دراسات إسلامية

بقلم:  محمد عارف جميل القاسمي المباركفوري

عناصر البحث:

مدخل، نشأتها، أول مبنى للمكتبة،المتبرعون للمكتبة،وضع الفهارس للمحتويات،عدد الكتب لدى التنظيم، إدخال بيانات محتويات المكتبة في النظام الحاسوبي، المخطوطات في المكتبة، المكتبة المركزية قيد الإنشاء، الحاجة إليها ومتطلباتها، نداء المكتبة إلى الشعوب الإسلامية:

مدخل:

       لقد اعتنى المسلمون والحضارة الإسلامية بالعلم والعلماء مالم تعتنِ به أمة من الأمم أو حضارة من الحضارات، وذلك لأن الأمم تتوخى بالعلم كسب المنافع الدنيوية وتحقيق المصالح الشخصية،وأما المسلمون فيكسبون العلم للعلم فحسب، لا لغايات معيشية أخرى، فالعلم هو الهدف والغاية في المنظور الإسلامي، لا وسيلة لكسب المعيشة وتحقيق المصالح المادية. وتظافرت الآيات والأحاديث النبوية على هذه الفكرة الإسلامية السامية التي لايدانيها فيها أمة من أمم العالم، ولسنا بصدد بيان وشرح ذلك، إذ لو ذهبنا نسرد ما يحضر من الآيات والأحاديث ومواقف السلف الصالح من الصحابة ومن بعدهم من طلب العلم للعلم فقط لجاءت مجلدات.

مكتبة دارالعلوم/ديوبند

       ونظرا لأهمية المكتبة ومكانتها ونفعها في المجال التدريسي والتعليمي والتصنيفي اهتمت دارالعلوم/ منذ نشأتها بهذا الجانب، و وضعت نواة هذه المكتبة في فاتحة عمرها. وكان أول شيءبدؤوا به توفير المقررات الدراسية و شروحها. ثم زادوا عليها المصادر من غير المقررات الدارسية في مراحل عدة. وتفيد التقارير الدورية لعام1319هـ أن المكتبة تجمَّع فيها عدد لابأس به من  مصادر العلوم والفنون المختلفة لنهاية هذا العام. فتقول التقارير:”نحمد الله تعالى على أن وفقنا لتوفير مقدار من الكتب الدراسية وغيرها بما يغطي حاجات الطلاب ويفي بها. فلاتأتي على طالب في صف من الصفوف فاتحةُ أيام الدراسة إلا كان بإمكانه أن يحصل على المقررات الدراسية من المكتبة العامة؛ فقد حوت المكتبة ما لابد منه من الكتب وحواشيها و شروحها في كل علم وفن. كما تحتوي المكتبة على بعض الكتب النوادر. فهي في جملتها مكتبة عامرة عظيمة، إلا أن احتواء التراث الإسلامي من الكتب الإسلامية التي لايحصرها عاد، لازالت في حاجة إلى مراحل أخرى كثيرة. وستمثل هذه المكتبة مَعلَمًا بارزًا على  الهمم البعيدة والسخاء وبسط اليد، التي  يتصف بها المسلمون – حتى يرث الله تعالى الأرض ومن عليها. ويستحق المولوي عابد حسين – الحاكم الفخري لـ«جون فور»-الشكر والتقديرَ على أنه منح دارَالعلوم مكتبتَه القيمة العامرة ببعض النوادر. وفي العام ذاته خصصت النواب السلطانة جهان بيغم بولاية «بهوبال» تبرعًا سنويًا متمثلًا في ثلاث مئة روبية هندية انطلاقًا من حبها للعلم وحرصها عليه. وارتفعت كمية التبرعات هذه في الأعوام اللاحقة إلى ألفين وخمس مئة روبية هندية، واستمرت حتى سقطت هذه الولاية المعطاء. و استمرت المكتبة في بعض الحجرات في الجانب الجنوبي من مبنى «نودره». ثم ضاقت الحجرات عن محتويات المكتبة من المصادر والمراجع العلمية الهامة،واحتيج إلى مبنى مستقل لها، وتبرع لهذا الهدف النواب يوسف علي خان –أمير «ميندهو» (علي كره حاليًا)-  بمبالغ سخية.

