التقرير الختامي عن الدورة التدريبية لإعداد الكوادر في مجال اللغة العربية للناطقين بغيرها

محليات

      الاسم : الدورة التدريبية لإعداد الكوادر في مجال اللغة العربية للناطقين بغيرها .

      المكان : «جامعة همدرد» بدهلي الجديدة ، الهند.

      الزمان : 16-21/ شوال 1426هـ الموافق 19-24/ نوفمبر 2005م .

       استجابة للاحتياجات التربوية والتدريبية لمعلمي اللغة العربية في المدارس العربية والإسلامية في الهند ، وحرصًا على الارتقاء بمستوى العاملين في هذا الحقل، وبدعوة من قبل المنظمة الإسلامية للعلوم والتربية والثقافة ، والتعاون والتنسيق مع «العربية للجميع» ، وتحت رعاية مجمع الفقه الإسلامي بالهند .

أهداف الدورة :

       سعت هذه الدورة لتحقيق الأهداف التالية :

  • النهوض بالقدرات التربوية والمعرفية والتقنية لمعلمي اللغة العربية والتربية الإسلامية .
  • تدريب المعلمين على استعمال بعض التقنيات التعليمية الحديثة في ميدانهم .
  • العمل على معالجة بعض المشكلات التعليمية التي تواجه أولئك المعلمين .
  • تبادل الخبرات وعرض التجارب الناجحة في هذا الحقل .

برنامج الدورة :

اليوم الأول:

       بدأت – بحمد الله سبحانه وتعالى – الدورة التدريبية للقائمين بالتدريس في مجال تعليم اللغة العربية يوم السبت 16/ شوال 1426هـ الموافق 19/11/2005م حيث أقيم الحفل الافتتاحي للدورة في تمام الساعة العاشرة صباحًا تحت رئاسة فضيلة الدكتور محمد بن شديد البشري ممثل التدريب لمؤسسة «العربية للجميع» (المملكة العربية السعودية) بحضور خمسين فردًا من علماء وخبراء وزعماء سياسيين وأصحاب الاختصاص في المجالات العلمية المختلفة .

       واستُهِلَّت الجلسةُ بآي من القرآن الحكيم ، وبعد ذلك ألقى فضيلة الشيخ عتيق أحمد القاسمي سكرتير القسم العلمي للمجمع كلمة التعريف بـ«الإيسيسكو» و «العربية للجميع» وكلمة الترحيب بالضيوف الكرام والمشاركين في الدورة والحضور كافة .

       وفي كلمته سلط فضيلة الشيخ الضوء على أنشطة هاتين المنظمتين العالميتين المتعددة الأهداف التي تشمل البلدان العربية والإسلامية والدول غير الإسلامية . كما أنه تقدم بالشكر لهاتين المنظمتين على عقد هذه الدورة التدريبية بالهند .

       وفي كلمته الافتتاحية قدر معالي السيد كيه رحمن خان نائب رئيس مجلس الشيوخ للبرلمان الهندي جهود «الإيسيسكو» و «العربية للجميع»، كما أنه أعرب عن ابتهاجه بخدمات مجمع الفقه الإسلامي بالهند وأنشطته المتنوعة.

       واستطرد معاليه قائلاً : يمكن أن نقول أن اللغة العربية بالنسبة لنا هي اللغة الأم ؛ لأنها لغة الكلام الرباني المقدس ، وهي رمز للأمة المسلمة بأجمعها كما أنها لغة عالمية تحتل مكانة مرموقة بين أغنى وأثرى لغات العالم .

       وأضاف قائلاً : أرجو ألا ينحصر نطاق محاولة إشاعة اللغة العربية ونشرها في المدارس الإسلامية في الهند ، وأن تلعب المدارس والمعاهد والكليات والجامعات العربية الهندية دورها المتميز في نشر اللغة العربية وآدابها على الساحة الوطنية في الهند .

       وقد شرف الجلسة معالي السيد البروفيسور شميم أحمد مدير «جامعة همدرد» (مكان انعقاد واستضافة الدورة) بحضوره وألقى كلمة قال فيها: أن هناك فرصًا كثيرة متاحة لتعلم اللغة العربية ، والتثقف بثقافتها باستخدام تكنالوجيا المعلومات الحديثة ووسائل الإعلام المتعددة ، وليس هناك تناقض بين الثقافة وتكنالوجيا المعلومات الحديثة إلا أن هناك آثارًا وانعكاسات لتكنالوجيا المعلومات تقع سلبًا وإيجابًا على الثقافة ، ومن الممكن التغلب عليها ، وترشيد وجهتها ، واستخدامها لصالح تطوير وتنمية الثقافة.

