دراسات إسلامية

بقلم: الأستاذ/ سيد محبوب الرضوي الديوبندي -رحمه الله-

(المتوفى 1399هـ / 1979م)

ترجمة وتعليق: محمد عارف جميل القاسمي المباركفوري(*)

عام1383هـ، ورحلة رئيس دارالعلوم إلى إفريقية ومصر:

       في هذا العام قام رئيس دارالعلوم [فضيلة الشيخ محمد طيب (1315-1403هـ/1897-1983م)] حفظه الله برحلتين خارجيتين، أولاهما إلى إفريقية الجنوبية وثانيتهما إلى مصر. وهاتان الرحلتان كانتا نافعتين جدًّا لدارالعلوم على عدة مستويات، حيث سافر معاليه في أواخر شهر المحرم إلى إفريقية الجنوبية، واستقبله على مطار «جوهانسبرغ» جمع عظيم يمثّل المسلمين القادمين من ولاياتها الأربع، يبلغ عددهم نحو ألفي نسمة. وكان في استقباله على مطار «جوهانسبرغ» المستر «أوبر هولز» – رئيس بلدية «جوهانسبرغ» من أصل هولندي– مع قرينته، مع تواجد مكثّف من الشرطة الأوربية. ومكث معالي الرئيس في «جوهانسبرغ» أسبوعين، وتوجه خلال ذلك إلى «دربن» و «كيب تاون». وخلال تواجده في «دربن» زار مختلف ضواحيها، و قال معاليه وهو يخاطب بعض الاجتماعات في «كيب تاون»: «حذار أن ينزعج المسلمون من القوة المادية، وإنما عليهم أن يزيدوا من قوتهم المعنوية، إن المسلمين قد نسوا واجباتهم التي خلقوا لأجل القيام بها، علينا أن نلقِّن الخيرَ، ونجتنب السيئات».

       وعملت رحلة رئيس الجامعة – لحد كبير- على إزالة الظنون السيئة بدارالعلوم/ديوبند وجماعتها في إفريقية الجنوبية، وخلَّفَت آثارًا متأصلة في قلوب أهلها. وكانت جامعة «وت واترز ريند» بـ«جوهانسبر غ» تشهد مؤتمرًا تعليميًا في تلك الأيام، جمع متخصصين في التعليم في «جوهانسبرغ»، واستدعي له معالي رئيس دارالعلوم. واعترف رئيس المؤتمر– وهو يعرب عن شكره لمعالي رئيس دارالعلوم على شهوده المؤتمر– بالمكانة السامية التي تحتلّها دارالعلوم، وبصماتها وآثارها على مستوى العالم. وقال معالي رئيس دارالعلوم في خطبته ردًّا على كلمة رئيس المؤتمر: «قد يفرق بيننا حدودُ الوطن والقوم والعرق، ولكن العلم تراث يشترك فيه بنوآدم كلهم، وهوضمان طبعي لتوحيد صفوف البشر، ولاشك أن العلم هو الذي جمعنا هنا رغم فوارق اللون والعرق والعواطف».

       وأعظم المنافع التي جلبتها الرحلة إلى إفريقية الجنوبية هذه وشهود اجتماعاتها ومؤتمراتها أنها عملت على التعريف بـ«دارالعلوم» على أوسع نطاق. ولايخفى أن هذه الاجتماعات كان يحضرها ممثّلو صحف الدول الغربية ويغطون فعالياتها وبرامجها، وكانت تنشر أخبار «دارالعلوم» و أوضاعها كذلك، و هكذا وصل صيت «دارالعلوم /ديوبند» لا إلى إفريقية الجنوبية وحدها، وإنما إلى مختلف دول أوربا أيضا. كما أن ممثّلي الصحف المتواجدين في الاجتماعات والمؤتمرات وجّهوا أسئلةً شتى تخص القضايا الإسلامية إلى رئيس «دارالعلوم»، وزوّد معالي رئيس «دارالعلوم» في ردوده عليها بالمعلومات الصحيحة الصائبة عن الإسلام، مما أعان على كشف كثير من الشبهات العالقة بأذهانهم فيما يخص الإسلام والمسلمين.

