دراسات إسلامية

بقلم: الأستاذ/ سيد محبوب الرضوي الديوبندي -رحمه اللّه-

 (المتوفى 1399هـ / 1979م)

ترجمة وتعليق: محمد عارف جميل القاسمي المباركفوري(*)

تراجم خريجي دارالعلوم/ديوبند:

80- الشيخ إعزاز علي الأمروهوي:

         من أبرز خريجي دارالعلوم/ديوبند، تخرج منها عام 1321هـ ثم اختاره شيخ الهند محمود حسن الديوبندي للتدريس في المدرسة النعمانية/بوريني بمديرية «باغلفور» بولاية بيهار. فاستمر على التدريس في هذه المنطقة قرابة سبع سنوات، ثم قدم «شاهجهان فور»، وأنشأ في بعض المساجد مدرسة سماها «أفضل المدارس»، وواصل التدريس بها محتسبا الأجر عند الله تعالى. فاستمر على التدريس بها نحو ثلاث سنوات تدريسًا موفقًا. وتم تعيينه مدرسًا في دارالعلوم/ديوبند عام 1330هـ، وأسند إليه في العام الأول في دارالعلوم تدريس الكتب الابتدائية أمثال علم الصيغة، ونور الأنوار ونحوهما، وجاء في التقارير الدورية لهذا العام عن شيخ الأدب رحمه الله مايلي:

         «المولوي إعزاز علي من خريجي الطبقة الوسطى والأخرى، عمل مدرسًا في أماكن، وولي التدريس في نهاية المطاف في مدرسة «بوريني» في «باغلفور». وهو عالم شاب كفء، ذو صلاح وتقوى، ونموذج لأسلافه صورةً وسيرةً، وله تمكن عظيم من العلوم، وخاصة من الأدب العربي. عمل حاشية على كتاب الحماسة في الأيام الأخيرة، ويعمل حاشية على كتاب «كنز الدقائق»، وسبق أن عمل حاشية على ديوان المتنبي. ويقوم بتدريس المرحلة الوسطى في دارالعلوم/ديوبند. ويسند إليه معظم دروس علم الأدب. ويدرب الطلاب على الكتابة العربية. وخطبته رائعة، ويألفه الطلاب كثيرًا».

         اختير الحافظ محمد أحمد – رئيس دارالعلوم/ ديوبند- لمنصب المفتي العام لولاية «حيدرآباد» عام 1340هـ، و نظرًا لطعنه في السن استصحب الشيخ محمد إعزاز علي معه إلى حيدرآباد، ومكث بها عامًا واحدًا. ثم عاد إلى ديوبند مع الشيخ الحافظ محمد أحمد، واختير رئيس المفتين في دارالعلوم/ديوبند خلفا للمفتي العام الشيخ عزيز الرحمن. ثم لم يفارق دارالعلوم/ديوبند طوال حياته.

         وكان متخصصًا في الفقه والأدب، وأسند إليه تدريس الكتب الابتدائية أمثال علم الصيغة ونور الإيضاح ونحوهما أولَ ما قدم دارالعلوم/ديوبند حتى لقيت دروسه قبولًا وشعبيةً عامةً، واشتهر بـ«شيخ الأدب والفقه». وقام بتدريس سنن الترمذي – المجلد الثاني- والكتب العالية في التفسير أعوامًا عدة في أخرياته. كما توفرت له فرصة تدريس صحيح البخاري في غيبة الشيخ حسين أحمد المدني. وحاصل القول أنه كان متمكنًا من كتب علم الفقه وعلم الحديث وعلم الأدب وعلم التفسير وغيرها من العلوم والفنون. وكان له مذاق خاص في تربية الطلاب والإشراف عليهم بجانب التدريس والتعليم. فاستفاد منه الطلبة استفادةً كبيرةً. ولايزال تلامذته يذكرونه ليومنا هذا. وكانت مواظبته على المواعيد يضرب بها المثل. ولم يكن له مثيل في التقيد بأوقات الدروس حتى أن بعض الأساتذة تعلموا من شيخ الأدب رحمه الله كيف يواظبون على مواعيد الدروس.