المبنى الحالي للمكتبة:

       في 2/صفرعام 1324هـ= 28/مارس عام 1906م وضع حجر أساس مبنى المكتبة الحالي بين مبنى «نودره» ومسجد «تشته». وكان يطلق على هذا المبنى لمدة من الزمان «المكتبة اليوسفية» نظرًا إلى مساهمة النواب المذكور أعلاه بسخاء،كما تبرع له أصحاب الخير من سكان مدينة «ميروت» كذلك.

       وشهد هذا المبنى توسعة عام 1386هـ/ 1966م فأضيفت إلىها قاعة واسعة للمصادر العربية، بجانب حجرة خاصة بكتب مشايخ وعلماء ديوبند. وشهد هذا المبنى توسعات كثيرة مع مرور الأيام و  ارتفاع عدد المصادر والمراجع المتوفرة فيها،وضم إليه شطر كبير من مبنى قسم الفارسية في المراحل اللاحقة.

ترتيب جديد للمكتبة:

       كانت تحتضن مكتبة «دارالعلوم» نحو مئة ألف كتابٍ، وإن كان العدد الكبير منها نسخ المقررات الدراسية إلا أن نحوًا من نصفها مصادر علمية من غير المقررات الدراسية، ومن هذه الكتب مطبوع، ومنها مخطوط. فإن المكتبة تحتضن عددًا لابأس به من المخطوطات.

       و وُكِل أمر ترتيب الكتب وتنسيقها عام 1355هـ أول مرةٍ إلى السيد محبوب الرضوي، وانتفع روادُ المكتبة بهذه الفهارس لمدة من الزمان مديدة. وفي عام 1382هـ بعد مضي ربع قرن من الزمان احتاجوا إلى إعادة ترتيبها وفهرستها من جديد في حين قد ضُمت إلى المكتبة آلاف من المصادر الجديدة. فاختار المجلس الاستشاري لهذا الأمر المفتي ظفير الدين المفتاحي(1344- 1432هــ/1925 -2011م)، فانصرف الشيخ إلى هذا العمل وبذل فيه من سواد ليله وبياض نهاره مالايعلمه إلا الله تعالى. والأمر الجديد الذي شهدته هذه الفهرسة والصياغة أنه أعدت «كروت» تحمل المعلومات عن الكتاب و تم ترتبيها على حروف الهجاء شأنَ المكتبات الأخرى في العصر الحاضر، وأعانت هذه الكروت في البحث عن الكتاب والمصدر كثيرًا، كما تم إعداد كتاب يعرِّف بالمخطوطات المتوفرة في المكتبة بصورة مستقلة، وطبع في مجلدين. وسيمربك تعريف مفصل بالمكتبة في موضعه بعنوان «المكتبة».

       ومما يميز هذا الترتيب أن المصادر كانت مرتبة حسب الفنون والعلوم فقط، وبصورة إجمالية، وأما الترتيب الجديد فقد أفرز المصادر والمراجع ووزعها على اللغات أولا، فجعل مصادر كل لغة لوحدها، كما اعتنى الترتيب الجديد بفرز المطبوعات من المخطوطات، كما أفرز الكتب المكررة، وأما إذا تعددت طبعات الكتاب فجعل في خانة الكتب المرتبة على الرفوف نسخة أو نسختين من الكتاب، للرجوع إلى المجلد أو الصفحة الخاصة بتلك الطبعة.

إدخال بيانات محتويات المكتبة في النظام الحاسوبي:

       وشرعوا منذ السنوات الأخيرة في إدخال بيانات محتويات المكتبة من اسم المصدر وصاحبه، ولغته، و موضوعه، و رقمه الخاص بالموضوع، والرقم العام إلى الحاسوب الآلي، تيسيرًا للوصول إلى المصدر عن طريق البحث في أجهزة الحاسوب الآلي المنويّ نصبها في المكتبة؛ و تمهيدًا لإعداد مكتبة رقمية في حينها. ويتجاوز عدد المصادر والمراجع والمصادر المتوفرة في المكتبة حسب رقم السجل العام (Woqsi Number) مئتي ألف كتاب. ويجري الآن إعداد (Soft were) خاص بها.