       وعاد معالي رئيس «دارالعلوم» من إفريقية الجنوبية مرورًا بمصر وبيت المقدس والحجاز عن طريق بيروت بعد ثلاثة أشهر.

       والرحلة الثانية قام بها في 19/شوال عام 1383هـ (4/مارس عام1963م)  بدعوة من المؤتمر الإسلامي العالمي بالقاهرة. واستدعى المؤتمر – الذي كان يطلق عليه «مجمع البحوث العلمية» – العلماء البارزين من العالم الإسلامي، فحضره سبعون من نخبة العلماء المنتمين إلى 38 دولة، بالإضافة إلى علماء مصر. فكان إجمالي عدد الحضور مئة وخمسة وعشرين من أهل العلم. وكان ممثّلو الهند وباكستان كلهم من خريجي دارالعلوم/ديوبند، ومنهم– بالإضافة إلى معالي رئيس الجامعة– الشيخ السيد منت الله الرحماني – أمير الشريعة بولايتَي أريسه وبيهار(1)، والشيخ سعيد أحمد الأكبر آبادي- رئيس القسم الديني بجامعة علي كره الإسلامية(2). وهؤلاء كانوا يمثلون الهند. وكان المؤتمر يهدف إلى تحقيق وتنقيح القضايا المستجدة التي أفرزته الحضارة الجديدة – في ضوء الشريعة الإسلامية. توزعت هذه القضايا على المحاور التالية:

       1- نظام توزيع الثروة في الإسلام.

       2- العوامل الطبعية وراء نفوذ العرب والإسلام على مستوى العالم.

       3- الملكية الشخصية للأراضي وتداعياتها وآثارها في المنظورالإسلامي.

       4- تكييف حقوق المساكين والفقراء في أموال الأثرياء.

       5- نظام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الإسلام.

       6- الاجتهاد في الإسلام: حاضره وماضيه.

       تناول المؤتمركافةَ المحاور بالبحث والنقاش إلا أن تركيزه على المحور الأخير كان أشد وأعظم. و لك أن تقدر ذلك بأن ثلثي المرحلة الزمنية- التي استغرقها المؤتمر- استنفده هذا المحور وحـده. وزعم المشاركون أن القضايا العويصة لن تجد سبيلًا إلى حلّها ما لم يفتح للعلماء بابُ الاجتهاد؛ فإن الوضع الراهن قد انقلب رأسًا على عقب في ضوء الاختراعات الجديدة، وإن الخطوات السابقة لن تحسمها.

       وقدم معالي رئيس دارالعلوم – الذي كان يقود الوفد الهندي– والشيخ محمد يوسف البنوري-الذي كان يرأس الوفد الباكستاني- بحوثهم في المؤتمر. وكان بحث معالي رئيس دارالعلوم يُشَكِّل فكرتَها الأساسية أنه من الواجب علينا أن نتقيد بأصول الفن وقواعده في تنبي أية فكرة أو في طريق الاستنباط، كما يجب علينا كذلك أن نتبع السلف. ولايسعنا أن نتجاوز السلفَ وإن كنا داخل حدود الاجتهاد ودائرته. ويجب أن تكون السنة وأسوة السلف غايتَنا ونهايتَنا. وقال معاليه:

