دراسات إسلامية

بقلم:     الأستاذ/ سيد محبوب الرضوي الديوبندي رحمه الله

(المتوفى 1399هـ / 1979م)

ترجمة وتعليق: محمد عارف جميل القاسمي المباركفوري(*)

مَقدم حاكم ولاية «أترابراديش»:

زار حاكم الولايات المتحدة «دارالعلوم» مرتين في هذه السنة عبر تاريخها. وكانت الزيارة الأولى في حياة الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي عام 1322هـ/1905م. والأمر الذي دفع إلى دعوته لزيارتها هذه المرة بشكلٍ خاصٍ هو أن الموقع المزمع إقامة مبنى «دارالحديث» فيه كان يمر بها مسيل لمياه الأمطار، وكانوا يسعون لإزالته منذ زمنٍ بعيدٍ، إلا أن عقبات حالت دونه بحكم عدم استواء الأراضي المجاورة له، فعجزوا عن إزالته رغم حصولهم على الموافقة من السلطات المعنية. وكان يتطلب ذلك –بجانب الموافقة من الحكومة المحلية – مساهمةً ومساعدات منها. وهو ما حَدَا بالشيخ الحافظ محمد أحمد (1279-1347هـ/1862-1928م) –رئيس الجامعة- إلى التفكير في دعوة حاكم الولاية، وكان يشغل هذا المنصب حينئذ «السير جيمس مستن». فزار الحاكم المذكور «ديوبند» في غرة مارس عام 1333هـ /1915م، فأقيم حفل بمناسبة مقدمه وقدمت كلمة التحية والترحيب به، التي شرحت – بتفصيل- أهداف «دارالعلوم»، ومناهج تعليمها، ومواقفها، وتلبيتها لحاجات الطلاب، وتجنب السمعة والرياء، وسذاجة حياة الأساتذة والطلبة، ورقيها على مراحل، ورؤيتها المستقبلية.

       وترك ما شاهد «السيرجيمس مستن» وما وقف عليه في «دارالعلوم» في قلبه مفعولاً وتأثيرًا عميقين، أعرب عنهما في كلمته التي ألقاها في «دارالعلوم/ ديوبند» باللغة الأردية، حيث قال:

       «كانت تراودني الأماني منذ زمن غير يسير أن أزور هذه المدرسة الشهيرة وأشاهدها بأم عيني، وأجتمع بأساتذتها البارعين و أتعرف بهم، وأمنيتي هذه ترجع إلى أسباب:

       الأول: الاحترام والتقدير – مما يجب أن ينطوي عليه قلب كل مثقف بشكل طبيعي- لعلماء راسخين يقومون بالتدريس والتعليم ولايرجون من ورائه نفعاً دنيوياً وربحًا ماديًا.

       الثاني: الفخر والمباهاة التي يحق لكل من يسكن هذه الولايات أن يستشعربها لأجل هذه المدرسة التي بلغ صيتها كافة بلاد آسيا والشطر الإسلامي من أوربا.

       ومن أهم الأسباب أني أقف منكم موقفًا يملؤه التقدير والتبجيل من أعماق قلبي؛ لأنكم تقومون بتدريس الدين فحسب، وأنا مدين لكم من أعماق قلبي أنكم أزرتموني مدرستكم، وهيأتم لي فرصة الوقوف على أعمالكم وبعض أهدافكم الأصيلة وأوضاع المدرسة.

       تتجه نفوس الناس اليوم إلى أمور ثلاثة خداج، أولها: أن الناس دائبون مكبون – ضاربين عرض الحائط الراحة الدائمة في الآخرة – على الحصول على الثروة الدنيوية والسعي لها، وينفقون على هذا العمل التافه العقلَ الذي أنعم به الله الخالق الأكبر عليهم لينفقوه في سبيل الأهداف النبيلة. وثانيهما: أن الناس يتهافتون على الزينة الظاهرة والحسن المكذوب والسمعة الزائفة، ولايقتطعون شيئًا من أوقاتهم لأجل كسب الخيرات الروحية والباطنة وإحراز الرقي فيها وهي النعمة الحقيقية. وثالثها: أن الناس يمارسون العصبية في ستارمن الدين، وينشرون الخلاف والنفاق بين الناس بذلاً من أن يغرسوا من خلال التوجيهات الدينية في القلوب أن الناس سواسية كأسنان المشط عند الله تعالى، وعليهم أن يجسدوا بسلوكهم التواضعَ والتسامحَ بعضهم لبعض، ويمتثلوا قول الشاعر الفارسي ما معناه:

يعـرفـون الغريب كما يعرفون القريب

ويتبعون سبيل الأمن والسلام دائمًا

       وأعظم ما ذكرتم في هذا الشطرمن كلمتكم تأثيرًا في نفسي قولكم: إننا نتحاشى عن هذه الأمور الثلاثة الخداج كل التحاشي، وأنا على إيمان جازم بأنكم – بسلوككم هذا – تعلِّمون طلابكم وتربونهم تربيةً تجلب عليهم الراحة والسرور في الدنيا والآخرة.

