أنباء الجامعة
بقلم: مساعد التحرير
زار الدكتور/عبد العزيزبن عبد الله العمار– مستشار في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، الرباض، بالمملكة العربية السعودية الجامعة الإسلاميةَ: دارَالعلوم/ديوبند يوم الخميس 4/7/1439هـ الموافق 22/3/2018م، يرافقه كل من الشيخ سعود بن عبد العزيز، و الشيخ أحمد علي الرومي– الملحق الديني بسفارة خادم الحرمين الشريفين بدهلي الجديدة-.
حيث طلع الوفد المكون من هؤلاء من دهلي الساعة الخامسة فجرا، ووصل إلى نواحي مدينة ديوبند نحو الساعة التاسعة واستقبله في الطريق فضيلة الشيخ عبد الخالق المدارسي- وكيل الجامعة- وكاتب هذه السطور- محمد عارف جميل القاسمي المباركفوري-، ووصل الوفد الموقر نحو الساعة التاسعة والنصف إلى دارالضيافة الجامعية، كان في استقباله فضيلة رئيس الجامعة الشيخ المفتي/ أبو القاسم النعماني حفظه الله والشيخ عبد الخالق السنبهلي – وكيل الجامعة-، وفضيلة الشيخ أرشد المدني حفظه الله من كبار أساتذة الحديث- وغيرهم من أساتذة الجامعة.
وبعد ما تناول الضيوف فطورا خفيفا عقد مجلس تحية وتعارف بين الضيوف المبجلين وأساتذة الجامعة، وتطرق الحديث إلى تاريخ الجامعة وخلفية تأسيسها ومزيد عنايتها بالعلوم الإسلامية وتعليمها، ووسائل الدعوة إلى الإسلام، و شدة حرصها على تحقيق أهدافها وغاياتها، والدور الريادي الذي لعبه مشايخها في تحرير الهند من الاستعمار الإنجليزي الغاشم، وفي مكافحة البدع والحركات.
ثم تجول الضيف في مختلف مرافق الجامعة، كما شاهد الضيف المبجل بأم عينيــه المرافــق الجامعية من المكتبة الكبيرة وفصول المدرسة الثانوية قيد الإنشاء.
ثم انعقد مجلس موسع في دارالضيافة الجامعية على شرف الضيوف المبجلين، جمع بين كبار أساتذة الجامعة، واستمر نحو ساعة وأكثر. وتطرق الحديث إلى مختلف القضايا الساخنة على الساحة العالمية، وما يخص المسلمين عامة.
وليست زيارة الدكتور/ العمار-حفظه الله- هذه أول زيارة لهذه الجامعة العريقة؛ فقد سبق أن زارها يوم الخميس 8/5/1431هـ، وقال فضيلته في انطباعاته عن الجامعة يومذاك: تشرفت بزيارة الجامعة العريقة دارالعلوم/ ديوبند، تلك المدرسة التي أسست على تقوى من الله تعالى وعلم وبصيرة لنشر الدين ومحاربة البدع والخرافات ونشر الإصلاح وعلم الشرع الشريف، فأسأل الله تعالى.
وسعادة الدكتور/العمار من المحبين المخلصين لهذه الجامعة، ويكنّ عواطف نبيلة تجاهها، وتجلى ذلك في مواقف كثيرة منها: يوم زارت مجموعة من مشايخ ومسؤولي هذه الجامعة – وكان كاتب هذه السطور مرافقا لهم- صاحبَ المعالي الدكتور صالح بن عبد العزيز آل الشيخ- وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة و الإرشاد-، كان سعادة الدكتور/العمار في استقبال وفد الجامعة على مطار الرياض الدولي، وفي اليوم التالي من وصولنا إلى الرياض دعا سعادة الدكتور/عبد العزيز حفظه الله إلى بيته على غداء، وجمع صفوة من العلماء والكُتاب، منهم الشيخ سعد البريك، والشيخ عبد الوهاب الطريري والشيخ زين العابدين الركابي.
وأعرب الدكتور العمار في هذا المجلس عن حبه لعلماء الجامعة وصلتهم بهم ولاتزال الكلمات التي قالها ترن في أذني حيث قال:
«فهذه الجامعة لها دور وأعتقد أنها لاينقصها في الحال كلها حين يقال: الاتجاه الديوبندي فما أحد ينكر أن هناك الروافض وبعض أهل البدع والخرافات الذين للجامعة مواقف منهم، وكذلك في التأصيل العلمي واحترام العلماء ونشر العلم الشرعي الشريف، فنحن نرحب بهم على هذه العلاقة وعلى المحبة، وأنا دائمًا أقول -والله يعلم-: إننا حين نلتقي بأخواننا في الدنيا هنا فيقينًا نلتقي معهم في جنات النعيم، ونحن وهم على طريق واحد نسلكه في الدنيا، والذي هو هدفنا الآخرة، ونرحب بالإخوان، ونود أن يتحدث الشيخ رئيس الجامعة عن الجامعة، والشيخ أرشد المدني عن جمعية علماء الهند ودورها في المحافظة على الدين، فقد كان للجمعية دور كبير في المحافظة عليه، وكذلك من الناحية الاجتماعية والسياسية، وكذلك في مواجهة الاستعمار البريطاني، وكذلك في حماية حقوق المسلمين فليتفضل الشيخ بالحديث».
وأشار الشيخ العمار في ثنايا حديثه إلى أنه أخذ العلم عن الشيخ عبد الفتاح أبو غدة وأنه كان متأثرا به جدا، وقال: ذات مرة أردت السفر إلى باكستان، فأوصاني الشيخ أبوغدة أن أزور المفتي محمد شفيع رحمه الله، وفعلًا زرته وسألته كثيرا من الأسئلة تخص قضية التكفير، فرد عليها ردا مقنعا أثار عجبي وحيرتي، وطلبت منه أن يدلني على كتاب ينفعني فيه، فأرشدني إلى كتاب العلامة الكشميري «إكفار الملحدين في ضروريات الدين».. انتهى كلامه.
ثم تناول الضيوف المبجلون الغداء مع مسؤولي وأساتذة الجامعة في دارالضيافة الجامعية. وبعد صلاة الظهر مباشرة عقدت حفلة التحية والترحيب على شرف سعادة الدكتور/ العمار، أعرب فيها الضيف المبجل عما يكن في قلبه تجاه هذه الجامعة ومشايخها من الحب والتقدير والاحترام، وأسدى نصائح غالية إلى الطلاب المتواجدين بكثرة كاثرة في الحفل.
وسجل الضيف المبجل من انطاعاته عن الجامعة ما يلي:
«الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
في هذ اليوم المبارك الخميس 4/7/1439هـ تشرفنا للمرة الثالثة بزيارة هذه الجامعة المباركة التي نقع الله بها المسلمين في الهند وخارجها، وكانت مشعل هداية وإرشاد إلى العلم الشرعي القائم على الكتاب والسنة والأخذ بالوسطية والاعتدال فنسأل الله تعالى للمؤسسين والقائمين عليها الأجر والثواب وصلى الله على محمد.
د عبد العزيز بن عبد الله العمار
22/3/2018م
ومرافق الشيع عبد العزيز العمار
أحمد بن علي الرومي
و
سعود بن عبد العزيز
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديــوبنـــد ، ذوالقعدة 1439 هـ = يوليو – أغسطس 2018م ، العــدد : 11 ، السنــة : 42