استهدافُ الحوثيين مكةَ المكرمةَ بصاروخ باليستي يُؤَكِّد شرعيّةَ وعدالة وضرورةَ الحرب التي يخوضها ضدهم التحالفُ تحت قيادة المملكة العربية السعودية

كلمة العدد

       بعد ما أوغل الحوثيون الـمُدَعَّمون مادِّيًّا ومعنويًّا وعسكريّا من قبل حكومة إيران الشيعية في قتل الشعب اليمني ولاسيّما أهل السنة والجماعة الذين نَهَضَ الحوثيون ضدَّهم لتقتيلهم وتشريدهم وتحويلهم في اليمن الشقيق أقليّةً قليلةً مُسْتَضْعَفَةً؛ حتى يتمكّنوا من إقامة حكومتهم هم؛ لكي يسهل عليهم ابتلاع البقية الباقية من أهل السنة، وبالتالي القضاء على الإسلام الصحيح الذي يُمَثِّلُونَه؛ ليخلو لهؤلاء الحوثيين الخبثاء الجوُّ وتتهيّأ لهم الفرصة لبسط سيطرة الشيعة على أرض اليمن كلها، وهو الهدف الذي تَحْلُمُ إيران بتحقيقه في أقرب فرصة ممكنة.

       بعد ذلك تَجَرَّأُوا كثيرًا على إثارة سَخَطِ الله القهّار، وعلى خرق حدوده، ودوس المساجد وهدمها، ولم يَكْتَفُوا بذلك، وإنما حَلَا لهم أن يستحقّوا عاجلًا غضبَ الله وعقابَه الأليمَ ومؤاخذتَه الشديدةَ، فأطلقوا صاروخًا باليستيًّا إلى مكة المكرمة يستهدفون الكعبة الشريفة والبيت الحرام. وذلك في الليلة المتخللة بين الخميس – الجمعة: 25-26/المحرم 1438هـ الموافق 27-28/أكتوبر 2016م؛ ولكن القوات السعودية الـمُتَيَقِّظَة الـمُتَأَهِّبَة تمكّنت من تدمير الصاروخ في الجوّ على مسافة 65 ك. م. من مكة المكرمة، فللّٰه الحمد والمنة.

       ولقد آلَـمَتْ هذه الخطوةُ الحوثيّةُ الشنعاءُ المسلمين كلَّهم في مشارق الأرض ومغاربها، وشَعَرَ كلُّ فرد منهم كأن الصاروخ وُجِّهَ لقلبه هو، وأصابهم جميعًا القلقُ البالغُ والأسفُ الشديدُ الذي لا يوصف، واستنكروا على اختلاف المذاهب هذا الحدثَ الفاجعَ عبر الرسائل التي وَجَّهُوها إلى قيادة المملكة رأسًا أو إلى السفارات السعودية في بلادهم، والتصريحاتِ الصحفية التي أصدروها والتي نشرتها وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة.

       وقد صَرَّحَتِ المنظمات والجمعيّات والجماعات والجامعات الإسلاميّة في العالم – بما فيه شبه القارة الهندية – أن الخطوة التي أقدم عليها الحوثيون، لا يُتَصَوَّر أن يُقْدِم عليها مسلمٌ يخفق قلبه بحب الله ورسوله، ويحترم الحرمين الشريفين فضلًا عن الكعبة المشرفة التي هي أوّل بيت وُضِعَ للناس.

       فقد قالت دارالعلوم/ديوبند – وهي أم المدارس والجامعات الإسلامية في شبه القارة الهندية – في تصريح أصدرته بهذا الشأن مُوَجَّهًا إلى وسائل الإعلام: إن ما قام به الحوثيون البغاة تحت قيادة الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح من إطلاق الصاروخ نحو مكة المكرمة التي هي قلب العالم الإسلامي ومركزه من منطقة «صعدة» اليمنية، هو مؤامرة لإثارة عواطف المسلمين وجرح مشاعرهم. إنه جريمة بالغة الشناعة لا تُغْتَفَر في أي حال؛ لأن البيت الحرام قبلة المسلمين، وحصانتها جزء من إيمان المسلمين. إن الحوثيين بخطوتهم الإجرامية هذه قد أثاروا ردود الفعل الغاضبة لدى المسلمين على مذاهبهم في العالم كله، وجعلوهم يَتَقَلَّبُون على أحرَّ من الجمر. وإننا نُؤَيِّد ما تتخذه المملكة لقمع الحوثيين.