       وعبر معاليه عن استعداده الكامل لدعم تطوير اللغة العربية وإنشاء قسم خاص لتعليمها وتسهيل سبل البحث والتحقيق في موضوعاتها المتعددة في الجامعة ، وقال : سنفضل وقت تعيين واختيار المحاضرين وأساتذة الدراسات الإسلامية في جامعتنا الباحثين والمثقفين المتضلعين والخبراء في العربية .

       وفي كلمته الأساسية تقدم فضيلة الدكتور محمد اجتباء الندوي بأسمى آيات الشكر والتقدير لجهود «الإيسيسكو» و «العربية للجميع» ، كما أنه أشاد بدور مجمع الفقه الإسلامي في مجال بحث موضوعات الفقه الإسلامي الحديثة ومناقشة القضايا العلمية المستجدة . وعرف فضيلة الدكتور بآثار وتراث الهند في مجال اللغة العربية وعلومها وآدابها ثم ذكر خلفية ضعف المثقفين والباحثين والعلماء الهنود في اللسان العربي .

       وقال : عندما حدثت هناك الفجوة بين العلوم الشرعية واللغة العربية في مدارسنا تخلفنا وابتعدنا عن دورنا القيادي المتميز في العلوم والثقافة ، وتطرق فضيلته إلى بيان وضع اللغة العربية في المدارس الهندية حيث قال : علماؤنا يعرفون عن العربية وعن آدابها وعن علومها من النحو والصرف والبلاغة والتفسير والحديث والفقه كثيرًا ولكن لا يعرفون العربية .

       وفي ختام الجلسة وقبل كلمته الرئاسية تلا فضيلة الدكتور محمد بن شديد البشري رسالة التحية التي بعثتها «الإيسيسكو» على الحضور، وذلك لأن خبراء «الإيسيسكو» لم يتمكنوا – للأسف – من الوصول إلى الدورة .

       وفي رسالته تقدم خبير «الإيسيسكو» بتقديره وامتنانه إلى مجمع الفقه الإسلامي و «العربية للجميع» على حسن التنسيق والتعاون من أجل إنجاح هذه الدورة التدريبية وتنفيذها في أحسن الظروف إسهامًا في تعزيز الدور الحضاري للمدارس العربية الإسلامية في مجال تعليم اللغة العربية .

       وبعد التعريف بأنشطة «الإيسيسكو» المتنوعة ودورها الممتاز في المجالات الثقافية المختلفة أبدت الرسالة أملها في أن يقوم الخبراء والمتدربون بدورهم في تحقيق أهداف الدورة وتعزيز فعالياتها .

       وأشادت الرسالة بالتعاون المشترك المتميز بين «الإيسيسكو» مؤسسة الوقف الإسلامي ، و«مشروع العربية للجميع» . وعدته صورة للتضامن الإسلامي الرفيع خدمة للأهداف السامية المشتركة ، والذي تمثل هذه الدورة التدريبية الرائدة واحدة من ثماره الطيبة .

       وذكرت الرسالة أن الدراسات التربوية الحديثة المتخصصة تؤكد على أن المعلم المؤهل تأهيلاً تربويًا ومعرفيًا ، المتوازن والمتميز أخلاقيًا وسلوكيًا هو من أهم العوامل الفاعلة في إنجاح العملية التربوية وتطويرها ، مهما تنوعت النظم التربوية ، وتعددت أساليبها ، واتسعت مجالاتها ، وتقلص فيها دور المعلم.

       وشددت الرسالة على أن هذه الدورة التدريبية تأتي هادفة إلى تكوين أطر وطنية متميزة في مجال اللغة العربية قادرة على التوجيه والتدريب ، وفق الخصوصيات الثقافية والاجتماعية الأصيلة للمجتمعات الإسلامية المنسجمة مع البيئة المحيطة والمتفاعلة مع الواقع المعيش ، والمستجيبة للتطورات التقنية والمعرفية، مستفيدة من النظريات التربوية الحديثة في علم النفس وأصول التربية وطرق التدريس والتقنيات التربوية .

