دراسات إسلامية

بقلم:  الأستاذ محمد ساجد القاسمي (*)

أ– القرآن الكريم

       لا شكَّ أنَّ القرآن الكريم هو الوحي الإلهيّ الأخير، المنزَّل على  النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم ، والكتاب المقدس لدى الأمة الإسلامية، ومصدر التشريع الإسلامي الأول؛ لذلك فقد عُنِي به مشايخ دار العلوم وعلماؤها أشدَّ العناية  تعليمًا وتحفيظًا، وتدريسًا وتأليفًا، ونشرًا لرسالته ومعارفه وتعاليمه بين المسلمين.

       أما عنايتهم بتدريسه فقد أنشئ قسم تعليم القرآن وتحفيظه بعد تأسيس دارا لعلوم بسنتين، و ذلك عام 1284هـ، وقد أقيم مؤخرًا مبنى مستقل باسم «دار القرآن الجديدة» التي تحتضن جميع حلقات تعليم القرآن وتحفيظه البالغ عددها 25حلقة.

       وقد ضُمَّ إلى المنهج الدراسي المتَّبع في دارالعلوم موادُّ متصلة بالقرآن الكريم من التجويد والقراءة و ترجمة معاني القرآن والتفسير وأصوله، أما القراءة برواية حفص عن الإمام عاصم فكمادة إجبارية لمن يريد نيل شهادة الفضيلة من الجامعة.

       كما تُدَرَّسُ ترجمة معاني القرآن الكريم بكامله خلال ثلاث سنوات بدءًا من السنة الثالثة إلى السنة الخامسة. ثم تُدرَّس مادتا التفسير وأصوله في السنة السادسة متمثلتين في «الفوز الكبير في أصول التفسير» للإمام ولي الله الدهلوي، و «تفسيرالجلالين» كاملاً.

       وهناك قسم آخر وهو قسم التخصص في تفسيرالقرآن وعلومه، يُقبل فيه الطالب الراغب في الدراسات العليا بعد نيله شهادة الفضيلة. والكتب المقرَّرة فيه تفسير البيضاوي، وتفسير ابن كثير، ومباحث مختارة من مناهل العرفان للزرقاني.

       هذا إلى أنَّ العديد من أبناء دار العلوم ومتخرجيها يقومون بتفسير القرآن الكريم   في المساجد عقب صلاة من الصلوات الخمس، أو في يوم معين من أيام الأسبوع، وذلك لنشر رسالة القرآن وتعاليمه في عامة المسلمين.

       أمَّا اهتمامهم بالتأليف في القرآن وعلومه فقد توارثوه من الإمام ولي الله الدهلوي المتوفى 1176هـ، وأبنائه النابغين، فقد ترجمَ الإمامُ معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفارسية- لغة البلاد آنذاك-  وهو أوَّلُ من ترجم القرآن الكريم بالفارسية بالهند، وقد أبدع في الترجمة وراعى فيها أسرارًا لطيفة لا يكاد يفهمها  كل أحد ما لم يكن له إلمام بها من ذي قبل، وكتب عليها فوائد لطيفة مختصرة، وجرّدها من الإسرائيليات، وسمَّاها «فتح الرحمن»(1).

       كما ألَّف كتابًا في أصول التفسير سمّاه «الفوز الكبير في أصول التفسير»  وهو كتاب فريد من نوعه، لم يُنسج على منواله.

       ثم قام نجله الشاه عبد القادر الدهلوي المتوفى 1230هـ بترجمة معانيه إلى اللغة الأردية، وأبدع في الترجمة وأجاد، وقد اعتمدها الأمة الهندية الإسلامية في فهم كتاب الله ومعانيه، وأصبحت مرجعًا لكثير من العلماء  الذين قاموا بترجمة معاني القرآن بعده. 

       كما ترجم نجله الآخر  الشاه رفيع الدين الدهلوي المتوفى 1233هـ معانيه إلى الأردية، وراعى فيها الترجمة اللغوية بترتيب كلمات القرآن، و هو أنفع لعامة الناس من ترجمة شقيقه الشاه عبدالقادر رحمه الله.

       كذلك أملى نجله الأكبرالشاه عبد العزيز الدهلوي المتوفى 1239 على بعض أصحابه تفسيرًا للقرآن الكريم من الجزأين الأخيرين ، والجزء الأول والجزء الثاني إلى قوله تعالى : «وأن تصوموا خيرًا لكم» وهو بالفارسية، وسماه «فتح العزيز»، وأتى فيه بعلوم سامية وفوائد غزيرة عالية، وقد أملاه عن ظهر قلبه من غير مراجعة كتاب ولا تسويد، وقد قال إمام العصر العلامة محمد أنور شاه الكشميري: «يا ليت لو كمل هذا التفسير على هذا النمط البديع لقُضِيَ عنا حق تفسير القرآن العظيم حسب المقدور البشري»(2).