       وقال رئيس جمعية علماء المسلمين في الهند فضيلة الشيخ الشريف أرشد المدني أستاذ الحديث الشريف بالجامعة الإسلامية الأم: دارالعلوم/ ديوبند: إن الحوثيين جرحوا أفئدة المسلمين في العالم، ولا يُتَصَوَّر أن يُقْدِم مسلم على هذه الخطوة التي يَتَحَرَّجُ القلمُ واللسانُ من ذكرها، والتي تَتَمَثَّلُ في إطلاق الحوثيين الخبثاء الصاروخَ نحو مكة المكرمة التي هي قبلتنا ومركزنا وملجؤنا. وإنني – بصفتي رئيسًا لجمعية علماء الهند وأستاذًا للحديث الشريف بالجامعة الإسلامية: دارالعلوم/ديوبند – نُثْنِي على القوات السعودية الصاحية التي أَفْشَلَتْ محاولة الحوثيين للمساس بمكة المكرمة، وأُعْلِنُ صارخًا وقوفَ الجمعيّة وجامعة دارالعلوم/ديوبند بجانب المملكة في كلِّ ما تتخذه من وسائل للحفاظ على الحرمين والمملكة أرضًا وإنسانًا، ولقمع الحوثيين الطغاة الظلمة الذين لا يَتَحَرَّجُون من قتل المسلمين بدافع العصبيّة المذهبيّة، ومن هدم المساجد والمدارس وتدمير البنية التحتية في اليمن الشقيق.

       وقد أَدْلَتْ مُعْظَمُ المنظمات والقادة المسلمون في شبه القارة الهندية تصريحات مماثلة في التنديد البالغ بتصرفات الحوثيين الغاشمة الخارقة لحدود الله تعالى، التي هي الجريمة الفاضحة حتى في نظر الأعراف والقوانين الدولية المعاصرة.

       فقد صَرَّحَ عدد حاشد من العلماء والقادة والساسة ومديري المنظمات الإسلامية في دولة باكستان: أن إطلاق الصاروخ صوبَ مكة المكرمة عداء صارخ مع العالم الإسلامي، وأن محاولة الهجوم الصاروخي على بلد الله الأمين هجوم على المليار ونصف المليار من المسلمين، وطالبوا الحكومة الباكستانية بأن تُوَجِّهَ عاجلًا وفدًا رفيع المستوى يُؤَكِّد للمملكة العربية السعودية بأن باكستان شعبًا وحكومةً تقف بجانبها وقفة رجل واحد لاتخاذ كل نوع من الخطوات لحصانة الحرمين الشريفين والدفاع عنهما، وأنها مستعدة لتقديم كل تعاون ممكن من شأنه أن ينفع في تحقيق هذا الهدف الأسمى.

       وفي تصريحين مماثلين أصدرهما كل من قسم الإفتاء بجامعة الأزهر ومفتي الجمهورية المصريّة جاءت إدانةٌ شديدةٌ بما قامت به جماعة الحوثيين، وقالا فيهما: إنه لا يُتَصَوَّر من مسلم أن يستهدف مكة المكرمة بهجوم عسكري وأن يطلق نحوها صاروخًا باليستيًّا.