         وكانت له يد طولى في هضم الذات، والتواضع. ولم يستنكف عن تدريس كتب المرحلة الابتدائية بجانب كتب المرحلة العليا، فكان يجمع بين دروس الترمذي وصحيح البخاري، وبين دروس ميزان الصرف وعلم الصيغة ونور الإيضاح وأمثالها لصغار الطلاب. وكان أحبُّ الطلاب إليه من انقطع عن كل شيء إلى الدراسة والمطالعة. وأبغضهم إليه من يشتغل في غير الدراسة ويقصر فيها.

         وكان شيخ الأدب قادرًا على النظم والنثر الأرديين قدرته على النظم والنثر في العربية. وله أسلوب يخصه في النثر الأردي. وألف في الأدب العربي كتابا سماه «نفحة العرب» على مستوى كتاب «نفحة اليمن»، جمع فيه القصص التاريخية، والمواد الأخلاقية. ولقي هذا الكتاب قبولًا واسعًا في المدارس العربية، فأدرج إلى المقررات الدراسية في دارالعلوم/ديوبند وغيرها من المدارس. وعلاوةً على ذلك له هوامش مفيدة على كل من نور الإيضاح، وشرح النقاية، وكنز الدقائق- في الفقه-، وعلى ديوان الحماسة، وديوان المتنبي- في الأدب العربي-. وحلت هذه الهوامش محل التقدير والاستحسان عند الأساتذة والطلاب. وله شرح باللغة الأردية بأسلوب سلس لـ«لامية المعجزات» العربية للشيخ حبيب الرحمن.

         ولاينكر أحد كفاءته في الشؤون الإدراية، واستفاد مكتب إدارة الجامعة من حين إلى آخر من كفاءاته الإدارية. والحاصل أنه كان مدرسًا منقطع النظير، وعالـمًا دينيًّا متبحرًا، وشخصيةً جامعةً شاملةً. وامتدت خدماته من على منصة دارالعلوم/ديوبند على أربعة عقود. وتوفي عام 1374هـ إلى الدار الباقية.

81- الشيخ أحمد بزرك السورتي رحمه الله:

         ولد في قرية «سملك» بولاية «غجرات» عام 1298هـ أو 1299هـ، وسمي بـ«أحمد». ولقِّب بـ«بزرك» وهو صبي. ختم القرآن الكريم في بلده، ثم بدأ بقراءة الأردية، ثم تلقى الفارسية والعربية في مدرسة «لاجفور» أربع سنوات. ثم قرأ مشكاة المصابيح، والهداية – المجلد الأول والثاني- ثم التحق بدارالعلوم/ديوبند عام 1318هـ، وتخرج منها عام 1321هـ.

         وبعد ما تخرج في العلم تشرف بمبايعة الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي رحمه الله. وقضى نحو سنة واحدة عند شيخه ومرشده مشتغلا في الذكر والورد والرياضة والمجاهدة. توفي شيخه عام 1323هـ/ 1905م فعاد إلى بلده، ثم تحول بعد مدة قليلة إلى جنوب إفريقية. وعُيِّنَ مفتيا في  الجامع السورتي في «رنكون» عام 1335هـ. وقام بالإفتاء والوعظ وتدريس القرآن الكريم ثلاث سنوات به، ثم عاد من «رنكون»، وعُيِّنَ مديرًا للجامعة الإسلامية/ دابيل(1) عام 1339هـ. وإليه يرجع الفضل في استقدام العلامة محمد أنور الشاه الكشميري وغيره من العلماء إلى «دابيل».

         كان الشيخ أحمد بزرك – على بساطته وسذاجته – يملك كفاءات إدارية على أكمل وجهها. ومن أعظم مآثره تحويل مدرسة تعليم الدين البسيطة إلى الجامعة الإسلامية، واجتمع في جامعة «دابيل» على عهده طلاب ينتمون – علاوة على مختلف مناطق شبه القارة الهندية- إلى أفغانستان وبخارا واليمن حتى الحجاز.

         حفظ القرآن الكريم وهو طاعن في السن، وحج عام 1368هـ، و1369هـ مرتين متتاليتين.

