير المسيحي للكنيسة من خلال ميدان الدعم السياسي وميدان الدعم الفكري بصفته مبشرًا وراعيًا للأنشطة التبشيرية في الهند ومن ثم استمر في دعم الكنيسة من خلال التصنيف حتى باتت كتاباته منذورة للأغراض التبشيرية حصرًا كما يذهب إلى ذلك بعض المؤلفين، وقد خرج بمنهج علمي في توظيف المصادر الإسلامية الأصلية لتعزيز الصورة المشوهة عن الإسلام من خلال إعادة صياغة الخطاب القديم بمنهج عصري متحايل يذهب فيه إلى اعتماد الشاذ من الروايات التاريخية والتي حملتها هذه المصادر بين دفتيها كأساس في بناء جدل أيديولوجي مع الإسلام.
يقول عنه الدكتور البدوي: كان شديد التعصب للمسيحية، ولهذا اشترك بحماسة شديدة في أعمال التبشير المسيحية التي كانت تقوم بها البعثة التبشيرية العاملة في مدينة «آغرا»(22) بشمال الهند. وكان يعمل في هذه البعثة أيضًا بنشاط وافر شارل جوتليب بفاندر KarlGottliebPfander، مؤلف كتاب «ميزان الحق» الذي هاجم فيه الإسلام بمنتهى العنف ودافع عن العقائد المسيحية، فرد عليه عالم سني مسلم هو رحمت الله السهارنفوري(23) بكتابه «إظهارالحق» كما رد عليه أيضًا عالم شيعي هو محمد هادي ابن دلدار اللكنوي. وخاض موير معركة التبشير هذه بكتاب بعنوان: «شهادة القرآن» على الكتب اليهودية والمسيحية) آجرا (1856م. TheTestimonybornebythecorantothejewishandChristianScriptures ومن أجل التبشير أيضًا ترجم كتابه هذا إلى اللغة الأردية. وقد حاول أن يبين فيه أن على المسلمين الإقرار- بشهادة القرآن نفسه- بصحبة التوراة والإنجيل ) الكتاب المقدس(24) «ويمكن للباحث أن يوجز إسهامات المستشرق البريطاني «وليم موير» في الأنشطة المسيحية في الهند من خلال منهجين هما منهج الدعم السياسي، والآخر منهج الدعم الفكري وكما يلي:
أولا: منهج الدعم السياسي:
كان «وليم موير» ينحدر من سلالة لها تاريخ حافل في ميدان التبشير المسيحي وبالتالي فإن موروثه الوراثي الأسري يلقي على عاتقه مهمة متابعة ما دأب عليه آباؤه، علاوةً على المهام السياسية والإدارية المناطة به في حكومة الهند، أضف إلى ذلك أن للمتغيرات السياسية والفكرية التي حدثت في الهند إبان القرن التاسع عشر دورًا مباشرًا ليضطلع ميور بدور تاريخي في ميدان التبشير.
وقد ذكر وليم ميور سياسة الحياد الدينية التي اتبعتها بريطانيا في الهند قبل عام 1813م وأشار إلى ذلك بقوله: «إنه لمدعاة الأسف أن تهمل بريطانيا مسؤوليتها الروحية تجاه الهند، واكتفت بإظهار المسيحية في الديار فقط، وأغفلت حالة الظلام الذي يكتنف الخارج في الوقت الذي تبني فيه أولادها قضية الهند وأصبحت بمثابة وطن لهم، متغافلين عن مشاركة السكان المحليين بمزايا إزاحة معتقداتهم من عقولهم بتصوير لوحة حزينة لهولاء الوثنيين والمحمديين عن حالة الإنسان دون إيمان»(25) واعتقد أيضا «بأن التبشير هو واجب قومي ملقى على كاهل الأمة البريطانية لا سيما بالأنشطة المتعلقة بجمعبة الكنيسة التبشيرية في الهند التي جعلت الغاية من نشر المسيحية أسبق من نقل الحضارة»(26).