       وشَدَّدَ مفتي الجمهورية المصرية في بيانه على أن ما قامت به مليشيات الحوثيين هو ضرب من الجنون واعتداء فاجر على حرمة مكة المكرمة التي بها بيت الله الحرام، وقد قال الله سبحانه مُتَوَعِّدًا من يحاول الإضرار بمكة وبالحرم الشريف: «وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ» وطَالَبَ الدول العربيّة والإسلاميّة بالتّصدّي لتلك الاعتداءات التي تَطَالُ الأماكن المقدسةَ، وأن تَضَعَ حدًّا لهذه المحاولات التي تسعى لإشاعة الرعب والخوف في نفوس الآمنين في البلد الأمين.

       وأدان مجلس التعاون الخليجي هذه الجريمة النكراء، فقد أعرب الأمين العامّ لمجلس التعاون لدول الخليج العربي الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني عن إدانة المجلس واستنكاره الشديد لاستهداف جماعة الحوثي – صالح مكة المكرمة بصاروخ باليستي.

       وقالت وزارة الخارجية المصري في بيان لها: إن هذا العمل يُمَثِّل تطوّرًا خطيرًا، وسابقةً غيرَ مقبولة، واستخفافًا بحرمة الأماكن الإسلامية المقدسة، لايمكن السكوت عنه. وأضافت: إن ما حدث استخفاف بأرواح المدنيين الأبرياء، وبمشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم، مُؤَكِّدةً أن مصر تُعْلِن تضامنَها الكاملَ مع المملكة العربيّة السعوديّة تجاه هذا الاعتداء السافر.

       ونَدَّدَت مملكة البحرين بشدة بقيام المليشيات الانقلابية الحوثية في اليمن باطلاق صاروخ باليستي باتجاه مدينة مكة المكرمة.

       كما أعربت الكويت عن إدانتها واستنكارها الشديدين لإطلاق المليشيات الحوثية صاروخًا باليستيًّا باتجاه منطقة مكة المكرمة.

       ومن جانبها أعربت دولة قطر عن إدانتها الشديدة لاستهداف المليشيات الحوثية مكة المكرمة بصاروخ باليستي.

       وأدانت الإمارات العربية المتحدة بأشد العبارات إطلاقَ المليشيات الحوثية صاروخًا باليستيًّا نحو منطقة مكة المكرمة.

       ونَدَّدَت المملكة الأردنية الهاشمية بأشدّ العبارات وأقواها بإطلاق المليشيات الحوثية الانقلابية في اليمن صاروخًا باليستيًّا تجاه منطقة مكة المكرمة.

       وقال أمين عامّ الرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم: إن ما قامت به مليشيات الحوثي من محاولة قصف مكة المكرمة هو عمل مشين وجبان وخارج عن كل خلق إسلامي.

       وأدانت المملكة المغربية بشدة إقدامَ مليشيات الحوثي على إطلاق صاروخ باليستي تجاه منطقة مكة المكرمة.

       وأدانت وزارة الخارجية التركية بشدة إطلاق المليشيات الحوثية في اليمن صاروخًا باليستيًّا باتجاه مكة المكرمة التي تُعَدُّ أكثر الأماكن المقدسة بالنسبة للمسلمين.

       وأدانت منظمة نشطاء السنة في إيران إطلاق مليشيا الحوثي صاروخًا باتجاه مكة المكرمة.

       وكذلك أدانت مندوبة الولايات المتحدة الأميريكية في مجلس الأمن الدولي «سامانثا باور» استهداف مليشيات الحوثي لمنطقة مكة المكرمة بصواريخ باليستية.

       كما أعربت كل من الحكومات السودانية والتونسية والعراقية والباكستانية والصومالية والفرنسية والألمانية عن بالغ استنكارها لاستهداف المليشيات الحوثية مكة المكرمة بصاروخ باليستي مداه أكثر من 300 كيلو متر ويستهدف منشآت على الأرض، وتم اعتراضه من قبل دفاعات التحالف العربي، وأُسْقِطَ على الأرض على بُعْد عشرات الكيلو مترات من مكة المكرمة.

       وقال عبد الله بن زايد وزير الخارجيّة والتعاون الدولي بالإمارات العربيّة المتحدة: إن نظام إيران يدّعي الإسلامَ ويُدَعِّم في الوقت نفسه مليشيات حوثية تستهدف مكة المكرمة، وتطلق الصواريخ على البلد الحرام.