المخطوطات في المكتبة:

       عمل المفتي ظفير الدين – رحمه الله- كتابًا تعريفيًا بالمخطوطات في جزأين، يتضمن الجزء الأول منه مخطوطات خاصة بالمصاحف الشريفة (21مخطوطا)، وتجويد القرآن الكريم باللغة العربية (5مخطوطات) و باللغة الفارسية (9مخطوطات)، و التفسير وما يتعلق به (باللغة العربية) (66مخطوطا)، وأصول الحديث باللغة العربية (5 مخطوطات) ومتون الحديث وما يتعلق به (118 مخطوطا)، أسماء الرجال (13مخطوطا)، و أصول الفقه (باللغة العربية والفارسية) (25مخطوطا)، والفقه العربي (90) والفقه الفارسي(36مخطوطا)، و علم الكلام العربي (66مخطوطا).

       ويحتوي الجزء الثاني من الكتاب التعريفي بالمخطوطات على المخطوطات الخاصة بالتصوف العربي (26 مخطوطا) والتصوف الفارسي(89 مخطوطا)، والتاريخ العربي (18مخطوطا)، والتاريخ الفارسي (36 مخطوطا)، والمعاني والبيان العربي (9مخطوطات)، والأدب العربي (18مخطوطا) والقواميس العربية (6مخطوطات)، والقواميس الفارسية ( 17مخطوطا)، والفلسفة العربية (22مخطوطا)، والمنطق العربي و الفارسي (46مخطوطا)، والهيئة والرياضيات العربية (7مخطوطا)، والهيئة الفارسية (6مخطوطات)، والصرف و النحو العربي والفارسي (40 مخطوطا)، والمناظرة– العربي-(4مخطوطات)، والمناظرة -فارسي-(12مخطوطا) والمناظرة – أردو- (13مخطوطا) ، و الموضوعات المتفرقة (7مخطوطات) والرياضية- عربي- (6مخطوطات) والرياضية – فارسي-(4مخطوطات)، و الطب – عربي- (58مخطوطا) والطب- فارسي- (34مخطوطا)، والأدب –فارسي- (63مخطوطا)، و الأدب -أردو-(8مخطوطات).

       وفي بداية كل جزء فهرس للمخطوطات على حروف الهجاء، وفي نهايته فهرس أسماء المؤلفين على حروف الهجاء، وفهرس للمصادر والمراجع التي استقى المؤلف تراجم أصحاب المخطوطات ومؤلفيها، بالإشارة إلى مصدر الترجمة وصاحبه والطابع والناشر له.

       واكتفى فضيلة الشيخ المفتي ظفير الدين رحمه الله في كتابه – بجزأيه- بتعريف المخطوطات العربية والفارسية بشكل عام، مع أن المكتبة تحتوي على عدد كبير من المخطوطات في اللغة الأردية، وهي كالتالي:

       تجويد القرآن (30)، والتفسير(131)، والحديث (132)، والفقه (133)، وعلم الكلام (134)، و علم المناظرة (135)، وعلم التصوف (136)، والتاريخ (38)، وعلم الأدب (137)، وعلم الرياضيات(84).

تصانيف علماء ديوبند:

       وأفرز المفتي ظفير الدين رحمه الله مؤلفات مشايخ وعلماء دارالعلوم/ديوبند فأفردها في سجل، وخُصص لها جناح من المكتبة، ويبلغ عدد هذه المؤلفات (1730). فاتحة هذه التصانيف مؤلفات المحدث الشاه ولي الله الدهلوي (1114-1176هـ= 1702- 1762م)، والمؤلفون الذين تجمع هذه الغرفة مؤلفاتهم أسماء بعضهم مايلي:

