فضيلة الشيخ الحاج محمد إسماعيل الوستانوي رحمه الله 1337-1425هـ = 1918-2004م

إلي رحمة الله 

       انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد مرض طويل فضيلة الشيخ الحاج محمد إسماعيل إبراهيم بن محمد رنديرا الوستاونوي والد العالم الشهير و خادم العلم والدين المعروف – مؤسس الجامعة الإسلامية إشاعة العلوم ببلدة «أَكَّلْ كُوَا» بمديريرة «نندور بار» بولاية «مهاراشترا» بالهند ، ومؤسس كثير من المدارس والكتاتيب في أرجاء الهند – فضيلة الشيخ غلام محمد الوستانوي ، إلى رحمة الله تعالى في نحو الساعة الثانية من الليلة المتخللة بين 3-4 ذوالقعدة 1425هـ الموافق 16-17 ديسمبر 2004م : الخميس – الجمعة ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون .

       كان الشيخ محمد رحمه الله ، مثالاً للصلاح والورع والتقوى ، منذ شبابه إلى أن توفّاه الله تعالى وكان حريصًا على خدمة ذوي الحاجة والمساكين ، ويسعى دائمًا لتفريج الكربة عن كل مكروب ، ويواظب على الصلاة بالجامعة ، ويوصي بذلك أولاده وأحفاده وجميع ذوي قرباه ، وعلى تلاوة القرآن الكريم وصلاة الليل ، ويجتهد للتوصل إلى الرزق الحلال ، ويأخذ بذلك أولاده ، ويجتنب الكذب في جميع أقواله ، ولايتحمل أن تُرى النساء المسلمات كاسيات عاريات ، ويخدم نفسه بنفسه . وبذلك كله وغيره كان ممن وفّقه الله ليستوفي الخير الكثير .

       وكأنّ الله عزّ وجل تقبل حسناته ، فأراه آثارها في هذه الدنيا قبل الآخرة التي يوفيه إن شاء الله فيها إيّاها ، فرزقه الله أولادًا صالحين سعداء بالعلم والعمل يعكفون على خدمة الإسلام والتعليم الديني ونشر علوم الكتاب والسنة ، وتعميم تعليم القرآن الكريم وتحفيظه وتجويده . وعلى رأسهم فضيلة الشيخ غلام محمد الوستانوي الذي بذّ كثيرًا من معاصريه من علماء الهند فيما يتعلق بنشر شبكة الكتاتيب والمدارس الإسلامية وبناء المساجد ورعاية الجمعيات والمؤسسات الإسلامية ، ويليه الحافظ محمد اسحاق الوستانوي نائب رئيس جامعة إشاعة العلوم بـ«أكّل كُوا» ومدير قسم تحفيظ القرآن بالجامعة ، ويليه الحافظ محمد سليمان الوستانوي مدير مستشفى السلام التابع لكلية الطب بالجامعة، ويليه محمد يعقوب و محمد بلال اللذان يقومان بمسؤولياتهما في وطنهما الأم «وستان» ويليهما الحافظ محمد أيوب الوستانوي الذي يعمل إمامًا وخطيبًا بمسجد بـ«فرنسا» .

       فهذه أسرة صالحة أسعدها الله بالتوفيق لكل ما ينفعها في دينها ودنياها . وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . وحقًّا ظلّت الأسرة قرة عين للفقيد، بسيرتها التي ظَلَّتْ ترضيه ، وما أعظمه من نعمة وما أكبره من فضل ، أن يرى المربي ووليّ الأسرة أولادهَ ينزلون مستوى تربيته ورعايته الدينية ، ويشاهد ثمارَ جهوده يانعة حلوة . فكم من مُرَبٍّ ووليّ تضيع جهودُه سدى ، رغم إخلاصه في التربية ، واحتراقه في الرعاية ، وجهوده المكثفة المُنَوَّعَة المتّصلة في أخذ أولاده بما يحبه من الخير وحسن السيرة والسلوك والعمل البنّاء .

       وقد صُلِّي على الفقيد الغالي بالمسجد الذي يتوسط رحاب جامعة «إشاعة العلوم» بـ«أكل كوا» بعد صلاة الجمعة يوم 4/ من ذي القعدة 1425هـ 17/ ديسمبر 2004م . وحضر الصلاةَ عليه عدد كبير من علماء «مهاراشترا» و «غوجرات» إلى جانب أساتذة وطلاب الجامعة وسكان البلدة وذوي الفقيد .

       وأسرة تحرير مجلّة «الداعي» التي آلمها النبأ ، إذ يقدّم أحر التعازي وأصدق المواساة إلى نجله البار الشيخ غلام محمد الوستانوي وأشقائه الكرام وأفراد أسرته جميعًا ، تتضرع إلى المولى عزّ اسمه أن يدخل الفقيد فسيح جناته ويلهم ذويه ومحبيه ومعارفه الصبر والسلوان؛ فإنّه نعم المولى ونعم النصير.

*  *  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . صفر 1426هـ = مارس – أبريل 2005م ، العـدد : 2 ، السنـة : 29.

Related Posts