       وأصدر أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية، بيانًا صحفيًّا، أدان فيه استهداف جماعة الحوثيين لمدينة مكة المكرمة، بصاروخ باليستي، وقال: إن ذلك انتهاك غير مقبول لحرمة الأراضي المقدسة، خاصة لأنه مُوَجَّهٌ إلى مهبط الوحي وقبلة المسلمين كافة. وأضاف: إن هذا العمل يُعَدُّ أيضًا تصعيدًا نوعيًّا خطيرًا من جانب الحوثيين في الوقت الذي تُبْذَلُ فيه جهود حثيثة لتأمين قيام هدنة مستقرة في اليمن بما يُمَهِّد للتوصّل إلى تسوية مناسبة للأزمة في هذا البلد العربي الهامّ.

       واعتبر ضاحي خلفان – نائب رئيس الشرطة والأمن العام الإماراتي السابق – إطلاقَ جماعة الحوثيين صاروخًا باليستيًّا تجاه مكة المكرمة، دليلًا على أن إيران تسعى لهدم الكعبة المشرفة. وأضاف: حَجَّ الإيرانيون إلى «كربلاء» وسعى الحوثي إلى هدم الكعبة المشرفة بإطلاق صاروخ على مكة المكرمة. إن هدم الكعبة استراتيجية إيرانية.

       وقال المتندى العالمي للوسطيّة: ما قامت به جماعة الحوثيين الإرهابية الخارجة عن الإسلام عمل جبان استهدف مدينةَ مكة المكرمة.

       وأدان المؤتمر الإسلامي الأوربي إطلاقَ الحوثيين صاروخًا باليستيًّا تجاه مكة المكرمة، مُؤَكِّدًا أنه عمل إرهابي مُخَطَّطٌ له سلفًا لتحقيق المشروع الصفوي بالمنطقة يبدأ بتدمير الحرمين الشريفين.

       وأدانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) بشدة استهداف مكة المكرمة بصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون من منطقة «صعدة» في اليمن.

*  *  *

       إن إطلاق صاروخ على خير بقاع الأرض التي اختارها الله العلي الحكيم لتكون مهبط الوحي الإلهي الأخير، ولتشهد آخر اتصال للسماء بالأرض، ولتكون مطلع آخر الأديان السماوية: الإسلام الذي رضيه الله للناس ليوم القيامة، ومن يبتغ غيره دينًا فلن يقبله الله منه وهو في الآخرة لمن الخاسرين، والتي تحتضن جميع المشاعر المقدسة في الإسلام، وعلى رأسها البيت العتيق الذي هو أول بيت وُضِعَ للناس ليعبدوا الله وحده، والذي جعله الله قبلةً للمسلمين ليوم الساعة، فإليه يتجهون في الصلوات، وإليه يحجّون، وحوله يطوفون، وقد أَمَّنَه الله وحَرَّمَ مكةَ وتَوَعَّدَ كُلَّ من يحاول الإضرار بها بعذاب أليم، فقال تعالى: «ومَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيْمٍ» (الحج:25).

       إن إطلاق الصاروخ عليهاوالمساس بها بضر ليدلّ على أن القائم به لا يحمل ذرة من الإيمان بالله الذي تَوَعَّدَ كلَّ مُلْحِق لضر بيته أو بمكة التي سَمَّاهَا الله تعالى بـ«البلد الأمين» فقال سبحانه: «وَالتِّينِ والزَّيْتُونِ وطُورِ سِنِينَ وهَذَا البَلَد الأَمِيْن» (التين:3). وقد دعا أبونا إبراهيم – عليه السلام- ربَّه – كما حكى دعاءَه القرآن الكريم في آيات عديدة – أن يجعل تعالى هذا البلد آمنًا، فجعله تعالى كما تمنى خليلُه.