قام وليم ميور بدور فاعل وعلى مدى أربعين عامًا من الخدمة في حكومة الهند في تحقيق الأهداف التبشيرية – السياسية لبلاده، من خلال أحداث التمازج بين منصبه السياسي والعسكري وكونه كباحث في تاريخ الإسلام، فحال توليه لمنصب نائب الحكومة عن الولايات الشمالية الغربية عقب تمرد عام 1857م وتابع سياسة سلفه جيمس تومسن JamesThomsen في دعم المبشرين لتحقيق الغايات السياسية، وقد لعبت جمعية الكنيسة التبشيرية دورًا كبيرًا في سياسة التنصير القسري للهند والتي ارتبطت بها أنشطة وليم ميور التبشيرية، في عام 1857 أعرب وليم ميور عن تصريح أشار فيه إلى أن سياسة الحكومة ينبغي أن تكون فاعلةً في رعاية الأنشطة التبشيرية في «آغرا»، وكرر ذلك في الكلمة التي ألقاها بمناسبة افتتاح كلية الدراسات المحمدية الإنجلو- الشرقية(27).
والجدير بالذكر أن ميور قد عبر عن روحه المسيحية المتشددة بقوله: «لن تتهاون بريطانيا حتى ترى خضوع الملايين في الشرق وهم يتخلون عن النبي المزيف والمعابد الوثنية ويؤمنوا بالنور الذي يحمله الإنجيل»(28).
وقد أشار بينيت Bennet إلى أن ميور كرس منصبه الحكومي في تحقيق الأهداف التبشيرية في الهند، في إقامة المراسيم الدينية، مشيرًا إلى أن الهند أحوج إلى الوعظ والإرشاد من باقي مناطق أوروبا، وأن المسافر من هولاء عند ما يقطع المسافات الواسعة عبر خطوط السكك الحديدية عليه أن يبلغ تعاليم الإنجيل، وأسهم ميور في تمويل افتتاح فرعين جديدين لجمعية الكنيسة التبشيرية في عام 1877م(29).
وعند ما تأسست «جمعية المسار والكتاب» بتوصية كارل غوتالب فندار CarlGottalebPfander «وهو أول المبشرين الألمان الذين التحقوا بالهند في عام 1838 بتلبيته دعوى الانخراط في صفوف الجمعية الهندية التبشيرية أصبح وليم ميور رئيسا لها لتسهم في تسهيل مهمة المبشرين في الهند وقد تولت هذه الجمعية طباعة الكتب وإصدار المطبوعات الإنجيلية باللغتين العربية والهندوسية وقد تولى وليم ميور رئاسة الجمعية لعشرين عاما وكان أحد أهم الممولين لأنشتطها على مدى خمسين عاما للفترة من 1848-1898م حيث تكفل بكلفة المطبوعات التي كانت تصدر عن هذه الجمعية. كان نظام الجمعية يقضي بتجهيز وتوزيع المطبوعات بين الهندوس والمسلمين والمسيحيين ويمكننا أن نخمن مقدار التأثير الذي تركته هذه الجمعية من عدد المنشورات التبشيرية التي بلغت 908.000 مجلد في عام 1904م أغلبها بالأردية والهندوسية وكانت توزع في الولايات الشمالية الغربية في بنجاب، كما شرع ميور بتأسيس مستعمرة خاصة بالمسيحيين حملت اسمه «ميوراباد» Muirabad كان يسكنها المسيحيون والهنود الذين اعتنقوا المسيحية(30)، والمبشرون المسيحيون، وقد اشتهرت هذه القرية بكنيستها التي تحيط بها حلقة من المنازل، كما اشتهرت بأشجار المانجو، وقد قامت السيدة ميور بوضع حجر الأساس لهذه المستعمرة في 17/مارس 1872م وكان المسيحيون ينظرون الى قرية ميور آباد على أنها هبة نبيلة من السيد وليم ميور.
أصبح ميور عضوا في جمعية الكتاب والمطبوعات لمسيحية شمال الهند NICTBC، كما خدم كعضو في جمعية العون التركية، وفي العام 1895م أصبح نائبا لرئيس الجمعية التبشيرية الإنغلو هندية(31).
كان ميور رجلًا مسيحيًّا متدينًا، يشارك بخدمة الكنيسة بنفسه في أُمسيات الأربعاء والأحد ويقوم بالوعظ وإعطاء الدروس في كنائس ولاية «إله آباد» أيام الأحد فضلًا عن ذلك فقد عرف عن زوجته اهتمامها بالمرضى والأطفال المسيحيين حيث كانت عادتها أن تزور المستشفى المقام في ميور آباد كل صباح(32).