       وانتهت الرسالة إلى أن هذه الأهداف لن تتحقق ما لم نسع بإخلاص ، ونشارك بإيجابية في هذه الدورة، وأن نعمل على الاستفادة من وجود خبراء متخصصين ، ومن ثم المشاركة في تقييم أعمالها ، وتقديم المقترحات التي من شأنها دعم التعاون والدفع به إلى مجالات أوسع وآفاق أرحب .

       وفي كلمته الرئاسية أشاد فضيلة الدكتور محمد بن شديد البشري بأنشطة «الإيسيسكو» والمجمع، وتوجه بالشكر الجزيل لهاتين المنظمتين على تنظيم الدورة كما أنه قام بتعريف أنشطة «العربية للجميع» ودورها في نشر وتطوير اللغة العربية وقال : نحن ننطلق من أن اللغة العربية للجميع ، وشعارنا اليوم أن تكون العربية للجميع وبجهود الجميع ، ونحن نحرص على استخدام أحدث أساليب ومناهج تدريس وتطوير اللغة العربية تنظيرًا وتطبيقًا .

       وأضاف فضيلته قائلاً : نجاح هذه الدورة لايتوقف على المدربين الخبراء بل هو مرتبط بتفاعل المدربين الخبراء والمتدربين الإيجابي ، وبهذا نكون قد حققنا كل أو أغلب أهداف وإنجازات الدورة ، وستكون هذه الدورة النواة للدورات اللاحقة إن شاء الله .

       وبعد انتهاء الجلسة الافتتاحية كانت هناك فترة للشاي استمرت لنصف ساعة ، وبعد مضى هذه الفترة بدأت أعمال الدورة فانعقدت الجلسة الأولى بحضور مشاركين قادمين من جميع أنحاء ولايات الهند بلغ عددهم (25) متدربًا ومعلمًا ينتمون إلىعشرين مدرسة ، تم اختيارهم كمشارك من قبل «الإيسيسكو» وتم توزيع الحقائب التي كانت «العربية للجميع» أهدتها للمشاركين ، والتي كانت تحتوي على بعض أهم إصدارات توجيهية لحصر المشكلات التي تواجه المعلم في تعليم اللغة العربية ، وقدم فيها فضيلة الدكتور محمد بن شديد البشري توجيهات وترشيدات أساسية للمتدربين حتى يستفيدوا من الدورة حق الاستفادة .

       ثم انفضت الجلسة لأداء صلاة الظهر وتناول الغداء .

       وبعد الاستراحة عُقِدَتْ حلقةٌ مفتوحة لاستعراض أوضاع تدريس اللغة العربية في الهند تداخل فيهاالمشاركون مع الخبراء تحت رئاسة الدكتور محمد البشري وناقشوا فيها أهم المشكلات والصعوبات التي تواجه المعلمين في تعليم اللغة العربية، وبعد انتهاء الحلقة أخذ الجميع استراحة لمدة خمس دقائق ثم قام الدكتور عبد الماجد قاضي المحاضر بكلية اللغة العربية وآدابها بالجامعة الملية الإسلامية نيو دلهي (الهند) بتقديم محاضرته حول طرق تدريس قواعد اللغة العربية للأطفال وتلاميذ المتوسطة ، وركز فيها على تشجيع المعلم للطلاب واختيار أسهل الأساليب لتعليم اللغة العربية وكيفية الإجابة عن استفساراتهم بالنظر إلى مستواهم وختمت الجلسلة في تمام الساعة الخامسة عصرًا .

اليوم الثاني :

       وفي اليوم الثاني من أيام الدورة الأحد 17/ شوال 1426هـ الموافق 20/11 عام 2005م . عُقِدَتْ أربعُ جلسات تدريبية استمرت قرابة ست ساعات قدم فضيلة الدكتور البشري ثلاث محاضرات بالتتابع .

       الأولى : حول موضوع «استراتيجيات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها» ركز فيها فضيلة الدكتور على مهارات اللغة من الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة وعلى العناصر اللغوية من الأصوات والمفردات والتراكيب وطبقها على مختلف الأوضاع تطبيقًا دقيقًا ، كما قام بتحليل مشكلات تواجه الطلاب في فهم النصوص والتعبير عن الأفكار والعواطف وذكر حلولها المناسبة .

       والثانية : حول موضوع «الألعاب اللغوية» التي استخدم فيها الدكتور أحدث وأرقى الأساليب لتعليم اللغة العربية» وذلك من خلال أشغال وأعمال تنعش الطلاب ، وتبعث فيهم الفرح والسرور ، وتجعلهم يقبلون على تعلم اللغة تلقائيًا بدون عناء ما .