         توفي في 5/ربيع الأول عام 1371هـ، عن عمر يبلغ 72 عامًا.

         ومحمد سعيد بزرك من أنجاله، وقام مقامه، وتولى إدارة مدرسة دابيل، وهو عضو في المجلس الاستشاري بدارالعلوم/ديوبند.

82- الشيخ رسول خان الهزاروي رحمه الله:

         ولد عام 1288هـ/1871م في عائلة «بتان» الصواتية في قرية «أجهريان» من أعمال «هزاره» بباكستان. وتلقى مبادئ العلم في مدارس بلده «هزاره». والتحق بدارالعلوم/ديوبند عام1320هـ، واستفاد بصفة خاصة من الشيخ غلام رسول الهزاروي في المنطق والفلسفة، وتخرج من دارالعلوم/ديوبند عام 1323هـ.

         وبعد ما تخرج من دارالعلوم عيِّن رئيسًا لهيئة التدريس في مدرسة إمداد الإسلام/ميروت. ثم ولي التدريس في دارالعلوم/ديوبند عام 1333هـ، فاستمر على تدريس المنطق والفلسفة والحديث وغيرها من العلوم والفنون حتى عام 1353هـ، وتحول منها عام 1353هـ إلى لاهور، وعين أستاذًا في قسم اللغة العربية بكلية «أورينتل»/لاهور. وواصل التدريس بها حتى عام 1373هـ/1954م. وبعد ما تقاعد من كلية «أورينتل» عين رئيسًا لهيئة التدريس بالجامعة الأشرفية/لاهور. ولم تنقطع صلته بالجامعة الأشرفية حتى آخر لحظة من حياته.

         وكان للشيخ رسول خان تمكن من المنقولات بجانب المعقولات. وكان يشرح العلوم العقلية والنقلية على وفق قدرة الطالب وكفاءته حتى تتأصل المسألة في ذهن الطالب جيدًا. وكانت دروسه تعتبر من الدروس الممتازة بالنظر إلى الشرح والتوضيح. ومحاضراته الدراسية جامعة ذات مغزى، و هو يحمل الجاه والمنزلة. وكان وجهه يقطر وقارًا ورزانةَ خلال إلقائه الدروس والمحاضرات. وأسلوبه واضح ومؤثر. وكأنه كان يحفظ كتب العلوم والفنون كلها كما يحفظ القارئ فاتحة الكتاب. ويحرص الطلاب على حضور دروسه برغبة ونهم. وكان يعدّ من الأساتذة البارزين في دارالعلوم/ ديوبند. قضى نحو سبعين عامًا من عمره في التدريس والإفادة.

         وغلبه التصوف في آخر عمره، وبايع الشيخ العلامة التهانوي- أشرف علي التهانوي-، ونال منه الخلافة. توفي في 3/رمضان عام 1391هـ، وهو ابن (103) عامًا في قريته «أجهريان»، وبها دفن.

83- العلامة شبير أحمد العثماني رحمه الله:

         نجل الشيخ فضل الرحمن، ولد في «بجنور» عام 1305هـ/1887م. التحق بمرحلة تحفيظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنوات. وأكمل دراسته على أساتذة دارالعلوم/ديوبند عام 1325هـ/1907م. وهو من أجلة تلامذة شيخ الهند محمود حسن الديوبندي رحمه الله، وولي رئاسة التدريس في مدرسة فتحفوري/دهلي بعد ما تخرج في العلوم. واستدعي إلى دارالعلوم/ديوبند عام 1328هـ/1910م منها، وقام بتدريس مختلف كتب المرحلة العليا بها مدةً طويلةً. ولقيت دروسه في صحيح مسلم قبولا وصيتًا كبيرين. وكان يتمتع بنظرة واسعة في علوم الإمام النانوتوي رحمه الله. وبعد ما قام بالتدريس في دارالعلوم/ديوبند مدة طويلة، شد رحاله إلى الجامعة الإسلامية/دابيل-سورت – مع كل من العلامة أنور شاه الكشميري، والمفتي عزيز الرحمن وغيرهما من جراء خلافات نشبت فيها عام 1346هـ/1928م. و ولي مشيخة الحديث في الجامعة الإسلامية/دابيل بعد وفاة العلامة أنور شاه الكشميري عام 1352هـ/ 1933م. ثم عاد إلى دارالعلوم/ديوبند عام 1354هـ/1935م بأمر العلامة التهانوي وغيره من المشايخ الكبار. وعمل رئيسًا عامًّا لدارالعلوم/ ديوبند حتى عام 1362هـ/1944م، ولم تنقطع صلته بالجامعة الإسلامية/دابيل خلال هذه المدة.