وعلى الرغم من الدور الحافل الذي اضطلع به ميور في دعم الأنشطة التبشيرية إلا أن بيرسون Parsons لايدرج ميور في قوائم المبشرين بقوله: «على الرغم من صداقة وليم ميور الحميمة مع المبشرين ودعمه المالي والسياسي لأنشطتهم إلا أنه لم يكن مبشرًا فهو باحث استشراقي بعبارة أدق»(33).
ويبدوأن بيرسون نظر إلى سيرة حياة ميور بعين واحدة متغافلًا عن الخدمات الكبيرة التي قدمها للكنيسة على الصعيدين الميداني والأكاديمي حتى بات من المستشارين الذين تستعين بهم الكنيسة الإسكتلندية في تحقيق غاياتها، زد على ذلك فإن الصبغة التعليمية والبحث الأكاديمي هي السمة التي تميز الكنيسة الإسكتلندية، ففي عام 1899م تأسست الكنيسة الإسكتلندية الحرة في الهند بعد أن كانت مجرد فكرة عرضها الدكتور نورمان ماكدونالد في تقريره عن زيارته للهند مستعرضًا آراء 84 خبيرًا كان من بينهم السير وليم ميور، مشيرًا بقوله: «إن الصفة التي تميز الأمة الإسكتلندية هي كنيستها التي اعتمدت على مبدإ التعليم في تبليغ تعاليمها المسيحية، إن المدارس غير الدينية والكليات إذا تركت وحيدة في المحصلة ستنفصل عن السرب وإذا كان التعليم بمعزل عن الإيمان بالرب أو الخشية منه حينها سوف تنزاح باتجاه العلمانية. وقد أشار ميور إلى هذا الجانب بقوله: «إن قيمة الكليات المسيحية، والمدارس الإسكتلندية التي كانت الرائدة في استمالة تعاطف الهندوس نحوالتعليم وبالتالي استمالتهم نحو المسيحية، ومن واجبنا أن نعمل على الحفاظ عليها، لقد قضى وليم ميور قرابة نصف قرن من حياته في العمل على تأسيس ودعم المدارس التبشيرية بين الهند وإنكلترا وإسكتلندا» أما عن إسهاماته في افتتاح العديد من المدارس والمؤسسات التعليمية والجامعات، والتبرع بنفقته الخاصة لصالح بناء هذه المؤسسات فجميعها كانت خدمة للأغراض التبشيرية(34).
«لعل المحمدية هي الخصم العلني الأعظم بالنسبة للمسيحية، أما باقي الديانات الوثنية فلا خوف منها، لأنها مجرد معروض سلبي من الأفكار المظلمة التي ستتلاشى أمام ضياء الإنجيل، أما في الإسلام فالأمر مختلف فلدينا عدو فاعل وقوي»(35).
ثانيًا: منهج الدعم الفكري:
إنه لا شك أن ميور كان ينتمي إلى رتبة عليا من الموظفين البريطانيين في الهند وقد حصد سمعته لكونه مستعربًا ومتضلعًا في ميدان الإسلاميات في الوقت ذاته، فإنه مؤمن بالمسيحية ولم يسلخ عنه الورع المسيحي في قرارة نفسه هذا الوازع الذي حدد له المسار الذي ينظر به إلى الأمور(36).
ولا بد من الذكر هنا أن ميور أولى اهتمامًا خاصًا بالسيرة النبوية وتأريخ الإسلام بنحو لافت ويخيل للباحث أنه كان شغوفًا بهذا الميدان قبل أن يضطلع بأي دور على الصعيد السياسي أو التبشيري أو الأكاديمي. وإذا أخذنا بنظر الاعتبار تفوقه الدراسي المبكر وحصوله على الميداليات التي تسجل براعته في مواد اللغة العربية واللغات الشرقية والكلاسيكيات، ويبدو أن هذه الإمكانيات الذاتية كانت فاعلًا رئيسيًا في انتدابه لاحقًا من قبل حكومته للاضطلاع بهذا الدور الفكري، ولا يستثني الباحث قط الأثر الذي تركته المتغيرات الأيدلوجية في القرن التاسع عشر على توجيه اهتمام وليم ميور للكتابة في هذا الميدان، لكن المحفز الرئيسي الذي استحثه على الاهتمام بسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام وتأريخ الإسلام هو أثر المبشر الألماني كارل بفاندر.