       ودارت المحاضرة الثالثة حول موضوع «صفات معلم اللغة العربية» بين فيها المحاضر أبرز الصفات التي يجب أن يتحلى بها معلم اللغة العربية وهي:

       الشخصية الخلقية والعلمية واللغوية والنفسية والتربوية والثقافية .

       أما الجلسة الرابعة التي انعقدت بعد الغداء فألقى فيها الدكتور زبير أحمد الفاروقي البروفسور بالجامعة الملية الإسلامية نيو دلهي (الهند) محاضرة حول موضوع «طرق تعليم اللغة – الكلام» ذكر في معرض حديثه مهارات اللغة وأشار إلى أن اللغة تتمثل في الكلام بقدر أكبر بكثير مما تتمثل في القراءة والكتابة، مع أن مهارة الكلام والتحدث مهملة في معاهدنا وجامعاتنا .

       وبين أن هناك كثيرًا من خصائص اللغة من الميزات الصوتية والجمال الصوتي والموسيقي الصوتية لا تظهر إلا في الكلام ، وخلص إلى أن مهارة الكلام والقدرة الكلامية تتطلب منا في هذا العصر – عصر العولمة والمعلومات – نفس الاهتمام الذي نوليه للقراءة والكتابة .

اليوم الثالث :

       وفي اليوم الثالث من أيام الدورة الاثنين 18/ شوال 1426هـ الموافق 21/11 عام 2005م عُقِدَت أربعُ جلسات تدريبية ، ألقى فضيلة الدكتور محمد البشري والدكتور عبد الماجد قاضي وفضيلة الدكتور شفيق أحمد خان رئيس قسم الأدب العربي وآدابه بالجامعة الملية الإسلامية نيو دلهي بالهند وفضيلة الدكتور أيوب تاج الدين الندوي المحاضر بالجامعة الملية الإسلامية محاضرات ، فكانت المحاضرة الأولى متوزعة على الدكتور عبد الماجد قاضي والدكتور البشري ، موضوعها : «استخدام الوسائل التعليمية في تدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية» . ذكر الدكتور عبد الماجد قاضي أهمية وعي المدرس بنفسية الطالب كما سلط الضوء على نظريات عديدة تجاه التعليم والتعلم وأشار إلى أن المدرس والطالب هما وجهان متلازمان لعملة واحدة ، وذكر تعريفًا للتدريس أشار إليه أحد الخبراء التربويين وهو أن التدريس بالأساس نشاط يقوم به شخص بقصد تسهيل التعلم للآخر .

       وضمن التحدث عن طرق التدريس وضع اللغة بالمرتبة الأولى والتفكير العقلاني بالمرتبة الثانية ، والمناهج بالمرتبة الثالثة .

       وبدوره أكد الدكتور البشري على ضرورة مهارة الاستماع واستخدام الحواس والأمثلة وتقييم واستثمار الموقف والحاجة إلى الاتصال والتفاعل بين الطالب والمدرس حيث قال : هما كالفريقان يلعبان في ميدان كرة القدم وطلب من المتدربين إنتاج أفكار جديدة تستخدم فيها البطاقات .

       وتضمنت الجلسة الثانية محاضرة الدكتور البشري حول موضوع : «المدرس وإدارة الصف» وصف الدكتور بطرق مجسدة فرصًا يستفيد بها المدرس في تدريسه للطالب مثل توليد الدوافع إذا كانت غير موجودة ، وتذكيرها وإيقاظها إذا كانت موجودة عند الطالب ، وبين المثير والمعزز والحافز التي يجب أن يستخدمها المدرس ، والتركيز على كل طالب بالنظرة والتساؤل والإجابة ، والتنويع في الإجابة ، وتشويقهم في التفكير ، وتوزيع الأسئلة على جميع الطلاب ، وإعطاءهم الفرصة لفهم السؤال، كما قام ببيان الجوانب التالية للجمل والعبارات بإسهاب وبأمثلة على تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها من خلال المستويات التالية :

       (1) التقويم (2) التركيب (3) التحليل (4) التطبيق (5) الفهم (6) التذكر .