       «إن القضايا التي يواجهها المسلمون اليوم يعدونها صعبة المنال عويصة الحل، وبدلًا من أن نبذل جهودنا لإثبات منصب الاجتهاد لأنفسنا فيما يخصها، أحْرِ بنا أن نقدم حلولًا عمليةً لهذه القضايا، وإن النظر في تخويل الأفراد والأشخاص القوة الاجتهادية أيسر منه أن ننظر في القضايا نفسها وأخصر طريق إليه. إن الأحداث وما تثيره من المستجدات ليس من خصائص هذا العصر، وإنما شهده كل قرن في الإسلام. إن الأحداث والأحوال الجديدة لازالت تثير الأفكار والنظرات الجديدة، وظل المفكرون من أهل العلم في كل عصر يفصلون فيها بإعمال قدراتهم الفكرية في ضوء أصول الفقه والمذاهب الفقهية المضبوطة، ولم يقصر أهل العلم اليوم كذلك في تنقيح القضايا المتمخضة عن الأحداث والوقائق الجديدة. وشهدت الهند كتبًا مستقلة في هذا الموضوع أمثال «حوادث الفتاوى» و «الأحكام الشرعية للآلات الجديدة» تقدم حلولًا مناسبةً للمستجدات. وإنما نحتاج إلى نشر أمثال هذه الأحكام وتنقيحها على المستوى العالمي، وعرضها لا بالأسلوب المحلي بل بالأسلوب العالمي، ونقدم أمثال هذه الفتاوى الجديدة  من أي بلد كان إلى العالم الإسلامي كله. ولايخفى أن هذا العمل لن يقوم به خير قيام إلا مجمع البحوث العلمية؛ فإن بإمكانه – نظرًا إلى تأثيراته العالمية – أن يوفر تراث الفتاوى الجديدة هذه، وتنقلها إلى مختلف اللغات، ليتأتى الشمول والانسجام والتوافق في الفكر  فيؤدي إلى الانسجام في مواقف الأمة. إن هذا المؤتمر تشكل خير وسيلة إلى توحيد صفوف الأمة.

       كما أكد معالي رئيس «دارالعلوم» في بحثه على ضرورة تعريف العالم الحاضر بالإسلام، وأهاب بالمؤتمر الإسلامي إلى أن يجعل نصب عينيه السعي إلى تحويل الإسلام دين العالم كله.

       وانتهى البحث بالإشارة إلى أن شيئًا من قوة الاجتهاد وكفاءته لازال قائمًا في علمائنا ولولا ذلك لتعذر على أهل الفتوى والإفتاء والنظر في القضايا والفصل فيها، ولكن مما يجب ملاحظته هنا ألَّا نحرص على الاجتهاد وطلبه لأجل خلق نظريات جديدة مسبقًا خوفًا من الحضارة الغربية الحاضرة، ثم نلتمس في الكتاب والسنة ما يؤيدها حتى نوفر لها غطاء من الجواز والإباحة. وغير خافٍ أن هذا لايعد اتباعًا للكتاب والسنة، بل إخضاعًا لهما لما تشتهيه نفوسنا. وهو ذنب فادح. فإن التفكير والنظر ووجوه الاستنباط كما تتطلب ضرورة التقيد بالأصول والقواعد، يوجب كذلك التقيد التام بما كان عليه السلف، بالإضافة إلى المذاق  الذي ورثناه عن السلف، وإلا فاتتنا الصبغة التي صُبِغْنا بها في بيان قوله تعالى (صبغة الله)، وعليه لايسعنا أن نخرج على اتباع السلف رغم تقيدنا بحدود الاجتهاد طبعا. ويجب أن تكون السنن كلها وأسوة السلف كلها غاية اجتهادنا ومنتهاه(3).

       كما تقدم الشيخ منت الله الرحماني – عضو المجلس الاستشاري بدارالعلوم/ديوبند– ببحث إلى المؤتمر، يتناول المسائل الفقهية بدقة بالغة ونظرة واسعة، يستلفت الانتباه إلى بعض الحقائق الهامة، ويشرح الفرق بين الفروع والأصول بنظرة بعيدة. وجاء في البحث: «إن إيلاء المسائل الفرعية أهميةً غير عادية جرَّ إلى أن انصرفت أنظار علمائنا وفقهائنا عن الأسس الخالدة والضوابط العالمية التي يتمتع بها ديننا إلى الفروع والجزئيات، واختفى أصل الدين عن الأنظار، مما يقوم عليه نجاة البشر، وحلت محله القضايا التافهة، مما ضرَّ كثيرًا الوحدةَ الدينية، وتمزقت الأخوة الإسلامية كل تمزق، وأصبح الإعلان بـ(وَمَا أَرْسَلْنٰكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَـمِيْنَ) و (وَمَا أَرْسَلْنٰكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيْرًا وَنَذِيْرًا) لا معنى له. فيجب أن نقضي على العنف غير العادي في الفروع، ونحل كل مسألة في محلها اللائق بها، وفي موضعها بالنظر إلى الحجة الدينية، ونعرض على العالم أصل الدين  الذي جاء به محمد –صلى الله عليه وسلم- لكل بلد ومكان إلى أن يرث الله الأرض و من عليها(4).