ومن الجدير بالذكر أن الهند آنذاك كانت ساحةً للمجادلات والمناظرات الدينية بين المبشرين وبين رجال الدين المسلمين «العلماء عشية وصول السير وليم ميور إلى الهند، وقد تبنى رجال الإنجيل أسلوب المجادلة مع المسلمين منذ أن صدر الإذن العام بنشر المسيحية في الهند وقد اشتد ساعدها حينما دخل الساحة مناظرون محنكون من أمثال فندار وقد عبر ميور عن حالة الجدل بكتاباته الخاصة أو من خلال سجلات الحكومة التي يمثلها التبشير أو أرشيف الكليات والمكتبات في آغرا ودلهي وإله آباد وكولكاتا، وتقديمه لمصادر نفسية للأغراض التبشيرية»(37).
كان وليم ميور صديقًا حميمًا لبفاندر ومن أشد المعجبين بمنهجه الذي اعتقد بأنه مقل جدًا في استخدام الإسقاطات التاريخية على الأبحاث الحديثة، وقد شرع بفاندر بمهاجمة الإسلام من خلال مؤلفاته التي صنفها باللغة الفارسية وأبرزها «كتاب ميزان الحق» والذي رد عليه الشيخ رحمة الله الكيرانوي الهندي بكتاب «إظهار الحق»، الذي هاجم القرآن ومحتوياته زاعمًا أن معلوماته مستقاة من كتب العهدين بدون وحي من السماء، كما دافع فيه عن العقائد المسيحية، وبذل جهودًا مضنية للتقليل من قيمة التشريعات الإسلامية الخلقية والقول بأنها تشريعات عادية لا امتياز ولا أصالة فيها وأن النبي أخذها عن يهود المدينة بحكم الجوار(38).
وفي القرن الثامن عشر توالى الاهتمام بالدراسات الشرقية، وتخصصت الدراسات الاستشراقية البريطانية كما ازداد اهتمام المستشرقين بالإسلام، ونشطت حركة التأليف في العلوم الشرعية، وإلى جانب ذلك ظهرت جهود مكثفة على الدراسات الهندية على يد ويليم جزنزWilliamJohns 1746-1794م الذي لقب بأبي الدراسات الهندية وذلك عائد إلى رغبة بريطانيا في احتلال الهند 1772-1835م وقيامها فعلًا بذلك عن طريق الشركة الهندية الشرقية، التي استطاعت القضاء على الشركة الهندية الفرنسية، مما أدى إلى أفول نجم فرنسا في الهند، وكانت متطلبات الشركة تفرض بقوة هذا التواجد للمستشرقين في الهند، حيث تم إرسال المختصين بالشؤون الهندية إلى هناك سعيًا إلى تثبيت الوجود العسكري البريطاني، والقضاء على أي مقاومة للشعب الهندي(39).
وفيما يلي أسماء من المستشرقين البريطانيين من كان يعمل في السلك السياسي لبلاده.
«السير وليم ما كنجتن 1793-1841م «حيث أورده» العقيقي «وذكر أنه: «سياسي؛ قصد مدراس 1809م، وعمل في البنغال 1816م، وعين سكريترًا للورد «وليم بنتج» 1830م، ثم أمينا للحاكم العام 1837م».
«فرانسيس جلادوين» المتوفي سنة 1813م عمل في جيش البنغال وعين مفوضًا مقيمًا في «بتنه» عام 1808م(40).
«وليم فاسوليز» (1825-1889م): أرسل جنديًّا إلى الهند ثم صار من كبار الضباط عام 1885م ثم صار ترجمانًا لحكومة الهند، ومحررًا بالتيس الهندية.
«ريتئارد برتين» (1841-1890م): تلقى تعليمه في جامعة أكسفورد العربية، ثم غادرها ليلتحق بالجيش البريطاني بالهند، وفي عام 1853م زار مصر والسويس ثم ذهب إلى الحج، ثم عاد من الحجاز فيمم وجهه شطر مجاهل أفريقيا فكشف عن بحيرتي تنجانيقا وفيكتوريا، ثم رحل إلى دمشق بصحبة «إدوارد بالمر» ثم عاد إلى مصر، وقام بمسح جيولوجي لأراضٍ لم تمسح من قبل.