       وفي محاضرته التي كانت ترتكز على موضوع: «طرق تدريس النص الأدبي» ذكر الدكتور شفيق أحمد خان الندوي تعريف اللغة والأدب وطرق تدريس هاتين المادتين قديمًا وحديثًا وبين عناصر الأدب اللازمة : ومنها الامتزاج الكامل بين اللفظ والمعنى ، والعاطفة ، والصور البيانية والموسيقي الأدبية والشعرية، كما تناول بيان طرق تالية للتدريس:

  1. طريقة تقليدية (النحو الترجمة)
  2. طريق مباشرة (سمعية، بصرية، اتصالية، سغاف (SGAV) .
  3. طريقة توليفية أو انتقائية .

       أما الدكتور تاج الدين أيوب الندوي فكانت محاضرته حول موضوع : «تعليم القراءة» والتي تطرق فيها إلى بيان خصائص اللغة العربية وروعتها ومرونتها وسعتها لكافة متطلبات الحياة ومخترعات عصر العولمة الحديثة وتأثر اللغات العالمية المختلفة بمفرداتها وثقافتها بالأمثلة ، كما ذكر عقلانيتها بنماذج تطبيقية ، وبين في حديثه هيكل الجملة في اللغة العربية وأنواع القراءة وأشار إلى أن القراءة مفتاح المعرفة، كما أكد على مسؤولية المدرس في تنظيم الأفكار وتدريب الطلاب على القراءة جملة جملة لا لفظاً لفظاً، وبصوت حسن ، ومراعاة آخر كلمات، وتقديم وحدات معنوية أمامهم ثم استخدامها في الجمل والكلمات باستخدام السبورة ، وضرورة القراءة النموذجية وشرح الكلمات مع ذكر مترادفاتها ، واستخدام المعاجم والقواميس عند الضرورة، والتركيز على علامات الترقيم من أجل الوقوف على ضرورات الوصل والوقف ، ومن أجل المساعدة على فهم النصوص على الوجه الصحيح ، وانتهى إلى ضرورة إصلاح الأخطاء القواعدية بطريقة مختصرة والواجب المنزلي للقراءة .

اليوم الرابع :

       وفي اليوم الرابع الثلاثاء 19/10/1426هـ الموافق 22/11/2005م عُقِدَت في القاعة التدريبية ندوةٌ وثلاثُ جلسات تدريبية .

       ففي تمام التاسعة نُظِّمَتْ ندوةٌ بعنوان: «التكامل التربوي بين المدرسة والأسرة» قام بإلقائها الخبير المقيم الدكتور محمد اجتباء والخبير الزائر الدكتور محمد البشري .

       بدأ مقرر الجلسلة الدكتور البشري بعرض أهدافها وأهميتها وأشار إلى أبرز ما سيناقش في إطارها.

       ثم أتاح الفرصة للدكتور اجتباء الذي استعرض بدوره مهام المدرسة ومهام المعلم ودور الأسرة وأكد على أهمية التعاون والتكامل فيما بينهما .

       ثم جاء دور الدكتور البشري الذي أكد على ماذكره زميله حيث استعرض عددًا من المهام التي يمكن أن تقوم بها المدرسة لكي يتم التكامل بينها وبين الأسرة .

       كما عرض بعض الأفكار والرؤى التي يمكن أن يطبقها المعلم تحت إشراف المدرسة لكي تبنى جسور التواصل بين المدرسة والأسرة .

       وفي الختام أتيحت الفرصة للمشاركين في طرح مداخلاتهم وأسئلتهم واستفساراتهم التي أجاب عنها المحاضران بالأمثلة والشواهد .

       أما الجلسات التدريبية فكانت الأولى حول التدريبات اللغوية ألقاها الدكتور البشري حيث بين أنواع التدريبات وهي :

  • التدريبيات الآلية .
  • تدريبيات المعنى .
  • التدريبيات الاتصالية .

       ثم عُقِدَتْ ورشةُ عمل لتطبيق هذه الأنواع من التدريبيات وأنتج المشاركون عددًا من التدريبيات الجديدة المتنوعة .

       وفي الجلسة التدريبية الثانية قدم فيها الدكتور البشري عرضًا وافيًا عن كيفية تدرييس المفردات وعن الأسس العلمية لاختيارها وأساليب تدريسها .

       وبعد العرض النظري قدم المشاركون بإشراف الدكتور البشري تطبيقات عملية من خلال عرض أفكارهم وفق المعايير التي عُرِضَتْ في الجانب النظري لتدريس المفردات ومنها : المفردات السهلة والصعبة الحسية والمجردة .

       أما الجلسلة الثالثة الأخيرة فاستمرت بطلب من المشاركين إلى الساعة الرابعة وهي عبارة عن تطبيق دروس مصغرة (ثلاثة دروس) مع التعليق عليها وتحليلها .