       هذا وقد اشتغل علماء دارالعلوم وأبناؤها بخدمة القرآن الكريم كسلفهم  الراحل من الإمام ولي الدهلوي وأبنائه العباقرة، فخدموه من النواحي المختلفة من ترجمة معانيه والتأليف في تفسيره وأحكامه وإعجازه وعلومه، ومشكلاته ومفرداته وتجويده وقراءاته.

       وقد استعرض الأستاذ الدكتور صلاح الدين يوسف جهود علماء ديوبند وخدماتهم للقرآن الكريم، فقال: «قد اشتغل بخدمته نحو300 عالم في 21 لغة. وبلغ عدد ترجمة معاني القرآن إلى نحو 84 ترجمة، ونحو 200 تفسير مابين كامل وناقص، و 20 كتابًا في موضوع  أحكام القرآن، و23 في أصول التفسير، و6 في إعجاز القرآن، و15 في تاريخ القرآن، و44 في قصص القرآن، و29 في مفردات القرآن، و10 في بلاغة القرآن وإعجازه، و 3 في أرض القرآن، و8 في فضائل القرآن، و15 في تاريخ تجويد القرآن، و120 في تجويد القرآن وقراءاته، و15 في أسباب النزول، و15 في الأدعية الواردة في القرآن، و7 في الأسماء الحسنى، و19 في الرد على الآراء الشاذة للفرق الضالة في تفسيرالقرآن، و5 في فهرسة القرآن، و5 في فلسفة القرآن، و نحو 100 في الموضوعات المختلفة ذات الصلة بالقرآن»(3).

       وفيما يلي نسرد أهمَّ مؤلفاتهم في مختلف الموضوعات المنوطة بالقرآن وعلومه:

1- ترجمة معاني القرآن الكريم في مختلف اللغات

       من أهم تراجمهم لمعاني القرآن الكريم ترجمة شيخ الهند محمود حسن الديوبندي الأردية وقد بدأ بترجمتها  في سجن «مالطة» حتى أكملها، واتخذ ترجمة الشاه عبد القادر الدهلوي نواةً لترجمته، وصاغها في أسلوب عصري. ثم كتب عليها فوائد تفسيرية إلى تمام سورة النساء، ولم يتمكن من إكمالها، حتى وافاه الأجل المحتوم سنة 1339هـ، ثم أكمل الفوائد صاحبُه العلامة شبير أحمد العثماني- صاحب فتح الملهم شرح صحيح مسلم- في ثلاث سنوات.

       لقد لقيتْ هذه الترجمة إعجابًا واعتبارًا كبيرًا في أوساط المسلمين. ولما قام مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة بطباعة ترجمة معاني القرآن في مختلف لغات العالم وقع اختياره الأول علىها، فطبعها ووزَّعها بالملايين ، وقد شهدت السفارات السعودية بالهند وباكستان إقبالا عظيمًا على هذه الترجمة مما لم تحظ به ترجمة أخرى مطبوعة من المجمع.

       وترجمة الشيخ أشرف علي التهانوي، وترجمة الشيخ عاشق إلهي الميروتي مع الفوائد التفسيرية، وترجمة سحبان الهند الشيخ أحمد سعيد الدهلوي، وتوضيح القرآن مع الفوائد التفسيرية للمفتي محمد تقي العثماني، وترجمة الشيخ خالد سيف الله الرحماني مع الفوائد التفسيرية، وهذه التراجم كلها بالأردية، وترجمة الشيخ محمد يوسف شاه الكشميري باللغة الكشميرية، وترجمة الشيخ أرشد المدني والشيخ سليمان باللغة الهندوسية، وترجمة شيخ الهند باللغة الغجراتية للشيخ غلام محمد صادق الرانديري، وترجمة شيخ الهند باللغة الفارسية التي قامت الحكومة الأفغانية بطبعها ونشرها عام1940م، وترجمة شيخ الهند بلغة بشتو، وترجمة الشيخ محمد طاهر باللغة البنجالية، وترجمة الشيخ عبد الحق الآسامي باللغة الآسامية، وترجمة الشيخ عبد الغفور الكرنولي مع الفوائد التفسيرية بلغة تيلغو، وترجمة الشيخ أشرف على التهانوي بلغة كنرا التي قامت بطباعتها دار الإشاعة بـ بنغالورعام 1966م، وأنوارالقرآن للشيخ السيد أنوار الحق كاكا خيل بلغة بشتو، وترجمة الشيخ فيض الوحيد باللغة الكشميرية الغوجرية، وترجمة المفتي محمد تقي العثماني باللغة الإنجليزية(4).