«المستشرق فردريك بيك» الذي كان برتبة «العقيد» في الجيش البريطاني، ومن كتبه: تاريخ شرق الأردن وقبائله(41).
فالاستشراق بهذه الصورة – التي يعمل في إطارها سياسيون ومجندون تحت ألوية الحروب المشبوبة على بلاد الشرق والإسلام – لا يمكن أن يقال عنه إلا أنه سلاح من أسلحة الحرب الصليبية والاستعمارية.
* * *
الهوامش:
(1) أحمد سمايلوفتش، فلسفة الاستشراق وأثرها في الأدب العربي المعاصر، مصر: دارالفكرالعربي، 1998م، ص:21.
(2) انظر لسان العرب، لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري، (دار صادر، بيروت، الطبعة الاولى)، 10/173-175.
(3) أندلوسي محمد،الترجمة الأدبية من العربية عند المستشرقين «المدرسة الفرنسية أنموذجا» مذكرة الماجيستر، جامعة أبو بكر بلقايد- تلمسان-2009-2010 ص:32-33.
(4) محمود حمدي زقزوق، الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري، دار المعارف القاهرة، 1997، ص 46.
(5) مستشرق ألماني وسياسي 1876-1933م شغل منصب وزيرالثقافة في بروسيا، وكان أحد موسسي دراسة الشرق الأوسط المعاصرومصلح لنظام التعليم العالي في جمهورية فايمار. انظر موسوعة ويكيبيديا على الإنترنت: https://en.wikipedia.org/wiki/Carl_Heinrich_Becker
(6) هو الاسم الرسمي لألمانيا في الفترة من 1871م إلى 1945م باللغة الألمانية. تخلت الإمبراطورية الألمانية بعد الحرب العالمية الأولى عن كلمة رايخ والتي تعني «الإمبراطورية» وتحول الاسم الرسمي (بالألمانية: German Reich) بصورة غير رسمية، ببساطة إلى ألمانيا. انظر: موسوعة ويكيبيديا على الإنترنت: https://en.wikipedia.org/wiki/German_Reich
(7) محمود حمدي زقزوق، الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري، دار المعارف القاهرة، 1997، ص 47.
(8) محمد السيد الجليند، الاستشراق والتبشير قراءة تاريخية موجزة، القاهرة: دارقباء للنشروالتوزيع، 1999م، ص:76.
(9) انظر: الميداني، أجنحة المكر الثلاثة، دارا لقلم، دمشق، ص129-130.
(10) محمد إبراهيم الفيومي، الاستشراق رسالة استعمار دار الفكر العربي، مصر، ط 1973، ص 77.
(11) د.عبد المتعال مجمد الجبري، الاستشراق وجه للاستعمار الفكري، القاهرة: مكتبه وهبه، ط1995م، ص:133.
(12) انظر الموقع على الإنترنت: http://www.alwasat.com.kw/ArticleDetail.aspx?id=3571
(13) انظر: الميداني، أجنحة المكر الثلاثة، دارا لقلم، دمشق، ص129-130.
(14) النملة، الاستشراق في الأدبيات العربية عرض للنظريات وحصر وراقي للمكتوب، الطبعة لاولى، 1414هـ-1993م ص 48-49.
(15) إنتاج المستشرقين وأثره في الفكر الإسلامي الحديث، الطبعة الاولى، بيروت: دارالإرشاد للطباعة والنشر،1388هـ-1969م، ص:9.
(16) أنطوني إيدن Anthony Eden 1897-1977م سياسي بريطاني محافظ خدم لثلاث فترات كوزير للخارجية ثم أصبح رئيس وزراء المملكة المتحدة من عام 1955 إلى 1957. انظر موسوعة ويكيبيديا على الانترنت: https://en.wikipedia.org/wiki/Anthony_Eden
(17) النملة، الاستشراق في خدمة التنصير واليهودية -مجلة جامعة الإمام محمد بن سعودالإسلامية- ع3، رجب 1410هـ- فبراير1990م، ص:237-273.
