كلمة المحرر

          النيل من الإسلام وأحكامه ورسوله وأتباعه ليس جديدًا من أعداء الإسلام والمسلمين، فلايمر عليهم – المسلمين وبالذات في الهند- يوم  إلا ويقوم قائم من الإعلام العالمي والمحلي بمختلف صوره من الصحف والمجلات والإذاعات والشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي- بالهجوم عليهم ، فتجده يُطبق عليهم من كل جانب، فمن محلل لشخصية المسلمين ومهول لأخطائهم ودافن لحسنات الإسلام والمسلمين على العالم البشري وبالذات على الهند، ومستصغرلها، ومشكك في الدافع إليها، فينقلب مدحهم ذمًّا، وحسناتهم سيئات.

       وهذه الظاهرة المؤلمة تنتشر في الهند منذ السنوات الأخيرة انتشار النار في الهشيم. فلاتجد رجلاً خاملاً لايؤبه له، ولايقام له وزن، وأراد أن يطبل له الناس و يكسب لنفسه شعبية إلا سخَّر لسانه أو قلمه أو يده أو منصبه لتوجيه الشتائم إلى الإسلام والمسلمين، و رميه بكل ما هو بريء منه، فإذا مساحة المعجبين و المخدوعين به تتسع وتمتد إلى ناس من طبقات ومستويات وثقافات مختلفة.

       وهذه الظاهرة الشنيعة مستمرة منذ ظهور الإسلام ليومنا هذا وقد نبَّه القرآن الكريم المسلمين على ذلك، وأخبرهم بأن الله تعالى يبتليهم بذلك،وأيقظهم إلى ما يواجه أهل الحق من البلوى، فيقول عز وجل: ﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتٰبَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ [آل عمران/186]، يقول الإمام الرازي: المراد منه أنواع الإيذاء الحاصلة من اليهود والنصارى والمشركين للمسلمين، وذلك لأنهم كانوا يقولون عزير ابن الله، والمسيح ابن الله، وثالث ثلاثة، وكانوا يطعنون في الرسول – عليه الصلاة والسلام- بكل ما يقدرون عليه، ولقد هجاه كعب بن الأشرف، وكانوا يحرضون الناس على مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم. وأما المشركون فكانوا يحرضون الناس على مخالفة الرسول –صلى الله عليه وسلم- ويجمعون العساكر على محاربة الرسول –صلى الله عليه وسلم- ويثبطون المسلمين عن نصرته.

       وشرح الله تعالى الحل من هذا المأزق وماذا عسى أن يكون موقف المسلم في مثل هذه الأوضاع الحرجة بقوله عز من قائل: ﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾، فأمرهم الله تعالى بالصبرعلى ما يصيبهم وأمرهم بالتقوى أي الدوام على أمور الإيمان والإقبال عليه.

       وفي مثل هذه الأوضاع قد تسول نفوس بعض ضعاف المسلمين أن التخلي عن بعض الدين أو حكم من أحكامه قد يخفف عنهم وطأة النوائب والآفات، مع أن النجاة في الإسلام والتمسك بأحكامه في واقع الحياة من غير خور ولا استكانة  ولا  لجوء إلى ما يخالف شرع الله تعالى. فيا ليت قومي يعلمون..        [التحرير]

(تحريرًا في الساعة الرابعة من مساء يوم الأحد: 4/رجب 1438هـ = 1/من أبريل 2017م)

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند، شعبان  1438 هـ = مايو 2017م ، العدد : 8 ، السنة : 41

Related Posts