       ورغم أن أمتكم تمر بوضع أليم يبعث على القنوط واليأس إلا أنكم ترشدونها وتضيؤون لها الطريق بمواعظكم المنطقية، وتنفخون فيها روح الطمانينة والعزاء في ضوء توجيهات الدين الحق في هذه الأوضاع الباعثة على الحسرة والأسى. ويخفف ذلك من ألامها ونكباتها، ولايسعني في هذه المناسبة أن أقول لكم: إني أود أن أتقدم إليكم بشيء مادي؛ فربما تأبون ذلك؛ إلا أنني – كما تعلمون علماً يقيناً-لا أدخر جهداً، وأسعى كل السعي  وبصدر رحبٍ لمديد العون إليكم فيما إذا رغبتم فيه وتقدمتم به إلينا و سأعتبر ذلك سعادةً لي، ولايسعني اليوم إلا أن أقول: أتقدم إليكم بالشكر الجزيل على هذه الحفاوة و القِرى، وأكنُّ في نفسي لكم الاحترام والتقدير الكبيرين، داعياً المولى – عزو جل- أن يكتب لكم الرقي والازدهار في كافة شؤون دينكم ودنياكم».

عام 1334هـ وارتفاع كمية تبرعات «حيدرآباد»:

       ارتفعت كمية تبرعات «حيدرآباد» الشهرية لصالح «دارالعلوم» في هذا العام، فقد كانت تنحصر في خمس مئة روبية، فارتفعت هذا العام –بمساعٍ حثيثة بذلها رئيس «دارالعلوم» بمعدل ثلاث مئة روبية لتصل إلى ثماني مئة روبية هندية شهرية، ثم لم يمض عليها إلا أعوام حتى وصلت إلى ألف روبية هندية عام 1338هـ واستمرت إلى أن سقطت ولاية «حيدرآباد». وكان الشيخ الحافظ محمد أحمد يُقَابَلُ– مرجعَه من «حيدرآباد» بعد هذه المساعي الموفقة التي تسفر عن رفع التبرعات، إلى ديوبند – بالترحيب الحار في «دارالعلوم»، وتعقد الحفلات والبرامج، وتقدم فيها قصائد التبريك والتهنئة، فأنشد كل من الشيخ شبير العثماني (ت1369هـ 1989م) والشيخ عبد السميع (1295-1366هـ)(2) والشيخ محمد طيب (1315-1403هـ /1897-1983م) (وهم يومئذ طلاب في «دارالعلوم») في هذه الزيادة الأخيرة في تبرعات ولاية «حيدرآباد» قصائد بليغة.

       وكانت «السلطنة الآصفية» يوم ذاك يستقي من منهلها ويستفيد من جودها وكرمها كلُ المدارس الإسلامية استفادةً عامةً، وكانت هذه الدولة الكريمة تمديد العون والمساعدة السخية إلى كل من «دارالعلوم/ديوبند»، وجامعة «علي كره الإسلامية»، وغيرهما من المؤسسات التعليمية الإسلامية بجانب الجامعات والمؤسسات الهندوسية منها: جامعة هندو بـ«بنارس»، ومؤسسة شانتي نيكتن (Shanti nekatan) فقد استفادت كل أولئك من سخائها على العلم وأهله.

تطور غير عادي تشهده «دارالعلوم»:

       ظلت «دارالعلوم» تقطع أشواط التقدم والتطور منذ اليوم الأول، وازداد هذا الرقي والازدهار مع مرورالأيام والليالي، فتقول التقارير الدورية لهذا العام: «لقد شهدت «دارالعلوم» اتساعًا وامتدادًا على جميع النطاق وكافة المناحي ثلاثة أو أربعة أضعاف في الأعوام العشرة الأخيرة. والنظرة الفاحصة في كافة أقسامها وشعبها ومقارنتها بما كانت عليه قبل عشرة أعوام تكشف –بجلاء – أنها قطعت أشواط التقدم والرقي ثلاثة أضعاف في بعضها وأربع أضعاف في بعض آخر، وعلى سبيل المثال لا الحصر إقبالُ طلبة العلم عليها، وعدد المدرسين، والمكتبة العامة، وإجمالي الإيرادات والنفقات- إذا نظرت فيها – تبينت – بجلاء- انصرافَ الطلاب إليها أكثر من الأعوام العشرة الأخيرة. فقد بلغ عدد الطلبة في القسم العربي منها عام1326هـ 169طالباً، بينما وصل اليوم – بعد مضي سبعة أعوام عليه – إلى نحو أربع مئة طالب. ودفع إقبالُ الطلبة وازدحامهم عليها إلى إدخال التوسعة على كافة أقسامها وشعبها أما بالنسبة إلى تنفيذ المشروعات البنائية الجديدة؛ فإن عدد الطلاب في بعض الصفوف الدراسية وصل إلى خمسين أو ستين أو ثمانين طالباً، كما دفع ذلك إلى توسعة المكتبة العامة، فقد شهدت «دار العلوم» رقيًا وازدهارًا على كافة المستويات وفي المناحي كلها بما تتطلب كل واحدة منها. فتوسعت مكتبتها التي بدأت تضيق على الطلاب على رحبها وسعتها، كما أنشئت الفصولُ الدراسية، وتحقيقًا لهذا الهدف النبيل اقترحوا بناء «دار الحديث».