(18) ساسي سالم الحاج، نقد الخطاب الاستشراقي، بيروت، دار المداد الإسلامي، (ط أولى) سنة 2002 الجزء الأول ص: 54.
(19) د. افرست مرعي، مقال «صراع الفكرة المسيحية والإسلامية في الهند من خلال كتابي: ميزان الحق.. وإظهارالحق. انظر: https://zahawi.org/?p=5091&lang=ar
(20) د.عبد الرزاق عبد المجيد ألارو، «التنصير في إفريقيا» السنة الثالثة والعشرون العدد227 العام 1429هـ-2008م،ص:26
(21) النملة، الاستشراق في الأدبيات العربية عرض للنظريات وحصر وراقي للمكتوب، الطبعة لاولى،1414هـ-1993م ص97.
(22) أجرا مدينة تقع بشمال الهند،وفيها «تاج محل» أجمل الآثار الإسلامية في الهند. انظر: https://en.wikipedia.org/wiki/Agra
(23) رحمة الله بن خليل الرحمن الهندي الحنفي (1888م)، نزيل الحرمين: باحث، عالم بالدين والمناظرة. جاور بمكة وتوفي بها. له كتب منها «التنبيهات»، في إثبات الإحتياج إلى البعثة والحشر والميقات و«إظهارالحق»- ط جزآن في مجلد، هو من أفضل الكتب في موضوعه. انظر: خير الدين الزركلي، الأعلام، الطبعة السابعة؛ بيروت: دارالعلم للملايين1986م، ص:18.
(24) البدوي، موسوعة المستشرقين، الطبعة الثالثة، لبنان: دارالعلم للملايين 1993م ص 578.
(25) Muir,William the Mohammedan controversy , Edinburgh, 1897 P100
(26) Guenther, Alan M. The Hadith in Christian-Muslim discourse in British India , 1857-1888 A thesis submitted to faculty of graduate studies and Research in partial fulfillment , of the requirements of the degree of Master of Arts Institute of Islamic Studies, Mc Gill University, Montreal 1997.p28
(27)Bennett, Clinton. Victorian Images of Islam, Grey Seal Books, London 1992 p 108
(28)Muir,William the Mohammedan controversy , Edinburgh, 1897 P100
(29)Edward Storrow , the history of protestant mission in India, London1884.p156
(30)Eugene , stock binging in India, central board of mission and society for promoting Christian knowledge London,1917p iv
(31)Anglo-Indian Evangelization society. Twenty fifth Annual Report , London 1895.p2
(32) Eugene, the history of the church vol.iip264-265
(33)Martin, parsons unveiling God Contextualizing Christology for Islamic Culture, USA 2005,p42
(34) Guenther, Alan M. The Hadith in Christian-Muslim discourse in British India , 1857-1888 A thesis submitted to faculty of graduate studies and Research in partial fulfillment , of the requirements of the degree of Master of Arts Institute of Islamic Studies, Mc Gill University, Montreal 1997. p50
(35)Muir,William the Mohammedan controversy , Edinburgh, 1897 P2
(36)Swarup. Ram Hindu View of Christianity and Islam, Voice of India, Newdelhi, 2000,p 17
(37)Powell,Avril,A Scottish Orientalists And India, The Boy dell press, Woodbridge.2010 P 22
(38) بفاندر، ميزان الحق نقلا عن، بخش، خادم حسين، أثر الفكر الغربي في انحراف المجتمع المسلم في شبه القارة الهندية أطروحة دكتوراه مقدمة إلى قسم الشريعة والدراسات الإسلامية، مكة المكرمة، 1405هـ، ص: 55.
(39) انظر: الحاج، ساسي سالم، الظاهرة الاستشراقية، ص 147.
(40) المستشرقون ص 474 م الطبعة الثالثة.
(41) المستشرقون، 2-108 بتصرف . * * *
(*) خريج الجامعة الإسلامية/دارالعلوم ديوبند، وباحث في موضوع الاستشراق بجامعة مولانا آزاد الوطنية الأردية حيدر آباد، تلنغانه، الهند.
مجلة الداعي، رمضان – شوال 1444هـ = مارس – مايو2023م، العدد: 9-10، السنة: 47