       وفي نهاية المؤتمر غادر كل من حضرة رئيس دارالعلوم، والشيخ الرحماني القاهرة إلى الحجاز لأداء مناسك الحج، فنزل معالي رئيس الجامعة في المدينة أولا ثم تشرف بالحج. وأثناء نزوله في المدينة المنورة زار الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بدعوة منها (وصحبه إليها نجله الشيخ محمد سالم القاسمي أستاذ دارالعلوم/ديوبند، ومدير مكتب الرئيس الشيخ عبد الحق الذي كان بها حينئذ، وأعرب رئيس دارالعلوم في حفلة الترحيب التي عقدت على شرفه، وهو يوجه كلمته إلى الأساتذة والطلبة – عن شكره للقائمين على الجامعة، وفي النهاية شرح أوضاع دارالعلوم، ومذهبها، ولم يفته  تثمين ومباركة الحكومة ومسؤولي الجامعة على الخدمات الغالية التي تقدمها.

       وبالجملة كانت رحلتا رئيس دارالعلوم مثمرتين للغاية، فقد ساعد ذلك على تعريف دارالعلوم في قارة إفريقية والشرق الأوسط بالإضافة إلى الدول الغربية على نطاق أوسع. وبما أن مؤتمر القاهرة ضمّ ممثلي العالم الإسلامي كله، فلانعدو الحق لو قلنا: تعرف العالم الإسلامي كله على دارالعلوم.

       عاد رئيس دارالعلوم إلى ديوبند في 6/المحرم عام 1384هـ (19/مايوعام1964م)، واستقبله استقبالًاحارًا على المحطة أساتذة دارالعلوم وطلابها والعاملون في مكاتبها وسكان المدينة. وبطلب من دارالعلوم ألقى رئيس دارالعلوم كلمة ضافية مسهبة في حفلة الترحيب التي عقدت في قاعة دارالحديث، تحدث فيها عن رحلة مصر والحجاز وسرد التفاصيل حول المؤتمر الإسلامي بالقاهرة و الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

*  *  *

الهوامش:

(1)        السيد منت الله بن محمد علي الرحماني (1332- 1411هـ/ 1914-1991م) من العلماء البارزين، ولد في الزاوية الرحمانية بـ«مونغير» في ولاية «بيهار»، قرأ القرآن الكريم ومبادئ الفارسية والعربية في بلده. ثم تحول منه إلى «حيدر آباد» وهو ابن أحد عشر عاما، و درس العلوم على الشيخ المفتي عبد اللطيف ثم التحق بدارالعلوم/ندوة العلماء، لكناؤ، ومكث بها أربع سنوات ثم أكمل دراسته في دارالعلوم/ديوبند، والتحق بها عام 1349هـ، وتخرج منها عام1352هـ ومن أبرز مشايخه فيها شيخ الإسلام حسين أحمد المدني. تعلم الإنجليزية قدر الحاجة الكافية. وتعين عضوًا في المجلس التشريعي المحلي بولاية «بيهار»، وُلّي نظارة الزاوية الرحمانية التي رفعها والده إلى مصاف أكبر المراكز العلمية والدعوية والدينية و الدعوية. وبعد ما تولى رئاسة الزاوية ركّز على الخدمات الاجتماعية فتوسع نطاق أصحابه ومسترشديه في كل من ولاية بيهار وأريسه وبنغال. وظل عضوًا في المجلس الاستشاري لدارالعلوم/ديوبند منذ عام1374هـ، وفي عام 1376هـ شغل منصب أمير الشريعة في ولاية بيهار ولاية أريسه، وكان يجمع بين التعليم والتربية، ونفع الخلق كثيرًا. واستأنف عمله في الجامعة الرحمانية وشهدت الجامعة على عهده تطورًا كبيرًا وأصبحت تعد من كبار المدارس والمؤسسات التعليمية في البلاد. و تعددت فروع الإمارة الشرعية في عهده. ولاتنسى خدماته من على منصة «هيئة الأحوال الشخصية لعموم المسلمين في الهند» بصفته أمينًا عامًا لها. وكان محل ثقة كافة الأطياف الإسلامية في البلاد. من آثاره عدة كتب تخلد ذكره.للاستزادة من ترجمته راجع: تاريخ دارالعلوم/ ديوبند 2/166؛ موسوعة علماء ديوبند.