2- تفسيره

       ومن أهم تفاسيرهم بالأردية بيان القرآن للشيخ أشرف علي التهانوي، والفوائد التفسيرية للعلامة شبير أحمد العثماني على ترجمة شيخ الهند محمود حسن الديوبندي، ومعارف القرآن للمفتي محمد شفيع العثماني الديوبندي في 8 مجلدات، ومعارف القرآن للشيخ محمد إدريس الكاندهلوي في مجلدات ضخمة، وجواهر القرآن للشيخ حسين علي الفنجابي، وحلًّ القرآن للشيخ حبيب أحمد الكيرانوي، والتفسير الثنائي للشيخ ثناء الله الأمرتسري، والتفسير الأحمدي للشيخ أحمد علي اللاهوري، وهداية القرآن للشيخ محمد عثمان كاشف الهاشمي، وتكملته للشيخ المفتي سعيد أحمد البالنبوري، وبيان القرآن للشيخ أحمد حسن، وتقرير القرآن للمفتي عزيز الرحمن البجنوري، وجواهر التفاسير للشيخ عبد الحكيم اللكنوي، وأنوار البيان للشيخ عاشق إلهي البرني.

       وأما تفاسيرهم وتعليقاتهم بالعربية فتفسير القرآن بكلام الرحمن للشيخ ثناء الله الأمرتسري، وإلهام الرحمن للشيخ عبيد الله السندي ، وحاشية تفسيرالبيضاوي للشيخ عبد الرحمن الأمروهوي، وحاشية الجلالين للشيخ احتشام الحق الكاندهلوي، والتعليقات على بيان القرآن للشيخ أشرف علي التهانوي.

3- علومه المتنوعة

       أما علوم القرآن المتنوعة  فقد ألفوا فيها  كتبًا شتى ، نذكر أهمها فيما يلي:

أ‌- أحكام القرآن

       أما في أحكامه فأحكام القرآن للفيف من العلماء الذين قاموا بتأليفه تحت إشراف حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، وأحكام القرآن للشيخ شمس الحق الأفغاني.

ب – مشكلاته وأسراره

       وأما في مشكلاته وأسراره فأسرار القرآن للإمام محمد قاسم النانوتوي، ومشكلات القرآن للعلامة محمد أنور شاه الكشميري، ومشكلات القرآن للشيخ شمس الحق الأفغاني، وفقه القرآن للشيخ عمر أحمد التهانوي.

ج-  علومه

       وأما في علومه فيتيمة البيان في شيء من علوم القرآن للعلامة محمد يوسف البنوري بالعربية، وعلوم القرآن للشيخ شمس الحق الأفغاني، ومنازل العرفان في علوم القرآن للشيخ محمد مالك الكاندهلوي، وأشرف البيان في علوم القرآن، وأحسن البيان فيما يتعلق بالقرآن للشيخ المفتي عبدالشكور الترمذي، وجواهر القرآن للشيخ غلام الله الهزاروي، وعلوم القرآن للشيخ المفتي محمد تقي العثماني، وعلوم القرآن للشيخ عبيد الله الأسعدي القاسمي.

د- مفرداته

       وأما في مفرداته فمفردات القرآن للشيخ شمس الحق الأفغاني، ولغات القرآن للقاضي زاهد الحسيني، وقاموس القرآن للقاضي زين العابدين الميروتي، ولغات القرآن للشيخ محمد أجمل خان بالعربية، وتفصيل البيان في علوم القرآن للشيخ ممتاز علي الديوبندي وهو معجم قرآني، ولغات القرآن للشيخ عبد الرشيد النعماني، ومنتخب لغات القرآن للشيخ نسيم أحمد الباره بنكوي.

هـ- إعجازه

       وأما في إعجازه فإعجاز القرآن للعلامة شبير أحمد العثماني، وإعجاز القرآن للشيخ محمد إدريس الكاندهلوي.

و- قصصه

       وأما في قصصه فقصص القرآن للشيخ حفظ الرحمن السيوهاروي، وقصص القرآن للقاضي زين العابدين الميروتي.

ز- تاريخ تدوينه وتفسيره

       وأما في تاريخ تدوينه وتفسيره فتدوين القرآن للعلامة مناظر أحسن الكيلاني، وتاريخ تدوين القرآن للدكتور مصطفى الأعظمي بالعربية، وتاريخ القرآن للشيخ عبد الصمد صارم، وتذكرة المفسرين للشيخ للقاضي زاهد الحسيني، والإسرائيليات في التفاسير للشيخ أسير الأدروي، ونيل السائرين في  طبقات المفسرين للشيخ محمد المرداني.