       المحدث الشاه ولي الله الدهلوي، والشاه عبد العزيز (1159-1239هـ/1746-1823م)، و الشاه رفيع الدين(1163-1233هـ/ 1749- 1817م)، والشاه عبد القادر(1167-1230هـ = 1753-1814م)، والشاه محمد إسحاق (نحو1197-1262هـ/1783-1846م)، والشيخ محمد إسماعيل الشهيد (1193-1246هـ  / 1779-1830م )، والشيخ أحمد علي السهارن فوري (1225-1297هـ/1810-1880م )، والحاج إمداد الله المهاجر المكي (1233-1317هـ /1817-1899م)، والشيخ محمد قاسم النانوتوي (1248-1297هـ/1832-1880م)، و الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي ( 1244-1323هـ/1829 – 1905م)، والشيخ محمد يعقوب النانوتوي (1249- 1302 هـ/1833-1884م)، والشيخ ذو الفقار الديوبندي (1237-1322هـ/1822-1904هـ)، والشيخ خليل أحمد الأنبيتهوي (1269 -1346هـ/1853-1920)، وشيخ الهند محمود حسن الديوبندي (1268-1339هـ/ 1851-1920م)، والشيخ أحمد حسن الأمروهوي (1267-1330هـ/1850-1912م)، والشيخ أشرف علي التهانوي (1280-1362هـ/1863-1943م)، والشيخ الحافظ محمد أحمد (1279-1347هـ/1862-1928م) – المدير الخامس لدارالعلوم-، والشيخ محمد أنورشاه الكشميري (1292-1352 هـ/1875-1933م )، والشيخ المفتي كفاية الله الدهلوي (1292-1372هـ/ 18751952)، والشيخ المفتي عزيز الرحمن (1275-1347هـ/1858-1928م)، و الشيخ رحيم الله البجنوري (…-1347هـ /…-1929م)، والشيخ عبيد الله السندي (1289-1363هـ /1872- 1944م)، والشيخ منصور الأنصاري (المتوفى 1365هـ /1946م)، والشيخ حبيب الرحمن العثماني (…- 1348هـ/…-1929م)، والشيخ شبير أحمد العثماني (1305-1369هـ/1887-1949م)، والشيخ ميان أصغر حسين الديوبندي (1294-1364هـ/1877-1944م)، والشيخ المفتي محمد سهول البهاري (1287-1367هـ/1870-1948م)، والشيخ مرتضى حسن (نحو 1285-1370هـ/ نحو 1868-1951م)، والشيخ حسين أحمد المدني (1296-1377هـ/ 1879-1957م)، والشيخ مناظر أحسن الكيلاني (1310-1375هـ/1892-1956م)، والشيخ عبد السميع الديوبندي (1295- 1366هـ/1878-1947م)، والشيخ إعزاز علي الأمروهوي (1300-1374هـ/ 1882-1955م)، والشيخ فخر الدين أحمد (1307-1392هـ/1889-1972م)، والشيخ بدرعالم الميروتي (1316-1385هـ/1898-1965م)، والشيخ محمد إبراهيم البلياوي (1304-1381هـ/1886-1967م)، والشيخ حفظ الرحمن (1318-1382هـ/1901-1962م)، والشيخ المفتي محمد شفيع (1314-1396هـ/1897-1976م)، والشيخ محمد إدريس الكاندهلوي (1318-1394هـ/1900-1974م)، والشيخ السيد محمد ميان الديوبندي (1321-1395هـ/ 1903-1975م)، والشيخ محمد طاهر القاسمي رحمهم الله، والشيخ محمد طيب (1315 – 1403هـ/1897-1983م) – مدير دارالعلوم-، والشيخ سعيد أحمد الأكبر آبادي (1325- 1405هـ/1908-1985م )، والشيخ منت الله الرحماني (1332-1411هـ/1914- 1991م)، والدكتور مصطفى حسن العلوي (1315-1401هـ/1897-1890م)، والشيخ منظور أحمد النعماني (1323-1417هـ/1905-1997م)، و الشيخ القاضي زين العابدين سجاد (1328-1411هـ/ 1910-1991م)، والشيخ حامد الأنصاري (1327-1413هـ/ 1909-1992م)، والشيخ حبيب الرحمن الأعظمي (1319-1412هـ/1901-1992م)، والشيخ أنوار الحسن الشيركوتي (1324-1396هـ/1906-1976)، وغيرهم زيدت معاليهم في الدارين.

تبرعات بالمقررات الدراسية:

       كانت «دار العلوم» تعوزها كتبُ المقررات الدراسية أول نشأتها، فاستعار القائمون عليها الكتبَ من أهل العلم في المناطق المجاورة لها إلى أجل معلوم، و أهابوا بسكان البلاد إلى توفير كتب المقررات الدراسية. ولقيت هذه الدعوةُ آذانا صاغيةً في أنحاء البلاد، وفتح أصحابُ المطابع صدورهم لها، وتقدموا بالعدد الهائل من كتب المقررات الدراسية للجامعة، كما ساهم بعض الهندوس أصحاب المطابع –كذلك- بالتبرع بالكتب لها، وتشير التقاريرالدورية إليه شاكرةً و مقدِّرةً لهؤلاء: «إن أعضاء الشورى بالجامعة مدينون كثيرًا للمنشي نول كشور- صاحب مطبعة «أعظم» بـ«لكناؤ»- الذي ساعد المدرسة ببعض الكتب النافعة كعادته السارية».