       وكل هذه الدروس خاصة بتعليم مفردات جديدة اختارها لهم الدكتور البشري وفي الختام شكرهم الدكتور على حرصهم واجتهادهم وتمنى لهم التوفيق .

اليوم الخامس :

       وفي اليوم الخامس من أيام الدورة الأربعاء 20/10/1426هـ الموافق 23/11/2005م .

       عُقِدَتْ أربعُ جلسات تدريبية على النحو التالي:

       الجلسة الأولى : تحدث فيها الدكتور محمد البشري عن الاختبارات وبين أنواع الاختبارات وشروط الاختبار الجيد وأسس بناء الاختبارات مع عرض مختصر لبعض النماذج للاختبارات اللغوية ثم طلب من المشاركين كتابة بعض الأسئلة والنماذج التي تتوفر فيها شروط الاختبار الجيد .

       وفي الجلسة الثانية : قدم كل من الدكتور البشري والدكتور محمد اجتباء محاضرة عن تدريس الاستماع استعرض خلالها الدكتور محمد اجتباء مهارات تدريس الاستماع والأسلوب العلمي الجيد لتدريس الاستماع مع عرض بعض الأفكار والرؤى والخبرات حول تدريس الاستماع ثم عرض الدكتور البشري نماذج من اختبارات الاستماع ، وعرض بعض الخبرات التربوية لتدريس الاستماع ثم طلب من بعض المشاركين عرض خبراتهم في تدريس الاستماع .

       وفي الجلسة الثالثة : استعرض فيها الدكتور البشري أنواع الأهداف وكيفية صياغة الأهداف التربوية في مجال تعليم اللغة العربية مع أمثلة على ذلك . ثم وضح الخطوات العلمية للتحضير الذهني والكتابي وبعدها عقد الدكتور ورشة عمل ناقش فيها المشاركون أنواع الأهداف وكتبوا أمثلة على صياغة الأهداف وكيف يمكن تضمينها في كراسة التحضير.

       وفي الجلسة الرابعة الأخيرة التي استمرت إلى الساعة الرابعة والنصف : قدم اثنان من المشاركين درسين نموذجين كان الأول حول تدريس المثنى ، وكان الثاني حول تدريس أسماء الإشارة وتم تحليل الدرسين وذكر السلبيات والإيجابيات والتعليق عليها من قبل المشاركين تحت إدارة الدكتور البشري.

       وفي الختام قدم الدكتور ملحوظاته وتوجيهاته حول الدرسين وربطهما بالأسس العلمية التي نوقشت أثناء الدورة .

       كما قدم شكره للجميع وخاصة المشاركين اللذين قدما الدرسين النموذجين .

       وتمنى للجميع مزيدًا من التقدم والتوفيق .

اليوم السادس :

       وفي اليوم السادس وهو اليوم الأخير من أيام الدورة الخميس 21/10/1426هـ الموافق 24/11/ 2005م .

       عُقِدَتْ جلستان تدريبيتان وجلسةٌ للتقييم :

       فأما الجلستان التدريبيتان فكانت الأولى حول المعايير العلمية لبناء الكتاب وفق الأسس العلمية والمنهجية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ، قدم فيها الدكتور محمد البشري أهم المعايير العلمية لبناء الكتاب ، ومنها المعايير النفسية والاجتماعية واللغوية والثقافية والتربوية لإعداد الكتاب ، وقدم بعض النماذج لهذه المعايير وطلب من المشاركين تعبئة استمارة تشتمل على هذه المعايير تطبق على الكتب التي يدرسها المتدربون ، كما ربط الدكتور البشري المعايير العلمية لبناء الكتاب بالأسس المنهجية والعلمية لتعليم اللغة العربية .

       ونظم الدكتور ورشة عمل قدم فيها المشاركون بعض الأفكار التي يمكن أن يطوروا فيها الكتب التي يدرسونها وفق المعايير والأسس التي ناقشوها .

       أما الجلسة الثانية فتحدث فيها المشاركون عن تجاربهم الخاصة في ميدان تعليم اللغة العربية في الهند، وذكر كل مشارك تجربته والأفكار التي طبقها والصعوبات التي واجهته في تعليم اللغة .