         ويعتبر العلامة العثماني من خاصة العلماء الهنود علمًا وفضلًا وفهمًا وفراسةً، وتدبرًا وإصابةً في الرأي. وكان من فرسان اللسان والبنان على حد سواء، وعلى ذروة من الأدب الأردي، وخطابته ساحرة. وكانت كتاباته وخطبه فاقدة المثال بالنظر إلى الفصاحة والبلاغة والأدلة البسيطة القريبة المنال، و التشبيهات المؤثرة، وأسلوب العرض والشرح، والتدقيق. وكانت نظرته واسعة عميقة في الأوضاع الراهنة، فكانت كتاباته وخطبه تنال التقدير والإعجاب من عامة الناس وخاصتهم. ولازالت ذكرى خطبه الفصيحة والبليغة العلمية في التجمعات الحاشدة متأصلة في قلوب أصحاب القلوب الواعية. والكلمة التي ألقاها شيخ الهند محمود حسن الديوبندي في آخر عمره عند تأسيس الجامعة الملية الإسلامية أعدها وتلاها  العلامة شبير العثماني.

         ومن تأليفاته القيمة: علم الكلام، والعقل والنقل، وإعجاز القرآن، والحجاب الشرعي، والشهاب لرجم الخاطف المرتاب وغيرها. ولقيت حواشيه على ترجمة معاني القرآن الكريم بقلم شيخ الهند رحمه الله- صيتًا واسعًا. وهذه الحواشي التفسيرية تشرح أسرار القرآن الكريم ومعارفه متقيدة بآراء السلف الصالح، في أسلوب يكشف الغمة  عن العقل والفكر، ويزيل الأشواك العالقة بهما واحدًا بعد واحدٍ، ويشرح القلب ويورثه الطمانينة الكافية. تولت حكومة أفغانستان نقلها إلى اللغة الفارسية، وأهدته إلى دارالعلوم/ديوبند.

         وكتابه «فتح الملهم» أول شرح على صحيح مسلم من المنظور الحنفي، وهي مأثرة خالدة له، إليه يرجع الفضل في تعرف العالم الإسلامي على علمه وفضله. واستحسنه العلامة زاهد الكوثري وغيره من علماء مصر والشام.

         كان العلامة العثماني عضوًا بارزًا للجنة الخلافة، وأبلى بلاء حسنًا في جمع التبرعات لصالح تركيا إبان حرب بلقان عام 1333هـ/1914م، وظل عضوًا للجنة التنفيذية لجمعية علماء الهند سنوات وسنوات. وكان يعدّ من قيادات الصف الأول في جمعية علماء الهند. ثم اختلف مع جمعية علماء الهند في قضية القومية المتحدة ووقوف الجمعية إلى جانب حزب الكونغريس، فانضم إلى العصبة الإسلامية. واختير رئيسًا لجمعية علماء الإسلام عام 1365هـ/ 1946م، وغادر العلامة العثماني عام 1366هـ/ 1947م إلى باكستان فأقام بها في نهاية الأمر. واختير عضوًا للمجلس التشريعي الباكستاني، كما عين رئيسا للجنة التشريعية. وقام بخدماتٍ دينيةٍ وقوميةٍ كثيرةٍ في باكستان، وكان لخدماته العلمية والسياسية طابع واضح على القيادات العليا الباكستانية، وخاصة كان يحتل مكانة عالية بصفته عالما ومفكرا. ولاينكر أحد توجيهاته السياسية بجانب توجيهاته الدينية.

