محليات
إعداد : الأخ محمد أجمل القاسمي
طالب بقسم الإفتاء بالجامعة
(جريدة «نئي دنيا» الأردية الأسبوعية الصادرة بدهلي الجديدة ، السنة 35 ، العدد 51 : 11-17/ يونيو 2007م)
حقّق المسلمون في مدينة «ماليكاؤن» بولاية «مهاراشترا» انتصارًا رائعًا استوقف الزعماءَ المسلمين المزعومين والأحزابَ السياسية المسلمة الأخرى لولاية «أترابراديش» للتفكير والاعتبار. قام مسلمو المدينة وعلماؤها وأئمة مساجدها بإراءة الطريق المثالي بالنسبة للمسلمين الهنود وعلمائهم وأئمتهم كافة ، فبالأمس القريب عُقِدت الاستفتاءات لمجلس البلدية لمدينة ماليكاؤن ، التي ساهم فيها حزبٌ وليد للمسلمين أُطلِق عليه اسمُ حزب «الموتمر الإسلامي الهندي (IMCP)، وبرَز كأكبر حزب من بين الأحزاب المساهمة في الانتخابات؛ إذ اكتسح (26) مقعدًا فيها. يتضمّن مجلس البلدية للمدينة (72) مقعدًا ، وأي فريق يريد أن يحكم المجلس يحتاج إلى الحصول على 37 معقدًا ، وحزب «المؤتمر الإسلامي الهندي» لكي يسيطر على المجلس في حاجة إلى 11 مقعدًا مضافة إلى مقاعد الستة والعشرين، وكل من حزب الكونغريس و«شيف سينا» الهندوسي حصل على 7 من المقاعد ، بينما كسب حزب «جاناتادال» (العلماني) 12 مقعدًا؛ فمجموعة المقاعد الحاصلة لجميع تلك الأحزاب تساوي المقاعد التي فاز بها حزب المؤتمر الإسلامي وحده .
تأسّس حزب المؤتمر الإسلامي الهندي (IMCP) على يد الشيخ المفتي محمد إسماعيل الإمام الخطيب للمسجد الجامع بمدينة «ماليكاؤن»، وإن فضيلة المفتي وإن لم يساهم نفسُه في الاستفتاء؛ ولكن كلاً من المسلمين والهندوس انجذبوا إلى حفلاته الانتخابية، بحيث كان يبدو كأنّ سياسيًا معروفًا فارع القدم حضرها للتحدّث إلى الحضور. الهندوس في مدينة «ماليكاؤون» ينظرون إلى المفتي محمد إسماعيل نظرةَ الإعجاب والتقدير، والشرطة هي الأخرى لاتزال مدينة له؛ لأن فضيلته يلعب دورًا فاعلاً في شأن حمل الشعبِ على الحفاظ على الأمن في الظروف الحسّاسة.
قال المفتي محمد إسماعيل: إنه انضمّ إلى السياسة مؤخّرًا، وإنه شديد الاستنكار للخداع واللف والدوران: إن حزبَه أنفق 180000 روبية في الحملات الانتخابية، بينما أنفقت الأحزاب الأخرى عشرات ملايين من الروبيات.
وسُئل فضيلة المفتي: على الرغم من أن حزبكم برز كأكبر حزب في الاستفتاء؛ ولكن السيطرة على مجلس البلدية لاتبدو من الممكن بعد فماذا تفعل فضيلتكم؟! فردّ عليه قائلاً: نحن لا نتأكّد في شراء المقاعد وبيعها مع أن حزبنا تُعوِزه الأموال الطائلة. وعبّر عن عزيمته قائلاً: إننا وصلنا إلى هذا المستوى بعون الله سبحانه وتعالى، وهو تعالى سيقدِّمنا إلى الإمام.
إن حزب «الموتمر الإسلامي الهندي» خاض معركة الانتخابات باسم التنمية والانسجام الطائفي. ولاحظ الشعب الحياةَ والقوة في هتافات المؤتمر الإسلامي، فقاموا – مسلمين وهندوسًا – بالإدلا بالصوت لصالحه. ومن الطريف أن المؤتمر الإسلامي الهندي فاتته ثلاثة عشر مقعدًا بفرق يسير تراوح بين 5 و 13 صوتًا، الأمر الذي يعني أن الحزب لوفاز بالمقاعد الثلاثة عشر التي فاتته لم يحتج إلى تأييد أي حزب. هذا الحزب الوليد الذي يقوده العلماء والأئمة وحدهم حقّق الانتصار غير العادي في وقت كان يقود فيه كلا الحزبين: الكونغريس وجاناتادال (العلماني) قائدان مسلمان مُبرزان: شيخ راشد ونهال أحمد.
والأنباء الطازجة تقول: إن القيادة العليا لحزب «شيوسينا» الهندوسي اتصل بالمفتي محمد إسماعيل وأكّد له وقوفه بجانبه. وهناك بعض رجال يتردّدون في قبول تائيد «شيف سينا» الهندوسي، كما أن الوحدة المحلية لحزب «شيف سينا» هي الأخرى تخالف القيادة العليا للحزب في شأن هذا التأييد؛ ولكن المفتي محمد إسماعيل يقول: إذا قام أحد بالتأييد لصالح التنمية وسيادة الانسجام الطائفي في المدينة فرفضه لايُعَدّ من التعقل والحكمة .
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . رجب المرجب 1428هـ = يوليو – أغسطس 2007م ، العـدد : 7 ، السنـة : 31.