       وكانت هذه الهدايا فاتحةَ خيرٍ وبركةٍ، فقد توالت الكتب المطبوعة في كل سنةٍ في هذه المطابع إلى هذه الجامعة، وهي تمثل نموذجًا مبدئيًّا لهذه المكتبة الضخمة القيمة التي تحوي الآلاف من المقررات الدراسية وغير الدراسية. وعلى كلٍ فقد سَعِدَ بالتقدم في هذا المساركلٌّ من الشيخ عبد الرحمن خان – صاحب مطبعة «نظامي» كانفور- ، والمنشي «نول كشور» الراحل. وكان كل منهم أسوة لغيرهم في هذا العمل الخيري. ولم يتخلف أحد منهما عن إهداء إصداراتهما إلى «دارالعلوم» ما دامَا على قيد الحياة. و تقول التقارير الدورية لعام 1294هـ: «ونخص بالشكر كلا من المنشي نول كشور – صاحب صحيفة أودهـ «لكناؤ»- والمستر/ راؤ أمر سنغ- صاحب صحيفة «سفير» بدهانه؛ فإنهما رغم كونهما من الهندوس – يتبرعان بصحفهما القيمة لصالح الجامعة، فيا لَه من كرمٍ وسخاء.

مساحة المكتبة القديمة حاليًا:

       يضم مبنى المكتبة حاليًا ست غرف وصالات، على النحو التالي:

       (1) 49×23 قدم مربع

       (2) 20×19 قدم مربع

       (3) 25×13 قدم مربع

       (4) 24×20 قدم مربع

       (5) 37×13 قدم مربع

       (6) 22×20 قدم مربع.

المكتبة المركزية قيد الإنشاء: الحاجة إليها ومتطلباتها:

       وفي السنوات الأخيرة اشترت الجامعة أو أهدي إليها عدد هائلٌ من المصادر والمراجع العلمية، في حين أن المساحة المتوفرة لها لاتسع ترتيبها و وضعها على الرفوف الموجودة نظرا لضيق المكان على رحبه، وهناك أكداس من المصادر والمراجع العلمية لازالت في مخزن المصادر في انتظار ليتم ترتيبهاو رصفها على الرفوف الخاصة الموزعة على الموضوعات، والحاجة ماسة إلى مبنى أكبر يسع هذه المصادر الموجودة على رفوف المكتبة والمكدسة في خزانتها بالإضافة إلى تزويدها بالتسهيلات العصرية الرائعة اللائقة بمكانة دارالعلوم العالمية السامية، حتى يعم نفعها الأساتذة والطلاب والرواد مراجعتها و الاستفادة منها. ففي عام 1425هـ/ 2005م وافق المجلس الاستشاري بالجامعة على إنشاء مبنى موسع يطلق عليه «مكتبة شيخ الهند محمود حسن الديوبندي». وفعلًا تم الشروع في بنائه- بعد وضع تصميم له على يد المصمم البنائي الشهير السيد/أحمد كاسو، وبإشراف من فضيلة الشيخ عبد الخالق المدراسي حفظه الله- وكيل الجامعة- على قطعة أرض مساحتها 262000 (مئتين واثنين وستين ألف) قدم مربع.

       وهذا المبنى الدائري الناطح للسحاب ذوسبعة طوابق وصل إلى مرحلته البنائية الأخيرة حيث تم بناء الطوابق السبعة. والدوري الأرضي منه يحتوي على قاعة موسعة مساحتها (42000) قدم مربع، يستخدم كقاعة الامتحانات وقاعة المحاضرات. والدوران: الأول والثاني – ومساحتهما ثلاثة وسبعون ألف قدم مربع- سيتم استخدامهما فصلًا دراسيًا للحديث الشريف؛ حيث يضم قسم دورة الحديث الشريف حاليًّا نحو ألف وخمس مئة طالب.