عام 36-1335هـ ، والأوضاع الدراسية:

       تقول التقارير الدورية: «لقد تصاعد إقبال الطلبة في مفتتح العام الدراسي عام 1335هـ بشكلٍ غير عادي وتكاثرت أعدادهم كثرةً لم تعهدها «دارالعلوم» من قبلُ، وخاصةً في الصفوف الدراسية النهائية التي انهمر سيل من الطلبة للالتحاق بها، فارتفع عدد الراغبين في قسم «دورة الحديث الشريف» ارتفاعًا ملحوظًا غير معهود سابقًا. وبلغ عدد الراغبين في دراسة كتابي: «صحيح مسلم»، و«سنن الترمذي» نحو تسعين طالـبًا. واستمرت الدراسة بشكل منظم وبهدوء وطمانينة وبحضور مكثف وتقيد بالمواعيد. فلاحت الشؤون الإدارية كلها منسقة ومتكاملة، والنظر في أوضاع «دارالعلوم» هذه تدفع إلى أداء الشكر لله تعالى على أن كتب لها- دارالعلوم- هذه السمعة الحسنة والصيت الذائع ولسان الصدق في وقت عمَّ فيه الاستخفافُ بعلوم الدين والإعراض عنها، لقد أورث الله تعالى قلوب المسلمين رغبةً أكيدةً في تلقي علوم الدين فيحرصون- حرصاً صرفهم عن طلب الدنيا ومتاعها وعزها – على إنفاق أعمارهم في سبيل الإسلام ورقيه، وإرشاد المسلمين ونشر الدين الإسلامي، ولايرجون به جزاءً ولاشكورًا؛ بل ينصرفون إليه بكليتهم ولايبالون أن تصيبهم سهام نافذة من سهام اللوم والتشنيع، التي تتطاير يمنةً ويسرةً وصعودًا وهبوطًا.

       وفي الوقت الذي كانت النشاطات التعليمية على أشدها فوجئت «ديوبند» بأمراض وأوبئة تمتد يدها إليها، وطالَت من الطلاب عدداً، والدراسة في «دارالعلوم» مستمرة كعادتها رغم أنها – الأمراض- أقلقت الطلاب وأقضت مضاجعهم، ثم إن هذه الأمراض اشتدت وطأتها على أهل «ديوبند»، ودفعت القائمين على «دارالعلوم» إلى تعليق الدراسة فيها، وأصيب معظم المدرسين والأساتذة بالأمراض الموسمية واستمر تعليق الدارسة فيها مدة أشهر، وكان من تداعيات هذه الحادثة الفاجئة أن اختل بها نظام التعليم رغم توفر أسباب الدراسة واكتمالها، واستمرار شؤون التعليم على أوجهها وقمتها. ثم إن الأوضاع عادت إلى مجاريها الطبيعية وإلى ما كانت عليه -ولله الحمد- وأكب المدرسون والطلاب على الدراسة والتعليم بهمة ونشاط يغتبط بهما، وواصلوا جهودهم ليل نهار، والأمل كبير ومؤكد – بفضل من الله تعالى ثم بمساعي المدرسين والطلبة – أن يتداركوا ما فاتهم من التعليم والدراسة  للأسباب الخاصة السالفة الذكر على أحسن ما يرام. فحضر الاختبارَ النهائي في ختام السنة الدراسية 551 طالباً من إجمالي عدد الطلاب البالغ 577 طالبًا، وغاب عن الامتحان 26 طالبًا فحسب لأسباب صحية وغيرها. ولم يرسب من الطلاب الذين قدموا الاختبار السنوي إلا ستةٌ، رغم الاختلال الشديد الذي حلَّ بالنظام التعليمي للأسباب السالف ذكرها، ونجح 545 طالباً، فكان معدل نجاحهم 99.4٪ مما يشكل أعلى معدل النجاح.

