دراسات إسلاميه

إعداد:  محمد سخاوت حسين البشري (القاسمي)(*)

فوضى عارمة، ظلمات خانقة، جرائم عنف متواصلة، ملاحقات قضائية يومية، عالم بدون عدالة، دمار شامل، قتل وتشريد…

       لاجئون في أرضهم ووطنهم، تجاوز سافر عن الثوابت والقوانين المشروعة، هوة سحيقة بين الحاكم وشعبه، غياب للنفوس الحكيمة الزكية، أشلاء متناثرة على الشوارع والطرقات، جثث هامدة، رؤوس مقطوعة وربما مصلوبة لا نهاية لها، هجرة تفوق العدد والإحصاءات، ثورات تكفيرية لكل من يخالف الرأي الوحدوي، اتهامات متبادلة من منابرالوحدة،حروب أهلية دامية، ولاء زائف للدين القويم…

       صفوف وطوابير طويلة أمام الجمعيات الخيرية للحصول على رغيف بالٍ، أصوات عالية للمعارضة، دوي الطلقات النارية والقذائف الهاوية، سيناريو القتل، والتخويف والتهميش، والترويع والإقصاء في شوارع عامة، تفجيرات متواصلة، صراخات للأطفال اليتامى والثكالى، فقدان للوعي البشري، موجات من التسابق في التلاعب بالنفوس البشرية، مساجد حُولت إلى ثُكنات عسكرية نتهيأ فيها للقتال الشرس بدلًا من الصلاة، حكومة صماء بكماء عمياء، مجزرة المدنيين الأبرياء من الأطفال الرضع  والمسنين والمسنات على تفاهة الأمور…

       بطالة لا حل لها، مشاهد في غاية من القلق والترويع، انقلابات عسكرية واغتيالات مملاة من الخارج، سوس طائفي ينخر جسد الأمة الإسلامية، سباحة في بركة الدماء المتعفنة، قراءات عديدة لدين واحد ثم نضال وحرب لتفوق أحد على مثيلاته، خطب عقيمة طويلة عنيفة لا فائدة لها، إطلاق صواريخ وضرب أعناق المدنيين بدون هوادة، مجالس للسب والشتم… هذاهو ما وصل إليه وضع خير الأمم في الألفية الثالثة، بينما الأمم الأخرى متربعة على عروش المجد والرفعة والكرامة والإنسانية، ونحن عالة عليهم حتى في أشياء بسيطة، تفجرت ينابيع النفط والغازفما انتفعنا بها، أعطينا دستور الحياة (القرآن) فاستبدلناه بدستور الموت ثم اكتفينا بقراءته على الموتى وأصحاب القبور. بنينا الجامعات والمدارس بميزانية المليارات فما قرأنا فيها بعد…

       بنينا كوبري  العملاق وما مررنا به حتى واحدة في الحياة، ضيعنا آلاف الأطنان من المواد الغذائية في تفاهات، وأطفال الفقراء ماتوا جوعًا، دخان السجائر يملأ الشوارع العامة، وثمة أطفال ينتظرون رؤية دخان الموقد…

       هل وصل ما وصل إليه وضعنا فجاءةً؟

       أو ثمة عمليات بطينة وسياسات دنيئة أدت بنا إليه؟

لونطمح إلى أن نكون خيرالأمم علينا أن نراجع مواقفنا الإسلامية وسياساتنا الداخلية والخارجية، ونبني علاقة وطيدة مع علمائنا الأفذاذ، ومهما تبلغ الخلافات فيما بيننا نعمل بجدية لتصفية الخلافات، قبل أن يتدخل الأعداء ويسوسوا القضية، هدم التقاليد والتضاريس البدعية ليست محاربة الدين؛ ولكن محاربة الأفكار الزائفة، ياليتنا نفهم ونعقل!!!


(*)    كاتب في الصحيفة «التآخي» العراقية.

    albishrisakhawat@gmail.com

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، رجب 1439 هـ = مارس – أبريل 2018م ، العدد : 7 ، السنة : 42

Related Posts