       وأما الأدوار الأربعة العليا فمختصة بالمكتبة المعروفة بـ«مكتبة شيخ الهند محمود حسن الديوبندي». و تيسيرًا للصعود إلى الأدوار العليا تَمَّ نصب أربعة مصاعد كهربائية وأربعة سلالم عادية موسعة.

       ومساحة كل دور خاص بالمكتبة تبلغ (42000) قدم مربع، ومجموع مساحة أدوارها الأربعة (168000) قدم مربع.

       وتزدان المكتبة المركزية الجامعية بالتسهيلات الحديثة المتنوعة، وتوزع على صالات متعددة تخص اللغات: الأردية والعربية والإنجليزية والهندوسية، وغيرها من لغات العالم والأديان، وكل صالة تضم المصادر والمراجع الخاصة بالموضوعات الدينية والسياسية والاجتماعية، وأديان العالم كلها.

       ويبلغ عدد رواد المكتبة كل يوم نحو ألف من زائر وباحث، وعدد كبير منهم من يدرس الأديان والفرق والمذاهب العالمية، وعليه خصصت المكتبة جناحًا منها للمصادر والمراجع العلمية الخاصة بالأديان والملل العالمية في مختلف اللغات، لتجتمع هذه المصادر في مكان واحدٍ تيسيرًا على الدارسين والباحثين في إعداد بحوثهم ودراساتهم، والمقارنة بين الأديان.

نداء المكتبة إلى الشعوب الإسلامية:

       1- وعليه تنادي المكتبة جميع المؤلفين والمصنفين والناشرين للكتب وأصحاب الخير إلى تقديم المصادر والمراجع العلمية لهذه المكتبة الشامخة الموسعة؛ فإنه يجلب لهم لسان صدق وأجرًا ومثوبةً في الدنيا والآخرة، وهي صدقة جارية، ودلالة لغيره على العمل الخيري. كما ترجو المكتبة منهم أن يرسلوا عددًا من نسخ الكتاب ليتوفر في كل صالة من صالاتها.

       2- ولامانع لدى مسؤولي دارالعلوم/ديوبند من تحمل نفقات نَقلِ المكتبات الشخصية التي يريد أصحابها وقفها لصالح دارالعلوم/ديوبند- وجلبها إليها إذا ما قام أصحابها بإشعارهم بذلك. كما يمكن تخصيص جناح خاص بالمكتبة الموقوفة في جناح من أجنحة مكتبة دارالعلوم /ديوبند إذا رغب أصحابها في ذلك.

       3- وتضم المكتبة جناحًا خاصة بمؤلفات وتصانيف مشايخ وعلماء الجامعة، فنهيب بخريجي دارالعلوم كلهم إلى تزويد هذه المكتبة بعدد من نسخ أعمالهم العلمية.

       4- وتملك مكتبة الجامعة آليات وأدوات متطورة للحفاظ على المخطوطات،فندعو كل من يملك مخطوطات علمية إلى إهدائها إلى الجامعة إن رغب في ذلك.

       5- تدعو المكتبة أهل العلم، و رؤساء التحرير للمجلات والجرائد الدينية إلى إرسال نسخة منها إلى المكتبة؛ فإنها تقوم بتجليدها على السنوات، والاحتفاظ بها، مما يعين القارئ على الاستفادة منها، وهذه العادة مستمرة منذ القديم، كما تأمل المكتبة أن يُشعر أصحاب الجرائد والمجلات الجامعةَ بما إذا كانوا عاجزين عن إرسالها إلى الجامعة مجانًا.

       6- كما ترجو المكتبة ممن يملك كتبا قديمة، حبيسة في الرفوف، أن يزودوا الجامعة بها؛ فإن الجامعة تقوم بإصلاح ما تخرب أو بلي أو أكلتها الأرضة حتى تعود مصونة صالحة للاستفادة منها.

       7- كما نرجو ممن يملك خزانة من الكتب النادرة ويرغبون في بيعها أن يشعروا الجامعة بذلك.

       8- تهيب الجامعة بأصحاب الخير إلى العناية بتوفير أجهزة الحاسوب الآلي (Computers)، والطابعات(Printers)، والمصورات(Photo copir)، والماسحات الضوئية (Scanner)، وخادم البيانات (Data server).

*  *  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، رمضان – شوال 1439 هـ = مايو – يوليو 2018م ، العـدد : 9-10 ، السنة : 42

Related Posts