ح- أصول تفسيره

       وأما في أصول تفسيره فمرآة التفسير للشيخ أشفاق الرحمن الكاندهلوي، والعون الكبير  في شرح الفوز الكبير للشيخ سعيد أحمد البالنبوري، والتحرير في أصول التفسير للشيخ محمد إدريس الكاندهلوي.

ط- ربط الآيات وتناسقها

       وأما في ربط الآيات وتناسقها فسبق الغايات في ربط الآيات لحكيم الأمة الشيخ أشرف علي التهانوي(5).

4- التجويد والقراءات

       لقد اهتمت دار العلوم بالتجويد والقراءات منذ عهود ها الأولى اهتمامًا عظيمًا، فقد أنشي فيها قسم التجويد والقراءات  عام 1321هـ(1903م)، وانتُدِبَ له المقرئ الكبير عبد الوحيد الإله آبادي المتوفى سنة 1365هـ ( أحد أصحاب المقرئ المعروف عبد الرحمن المكّي)، وقد شغل منصب رئاسة التدريس في القسم نحو 45 سنة، وتخرَّج عليه خلال هذه المدة مئات من العلماء، وأول من تخرَّج فيه هوالمقرئ محمد طيب القاسمي رئيس الجامعة الأسبق، وقد أصبح هذا القسم مركزًا هامًا  من مراكز التجويد والقراءات في شبه القارة الهندية.

       ثم تولى منصب رئاسة التدريس في القسم المقرئ حفظ الرحمن البرتاب كرهي، فعمَّت على عهده خيرات هذ القسم، وأقبل عليه الطلاب الراغبون في فن التجويد من داخل البلاد وخارجها.

  أما مؤلفاتهم  وتعليقاتهم  على الكتب في هذا الفن فهي كثيرة جدًا كذلك، أهمها وجوه المثاني مع توجيه الكلمات والمعاني، و زيادات على كتب الروايات، وكلاهما بالعربية، و جمال القرآن، وتنشيط الطبع في إجراء السبع، وهما بالأردية، ورفع الخلاف في حكم الأوقاف، وهذه الرسائل كلها للشيخ أشرف علي التهانوي.

       وعنايات رحماني في شرح حرز الأماني للشيخ المقرئ فتح محمد الضرير الباني فتي ثم المدني في ثلاثة مجلدات.

       وقد ألف بعض أبناء دار العلوم في هذا الموضوع فأكثر وا وأجادوا حتى كوّنوا مكتبة صغيرة في الموضوع، أخص منهم بالذكر المقرئ رحيم بخش الباني بتي ثم الباكستاني الذي ألف في هذا الموضوع 23 كتابًا، والمقرئ أبو الحسن الأعظمي رئيس قسم التجويد والقراءآت بدارالعلوم سابقًا وعضوالمجلس العالمي لشيوخ الإقراء التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، و هو من المؤلفين المكثرين  في الموضوع،  له نحو 90 كتابًا ما بين صغير وكبير، أهمها تحصيل الأجر في القراءات العشر بالعربية، والنفحة العنبرية شرح المقدمة الجزرية، و النفحات القاسمية شرح متن الشاطبية، والتحفة الجميلة شرح الرائية للشاطبي، وتيسير القراءات في السبع المتواترات، وحسن المحاضرات في رجال القراءات، ومعجم القراءات القرآنية، وهي كلها بالأردية(6).

5- ملاحظات على بعض التفاسير الحديثة

       ولا يفُوتُني هنا أن أذكر ماقاموا به من انتقاد التفاسير الحديثة التي ظهرت في هذا العصر، مثل: تفسير القرآن للسار سيد أحمد الدهلوي مؤسس جامعة عليجراه الإسلامية، وترجمان القرآن للزعيم السياسي الكبير الشيخ أبو الكلام آزاد، والتذكرة لعناية الله مشرقي، وتفهيم القرآن للأستاذ أبوالأعلى المودودي، وقد تناول علماء دارالعلوم   تفاسيرهم بالانتقاد والرد، و كشفوا عما فيها من تحريف و زيغ وضلال(7).

*  *  *

الهوامش:

(1)      يتيمة البيان، ص: 49.

(2)      يتيمة البيان، ص:51.

(3)      جريدة «نجات» الصادرة من بيشاور في عددها الخاص بمناسبة مؤتمرجهود دار العلوم عبر قرن وخمسين عامًا)

(4)      دارالعلوم ديوبند كي جامع ومختصرتاريخ، ص: 325-333 .

(5)      المصدر السابق، ص: 325-333.

(6)      المصدر السابق، ص: 325-333.

(7)      يتيمة البيان، ص: 54- 81.

*  *  *


(*)    أستاذ بالجامعة.

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، ذوالقعدة 1439 هـ = يوليو – أغسطس 2018م ، العدد : 11 ، السنة : 42

Related Posts