       وخلص المشاركون إلى تقديم توصيات مناسبة من شأنها تطوير تعليم اللغة العربية في الهند ، والتي من ضمنها أهمية التعاون بين شتى المعلمين ، والتواصل بينهم ، وتبادل الخبرات فيما بينهم ، ومحاولة إيجاد كتب مناسبة للبيئة الهندية تخص تعليم اللغة العربية .

       أما الجلســـة الأخيـــــرة وهــي خاصــة بالتقيــيم فقـــد قام المشاركـــون فيها بالإجــابـــة عن الاختبــار التحصيلي الذي قدمه لهم الدكتور البشري وتعبئة بقية الاستمارات المطلوبة منهم .

       وفي الختام شكر الدكتور البشري الجميع وحثهم على الاجتهاد ومحاولة تطوير تعليم اللغة العربية في الهند . وأكد على أهمية توظيف ما طرح في هذه الدورة في مدارس جميع المشاركين .

الحفل الختامي :

       وبعد انتهاء الجلسات التدريبية في الساعة الثانية عشرة يوم الخميس 21/10/1426هـ الموافق 24/11/2005م .

       أقيم الحفل الختامي في تمام الساعة (12:20) وذلك في قاعة الاحتفالات بجامعة (همدرد) وذلك بحضور عدد من الوجهاء والمهتمين بتعليم اللغة العربية وعلى رأسهم فضيلة الشيخ عميد الزمان القاسمي وفضيلة الشيخ محمد اجتباء الندوي . ورأس الحفل الدكتور محمد البشري .

وكان برنامج الحفل كالتالي :

       – تلاوة آيات من القرآن الكريم .

       كلمة مندوب جامعة «همدرد» البروفيسور اشتياق دانش شكر فيها «العربية للجميع» ، وحث فيها المتدربين على اتباع الأساليب التربوية الحديثة في تعليم اللغة العربية والتربية الإسلامية ، وأشار إلى أهمية الاستفادة مما هو موجود في تعليم اللغات الأخرى .

تسليم الدورع التذكارية :

       قام ممثل «العربية للجميع» الدكتور محمد البشري بتسليم درعين تذكارين : الأول منهما لمجمع الفقه الإسلامي في الهند تسلمه مندوبه الدكتور فهيم أختر الندوي ، والثاني لمدير جامعة «همدرد» تسلمه نيابة عنه الدكتور اشتياق دانش، كما سلم هديتين تذكاريتين للعضوين المندوبين من مجمع الفقه الإسلامي .

كلمة ضيف الشرف الشيخ عميد الزمان القاسمي الكيرانوي:

       قدم الشيخ عميد الزمان كلمة توجيهية للمشاركين في الدورة ، وحثهم على الإفادة مما طُرِحَ أثناء الدورة ، وعرض بعض التجارب التي يمكن أن يستفيد منها المشاركون في تعليم اللغة العربية ، وأثنى بدوره على هذه الأنشطة وهذه الدورات التي من شأنها الرقي بمستوى المعلمين ، وقدم شكره لمنظمة «الإيسيسكو» و «العربية للجميع» ممثلة بالدكتور محمد البشري على جهودهم في إقامة مثل هذه الدورات المباركة . كما شكر مجمع الفقه الإسلامي على تبنيه لمثل هذه الدورة .

كلمة المشاركين المتدربين :

       ألقى المتدرب «امتياز عالم القاسمي» كلمة المشاركين في الدورة نيابة عن زملائه نقل فيها شعوره وشعور زملائه نحو هذه الدورة وقال : إننا استفدنا منها كثيرًا ، وتعلمنا أساليب ومهارات كنا نفقدها وبحاجة إليها ، وأثنى فيها على الخبير الدكتور محمد البشري وعلى جميع الخبراء الذين ساهموا وشاركوا في إلقاء المحاضرات في هذه الدورة .

       ونقل رغبة زملائه في تكرار مثل هذه الدورة . ودعا الله العلي الكبير أن يوفق جميع من ساهم في إنجاح هذه الدورة.

تسليم الشهادات :

       وقام بتسليم الشهادات المقدمة من «العربية للجميع» للمشاركين الدكتور البشري وفضيلة الشيخ عميد الزمان القاسمي .