اعتقال شيخ الهند:

       حج شيخ الهند محمود حسن الديوبندي (1268-1339هـ/1851-1920م) في أخريات السنة السابقة، ينوي الإقامة في الحرمين الشريفين لمدة من الزمان، ولتحقيق مصلحة بعينها سيأتي ذكرها لاحقاً. فقضى عام 1334هـ كله في الحرمين الشريفين، على أمل أن يرجع في نهاية عام 1335هـ، إذ شاع أن الشريف حسين(2) – والي مكة- ألقى القبض على شيخ الهند بإيعاز من الحكومة البريطانية، وتم ترحيله منها إلى القاهرة ومنها إلى جزيرة «مالطة»، وكان من الطبيعي أن تثير هذه الحادثة الفاجئة القلق والاضطراب في قلوب مسلمي الهند عامةً وفي قلوب أصحابه ومسترشديه خاصةً، ولم تدخر «دارالعلوم» وعامة الشعب المسلم الهندي جهدًا في اتخاذ حيلةٍ تنجي شيخ الهند من الاعتقال وتؤدي إلى إطلاق سراحه، إلا أنها باءت بالفشل. وفي 6/نوفمبر عام 1917م توجه وفد جامعي يرأسه الشيخ محمد أحمد (1279-1347هـ /1862-1928م)– رئيس الجامعة آنذاك- إلى حاكم الولايات المتحدة فلقيه، وقدم له مذكرة تحريرية إلا أن هذا اللقاء هو الآخر لم يغنِ فتيلاً إلا ما كان من إعراب «الحاكم» عن المواساة الشفوية، وامتد اعتقال شيخ الهند ثلاثة أعوامٍ وربعاً مع أسرى الحروب.

       وجاء اعتقال شيخ الهند بسبب المشروع الحربي الرامي إلى القضاء على السلطة البريطانية في الهند، وكانت خطة مدروسة مبيتة تجاوزت فروعها الهندَ. وكانوا يريدون إشعال نار الحرب ضد الإنجليز بدايةً من القبائل الحرة في الشمال الغربي من الهند مع الاستعانة بكل من «ألمانيا»، و«تركيا»، في حين انشغلت القوات البريطانية كلها بالحرب ضد «ألمانيا» و «تركيا» مما يستصعب معه على الإنجليز ردُّ الهجمات الخارجية والتغلب على الثورة الداخلية في آن واحدٍ. وبالتالي يُضطر الاستعمارُ البريطاني إلى الرحيل من الهند ومغادرتها، وسيأتي تفاصيل هذه الخطة في الباب الخامس بإذن الله تعالى.

*  *  *

الهوامش:

(1)       الشيخ عبد السميع الديوبندي من مواليد مدينة «ديوبند»، درس في مدينة «فرخ آباد» ثم في «المدرسة الإسلامية» في «روركي»، و«سهارن فور»، انتخب مدرسا في «دارالعلوم» عام 1328هـ  وكان خطيباً محبباً إلى الناس ينفذ إلى قلوبهم، له قدرة على الكتابة منقطعة النظير، توفي في ديوبند. للاستزادة من ترجمته راجع «تاريخ دارالعلوم/ديوبند» للرضوي 2/87).

(2)       الحسين بن علي بن محمد بن عبد المعين بن عون الهاشمي القرشي (1270- 1350هـ /1854- 1931م): أول من نادى باستقلال العرب عن الإمبراطورية العثمانية وقاد الثورة العربية الكبرى سنة 1916م، وآخر من حكم مكة من الأشراف الهاشميين. ولد في الآستانة بـ«تركيا» حيث كان أبوه منفياً فيها. انتقل مع والده إلى مكة وكان عمره ثلاث سنوات، نشأ وتعلم وتفقه ونظم الشعر وتعلم الفروسية والصيد. أحكم صلته بالقبائل في نجد، ولما مات أبوه وعمه وآلت إمارة مكة إلى عمه الثاني «عون الرفيق»، ولم يحتمل العم تدخل الشريف حسين في شؤون الإمارة، التي كانت تابعة للدولة العثمانية في ذلك الوقت، فما كان من عمه إلا أن طلب من السلطات العثمانية إبعاده من الحجاز، فتم نفيه إلى الآستانة، وصار فيها من أعضاء مجلس «شورى الدولة». وانتقل في أخرياته إلى جزيرة قبرص (سنة1925م) فأقام ست سنين، ومرض، فأذن الإنجليز بسفره إلى عمّان. وجاءه ابناه فيصل وعبد الله، فصحباه إليها. فمكث معتلّا، ستة أشهر وأياما، ووافته منيته. فحمل إلى القدس، ودفن في المسجد الأقصى. للاستزادة من ترجمته راجع: الأعلام للزركلي 2/250، وموقع: http://hamama1948.com/zionism/

* * *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، رجب 1436 هـ = أبريل – مايو 2015م ، العدد : 7 ، السنة : 39


(*)    أستاذ التفسير والأدب العربي بالجامعة.

Related Posts