         ولك أن تقدر ما حظي به من النفوذ في السياسة الباكستانية من أن قرار المقاصد الذي قدمه الراحل نوابزاده لياقت علي خان إلى المجلس التشريعي الباكستاني – الذي كان يضمن أن الدستور الباكستاني يقوم على القرآن والسنة النبوية- يرجع الفضل في ذلك إلى عناية العلامة العثماني في حينه، فهو ثمرة من ثمار مساعيه وجهوده.

         كانت الجامعة العباسية /بهاولفور في باكستان مدرسة دينية قديمة، قد تسرَّب الفساد إلى نظامها الإداري والتعليمي، فطلبت ولاية بهاولفور من العلامة العثماني أن يسعدها بقدومه الميمون، ويزود الولاية بنصائحه وآرائه القيمة في سبيل إصلاحها وترقيتها. فسافر العلامة العثماني إليها، ولم يكد يبدأ الحوار مع وزارة التعليم حتى فاجأه الأجل في 21/صفر 1369هـ (13/ديسمبر عام 1949م) بعد مرض قصير. ونقلت جنازته من بهاولفور إلى كراتشي، ودفن بالقرب من سكنه في شارع محمد علي.

         وجاء في التقارير الدورية لعام 1333هـ عن العلامة العثماني ما يلي:

         «المولوي شبير أحمد من العلماء الشباب الذين يعتبرون حملة علوم الأكابر، له تمكن كبير من العلوم العقلية والنقلية كلها. لامثيل له في الكتابة والخطابة. وخاصة له من الملكة في علم الحديث، ما لايحظى به إلا المعمرون ذوو التجارب من مشايخ الحديث. ونرجو من الله تعالى أن هذا الشاب سيكون خير خلف لسلفه، علاوةً على أنه يشكل أهم ميزات دارالعلوم/ديوبند علمًا وكفاءةً وقدرةً. وكان المذكور يصرف كثيرًا من أوقاته في تدريس الطلاب أيام كان يتلقى العلم في دارالعلوم/ديوبند، وكان طلاب الصفوف النهائية يدرسون عليه كتب العلوم كلها بكل بساطة وبرغبة. عُيِّنَ مدرسًا أول في مدرسة فتحفوري/دهلي عام 1326هـ. وكره أعضاء هذه المدرسة – دارالعلوم/ديوبند- أن يبتعد مثل هذا الرجل الكفء عن المدرسة، فاستدعوه إلى دارالعلوم/ديوبند عام1328هـ. ويقوم بالتدريس وغيره من الخدمات في دارالعلوم/ديوبند على أحسن وجه. ولكلماته وخطبه مفعول عام في البلد كله».

         إن الآمال التي علقها كبار العلماء في ذلك العصر على العلامة العثماني، يؤكدها ما ذكرنا عنه في السطور السابقة كل التأكيد.

=============== (1)          دشن الشيخ أحمد حسن السملكي  عام 1366هـ مدرسة سماها «تعليم الدين»، وكان يشاركه مدرس واحد فقط في تدريس القرآن الكريم في أول أيام المدرسة. وشهدت المدرسة الرقي والازدهار مع مرور الأيام، وكانت فاتحتها من بعض المساجد، ثم أنشئ لها مبنى شامخ عن قريب. كما أقيم – علاوة على مسجد واسع، وفصول دراسية- المكتبة والسكن الطلابي، وسكن عوائل المدرسين. وعين الشيخ أحمد بزرك عام 1339هـ مديرا لها، وبمساعٍ منه قدم العلامة محمد أنور الشاه الكشميري وغيره من الأساتذة من دارالعلوم/ديوبند إليها عام 1346هـ. وتحولت المدرسة إلى جامعة إسلامية بعد مقدم العلامة الكشميري رحمه الله، وتشكل هذه الجامعة أكبر مدرسة لتعليم العلوم الدينية على أرض غجرات.(سيد محبوب الرضوي).


(*)    أستاذ الحديث واللغة العربية وآدابها بالجامعة.

مجلة الداعي، جمادى الآخرة – رجب1444هـ = يناير- فبراير2023م، العدد:6-7، السنة: 47

Related Posts