كلمة رئيس الحفلة الدكتور محمد البشري :

       ألقى الدكتور محمد البشري رئيس الجلسة والخبير الموفد من قبل «العربية للجميع» كلمة قال في بدايتها : إن كلمتي هذه نيابة عن منظمة «الإيسيسكو» و «العربية للجميع» ، فأنا أولاً أنقل لكم شكر الجهتين على حسن إعدادكم وحسن تنظيمكم ، كما أقدم لكم اعتذار منظمة «الإيسيسكو» على عدم حضور مندوبيها ، وذلك لأن تأشيرة الدخول إلى الهند لم تُمْنَح لهما رغم أن المنظمة كانت مستعدة لهذه الدورة منذ أكثر من شهرين وأن المحاولات لاستخراج التأشيرة استمرت حتى الأيام الأخيرة من الدورة ، كما لحض الدكتور البشري الأهداف التربوية والتعليمية التي تسعى «الإيسيسكو» و «العربية للجميع» إلى تحقيقها في سبيل تكوين معلمي اللغة العربية .

       وأشاد بالتعاون المثمر بين «الإيسيسكو» و «العربية للجميع» من جهة وبين الجهتين «الإيسيسكو» و «العربية للجميع» ومجمع الفقه الإسلامي من جهة أخرى .

       ونقل الدكتور البشري التهاني بنجاح هذه الدورة نيابة عن «الإيسيسكو» و «العربية للجميع» وقال : إن هذا التكامل بين الجميع هو الذي ساهم في إنجاح هذه الدورة ، وساعد في تحقيق أهدافها .

       وفي الختام دعا الدكتور البشري جميع المشاركين إلى توظيف ما تعلموه في هذه الدورة أثناء تعليمهم لطلابهم ، وأشار إلى أهمية نقل ما تعلموه من مهارات ومعلومات إلى زملائهم المعلمين في المدارس الهندية .

       وقدم شكره الجزيل لجميع من ساهم في إنجاح وتنظيم هذه الدورة ، وخص بذلك منظمة «الإيسيسكو» ومجمع الفقه الإسلامي في الهند والمعلمين المشاركين في الدورة .

       وتمنى للجميع مزيدًا من الرقي والفلاح .

كلمة ممثل مجمع الفقه الإسلامي الأستاذ هشام الندوي:

       جاءت كلمة ممثل مجمع الفقه الإسلامي ، وهي مسك الختام لهذه الدورة مجسدة لهذا التلاحم والتعاون بين جميع الأطراف سواء المنظمة أو المنفذة ، وأشاد بالتعاون المثمر بين منظمة «الإيسيسكو» و «العربية للجميع» ومجمع الفقه الإسلامي .

       واستعرض في كلمته أهم ما طُرِحَ في هذه الدورة ، وقدم بطاقات شكر نيابة عن مجمع الفقه الإسلامي : الأولى منها لمنظمة «الإيسيسكو» والثانية «العربية للجميع» والثالثة لمندوب «العربية للجميع» الدكتور البشري والرابعة للمشاركين في الدورة من المعلمين الذين ينتمون إلى عدد من المدارس ، كما شكر في الختام زملاءه الذين ساعدوه في التنظيم والتنسيق لهذه الدورة .

       وتمنى للجميع التوفيق والسداد .

توصيات الدورة :

       من خلال المناقشات والجلسات التدريبية اليومية التقت توجهات المشاركين في التوصيات التالية :

       دعوة كل من منظمة «الإيسيسكو» و «مؤسسة الوقف الإسلامي» (العربية للجميع) إلى مواصلة عقد مثل هذه الدورة التدريبية الناجحة في إطار التكامل والتنسيق بينهما .

       ضرورة تطوير تعليم اللغة العربية والإفادة من التجارب التي ذكرها الخبراء أثناء الدورة .

       الحرص على توفير ما يستجد في الميدان من تجارب وخبرات ونظريات حول تعليم اللغة العربية .

       استمرار التواصل بين المشاركين فيما بينهم من جهة وبين المشاركين والخبراء من جهة أخرى .

       أهمية إعداد كتاب تعليمي للغة العربية يتلاءم مع الاحتياجات التعليمية والأهداف التـــربـويـــة لأبناء المسلمين في الهند .

       تقديم الشكر الجزيل لكل من منظمة «الإيسيكو» و «العربية للجميع» ومجمع الفقه الإسلامي بالهند على تكاتفهم من أجل إنجاح هــذه الــدورة التي تعــد تجـربة ثرية للمشاركين ومثــالاً رائعًا للتعاون والتكامل بين الجهات الثلاث (الإيسيسكو والعربية للجميع ومجمع الفقه الإسلامي في الهند).

*  *  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . ذوالحجة 1426هـ = يناير 2006م ، العـدد : 12 ، السنـة : 29.

Related Posts