(2)        سعيد أحمد الأكبر آبادي (1325- 1405هـ/1908-1985م): عالم فاضل ذكي، ولد في آغرا من ولاية أترابراديش، الهند، أصله من مديرية مراد آباد، تلقى دراسته في مدرسة شاهي مراد آباد، وأكملها في درالعلوم/ديوبند، عام 1344هـ/1926م. وُلّي التدريس في الجامعة الإسلامية دابيل، ثم  في المدرسة العالية وكلية استيفن والمدرسة العالية بكالكوتا، وتولى رئاسة قسم العلوم الدينية بجامعة علي كراه عام 1968م، شارك في تأسيس ندوة المصنفين في دهلي ، وتعين عضوًا في المجلس الاستشاري بدارالعلوم /ديوبند، عرف بكتاباته الرصينة الرشيقة، ووُلّي رئاسة تحرير بعض المجلات والصحف، من أبرز أعماله: «اسلام مين غلامي كي حقيقت»،  و«فهم القرآن»، و«غلامان اسلام»، توفي في كراتشي بباكستان. للاستزادة من ترجمته راجع: موسوعة علماء ديوبند؛ ودارالعلوم ديوبند كي جامع ومختصر تاريخ ص 649-650؛ وكاروان رفته ص109.

(3)        للاستزادة منه راجع: التقارير الدورية لدارالعلوم، ومجلة «دارالعلوم» الأردية، العدد الخاص بمؤتمر القاهرة الإسلامي، ترتيب: سيد محبوب الرضوي.

(4)        قامت الحكومة المصرية بتوفير فرصة الزيارة والتطواف للمندوبين، فأخذت بهم أولا بالطائرة إلى سد أسوان، وبه آلاف من العاملين يشتغلون في أعمالهم. ثم خرجوا بهم بالسيارات إلى مدن مصر الأخرى. وتعد «طنطا» من المدن المصرية الصناعية الكبرى، و أزاروهم مصانعها، ثم ارتحلوا ثالثا بالسيارات إلى غزة التي تحتلها اليوم اليهود، ومرت السيارات بصحراء سينا في طريقها إلى غزة، يقول معالي الرئيس: إنه مرّ بسيناء، فتمثل له مرور موسى عليه السلام وبني إسرائيل بهذه الصحراء، ثم قضاؤهم أربعين عامًا تائهين فيها. وتفاعلًا مع هذا المنظر التاريخي بدأ معاليه تأليف كتاب بمفرده، واكتمل بعد عودته إلى الهند، ويضم هذا الكتاب الضخم كثيرًا من الحقائق الشرعية والمعارف السياسية التي لاتحصى. وللأسف لم يرَ هذا الكتاب النور. ومن المظنون أن طبع هذا الكتاب يعد إثراءً غاليًا في التراث العلمي. وقد نشرت ترجمته إلى العربية في حلقات على صفحات مجلة «الداعي» الشهرية.

*  *  *


(*)   أستاذ التفسير واللغة العربية وآدابها بالجامعة.

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، رجب  1438 هـ = أبريل 2017م ، العدد : 7 ، السنة : 41

Related Posts