       وقد أجمع العلماء على أن من يحاول الإضرار ببيته أوحرمه أو مكة، يكن مصيره مصير «أبرهه» الذي حَاوَلَ قادمًا من اليمن بالذات أن يهدمه بجيشه الكبير، فأرسل الله عليه وعلى جيشه طيرًا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف ماكول، وحَوَّلَهم عبرةً لمن يعتبر ليوم القيامة.

       وقد صَرَّحَ العلماءُ الـمُتْقِنُون أن الرجل إذا هم بالإضرار بمكة وهو على بعد منها، فإنه يستحق غضبَ الله وعذابه، فقال المفسر المعروف الضحّاك – رحمه الله – : «إن الرجل ليهمّ بالخطيئة بمكة وهو بأرض أخرى، فتُكْتَبُ عليه» (الدرّ المنثور: 4/352).

       وقال الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله –: «لو أن رجلًا بعدن وهَمَّ أن يقتل عند البيت، أذاقه الله من العذاب الأليم» (كتاب الفروع: 3/493).

       وقال عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه –: «لو أن رجلًا هَمَّ فيه – الحرم – بإلحاد وهو بعدن أبين، لأذاقه الله عزّ وجلّ عذابًا أليمًا» (مسند أحمد:4316).

       وعن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أنه قال: «لأن أخطئ سبعين خطيئةً بـ«ركبة» – وهو موضع خارج حدود الحرم – أحبُّ إليّ من أن أخطئ واحدةً بمكة» (مصنف عبد الرزاق:887).

       وقال عبد الله بن عبّاس – رضي الله عنهما – وجمعٌ من أتباعه بمضاعفة السيئات بمكة كما تُضَاعَفُ بها الحسناتُ» (مرقاة المفاتيح، باب خطبة يوم النحر: 9/136).

*  *  *

       إن المملكة العربية السعودية استشعارًا منها لتمرد الحوثيين ومن يواليهم ويقف بجانبهم ويمدهم بالمال والرجال من الإيرانيين الشيعة، على أحكام الله، وخروجهم على حدوده، وانتهاكهم لحرماته، واستحلالهم لدماء أهل السنة في اليمن، تقود التحالفَ العربيَّ الإسلاميَّ الذي يقوم بعمليات عسكرية لقمعهم وإعادتهم إلى رشدهم، بعد ما عَلِمَتِ المملكة أن لا سبيلَ غيرها لمكافحة شرّهم، ومقاومة مُخطَّطَاتهم العدوانية، الرامية إلى إقامة حكومة حوثية شيعية على أرض اليمن لامكان فيها لأهل السنة.

       وإطلاقُهم صاروخًا على مكة المكرمة، دون مبالاة بسخط الله الجبّار، يُؤَكِّد شرعيّةَ وعدالةَ الحرب التي يخوضها التحالف العربي الإسلامي، تحت قيادة المملكة الرشيدة، ضدّ هذه العصابة الضالة التي لا تُرَاعِي في المسلمين إلًّا وذمةً، ولا تخاف مؤاخذة الله وعقابه وبطشه الشديد.

       المملكة تَحْظَىٰ بشرفٍ أيِّ شرف، إذ تقوم – بتوفيق الله تعالى – بالدفاع عن المقدسات الإسلامية والحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والبيت والحرم، وتخدمها خدمةً منقطعةَ النظير في التاريخ الإسلامي، وتُجَنِّد لذلك جميعَ الوسائل والإمكانيات بنحو قد لا تستطيعه جميعُ البلاد الإسلامية ولو كان بعضُها لبعض ظهيرًا. إنه التوفيق الإلهي الذي حَالَفَها – بتقدير العزيز العليم – ولم يُحَالِفْ غيرَها.

(تحريرًا في الساعة العاشرة من صباح يوم الجمعة: 3/صفر 1438هـ  = 4/نوفمبر 2016م)

نور عالم خليل الأميني

nooralamamini@gmail.com

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، ربيع الآخر  1438 هـ = يناير 2017م ، العدد : 4 ، السنة : 41

Related Posts